مقالات مشابهة

ويأبى اليمانيين إلا أن يفرحوا

المشهد اليمني الأول/

في زمن العدوان والحصار والقصف والدمار، صنعت قلعة الأسود اليمانيين عاصمة الصمود مشهدٍ محمود يعانق التاريخ ويثير الدهشة بفرحة 3300 شاب وشابه وإبتهاج مايقارب 25 مليون يمني بهذه الملحمة الإجتماعية الإسطورية في زمن يعيشون فيه تحت القصف والغارات وفي ظل حصار خانق يودي بحياة الآلاف، حقاً إنها ملحمة إسطورية تاريخية لما لها من رسائل ودلائل عظيمة ومتعددة.

وفي إطار مواجهة الحرب الناعمة التي يحاول الأعداء أن يغزوا شبابنا وأبناء مجتمعنا، شرقت شمس الأربعاء التاسع من ديسمبر ممزوجة ببهجة 3300 شاب وشابه من فقراء ومساكين ومجاهدين وأسرى وأبناء شهداء ومكفوفين وأحفاد بلال ومن ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف المحافظات المحررة بالأنصار، في حفل جماهيري مُبهج متوج بالشموخ والعنفوان وعاصفة فرائحية تكتب في سجل الأمجاد والعطاء والبذل والإحسان والسخاء كان شعارها “معاً لتحقيق التكافل الاجتماعي ومواجهة الحرب الناعمة”.

فهذه لفته كريمة من هيئة الزكاة تعكس اهتمام القيادة لتحقيق التكافل الاجتماعي لحفظ المجتمع وصونهِ من الإنحراف، اكتسى بها أهالي الشهداء والجرحى وبجمعٍ مهنئ تضوع بالبركات في مشهدٍ قرآني إيماني عملاق قهر التحديات وعالج النفوس وحول الحزن الى فرحة ولملم الجراح ولامس الوجدان ونطق بما تهوى إليه نفوس المحتاجين ولبى رغبات الفقراء والمساكين ونصر المستضعفين وترجم معاني البذل والعطاء قولاً وعملاً.

وبعد عدوان إجرامي دامي، إكتوى منهُ قلوب ملايين اليمانيين، يأبى أبناء هذا الشعب العظيم إلا الصمود والتحدي في مواجهة العدوان بالإنتصارات العسكرية التي يحققها أبطال جيشنا واللجان ثم بالإنتصارات الإجتماعية التي تحققها هيئة الزكاة وغيرها من مؤسسات الدولة، وبمثل هذه الإنجازات المجتمعية أثبت الشعب اليمني جدارته في تجاوز كل الآلام وأظهر جئاشة بأسه في التصدي للعدوان الخارجي ومواجهة مخططاته الإستعمارية، وأثبت مجدداً للعالم أن أي قوة لا يمكنها تركيعه أو تفرض عليه سياجات حديدية حتى يقبل بشروط الخنوع والاستسلام.

فما أنجزتهُ هيئة الزكاة بالأمس مشهد تاريخي تعجز عن صنعة كل الدول المترنحة بالإنسانية، ويُعد انتصاراً كبيراً في مواجهة الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء بالتزامن مع الحرب العسكرية والاقتصادية، كونه يأتي ضمن مشروع العفاف وضمن قائمة أولويات مؤسسات الدولة، فخطوة هيئة الزكاة كانت موفقة فقد أتت في ظل مغالاة المهور وفي وقت تتعرض الهوية اليمنية لاستهداف حقيقي مباشر،

وإن مشهد البهجة الذي رسمه 3300 عريس وعروس يتجاوز كل العوائق ويعبر عن مدى شموخ اليمانيين وصبرهم وصمودهم مهما بلغ حجم الطغيانِ والاستكبار ومهما طال آمد العدوان، لتكتمل فرحتهم بطلوع البدر في سماء العاصمة وبطلة قائد الثورة يحفظهُ الله ومشاعره مغمورة بالسرور برؤيته لثلةٌ من الصامدين مكللين بالورود، بارك فيها العرسان وعبر من خلالها عن سعادته لهذا الإنجاز المبارك وترجم من خلالها حرصة على مشاركة الشعب اليمني المظلوم في أفراحة رغم الأساء والمعاناة التي يفرضها تحالف العدوان وأدواته.

فبات اصحاب السعادة والجراحة والإعاقة إمتنان لكل من أسهم في إنجاح أفراحهم متوعدين تحالف العدوان بالهزيمة والخسران، وفي اول يوماً من فرحتهم رغم كل عوائقهم يعرفون الطريق بعزماً بالمضي فيه بعزم الأسود

ها هو الصمود اليماني فرحاً يتبدا وحياةً تتجدد، آن الأوان ليفرح اليمانيين ويبكي أعدائه، هنيئاً لكَ ياشعب اليمن أعراساً وأعراساً متوالية ومتتالية ولو كرهَ الكافرون ورغم كيد المعتدين والمتربصين بأمنِ اليمنِ واستقلالِه.
_________
إبراهيم عطف الله

ويأبى اليمانيين
ويأبى اليمانيين