مقالات مشابهة

ملوك التطبيع.. شيعة آل البيت في ملازم الشهيد القائد: مسئولية وثواب(تكريم) أو نفس مصير بني اسرائيل(ضرب الذلة)!!

المشهد اليمني الأول/

تمهيد تأريخي:

بالامس 10 ديسمبر 2020م، اعلن من واشنطن عن خيانة ملك المغرب بالتطبيع مع الاشد عداوة للذين آمنوا، وهو الذي يدعي انه أمير للمؤمنين وينتسب لشيعة آل البيت بانتهاء نسبه الى محمد بن النفس الزكية بن عبدالله بن الحسن بن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب رضوان الله عليه، وهو ايضا رئيس لجنة القدس في الجامعة العربية وبالمثل ادعت السلطنة العثمانية أنها تحمي الإسلام والديار الإسلامية.

بينما هي بالواقع متوحشة ضد الثوار في شامنا ويمننا، وفي نفس الوقت بردا وسلاما وتسمح لليهود الصهاينة بشراء أراضي وبناء مستوطنات في فلسطين، وتجلت السلطنة متساهلة مع الغزو والاحتلال الفرنسي والاسباني للمغرب العربي ثم تقسيمه.

وكذلك ظهرت السلطنة العثمانية، مكتوفي الايدي وعاجزة امام الغزو والاحتلال البريطاني لليمن جنوبا وسواحل الخليج وشبة الجزيرة العربية، ثم مصر والسودان وبالتزامن مع التراخي العثماني، ثم زرع الوهابية التكفيرية في نجد بمحمد بن سعود المردخاي ومحمد بن عبدالوهاب بن شولمان القرقوزي والذين زعموا بان نسبهم ينتهي الى رسول الرحمة لعالمين.

والوهابية عطلت الجهاد ضد العدو الخارجي، وتفعيله وبتوحش تجاه المسلمين عامة وخاصة شيعة اهل البيت الكرام، فهم كفار ومشركين بالوهابية الطارئة على الاسلام والجغرافيا والتاريخ ولاحقا تم انتاج نسخة مطورة وعصرية من كتاب التوحيد الوهابي فصل المؤاخاة بمسمى الاخوان في القاهرة 1928م.

ثم الجهاد ضد ابناء البلاد فقط فالمجتمع كافر والدولة كافرة والوطنية والقومية والجمهورية اصنام تعبد من دون الله بالتوحيد الوهابي والحصار يكتمل على الوطن العربي الامة الاسلامية بتنصيب حكام خونة وعملاء تابعين لقوى الاحتلال ومرحبين بمولود بني قينقاع لاحقا مايو 1948م.

وبانظمة ملكية وبسلالات تدعي انها من بني هاشم بالسنوسي في ليبيا والملك فاروق في مصر واولاد الشريف حسين في سوريا والاردن والعراق، بعد تطهير بني هاشم وشيعة اهل البيت الكرام من الحجاز بالتكفير المتوحش المتحالف مع بريطانيا التي نصبت الشيعي الفارسي رضا بهلوي كحاكم لفارس مع تدوير تركيا للعلمانية وتنكرها للاسلام والحرف العربي سبب تخلف تركيا كما قال ثوار تركيا المتحالفين مع الغرب اتاتورك ومندريس وعصمت اينونو.

كما احضرت بريطانيا الهاشمي الادريسي من المغرب وتنصبه حاكما لامارة الادريسي، والتي ضمت جنوب عسير ونجران وجيزان حتى اجزاء من الساحل الغربي، ثم ابتلعه بن سعود لاحقا وتمكنت حركات التحرر العربية القومية واليسارية من اسقاط بعض الانظمة الملكية التابعة للاستعمار، والتي تم تطويعها لاحقا ليصبح البعض منهم مطبع في ابيب بمصر محمد انور السادات الذي لقب حينها بالرئيس المؤمن، وزعم بانه من اشراف وسادة تركيا.

وبعض رموز الانظمة الجمهورية امسوا اليوم في فنادق السعودي في القرن الواحد والعشرين، كادوات طائعة خانعة لتمكين امريكا وبريطانيا من نهب الخيرات فأمسوا جنبا الى جنب الوهابية والاخوان وبني هاشم وشيعة الانجليز يرددون كالببغاوات من خطرالمشروع الفارسي والشيعي والكهنوتي والمليشيات والمتمردين!! وهم عبيد في خدمة المشروع الصهيوني اليهودي بيهودية وعبرية فلسطين المحتلة ولقتل محور المقاومة وحلفائهم وفي مقدمتهم شيعة اهل البيت الكرام.

والشيعة باللغة تعني الصحبة والاتباع
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى: (“وَدَخَلَ ٱلۡمَدِینَةَ عَلَىٰ حِینِ غَفۡلَةࣲ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِیهَا رَجُلَیۡنِ یَقۡتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِیعَتِهِۦ وَهَـٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ فَٱسۡتَغَـٰثَهُ ٱلَّذِی مِن شِیعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِی مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَیۡهِۖ قَالَ هَـٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوࣱّ مُّضِلࣱّ مُّبِینࣱ”)القصص ١٥

وبالاصطلاح هم اتباع الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجه وابنائه الحسن والحسين عليهم السلام، وينسحب ذلك على نسلهما وهم اهل بيت رسول الرحمة للعالمين، كما ورد في آية المباهلة مع نصارى نجران (“فَمَنۡ حَاۤجَّكَ فِیهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡا۟ نَدۡعُ أَبۡنَاۤءَنَا وَأَبۡنَاۤءَكُمۡ وَنِسَاۤءَنَا وَنِسَاۤءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَـٰذِبِینَ”) آل عمران ٦١

فدفع نصارى نجران الجزية ولم يباهلوا ببركة اهل البيت الكرام فاطمة الزهراء والامام علي والحسن والحسين عليهم السلام، وباجماع مدارس وطرق والمذاهب الاسلامية، وهم قرناء القرآن الكريم وتقع عليهم مسئولية لا تشريف وثواب وعقاب وتصنيف كذلك، حيث وضحها الشهيد القائد /حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله في عدة ملازم قرآنية مباركة.

نذكر منها مايلي:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين. اللهم اهدنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

اولا: من هدي القرآن (دروس رمضان، 4رمضان ١٤٢٤ هجرية 8 اكتوبر 2003
الدرس الرابع – سورة البقرة جزء من الصفحة رقم: 1

“بنو إسرائيل ورد ذكرهم في القرآن بشكل واسع، عرض شامل لما آتاهم الله سبحانه وتعالى من نعم، وكيف كان تعاملهم مع تلك النعم، وعرَض أيضاً كثيراً من سلوكياتهم، من مواقفهم، من نفسياتهم، من مشاعرهم بشكل ربما لم يحصل استعراض لأي أمة من الأمم على هذا النحو.

والقرآن الكريم هذا منهجه: القضايا الهامة يعطيها أهمية، قد يقول الإنسان مثلاً ـ لو كان في العصر الأول، في القرن الأول ـ قد يتساءل بأنه: لماذا هذا الحديث الكثير عن بني إسرائيل على هذا النحو الواسع بما فيه الحديث عن خطورتهم، وتحذير للمؤمنين من مكايدهم، من تضليلهم، من مؤامرتهم؟ لكن لما كان الذي نزَّل القرآن هو الله سبحانه وتعالى الذي يعلم الغيب والشهادة، ويعلم السر في السماوات والأرض هو يعلم بهؤلاء الناس، بني إسرائيل، دورهم في المستقبل، ما قد يكون لهم من أثر في المستقبل، أعني: في المستقبل، بعد تنـزل القرآن الكريم إلى الله أعلم أي وقت.

تضمن الحديث عنهم أيضاً عرضهم كنموذج للناس الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى، وفضلهم على العالمين وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، كيف كانت العاقبة بالنسبة لهم، كيف كانت النتيجة بالنسبة لهم عندما لم يذكروا نعم الله، لم يشكروا الله سبحانه وتعالى على نعمه التي آتاهم، عندما لم يتحملوا المسئولية التي حمَّلهم إياها، كيف وصل بهم الحال إلى أن ضرب عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله، إلى أن لعن الكثير منهم في عدة آيات في القرآن الكريم، ولَعْن على لسان أنبياء من أنبيائهم السابقين.

فالقضية بشكل عام، الحديث عن بني إسرائيل بشكل عام، يعتبر درساً هاماً جداً، جداً، بالنسبة للناس الذين بين أيديهم القرآن الكريم؛ لأنه كانت النعمة الأساسية والنعمة الكبرى التي أوتيها بنوا إسرائيل: نعمة الكتاب، والحكم، والنبوة، وراثة الكتاب، أي: نعمة الهداية؛ لنفهم بأنه إذا تعاملنا مع القرآن الكريم ـ أهل البيت بالذات في المقدمة ـ إذا تعاملوا مع القرآن الكريم كتعامل بني إسرائيل مع تلك الكتب التي أنزلها الله إليهم، أن الله سبحانه وتعالى لا يجامل أحداَ يمكن أن ينالوا بسبب ذلك ما نال بنوا إسرائيل.

ثانيا: من هدي القرآن (دروس رمضان) 25 رمضان ١٤٢٤هجرية 19نوفمبر 2003م
الدرس الخامس والعشرون- سورة الأنعام، جزء من الصفحة رقم: 14

“القرآن هو أنزل على محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، أليست المسئولية الأولى على العرب؟ عندما يرون بني إسرائيل متجهين هذا الإتجاه إلى تغيير المناهج، إلى الحديث عن القرآن، يريدون أن آيات منه لا تقرأ، وهنا يبين بأنه بالشكل الذي يجعلك تقطع بأنهم متجهين لإخفائه، وليس فقط يبدون بعضاً منه ويخفون الكثير.

إذا كان هذا مع التوراة أما القرآن سيخفونه تماماً، مهما أمكن، عندما يقول الناس ما لهم دخل، هذه تعتبر جريمة كبيرة جداً على الناس، جريمة كبيرة يرتكبها الناس، جريمة على العرب بالذات، وعلى أهل البيت في المقدمة، أليسوا هم ورثة الكتاب؟ ورثة الكتاب، الله اصطفاهم ليكونوا ورثة لكتابه مثلما كان بنو إسرائيل، ثم نترك هذا القرآن يلعب به بنو إسرائيل والله قد أورثنا الكتاب بديلاً عنهم ثم نتركهم بعد ما لعبوا بكتبهم يتجهون إلى هذا الكتاب ليلعبوا به، هذه تعتبر جريمة كبيرة، هذه ليست بسيطة. {وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ}”.

ثالثا: من هدي القرآن (مسئولية اهل البيت عليهم السلام) 21ديسمبر 2002م جزء من الصفحة 2و3

“كل فرد من آل محمد، كل فرد ينتمي إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يجب أن يكون في مقدمة المستجيبين سواء أكان عالماً أم جاهلاً، أكان تاجراً أم فلاحاً، وإذا ما فرطنا نحن فسيكون الغضب الإلهي علينا أشد، وستكون الذلة علينا أعظم وأسوء، وسيعذبنا اليهود بأيديهم.. سنرى الفساد، ونعيش الذل، ونعيش الإهانة والقهر والمسكنة تحت أقدام اليهود أسوأ وأفضع مما هو حاصل الآن.

والله إنه ليكفي الموجودين من آل محمد ومن التف حولهم من شيعتهم المؤمنين، إذا ما توحدت كلمتهم ووقفوا بصدق؛ إنهم لقادرون على أن يحولوا بين أمريكا وبين دخولها اليمن، وإذا ما دخلت فإنهم سيستطيعون أن يخرجوها من اليمن كما أخرجها [حزب الله] من لبنان.

عندما يقول الله: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}(الحج: من الآية78) منا, من هو تاجر، ومنا من هو فلاح، من العيب عليك أن تحتاج إلى كلام كثير كثير حتى تخرج مبلغاً من مالك في سبيل الله، وفي سبيل المستضعفين من عباده. إن المستضعفين من عباد الله، إن الأمة كلها هي أمانة في أعناق أهل البيت.

الإمام علي هكذا يقول لأبنائه: ((الله الله في أمة جدكم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ))، أن تكون أنت من تبخل وأنت من يريد الله منك أن تجاهد فيه حق جهاده, أرقى درجات الجهاد، أن تنتظر أنت من الآخرين أن يكونوا هم أول من يتحرك، ولا تتحرك إلا في الأخير، وجدك رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو الذي قال له الله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}(النساء: من الآية84).

قاتل أنت حتى لو لم يقاتل معك أحد، إن عليك أن تخرج إلى ميدان المواجهة بمفردك {لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}(النساء: من الآية84)، أنت يا من أنت ابن محمد، وابن علي هل كان علي يتثاقل في ميادين الجهاد؟ أم كان ينطلق، ولا يحتاج إلى تكرير كلمتين، لا يحتاج إلى تحريض، لا يحتاج إلى تشجيع، لا يحتاج إلى شيء؟ هو من كان ينطلق، وإذا ما انطلق، انطلق بثبات واستقامة، ينهزم الآخرون ويثبت، هو من كان يبذل نفسه، وماله في سبيل الله، هو من نام على فراش رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مضحياً بنفسه يوم هاجر رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من مكة إلى المدينة.

إذا لم نكن على هذا النحو فإن مقولة اليهود: [أن محمد مات وخلف بنات]، سيكون واقعنا شاهداً على صدقها، سنكون من يشهد على واقعيتها، أن هذه الآلاف من أبناء محمد في ميدان مواجهة اليهود، لا يختلفون عن البنات فعلاً إذا لم نريهم أننا رجال، وأننا أبناء من هدَّ حصون خيبر، من الذي هد حصون خيبر؟ من الذي فتح خيبر؟ إنه علي. وهم يعرفون أن أخطر الأمة عليهم هم آل محمد، وشيعتهم، وأنه لن ينتصر عليهم إلا آل محمد وشيعتهم”.

رابعا: من هدي القرآن (درس: سورة آل عمران ـ الدرس الرابع 21 يناير 2002م جزء من الصفحة رقم : 4)

“المسئولية كبيرة علينا، وأكبر من الآخرين. أهل البيت من يقولون أنهم هم خير الناس، وأن الله فضلهم، وأن الله كذا، وكذا.. وأوجب على الناس محبتهم، ومودتهم، المسئولية عليهم أكبر، وأكبر، لكننا فرطنا جميعاً. فالتذكير بما حصل على بني إسرائيل هو يذكر بسنة إلهية، نعوذ بالله من أن تقع علينا {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}(آل عمران: من الآية112).

أليس هذا هو الذي حكاه عن بني إسرائيل؟ إنما نسأل الله أن يرفعها عنا أما وقوعها فيبدوا أنها قد وقعت فعلاً، ونعمل كيف نكون ممن يسعى لرفع هذه الذلة، وهذا الغضب، وتلك المسكنة وإلا فهذه الذلة، والمسكنة معروفة، أصبحت معروفة، تضرب طائرات ياسر عرفات، مسكين، ويحاصر في بيته، وكل زعماء العرب، كل شعوب العرب فقط يتفرجون في التلفزيون، لا يستطيعون أن يقولوا شيئاً، ولا يحركون شيئاً! أليست هذه هي الذلة؟ ”

خامسا: من هدي القرآن (درس: معنى الصلاة على محمد وآله جزء من الصفحة رقم : 4)

“((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) هل أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعلم أنه سيكون في ذريته من ليسوا بصالحين؟ هو يعلم، فما هو الفارق؟ مثل الآية القرآنية تماماً {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} (فاطر:من الآية 32).

عندما يقول في الآية: (فمنهم.. ومنهم.. ومنهم) من يريد، مِمّن؟. مِن مَن اصطفاهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} فمنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {مُّقْتَصِدٌ}، ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} ما كأنه بيقول: على الرغم من آنافنا – إن صح التعبير – ألم يجب الله على أي تساؤل من هذا القبيل؟ لحكمة، ما هو لأنه يريد أن يربطك بظالم رغماً عنك أو بفاسق رغماً عنك. لا. افهم المسألة على هذا النحو: نحن اصطفينا فئة من عبادنا، هذه واحدة، ما معناها هكذا؟.جعلناهم ورثة للكتاب.

أن تأتي أنت وتقول: لكن فيهم، ولكن فيهم، وفيهم؟. وكيف نعمل إذا فيهم؟ هو يعلم بكل شيء من قبل أن تعلم أنت، هو يقول لك: هنا وراثة الكتاب هنا، وأنا الذي سأتكفل بوضع الهداة داخل ورثة الكتاب. فأنا يجب علي أن أؤمن بأن هؤلاء هم صفوة، أي هو اصطفاهم لأن يكونوا ورثة لكتابه، أليس هذا هو الواجب؟

في الآية القرآنية هل بإمكانك أن تقول: أن الظالم لنفسه ليس ممن اصطفاهم؟ ليس من الفئة التي اصطفاها؟ هل تستطيع أن تقول ذلك؟. وهو قال في الآية ثلاث مرات: فمنهم.. ومنهم.. ومنهم، ألم يقل هكذا؟. {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ} يعني من من؟ ممن اصطفاهم {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} هل بإمكاني أن أقول: لا؟ أو بإمكان أي واحد أن يقول: لا.. أقول: الظالم أبداً ليس من الفئة التي اصطفاها الله. هل بإمكاني أن أقول هكذا؟ سأكون مكذباً بالقرآن، هو منهم لكن هو شخصياً لا أتبعه، هو شخصياً لا أتولاه، لا علاقة لي به.

لكن افترض أنه اصطفى هذه الفئة بصورة عامة، لو قلنا بأن هذا الشخص الذي هو ظالم الآن فلان ابن فلان ظالم لنفسه مجرم، أصبح بكونه مجرم أو ظالم خرج عن دائرة من اصطفوا، ثم نشأ منه الذرية الصالحين طلع منهم هداة، من أين هؤلاء؟ ألم نكن قد قطعنا الطريق نهائياً؟ ممكن أن يخرج الحي من الميت، هكذا..

فيخرج من هذا الظالم من هو ولي وهادي وقائد للأمة، وهذا الشخص الجيد من أين؟ أليس ابن المجرم؟ ما هو ما زال من المصطفين؟ يعني الإصطفاء للمجموع, لهذه الفئة، مثلما حكم بالميراث للورثة، ورثتك رغماً عنك يرثوك, ما بعضهم تكون أنت تكرهه؟ بل بعضهم يحاول يعمل تمليكات ونذورات وحاجات من هذه لأجل بعض الورثة الذي هو يكرهه؟ ولو أنت مؤمن تقي وابنك مجرم سيرث منك رغماً عنك، ما هي هكذا؟. هل لكون ابنك قد هو فاجر لا يعد يصح أن يرث منك؟. {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} (النساء: من الآية 11) لو أنت من عباد الله الصالحين من السابقين وابنك مجرم فسيرث منك ما دام محسوب داخل ملتك. إذاً فالمسألة هي هنا.

حتى لاحظوا عندما نقول: (اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين) هل تعتقدوا بأن كلمة: [الطيبين الطاهرين] هو استثناء أو ثناء؟ هو ثناء، نقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، ثم نصفهم بأنهم طيبين ونصفهم بأنهم طاهرين، أصبحت في مفهومنا استثناء أي إخراج من ليسوا.. ومن ليسوا. إذا كنت تريد أنت أن تخرج، أنت لست بحاجة إلى أن تفكر بأن تخرج أو تدخل، لا تفكر في الموضوع من أساسه كيف؟.

لأن القضية هي شهادة باصطفاء هذه الفئة لهذه المهمة. [آل محمد] ما هذا اسم عربي؟ إسم عربي معروف في اللغة العربية، آله: يعني ذريته، هؤلاء هم المصطفين لوراثة الكتاب، وأن يكونوا هم قرناء الكتاب؛ ولذا قرنهم في حديث الثقلين، ما هم هؤلاء؟. إذاً هؤلاء هم أنفسهم الذين ذكرتهم الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} أليست كلمة: (اصطفينا) أرفع من كلمة: (صلِّ) التي نحاول نتمسك فيها ونحاول نصرفها، لا تجي كذا ولا تجي كذا؟ ما هي أعلى مكانة؟ (اصطفاهم) ثم يقول لك: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} هنا ارتبط عملياً بالسابق بالخيرات، ”

سادسا: من هدي القرآن (درس: معنى الصلاة على محمد وآله جزء من الصفحة رقم : 5)

“ولكن إذا ظهر لك أن هناك واحد جيِّد فأنت ستحبه، أليست هكذا؟ والمطلوب هو العكس هو أنني أرتبط بأهل البيت، أحب أهل البيت، أصلي على محمد وآل محمد، أتولى آل محمد على هذا النحو، ثم في ميدان العمل أرتبط بالهداة، في ميدان الولاء عندما يتبين لي شخص سيء أرفضه.. هكذا الطريقة. لا أكون في الواقع رافضاً للكل، إلا إذا ظهر لي فلان والاّ ظهر لي واحد من هناك سأتولاه، ما هناك فرق بين المسألتين؟.لماذا؟. لأن القضية هي قضية هداية من الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لنا يهدينا إلى كيف تكون نظرتنا لأهل البيت، وكيف نرتبط بهم لم يترك المسالة لنا نحن للإنتقاء؛ لأ ”

سابعا: من هدي القرآن، درس: معنى الصلاة على محمد وآله جزء من الصفحة رقم : 5

“فتكون قاعدتي العامة أنه لا أرتبط بهم إلا إذا رأيت واحد صالح،الصالح عندما ترى صالح يجب أن تحبه وتتولاه من أي فئة كان، يعني قضية أهل البيت ليس لكون المسألة أنهم هم وحدهم مَنْ هم مؤمنون، أو هم وحدهم الذين يجب أن تحبهم، أليست المحبة واجبة فيما بين المؤمنين؟ أليس المؤمنون يجب أن يكون بعضهم أولياء بعض؟. لكن فقط هناك تميُّز في هذه المسألة هو: أن المحبة لأهل البيت لمهمة أخرى، لغرض آخر، أن تولي أهل البيت هو من نوع آخر، كما قلنا سابقاً:”

واللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد.

___________
بحث بقلم
ابوجميل انعم العبسي
11ديسمبر 2020م