مقالات مشابهة

إلى من وصل الدور.. استشراء التطبيع في الدول العربية

المشهد اليمني الأول/

تهافتت دول الجامعة العربية في السباق الذي انطلق نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث أصبحت المغرب رابع دولة تعقد مثل هذا الاتفاق منذ أغسطس الماضي وسادس دولة إلى جانب مصر والأردن، حيث سبقها كل من الإمارات والبحرين والسودان بوساطة أمريكية.

ويشمل الاتفاق إعادة فتح مكاتب الاتصال في تل أبيب والرباط والتي أغلقت في عام 2000 إثر تراجع العلاقات بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وفتح سفارات في نهاية المطاف.

 هدية التطبيع

وكجزء من الاتفاق، وافقت الولايات المتحدة على الاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة، وهي خطوة وصفت بإنها قد تؤدي إلى توتر العلاقات بين واشنطن والجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو.

تعاون سري

تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وراء إعلان أمريكا عن إقامة أول علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والمغرب جاء بعد ما يقرب من 6 عقود من التعاون الوثيق والسري في المسائل الاستخباراتية والعسكرية بين دولتين لم تعترفا رسميا ببعضهما البعض.

وأضافت الصحيفة أن العلاقة المغربية الإسرائيلية ترجع جزئيا للعدد الكبير من اليهود في المغرب، فكثير منهم كان يهاجر إلى هناك. وتشير بعض التقديرات لوجود حوالي مليون إسرائيلي ينحدرون من أصول مغربية.

 ليس مفاجئا

يعتبر المغرب أحد مراكز الحياة اليهودية في المنطقة وبالتالي فإن هذا الإعلان ليس مفاجئاً، كما عين العاهل المغربي مستشارين يهود كباراً في حكومته، كما تم مؤخراً دمج التاريخ اليهودي المغربي في المناهج الدراسية، وهناك بالفعل أكثر من 30 مليون دولار قيمة التجارة السنوية بين البلدين، ويسافر عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى المغرب سنويا.

فعلى عكس مصر والأردن، اللتين وقعتا معاهدات سلام مع إسرائيل منذ عقود، وعلى عكس الإمارات والبحرين والسودان، وهي الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل هذا العام، فإن لدى المغرب وإسرائيل علاقة يهودية قديمة وعميقة، والجالية اليهودية المغربية رغم صغر حجمها مزدهرة.

وتقول صحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية إنه على عكس شركاء السلام الآخرين القدامى والجدد لإسرائيل فإن المغرب لديه صلة مستمرة بإسرائيل وسوف يسارع العديد من الإسرائيليين إلى رحلة مباشرة إلى المغرب.

تطبيعات قادمة

كما كان متوقعاً في سبتمبر الماضي تم الآن توقيع اتفاقية تطبيع بين المغرب وإسرائيل، وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، توقع الكثيرون أن تتخذ السعودية خطوة نحو اتفاق سلام مع إسرائيل، لكن الانتخابات الأمريكية ربما غيرت تلك الحسابات.

وذكر موقع إسرائيلي أن السعوديين سينتظرون عهد بايدن قبل الشروع في مثل هذه الخطوة الدراماتيكية.
واستعان الموقع بقول مستشار وصهر ترامب جاريد كوشنر إن “التطبيع بين إسرائيل والسعودية أمر لا مفر منه”، فيما نُقل عن ترامب ومستشاريه قولهم بعد الاتفاقات مع الإمارات والبحرين والسودان، إن إسرائيل ستطبع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

الموقف الفلسطيني

ندد مسؤولون فلسطينيون بالاتفاق قائلين إنه يشجع على إنكار إسرائيل لحقوقهم ، وينتقد الفلسطينيون اتفاقات التطبيع، قائلين إن الدول العربية تراجعت عن قضية السلام بالتخلي عن المطلب الرئيسي وهو الأرض مقابل الاعتراف بإسرائيل.

ويبدوا أنه حتى في عهد بايدن تبدو آمال الفلسطينيين ضئيلة في الحصول على ما يريدون، ففي حين أن الرئيس المنتخب قد يعيد مئات الملايين من أموال المساعدات التي قطعها ترامب ويسمح للفلسطينيين بإعادة فتح مكتبهم التمثيلي المغلق في واشنطن فإن السفارة الأمريكية التي تم نقلها من تل أبيب إلى القدس ستبقى.

كما أنه ولخيبة أمل الفلسطينيين أشاد بايدن باستعداد الدول العربية للتصالح مع إسرائيل ويشجعه بالتأكيد وهذا هو الاتجاه عندما يتولى زمام سياسة الشرق الأوسط في واشنطن الشهر المقبل”.

مزايا ترامب للتطبيع

هناك عدة دول يمكن أن تبرم اتفاقيات تطبيع علاقات مع إسرائيل مقابل مزايا  “يوزعها” الرئيس الأمريكي “المنتهية ولايته دونالد ترامب” بحسب موقع إسرائيلي.

واستناداً لمصادر الموقع الصهيونيأن المزيد من الدول ستعلن عن اتفاقيات مع إسرائيل قبل انتهاء مدة ولاية ترامب الشهر المقبل، وذلك ” ربما للاستفادة من المزايا التي يوزعها بالمقابل الرئيس المنتهية ولايته”.

وقال الموقع الصهيوني إن طريقة ترامب في هذا المجال تتمثل في إعطاء وعود مهمة وغير ومسبوقة لدول إسلامية أو عربية مقابل إقامة علاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أنه ” أعطى الإمارات طائرات F-35، ورفع السودان من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب، وللمغرب اعترافًا بضم الصحراء الغربية وربما أيضاً الطائرات بدون طيار المتقدمة”.

كما أنه في الوقت الراهن تجرى اتصالات مع دول إسلامية في إفريقيا مثل النيجر وموريتانيا ومالي وجيبوتي، ومن الخيارات الأخرى دول إسلامية في آسيا مثل إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم، وسلطنة بروناي الصغيرة”.

المصدرسبأ