مقالات مشابهة

السعودية تلعب بالنار.. تشجيعها تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية يُدخلها مرحلة الوجع الكبير

منذ عدة أسابيع نشر رئيس الوفد اليمني لحكومة صنعاء للمشاورات السياسية محمد عبدالسلام مقطعا من قصيدة قديمة للشاعر اليمني معاذ الجنيد، تحمل إعادة نشرها رسائل للتحالف بخطورة عدم الجدية في المشاورات.

ومن ضمن أبياتها:

سَنسُومكُم حتى يظُنَّ بِنا الورى  أنَّا نُمارِسُ فيكُمُ الإجراما!!
وبأننا نتعمّدُ اســتـضــعافــكـم   دونَ الحسابِ لكونكُم أقزاما

لن يقعُدَ (الوفدُ المُفاوِضُ)    فاتِحاً يدَهُ لقومٍ أغلقوا الأفهاما
(عبدالسلامْ)يصيرُ(ربَّ الحربِ)  إن فَشِلَ الحوارُ ولن يكون مُلامَا

كانت هذه الرسائل من عبدالسلام في ظل الحديث عن وجود مشاورات ضمن قنوات خلفية مع السعودية لإنهاء العدوان، وبالتزامن مع حديث أمريكي عن دراسة تصنيف حركة أنصار الله كمنظمة إرهابية. وخلال هذه الفترة ومنذ 2019م حيث أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مبادرة من طرف واحد بإيقاف الهجمات على السعودية، عقب ضربة هي الأكبر استهدفت مصفاتي بقيق وخريص وأدت إلى خسارة السعودية نصف إنتاجها النفطي حينها.

ظلت ضربات صنعاء محدودة، وإن كان بعضها قد استهدف الرياض أو جدة، إلا أنها لم تكن بمستوى الكثافة الذي شهده العام 2019م، وذلك كما يقول مسؤولون في صنعاء ليس من ضعف أو عجز فالإمكانيات تفوق تصورات التحالف، وإنما دلالة على أن الهدف هو إنهاء الحرب والإصغاء لأصوات السلام.

الآن وقد أعلنت واشنطن حركة أنصار الله منظمة إرهابية، لن تعود هذه الحسابات موجودة، وفي حين كانت السعودية أكبر المشجعين على هذه الخطوة، وأول المرحبين بها، وقد رفعت سقفها في الخطاب مع انصارالله حيث صرح نائب ولي العهد السعودي أن الحل لن يكون إلا وفقا للمرجعيات الثلاث، وعليه فمن المرجح أن تدشن صنعاء مرحلة جديدة سبق وحذرت التحالف منها، قائلة إنها مرحلة الوجع الكبير، وستتضمن ضربات أشد إيلاما من ضربات بقيق وخريص.

السعودية المتضرر الأكبر

يجمع المراقبون الدوليون أن قرار واشنطن لن يكون له أي جدوى عسكرية ضد انصارالله، وسيكون فقط حبرا على ورق، فليس لهم أرصدة أجنبية، ولا يسافرون إلى الخارج، صحيح سيكون له أثر على الجانب الإنساني لكن هذا سيمنح صنعاء دافعا أكبر لتوجيه ضربات عنيفة للسعودية تطال منشآت حيوية، وقد سبق أن أعلن متحدث قواتها العميد يحيى سريع أن لدى صنعاء قائمة ب10 أهداف حيوية قادرة على استهدافهم جميعا في أقل من 24 ساعة، ولديها مئات الأهداف الأخرى في كافة أراضي السعودية.

يقول جون ألين وبروس ريدل من معهد بروكينجز إن خطوة أمريكا تُعنى بحاجز غني عن الدبلوماسية وإن الحقيقة أن الحوثيين يسيطرون على معظم شمال اليمن ، ومن الأفضل التعامل معهم بشكل مباشر بدلاً من العيش في حالة إنكار “.

إن تصنيف الحوثيين بالإرهابيين كما يقول عضو مجموعة جورج تاون الاستراتيجية، آر ديفيد هاردن سيزيد من استخدام الحوثيين للسلاح وتعقيد الهجمات ضد البنية التحتية والمدن والموانئ السعودية. مثلما أصبح حزب الله وحماس أقوى بعد تصنيفهما كمنظمة إرهابية أجنبية عام 1997، كما سيسعى الحوثيون إلى نمو مماثل في القوة العسكرية والنفوذ الإقليمي.