مقالات مشابهة

هل هناك علاقة بين تفجيري بغداد والصراع الأمريكي الإيراني!!

كان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن مسئوليته عن تنفيذ تفجيرين انتحاريين في ساحة الطيران في بغداد يوم الخميس الماضي، وتناولت صحف عربية التفجيرين اللذين ضربا بغداد وراح ضحيتهما عشرات العراقيين الأسبوع الماضي. وربط عدد من المعلقين التفجيرين وتوقيت حدوثهما بالتوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران، متهمين طهران بالمسؤولية عن التفجيرين سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر وكلائها من المليشيات المدعومة منها في العراق.

وألقى آخرون باللائمة على قوى الأمن، معتبرين أن تعدد الأجهزة الاستخبارية “زاد عن الحدود الطبيعية”، وهو ما يؤدي إلى “التراخي” في تحمل المسؤوليات. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن مسئوليته عن تنفيذ تفجيرين انتحاريين في ساحة الطيران في بغداد يوم الخميس الماضي، أسفرا عن مقتل نحو 32 شخصا، وإصابة ما يزيد على مئة آخرين.

“رسالة مكتوبة بدماء العراقيين” إلى بايدن

تحت عنوان “تفجيرا بغداد، التوقيت المريب”، يقول خيرالله خيرالله في الرأي الأردنية: “يمكن أن تكون إيران وأدواتها، بما في ذلك الأدوات المحلّية، وراء التفجيرين الأخيرين… ويبقى التوقيت والمكان أهم ما في التفجيرين، اللذين نفّذهما انتحاريان وذلك كي تتوجّه أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش وما شابهه”.

تفجير بغدادويضيف الكاتب: “يبدو التفجيران رسالة واضحة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة وإلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في الوقت ذاته. كذلك، يبدو التفجيران بمثابة دعوة إلى إدارة بايدن من أجل فتح مفاوضات سريعة مع إيران بشروط تسعى إلى فرضها في مقدّم هذه الشروط رفع العقوبات الأمريكية فوراً والسماح بإعادة تصدير النفط”.

وبالمثل، تقول هيفاء زنكنة في القدس العربي إن المحللين السياسيين “سقطوا في فخ حين اعتبروا أن مجزرة ساحة الطيران محاولة إرهابية لإعاقة سيرورة الانتخابات التي ستجري في أكتوبر [تشرين الأول] القادم، وليست، كما هو معروف، من سردية التفجيرات السابقة والحالية المتتالية، واحدة من أوجه الصراع الأمريكي الإيراني الإرهابي وامتداداتها في عصابات الجريمة المنظمة، في تسقيط بعضها البعض، وهو الحال الذي يعيشه العراق منذ غزوه عام 2003، ولن تكون المجزرة الحالية آخرها”.

كذلك تقول باهرة الشيخلي في العرب اللندنية: “يسود شك في الشارع العراقي أن هذين التفجيرين، وإن حملا بصمة داعش، لكنهما من صنع إيران وميليشياتها لإيصال رسالة مكتوبة بدماء العراقيين إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أول يوم له في البيت الأبيض، بأنها قادرة على خلط الأوراق أمام إدارته في أي وقت تشاء”.

وتضيف الكاتبة بأن “تفجيري بغداد ليسا سوى سلسلة من نتائج صراعات شبه مستمرة بين قوى فساد ظلامية تقف مع داعش على خط دموي واحد. بينما الضحية واحدة، هي الشعب العراقي الذي يعاني منذ سنة 2003 ظلما مستطيرا تحت سيطرة الميليشيات الموالية لإيران، التي حولت العراق إلى جحيم مستعر”.

وفي الجريدة ذاتها، يقول ماجد السامرائي: “لم يعد الحديث عن علاقة النظام الإيراني بالقاعدة ووليدها داعش كلاما من فرضيات المؤامرة، هناك حقائق كثيرة متداولة أكدها مايك بومبيو وزير الخارجية ومدير المخابرات الأمريكية السابق أواخر أيامه في الخارجية”. ويضيف الكاتب “إيران قادرة من خلال العملاء على تسهيل المهمات التحضيرية للإرهابيين لتنفيذ جرائمهم ضد العراقيين في مناطق شعبية في حين لم نسمع عن عملية داعشية ضد مقرات حزبية أو مواقع ميليشيوية”.

“ساحات الموت عديدة في العراق”

وفي العراق، تباينت آراء المعلقين حول تفجيرات بغداد والجهة المسئولة عنها. فتحت عنوان “التحالف الدموي بين داعش والمليشيات على سفك الدماء”، يشير جمعة عبدالله في صوت العراق إلى ما يسميه “التحالف الدموي بين المليشيات وتنظيم داعش في ارتكاب الجرائم الدموية”.

ويشدد الكاتب أن الفساد والإرهاب المستشريين في العراق “خرج من رحمهما وحوش داعش والمليشيات الطائفية المسلحة. هذان التوأمان حياتهما وموتهما معا؛ لا يمكن القضاء على أحدهما وترك الآخر يعبث في مصير الوطن والمواطن. وإن السبيل الوحيد للتخلص من هذين الوحشين المرعبين (هو) عودة انتفاضة تشرين أقوى من السابق. هي البديل المناسب لإنقاذ العراق من أزمته ومن نزيف دماء الأبرياء”.

أما سعد العبيدي في الصباح فيلقي باللوم على الأجهزة الاستخبارية في العراق، حيث يقول إن “التعدد في الأجهزة الاستخبارية المعنية في التعامل مع التهديدات استخباريا مثلا زاد عن الحدود الطبيعية، لتوزيع المهام والمسؤوليات والزيادة خطأ يفضي إلى التراخي والاتكاء في تحمل المسؤوليات، والترهل في الموجود والرتب في عمومها خطأ آخر أدى إلى نوع من البطالة الاستخبارية، التي تؤثر سلبا في الأداء”.

ويشدد الكاتب أن تغيير القيادات الاستخبارية في العراق عقب التفجيرات “وحده لا يكفي إذا لم يصاحبه جهد قوي لدعم هذه الأجهزة الاستخبارية بقوة وإعادة النظر في سياستها الاستخبارية وترشيق هياكلها وتعزيز مهنيتها، والأهم حمايتها من سرطان السياسة التي تسعى بعض الكتل والأحزاب إلى نقله إليها اختراقا لصفوفها، عندها فقط يمكن أن يحصل العراق على جهد استخباري يحد من فعل الإرهاب، ويجنب البلاد مزيدا من الخسائر والآهات”.

وتحت عنوان “ساحة الطيران تحليق بلا أجنحة”، يقول فراس الغضبان الحمداني في الزمان: “ساحات الموت عديدة في العراق ويمكن أن ينفجر الموت في الشارع أو على مدرسة أو مسجد أو مشفى أو سوق ويقتل أصنافا من الناس”.

ويضيف الكاتب: “في ساحة الطيران حيث الفقر والبؤس والبرد والحاجة جاء القاتل متوهما أنه في عين الله فيفجر نفسه في جموع الفقراء والجياع ويحيلهم إلى أشلاء متناثرة ويترك صغارهم وذويهم للبكاء والحزن والعذابات التي لا تنتهي ويسير في دوامة الألم والانتظار واللوعة وفراق الأحبة فيطير الكبار والشبان الصغار بلا أجنحة إلى السماء فقد تلاشت الأحلام وانتهت في ساحة الطيران”.