مقالات مشابهة

ناشط سعودي: النظام يهتم بأمن واستقرار إسرائيل ولا يأبه بمواطنيه

ثمة أزمة أمنية في السعودية لقاء الارتداد العكسي لعدوانها الجائر على اليمن، خصوصاً مع دخول طرف ثالت مجهول المصدر، يتبنى عمليات هجومية جوية على مناطق سعودية متفرقة. يدخل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن عامه السابع نهاية مارس المقبل دون مراعاة سعودية لإيقاف حالة الخوف والرعب التي يعيشوها المواطن السعودي جراء فشل النظام في توفير الأمن اللازم وحماية اقتصاد البلاد.

وفي تصريح لـ “المسيرة نت” يقول الناشط السعودي علي هاشم، إن فشل تصدي منظومة باتريوت السعودية لأية هجوم وسقوط أجزاء منها على منازل المدنيين، يثير الرعب لدى المواطنين السعوديين، أكثر من الصواريخ والمسيرات التي تطلها اليمن لاستهداف منشآت عسكرية ونفطية.

ويضيف هاشم بأن المواطنين السعوديين يثقون بأن اليمن لا تستهدف مدنيين. “حتى بقيق وخريص تم استهدافها في وقت لا يوجد فيه أي موظف، وبعد أن أطلق الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية انذاراً للمواطنين بالابتعاد عن المواقع المستهدفة”. حد قول هاشم. وكانت السعودية في أبريل 2018م نقلت مقر انعقاد القمة العربية من العاصمة الرياض إلى مدينة الظهران شرق البلاد، تحسباً لأية هجوم محتمل من اليمن وفقاً لوكالة الأنباء العالمية أسوشيتد برس. لكن أعمال القمة انتهت دون رصد أية عمليات عسكرية يمنية لاستهدفها.

تدشين العام الباليستي

يذكر أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية رصدت تطورات الحرب على حياة المواطنين السعوديين وتحديداً بعد أن دشنت اليمن عامها الباليستي في مارس 2018م بضرب مواقع عسكرية في العاصمة الرياض. وأشارت الصحيفة أن الاستهداف وإن أدى إلى “عرقلة وتيرة إيقاع الحياة”. لكن الرياض “مفعمة أصلاً بفصولها الخاصة من الدراما السياسية ومتغيرات اجتماعية وحملات قمع بالإضافة إلى دسائس القصر” حد قول الصحيفة.

حيث دفع فشل منظومة الدفاع الجوي المواطن سعود البيشي، ليحوّل في تلك الليلة المرعبة “حافلته الصغيرة من طراز دودج إلى ملجأ متنقل، مزوداً بالمعدات اللازمة للتعامل مع أي هجوم محتمل”. وأوضح البيشي لصحيفة نيويورك تايمز بقوله: “لقد كانت (ليلة) مرعبة”.

ويعلق الناشط علي هاشم على بعض ما تورده بعض تقارير الإعلام الغربي والعالمي، بأنها “تقارير مدفوعة الثمن أرادت السـعودية من خلالها ايهام العالم بأن اليمن تستهدف المدنيين في السـعودية”. مؤكداً: “هذا كذب”.

إغلاق محكم

وبينما يُقر العسكريون السـعوديين أن “الحرب طال أمدها” بات الانشغال بمتابعة تطوراتها داخل المملكة يشغل حيزاً من نقاشات الرأي العام السعودي، كما تلقى “الحرب ضد اليمن معارضة شديدة من بعض أبنائها، كونها استجلبت للمملكة انتقادات دولية حادة جراء سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين اليمنيين وكلفتهم أموالاً باهظة” حد تعبير نيويورك تايمز.

وتضيف نيويورك تايمز عن هذه الأصوات المعارضة بأنها «قلّما تجد تلك الآراء من وسائل التعبير بشكل علني” في حين أن الشق الآخر من المواطنين واقعون تحت سيطرة التوجيه الإعلامي لمبررات العدوان. ونقلت نيويورك تايمز عن الباحثة في «معهد دول الخليج العربي» كريستين سميث، أن استراتيجية الإعلام السـعودي حريصة على “إبقاء الغطاء محكم الإغلاق حيال أي مناقشة نقدية للحرب». وعادة «لا ترغب في الظهور بمظهر الضعيف، أقله أمام مواطنيها”.

وبحسب الباحثة “كان متوقعاً أن تسعى المملكة السـعودية إلى فرض سيطرتها الصارمة على سردية تلك الحرب، كونها تفتقر إلى الصحافة الحرة وهو ما يمنحها المزيد من الأدوات كي تتمكن من القيام بذلك”. ويقول الناشط هاشم، إن السعودية نجحت في البداية بالسيطرة على الخطاب الإعلامي الموجه للداخل حين كانت جغرافيا المواجهة العسكرية محصورة في المناطق الحدودية.

لكن هاشم يؤكد أن تنامي قدرات السلاح اليمني بالوصول إلى منشآت عسكرية في العاصمة الرياض، وأخرى اقتصادية نفطية في الشرقية، أفشل الخطاب الإعلامي، وبدأن المواطن السعودي بالقلق حيال الأمر. وأضاف: مع استهداف بقيق وخريص تحول قلق المواطن إلى رعب حيث استشعر أن النظام لم يوفر له الأمن والاقتصاد قد ينهار في لحظة”.

وبينما يحمل الناشط السـعودي هاشم نظام بلاده مسؤولية أمن واستقرار المواطنين. يتساءل: هل النظام يأبه بالمواطنين وهو يشن حملات اعتقالات واعدامات جماعية بحقهم؟ ويختتم تصريحه بالقول: إن النظام الذي يستنزف الاقتصاد بحروب عدوانية على الأشقاء في اليمن ويدمر سوريا والعراق، هو نظام يهتم بأمن واستقرار إسرائيل وليس أمن واستقرار المواطن السـعودي”.

المسيرة