مقالات مشابهة

أمريكا تساوم الشعب اليمني.. إما الجوع أو الاستسلام واليمنيين بصوت واحد “لن نرضخ لحصاركم”

يفرض تحالف العدوان على اليمن بقيادة أمريكا حصاراً شاملاً ومطبقاً على الموانئ اليمنية في الحديدة ، ويمنع سفن الوقود والمساعدات الإنسانية والسلع الأساسية من بلوغ المدنيين، ويفرض التحالف منذ بداية الحرب العسكرية على اليمن التي أعلنت من واشنطن في مارس/آذار 2015 إجراءات قسرية على تدفق الغذاء والوقود والدواء للمدنيين في مخالفة للقانون الدولي الإنساني ، ويغلق جميع نقاط الدخول لليمن منذ بداية العدوان العسكري في مارس 2015..

تقع كل السفن المحملة بالوقود والشحنات التجارية في شباك سفن الحصار التابعة للبحرية الأمريكية والسعودية ، وفي أحيان قليلة سمح تحالف العدوان للسفن بالعبور والتفريغ في ميناء الحديدة بعد فترات احتجاز وقرصنة لأقل من شهر ، لكنه منذ بداية العام الفائت شدد من الحصار وأوقف كل السفن المتجهة إلى اليمن قبل أن يطلقها بعد مرور مدد وصلت إلى عام كامل لبعضها ،

لكنه ومنذ بداية العام الحالي أوقف واحتجز كل السفن المحملة بالوقود وجميع الواردات التجارية ، ومنعها من بلوغ المرافئ التي تقع في الحديدة، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة في اليمن حيث توقفت الناقلات والمستشفيات والسيارات وكل وسائل النقل بسبب انعدام الوقود والبنزين وتدهور الكارثة الإنسانية في اليمن.

يعتمد اليمن كثيراً -حتى قبل شن العدوان العسكري عليه – على الطعام والدواء والوقود المستورد، بما يفي بـ 80 إلى 90 ٪ من احتياجات المدنيين ، قالت هيومن رايتس ووتش في وقت سابق إن إعادة فتح منافذ اليمن البرية والجوية والبحرية أمام الشحنات التجارية –

التي بلغت نحو 80 ٪ من جميع الواردات – مسألة هامة ضمن أي جهد للتصدي لما وصفته الأمم المتحدة بـ «أسوأ أزمة إنسانية» في العالم ، مع ذلك عمدت أمريكا وتحالف الحرب على اليمن إلى تشديد الحصار على الواردات ومنع كل السفن من الوصول إلى موانئ الحديدة.

«استراتيجية تحالف العدوان على اليمن بقيادة أمـريكا والسعودية ارتبطت بشكل مطرد بمنع المساعدات والسلع الأساسية من بلوغ المدنيين، ما يعرّض ملايين الأرواح للخطر، بدعوى الحاجة إلى تعزيز إجراءات المراقبة والتدقيق لمنع وصول السلاح، أغلق تحالف العدوان الأمريكي الأجواء اليمنية والمنافذ البرية والبحرية جميعا ، وأوقف جميع الرحلات الجوية والشحنات البحرية الحاملة لمساعدات إنسانية إلى اليمن وأوقف جميع الرحلات الجوية الإنسانية والشحنات البحرية إلى المنافذ ، وسمح في حالات محددة لبعضها بالوصول.

على الرغم مما تضمنه اتفاق السويد الملزم في شقه الاقتصادي من أن على التحالف السماح لسفن الوقود بالتدفق إلى موانئ الحديدة وكذلك سفن الشحن التجاري والمساعدات ، مقابل توريد الجمارك الخاصة بواردات الموانئ إلى حساب خاص بالمرتبات ،

وعلى رغم التزام حكومة الإنقاذ بفتح الحساب المخصص للمرتبات ، إلا أن تحالف أمريكا والسعودية ومنذ عام ونصف شدد في إجراءاته على سفن الوقود وقام بمحاصرة واحتجاز كل السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة مستفيدا من الذرائع التي يطرحها المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي يتبع سلوكا غير مهني ولا إنساني محايد تجاه الحصار المطبق على اليمن.

منذ نهاية العام الفائت قامت سفن الحصار التابعة للبحرية الأمريكية والسعودية بحجز وخطف كل السفن المتجهة إلى اليمن ، ولم تفك عن واحدة منها وقد بلغت حتى اليوم 14 سفينة محملة بأكثر من 400 ألف طن من البنزين والديزل والمازوت والغاز ، انعدام الوقود بات يهدد بأزمة إنسانية غير مسبوقة في اليمن،

فقد توقفت ناقلات الغذاء والسلع الأساسية وبعض القطاعات الخدمية والطبية ومؤسسات المياه والطاقة ، مؤخرا توصلت الثورة إلى أحد المعنيين بالتفاوض مع أطراف العدوان وسألته عما إذا كان التحالف سيفرج عن بعض السفن لتلافي الوضع الكارثي ، لكنه أفاد بأن أمريكا تحديدا طلبت أن يتم وقف العمليات العسكرية ، موضحا بأن أمريكا قد ركزت لليمنيين بين الموت جوعا أو الاستسلام ، وهذه معادلة مجحفة لا يمكن القبول بها مهما كلف الأمر.

على مدار ستة أعوام فشل التحالف العسكري الذي يشن العدوان على اليمن بقيادة أمريكا، في تركيع وإخضاع الشعب اليمني بقوة السلاح والنيران والقنابل والصواريخ الذكية والفتاكة ، ووصلت الحرب على اليمن إلى أفق مسدود دون أن تحقق أيا من أهدافها المعلنة والمخفية ، وفي الوقت ذاته وصلت الدول المتحالفة في العدوان على اليمن إلى ذروة ضعفها بعد ما حصل لها من استنزاف وخسائر باهظة في الحرب على اليمن ، وهي اليوم تتخذ من التجويع والحصار الظالم على اليمن أسلوبا للإخضاع والاستسلام.

تهدف أمريكا من محاصرة اليمن وعزله وتحويله إلى منطقة معزولة عن العالم إلى تحقيق هدفين ، أولهما فرض العقاب الجماعي لكل المدنيين وجعلهم يعيشون في معاناة لا تتوقف، وهذه استراتيجية أمريكية استخدمتها في كثير من الحروب التي شنتها على البلدان التي نفضت الهيمنة وسعت إلى تحرير القرار السياسي والعسكري الخاص بها ، ثانيهما يتعلق باحتمالية أن يدفع الحصار المطبق والشامل إلى انهيار الحكومة والجيش واللجان الشعبية في صنعاء بفعل الحصار ، لكنها في كل الحالات واهمة وهي تندب حظها العاثر في اليمن منذ ستة أعوام.

على أمريكا وتحالفها أن تعرف بأن اليمنيين لن يرضخوا لا بالحصار ولا بغيره ، وعلى عكس المأمول لها فإن هذه الخيارات ستدفعهم لتعزيز قوتهم وتكثيف هجماتهم ومعاركهم المشروعة بموجب الشرائع والقوانين الدولية وغيرها ، والنصر آت وقريب إن شاء الله.

المصدرالثورة