مقالات مشابهة

كنا وكان الله معنا

أولوا القوة والبأس الشديد وكانوا ولا زالوا، واجهوا قوى الباطل على مر العصور، رفضوا المحتل تحت أي مسمى، سطّروا أروع الملاحم، قدموا أغلى التضحيات، حتى سميت أرضهم بمقبرة الغزاة.

وفي عصرنا الحاضر وقبل ستة أعوام ظن المستعمرون الجدد بجهلهم وحماقتهم أنّ بإمكانهم احتلال هذا البلد والسيطرة عليه، فحشدوا لعدوانهم أحدث أنواع العدة والعتاد من مختلف بلدان العالم وبأحجام وأعداد هائلة وضخمة، قتلوا وشردوا، حاصروا براً وبحراً وجواً، ارتكبوا أبشع الجرائم، أقل ما يمكن أن يُقال عنها إنّها وحشية وبربرية، تمادوا في صلفهم وعدوانيتهم.

لكنّ هذا الشعب كان لهم بالمرصاد، وبثمرة التوكل على الله والرهان عليه ونعمة المسيرة القرآنية وقائدها العلم تجلى التأييد والعون الإلهي في مختلف المجالات، وحقق الانتصارات في شتى الجبهات، وتحول الضعف إلى قوة قهرت الأعداء وأذلتهم، حتى أُصيبوا بالحرج أمام العالم فهم يمتلكون الإمكانات الكبيرة والتكنولوجيا المتطورة التي لا تقارن بما يمتلكه هذا الشعب من إمكانات متواضعة، ويحظون بتأييد ودعم عالمي بينما الشعب اليمني ﻻ يقف معه إﻻ القليل من أحرار العالم .

بعد ستة أعوام من العدوان والحصار أصبح هذا الشعب أسطورة في الصبر والصمود والمواجهة؛ فتحوّلت المعادلات وصنّع الصواريخ البالستية والطيران المسير والأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشتى أنواعها. وحقق انتصارات عسكرية متتالية في جبهات القتال على يد الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية.

اتجه أبناؤه إلى الصناعة والزراعة على الرغم من شحة الإمكانات وحصار المشتقات النفطية؛ إلا إنّه واصل السير قدماً حتى يتحقق له -بإذن الله- الاكتفاء الذاتي، ويتمكن من الاعتماد على نفسه في توفير قوته لأهمية هذا الجانب في مواجهة العدو الذي يتخذ من الورقة الاقتصادية ورقة ضغط للنيل من صبر وصمود هذا الشعب، فكان أن حقق اليمنيون تطوراً ملحوظاً في هذا المجال.

إنجازات أمنية كبيرة شبه يومية لإحباط المخططات الإجرامية التي تهدف إلى زعزعة الأمن وإيجاد فوضى أمنية في المناطق المحررة لإضعاف الجبهة الداخلية.

نجاحات في الجانب التعليمي، مع أنّ العدو قام بحرب شرسة ضد هذا الجانب، بوسائل وأساليب متعددة لإيقاف العملية التعليمية لمعرفتهم بأهمية هذا الجبهة في مواجهتهم.

على مدى ست سنوات، حاربوا هذا الشعب إعلامياً عن طريق أبواقهم ومرتزقتهم في الداخل والخارج، ومنهم الطابور الخامس، لبث الخوف والرعب والإحباط في قلوب أبنائه، وفشلوا في ذلك.

خلال ستة أعوام قصفوا ودمروا مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص ومختلف المنشأت الخدمية، لتصبح الخدمات شبه متوقفة، لجرنا عقود إلى الوراء.

تحركوا بشكل كبير في حربهم الناعمة للنيل من أبنائنا وشبابنا، لتنشئة جيل ممسوخ بعيداً عن الدين، خالياً من القيم والمبادئ، جيل مهزوم في مواجهة مشاريعهم الشيطانية حتى يتسنى لهم احتلالنا وهزيمتنا دون أدنى مواجهة، فلم يكن لهم ذلك.

عملوا كل ما بوسعهم لحرب هذا الشعب، لكنهم كل يوم يثبتون فشلهم أكثر وأكثر في مواجهته، على الرغم من شراسة عدوانهم، وكثرة إمكاناتهم إلا إنّهم أصبحوا يعانون من هزائم مادية ومعنوية، وأزمات سياسية واقتصادية وأخلاقية تتفاقم يوماً بعد آخر، عدوان غاشم قد يدفعه غروره وعنجهيته إلى عدم اعترافه بالهزيمة حتى يشرف على الهلاك،

عندها سيحين ذبح البقرة، وتدق ساعة الصفر التي دفعها إليها الأمريكي والإسرائيلي الذي لن يُغني عنها شيئاً، وسيتبرأ منها كما يتبرأ إبليس من أوليائه، لتكون نهايتها على أيدي أبناء الشعب اليمني الذي ظن عدوانهم بحماقته أنّه سيهزمه في وقت قياسي. (والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
_______

د. فاطمة بخيت