مقالات مشابهة

الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.. أرقام كبيرة ومعاناة مستمرة في ظل كورونا

يعاني الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي من ظروف اعتقال صعبة للغاية ولاإنسانية، تمارس ضدهم أبشع طرق التعذيب والتنكيل والإهمال الطبي، على مدى فترات اعتقالهم، وتفقد سجون الاحتلال أدنى مقومات الإنسانية، ما يزيد من معاناة الأسرى خاصة في ظل تفشي وباء كورونا.

يوم الأسير الفلسطيني

وتأتي ذكرى “يوم الأسير الفلسطيني” اليوم السبت، للتضامن مع آلاف الأسرى الذين يقبعون في سجون الكيان الصهيوني المحتل، حيث أحيا أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج هذا المناسبة، ضمن فعاليات كبيرة تظهر أهمية قضية الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني.

ويعود تاريخ “يوم الأسير الفلسطيني” للعام 1974م، حينما أقره المجلس الوطني الفلسطيني باعتبار يوم 17 أبريل من كل عام، يوماً للوفاء للأسرى الذين سقطوا شهداء داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتقديرا لنضالات وصمود وتضحيات الأسيرات والأسرى ودعماً واسناداً لقضيتهم العادلة وحقهم بالحرية.

وتم اختيار هذا التاريخ، للاحتفال بيوم الأسير، كونه شهد إطلاق سراح أول أسير فلسطيني “محمود بكر حجازي” في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي. وأقرت القمة العربية الـ20 أواخر مارس 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية.

كما تأتي ذكرى هذا العام مع استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال قرابة الـ4500 أسير في 23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق صهيوني، بينهم 41 أسيرة، و140 طفلا، كما أن هناك 550 أسيرًا يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، وعلى الأقل فإن هناك 10 أسرى مصابين بالسرطان، والأورام بدرجات متفاوتة.. بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وبحسب إحصائيات نشرتها مؤسسات الأسرى، لايزال الاحتلال يعتقل 543 أصدر بحقهم أحكامًا بالسجن المؤبد، وصاحب الحكم الأعلى بينهم هو الأسير عبد الله البرغوثي (67 مؤبدًا)، فيما بلغ شهداء الحركة الأسيرة (226) شهيداً، منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.

وتحيط بهؤلاء الأسرى الأبطال القابعين في سجون الاحتلال معاناة كبيرة في ظل ممارسته لأقسى أساليب التعذيب لإرضاخهم، وتركهم فريسة للأمراض والأوبئة، إلا أن عزيمتهم وشموخهم أذلت الاحتلال وأرغمته في عديد من المرات على التراجع عن جل قراراته التعسفية التي يتخذها السجان بين الفينة والأخرى.

وبهذه المناسبة أكدت الحركة الأسيرة في ذكرى يوم الأسير، أن حرية الأسرى هي حق لهم، وواجب على فصائل ومؤسسات الشعب الفلسطيني كافة، والعمل من أجلها هو أقدس عمل. وبحسب وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية فقد شددت الحركة في بيان لها، على ضرورة أن يكون الأولوية الأولى لكل فلسطيني، حرية الإنسان فهي أولى الخطوات نحو تحرير الأرض.

وقالت: “ونحن نسير نحو انتخابات فلسطينية، والتي نأمل أن تصل إلى نهايتها السليمة رغم كل المعيقات والتحديات من الاحتلال لمحاولة منعه إجرائها في القدس، ورغم الضغوط الدولية التي تمارس لوقفها، ندعو إلى أن تبقى قضية الأسرى قضية إجماع وطني وبعيدة عن أي تنازع أو تنافس”.

ودعت الحركة، المؤسسات الحقوقية والدولية لملاحقة الاحتلال الذي ينتهك حقوق الأسير الفلسطيني، ويتعمد قتله عبر الإهمال الطبي وخصوصًا في ظل هذه الجائحة، وخصوصًا بعد أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية ولايتها القضائية على الأراضي الفلسطينية.

استمرار معاناة الأسرى بسجون الاحتلال

وحول استمرار معاناة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، أكدت الفصائل الفلسطينية على أهمية العمل من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارهم ” جزء من مشروع التحرر الوطني، وهم عنوان كبير وبارز في المواجهة مع الاحتلال”.

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على لسان متحدثها الرسمي عبد اللطيف القانوع، أن “الأسرى قضية وطنية وسياسية وشرعية بامتياز، وهي أولوية مهمة وتتربع على الطاولة لدى حماس، وهي جزء من أولويات حماس التي تسعى دوما للتخفيف عن أسرانا”.

وقال القانوع: إن “معاناة الأسرى في السجون لا تغيب عن حماس، ونحن معنيون بتفكيك هذه المعاناة، بتحرير الأسرى من السجون”. وشدد على أن “ما لدى المقاومة الفلسطينية من أوراق قوة تستطيع أن تنهي معاناة الأسرى وتحرير كافة الأسرى الأبطال وتبيض كافة سجون الاحتلال”، مؤكدا أن “حماس تعمل بكل أوتيت من قوة لحل قضية الأسرى وتفكيك معاناتهم”.

وحول صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، ذكر القانوع أنه “لا حديث مع الاحتلال في هذا الموضوع، إلا في مقابلة الإفراج عن الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال”. وقال: “لا يمكن أن تقايض المقاومة الفلسطينية على ما لديها من أوراق قوة إلا على تحرير الأسرى وتبيض السجون من كل الأسرى”.

من جهته قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل رضوان، إن ثقتنا بالله أولاً ثم بالمقاومة ثانياً لتحرير أسرانا مهما حاول الاحتلال التهرب من إبرام صفقة حسب شروط المقاومة إلا أنه سيجبر على الاستجابة لذلك.

وأكد رضوان في تصريحات لوسائل الإعلام الفلسطينية، على التمسك بالثوابت الوطنية وخيار المقاومة لتحرير الأسرى والمسرى وتحقيق حق العودة. وجدد تأكيده في يوم الاسير على أن قضيتهم تقف على سلم أولويات المقاومة ولن يهدأ لها بال حتى ينالوا حريتهم.

ودعا رضوان السلطة الفلسطينية إلى القيام بواجبها تجاه الأسرى وإلى تدويل قضية الأسرى ومحاسبة قادة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحق أسرانا البواسل.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هي الأخرى أكدت في بيان لها اليوم، أن تحرير الأسرى واجب ديني ووطني، لا تسقطه كل المؤامرات. وقال البيان: إن الأسرى أفنوا زهرات أعمارهم من أجل فلسطين، وعانوا القهر والتعذيب والحرمان من أبسط حقوقهم، دون أن يساوموا على ثابت من ثوابتهم أو يخضعوا لإملاءات السجان، بل ظلّت إرادتهم أصلب وأقوى من جبروت الاحتلال.

وشدد البيان على أن عزائم الأسرى لم ولن تلين وستبقى هممهم متقدة تواقة للحرية من أجل مواصلة طريق التحرير الذي بدأوه وساروا عليه. وأكد البيان أن معركة التحرير مستمرة ومتواصلة رغم كل العذابات والتضحيات التي يدفعها الشعب الفلسطيني وفي مقدمته الأسرى الأبطال.

من جانبه.. أكد القيادي في حركة الجهاد ومسؤول مكتبها الاعلامي، داود شهاب، أن “الأسرى هم جزء من مشروع التحرر الوطني، وهم عنوان كبير وبارز من عناوين المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي”. وقال شهاب: “كما نسعى لتحرير الأرض نسعى لتحقيق حرية الأسرى، وهذا واجب وثابت مقدس من ثوابت عملنا الجهادي والوطني”.

بدوره دعا مسؤول ملف الأسرى في الحركة، جميل عليان، إلى العودة لمرحلة فرض الفلسطيني المعادلات في المنطقة والإقليم لصالح القضية الفلسطينية والأسرى وحريتهم. وأضاف عليان في حديث له عبر اذاعة “القدس”: “نحن أمام حالة غير مسبوقة في العالم عندما يقدم الشعب الفلسطيني مليون أسير على مدار الصراع مع الاحتلال”.

ودعا الى استنفار كل الطاقات واستخدام كل الإمكانات لخدمة الأسرى.. لافتا إلى أن هذه الخدمة لن تكون حقيقيةً إلا بتحرير الأسرى.

إلى ذلك.. أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، على لسان نائب أمين سر مجلسها الثوري فايز أبو عيطة، أن “استمرار اختطاف إسرائيل للآلاف من الأسرى الفلسطينيين وأسرهم في سجون الاحتلال، ومنهم من أمضى ما يزيد عن 35 عاما في الأسر، انتهاك فاضح وصريح لكل الاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية جنيف”.

أيضاً طالب المفوض العام للعلاقات الدولية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية تجاه قضية الأسرى، وإجبار الكيان الصهيوني على إطلاق سراحهم وخصوصا المرضى منهم.

ودعا فتوح جميع المؤسسات الحقوقية والقانونية والتي تعني بحقوق الإنسان التحرك السريع لفتح السجون أمامها والاطلاع على ممارسات الاحتلال بحق الأسرى، خاصة الأطفال والنساء والمرضى، وإخضاع حكومة الإحلال للرقابة والمساءلة على انتهاكاتها، وتطبيق القانون الدولي والإنساني على الأسرى الفلسطينيين.

كما أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن “ما يعانيه الأسرى على يد السجان الإسرائيلي، هي جريمة يقترفها الاحتلال، معتقدا أنه باستمرار هذه الجريمة يستطيع أن يوقف مسيرة النضال الوطني والمقاومة الفلسطينية، ولكن الاحتلال واهم، فهذه السياسية الإجرامية لن تزيد شعبنا إلا المزيد من الإصرار على مواصلة النضال الوطني مهما كانت التضحيات”.

وطالبت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى في يوم الأسير الفلسطيني اليوم، المقاومة الفلسطينية كونها الدرع الحامي وخط الدفاع الأول عن الأسرى ببذل كل جهودها؛ لإنهاء معاناة الأسرى والأسيرات خاصة الأسرى المرضى منهم وتحريرهم في القريب العاجل.

وناشدت المؤسسات الحقوقية والدولية خاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالضغط على العدو الصهيوني من أجل تحسين الشروط المعيشية والحياتية للأسرى التي كفلتها القوانين الدولية. ودعت الإعلام الحر بإبراز معاناة الأسرى وجعلها قضية رأي عام عالمي ودولي والوقوف بجانبهم.

وفي بيروت جددت رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، دعوتها للوقوف والتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي. وشدد الاتحاد البرلماني العربي في بيان له، مساء اليوم، على الحاجة الملّحة لتطبيقِ بنود اتفاقية جنيف الثالثة لسنة 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لسنة 1977، فضلاً عن جميع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وطالب بإعادة تفعيل الإطار القانوني الدولي لمشروعيةِ المقاومةِ الفلسطينية، فهذا الإطارُ هو الأساسُ لأي تحرك في موضوعِ الأسرى الفلسطينيين بدءاً من متابعة أوضاعهم الصحية والنفسية والقانونية وحتى يتم إطلاق سراحهم.

وأكد رفضه التام لعمليات الاعتقالِ العشوائي التي تقوم به سلطاتُ الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما الحالات التي تطول المرضى والنساءَ والأطفال، مطالبا بتكثيف المساعي والجهود للإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، كخطوة أولى لاستئناف المفاوضات والتوصل لتسوية عادلة وشاملة ونهائية للقضية الفلسطينية.

_________
سبأ: مرزاح العسل