مقالات مشابهة

هل الكتاب بخير اليوم.. وما مردّ غياب الابداع؟

اعرب رئيس الجامعة اللبنانية الاسبق الدكتور عدنان السيد حسين عن اسفه بان الرافد المعرفي والعلمي للامة العربية ليست حالة خير واستقرار والكتاب ليس بخير، معتبراً ان الكتاب ليس فقط حشداً للمعلومات بل هو مصدر استقرار معرفي نفسي اجتماعي للانسان.

وقال السيد حسين في حديث خلال برنامج “نوافذ”: ان العرب بدأوا يفتقدون هذا الامر تدريجياً في ظل الثورة الالكترونية التي تفاعلت وانتجت فضاءا وعالما وذكاءا افتراضيا، اضافة الى العالم الرقمي الذي اجتاح ايضاً المعاهد والجامعات.

واوضح السيد حسين، انه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب، لان الكتاب غير للتحوير او التزوير او الالغاء وهو موجود، مشيراً الى انه يمكن الاستفادة من الفضاء الالكتروني لتخزين هذا الكتاب دون ان نفقد الكتاب بأصليته بورقه وبلونه، وللاسف في العقدين الاخيرين تراجع اهتمام الطلبة الجامعيين والمثقفين عموماً بالكتاب.

ما مردّ غياهب الابداع؟

من جانبه، اكد الكاتب ورئيس دار نلسن للنشر سليمان بختي، ان الكتاب يعيش اليوم في أزمة لان المجتمع يعيش في ازمة انتاج المعرفة، وكيفية ربط الانتاج المعرفي مع البنى التحتية تلبي حاجة الجامعات والمدارس والقارئ.

وقال بختي: ان المكاتب والمعارض للكتاب تقل يوماً بعد يوم، واصبح هناك نوعاً من تغييب المعرفة وانتاج المعرفة لصالح تجهيل المجتمعات واخذها الى محلات لاتعرف مصلحتها أين تكون.

ويرى بختي: ان هناك ازمة خطيرة وتراجع نشهده منذ 20 عاماً على صعيد انتاج المعرفة وعلى صعيد تفاعل الكتاب مع الناس والطلب على انتاج الكتاب والاقبال عليه.

كيف يمكن التحفيز على القراءة والانتاج الثقافي؟

بدوره، رأى الباحث والاكاديمي العراقي رعد الكعبي، ان ازمة هجر الكتاب في الدول العربية ليست في الانتاج او نشره، وانما المشكلة تكمن في قراءة الكتاب.

وقال الكعبي: انه قبل دخول الفضاء الالكتروني الى العالم العربي كانت الاحصائيات الدولية تقول ان معدل القراءة لدى المواطن العربي هي ربع صفحة في العام، بينما في الدول الاوربية كفرنسا مثلاً هي قراءة كتاب في العام.

واوضح الكعبي: ان العراق ليست لديه مشكلة في قراءة الكتاب، لتوافر مؤسسات لنشر

االكتاب بعضها حكومية او بعضها لمؤسسات لمشاريع استثمارية خاصة، مشيراً الى ان عملية نشر الكتاب متواصلة لكن عملية قراءة الكتاب تتراجع بدرجة كبيرة جداً.

واضاف الكعبي، ان الجمهور العراقي لديه صدمة باتجاهين، الاول مستوى ما يطرح من انتاج الكتاب لا يلبي احتياجات الجمهور وبالتالي دور النشر تعمل بمعزل عن اهتمامات الجمهور، وثانيا هناك دراسات حول من يقرأ الكتاب في العراق، بعدما كان ضمن المتوسط عالمياً حسب احصائيات الدراسات، حيث تتقدم النساء على الرجال بثلاث درجات بقراءة الكتاب على مستوى المثقفين.