مقالات مشابهة

الرئيس الشهيد صالح الصماد.. ذكرى الهامة الوطنية الحكيمة

ذكرى الرئيس الشهيد صالح الصماد

لن نقول جاءت تلك الذكرى المقدسة حيث وانها لم تذهب من الواقع الحي ومن خيال العقل، فـالمآثر الوطنية تصنع الهامات الخالدة المخلدة في أنصع صفحات التأريخ الازلية، ولان الصماد هو من صنع للوطن وطنية وللشعب لحمة اجتماعية وللأحزاب هدف واحد، فقد انحنت لهامته الشامخة جبال الأرضين، ولانت لتواضعه أطنان الحديد، وساد الوقار، وسار الشعب خلف قطار الوعي والأمان، فلا يوجد شيء نختلف عليه.

كانت تلك الحادثة هي من صنعت المجد لصناع المجد، وكان ذلك الاستهداف نقطة ضعف سوداء تحسب للعدو “الصهيوأمريكي” وادواته القذرة في المنطقة، كان الهدف المراد من تلك الجريمة، “تغييب الشخصية الوطنية وخلق الفراغ في الدولة وزرع النعرات الطائفية والمناطقية من جديد”، لكنهم خابوا وفشلوا، بوجود فروع تلك الشجرة المحمدية ذات الثمرة الطيبة، فمن “صماد” إلى “كلنا الصماد”، حيث يبقى الأثر ويؤدي مفعوله الجهادي والوطني إلى قيام الساعة.

كان الرئيس الشهيد صالح الصماد قد أدى مهمته على أكمل وجه، ووجه الجميع نحو سبيل السلام المشرف، السلام الذي لايوجد في طياته أي مصطلح للإستسلام، وفي ذات الوقت كان قد ختم فعاليات اللحمّة الوطنية الحزبية والدينية تحت سقف الوطن الواحد، وعرف العالم بعظمة الجهاد والمجاهدين، حيث ساد فضول الكثيرين لمعرفة حقيقة ماذا يحدث في اليمن!!

فمقولته الشهيرة قد خلقت الوعي السياسي وايقظت الضمائر النائمة في سبات التضليل الإعلامي، حين قال: إن مسح التراب من نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا!! فعندها قد خجل العدو قبل الصديق وخجل المنصب من عظمة من يشغلة، وكانت تلك البشارات السارة لتحرر قرار الوطن بشكل نهائي من السيطرة “الصهيوأمريكية”.

وكما يقال المواقف هي من تبين معادن الرجال، ولطالما تمسك الرئيس الشهيد صالح الصماد بموقف الشعب وقضية الوطن وحدد مسار المعركة سياسيا وعسكريا وثقافيا، حتى أنه تحرك كجندي في جميع الجبهات يواجه العدو ويخاطب الكبير والصغير والمرأة والرجل.

زرع الرئيس الشهيد صالح الصماد ثقافة الحب والإخاء في أرجاء الوطن، وجعل من أولويات الصراع أولويات للشعب أجمع، حتى أن الشعب في جنوب اليمن المحتل لطالما تمنى لنفسه ظل للصماد حاكما ومعينا ومحررا من هيمنة الطغاة العملاء، وكان الوطن هو من حظي بشرف قيادة هذه الهامة الحكيمة التي اهتمت بقضايا الأمة الإسلامية رغم الصعاب والحصار.

لم تنكس الرآية اليمانية عقب الجريمة بل أنه كان يوما للإرتقاء اليمني، فـرئيسنا شهيد، وهذه كانت نقطة الفصل بين الحركة والجمود لمن كانوا يحدثون أنفسهم بانهم يقفون موقف المحايد، فأثر تضحية الرئيس الصماد بدمه، قد بين للشعب أجمع عظمة القضية التي لابد لها من النصر حتى لو كلف ثمن ذلك غاليا، وهذا مالم تحسب حسابه مخططات العدوان التي استهدفت الشهيد القائد في الحروب الأولى وأحرقت الأخضر واليابس في ست حروب عجاف.

وقد أعادوا الكرة في استهدافهم للهامات الوطنية إبان احداث الحوار الوطني في العاصمة السياسية صنعاء، وبدأ مسلسل الإغتيالات بـاستهداف الصادقين مثل الشهيد “جدبان والخيواني واحمد شرف الدين”، وماقامت به التنظيمات الإرهابية من تفجيرات غادرة في مسجدي بدر والحشوش، باشراف من النظام العميل نفسه، وعندما اغتالوا الرئيس الصماد فقد أغتالوا الوطن وأصبح الثأر ثأرا لجميع اليمنيين.

ختاما

أرادوا بجريمتهم تغييب أثرك فغاب أثر شرعيتهم وكل مزعومياتهم، هكذا هي مخططات الاشرار سيدي الرئيس، فقد دام فضلك وبقي ذكرك، وتجسد شخصك في صمادات باليستية أحرقت النفط السعودي وأرعبت العدو في “واشنطن وتل ابيب”.

وما زالت خطتك المدروسة (يد تبني ـ ويد تحمي) قيد التنفيذ، وما زال العدوان يتلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة للصمود اليمني الذي دعوت اليه وصليت من أجل بقاءه وثباته، وما زالت القضية حية ترزق كما انت حي ترزق عند الله، ولن ينال الظالمون مرادهم حتى وإن أشعلوا الأرض نارا وعدوانا، فـالعاقبة هي للمتقين، وهذا وعد أمنا به إيمان اليقين.. وإن غدا لناظره قريب.

_______
إكرام المحاقري