استشهاد وليد الكعبة.. حيَّ على غور الألم

500

التاسع عشر من شهر رمضان, تأريخٌ، وليس مجرد رقم في تقويم السنة فحسب، ولكنهُ جرحٌ غائر في قلب الأمة الدامي، الذي لم تضمده أيادي السنون ولن يلتئم بمروها، ففي فجر يوم كهذا، هبت نسائم اللعنة مُعلنةً شقاوة أهل الأرض على يد أشقاء الأشقياء الذي جرتهُ قدماه إلى قعر المغضوب عليهم، وساقهُ نفاقه الى حضيض الضالين بما كسبت يداه من خطيئة هوت به إلى الدرك الأسفل من الغفلة.

ففي محراب النور كان أمير البررة يتمتم الذكر خاشعاً لله، وبينما كان ساجداً في قبلته المُقدسة، منهمكٌ بـأدى فرضه، باغته أبن ملجم في حين غفلة، ضاربٌ بسيف ضغينتهُ سنام الدين، مخضُّبٌ لرأسه الشريف بمآقينا ودمائه، فعندئذٍ حلّت علينا مصيبة الوداع، وبلغ مِنا الحزن ذروته وأستوطنت الفاجعة أفئدتنا وأجهشت لفقده المساجد بالبكاء، وصرخت لمقتله المآذن بحيَّ على غور الألم.

لطالما حاولوا جبّ أنفاس النبوة، يريدون إطفأ نّور الهُدى، ولم يعلموا بإن بريق الحق باقٍ، وهذه الذكرى تتجدد غصَّتها، وأقبل صبحها دَاجٍ فيه من الظُّلمِ مايكسوا مدائن وَضَّاحة، ومن الأَسى مايُمزق نياط القلوب وتقشعر من هوله الجوارح والأجساد.

فبأي حزنٌ أصبحنا ياعلي وبأي وجعٌ سنبيت!!
_______
خولة العُفيري