تحت شعار “القدس أقرب” أحيت جماهير عدة في دول عربية وإسلامية يوم القدس العالمي الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، فشهد كل من اليمن و العراق وسوريا ولبنان وإيران والبحرين والأردن  مسيرات كبرى، دعماً لفلسطين ونصرة للقدس ورفضا لمخططات تهويد المدينة المقدسة.

وشاركُ الشعب اليمني بكثافة في اِحياءِ يوم القدسِ العالمي بمسيراتٍ حاشدة انطلقت من العاصمة صنعاء بالإضافة إلى 48 ساحة في محافظات صعدة والجوف ومأرب وذمار وتعز وإب والضالع وحجة والبيضاء والمحويت وريمة.

ورفعت الحشود الجماهيرية في المسيرات الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤكدة على أن فلسطين هي القضية المركزية للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية.

ورددت الحشود الجماهيرية الشعارات المؤكدة على الموقف الثابت والمبدئي لليمن تجاه القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني حتى استعادة كامل أراضيه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه وعاصمتها القدس الشريف.

وجددت الحشود التأكيد على استمرار الشعب اليمني في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في مواجهة صلف وغطرسة الكيان الصهيوني ودول الاستكبار العالمي.

وأكد المشاركون أن إحياء يوم القدس العالمي، تأكيد على وحدة صف الأمة تجاه القضية الفلسطينية وتوجيه بوصلة العداء نحو العدو الصهيوني المغتصب للأراضي والمقدسات الإسلامية في فلسطين.

كما أكدوا استمرار صمود وثبات الشعب اليمني في مواجهة تحالف العدوان والتمسك بموقفه في مناصرة الشعب الفلسطيني كموقف ثبات ومبدئي انطلاقاً من هويته الإيمانية

وأكد بيان صادر عن المسيرة التي شهددتها العاصمة صنعاء أن الشعب اليمني اليوم في صدارة الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وفي التمسك بالقضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الشعب اليمني يتطلع إلى القيام بدور أكبر في مناصرة فلسطين مع أحرار الأمة ومحور المقاومة مهما كان حجم العدوان الذي تنفذه أنظمة التطبيع ضده.

كما أكد أن موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية نابع من هويته الإيمانية وأصالته وهو مستمر على موقفه في مناصرة الفلسطينيين والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات والأراضي العربية المحتلة .. مبيناً أن خروج الشعب اليمني في هذا اليوم بهذا الزخم الجماهيري دليل على مستوى وعيه بالقضية الفلسطينية وعمق ارتباطه وتمسكه بها.

وجدد البيان التأكيد على تمسك الشعب اليمني بموقفه المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية .. داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك القوي لدعم جهاد الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يمثل خطراً حقيقياً على الأمة وتهديداً جدياً وفعلياً لأمن واستقرار المنطقة، ما يتطلب من شعوبها النهوض بالمسؤولية ومقارعة الهيمنة.

ووجه البيان تحية إجلال وإعزاز للشعب الفلسطيني على صموده في مواجهة الاحتلال والغطرسة الإسرائيلية .. مباركاً تحرك شباب فلسطين الأبطال في القدس وحي الشيخ جراح وتصديهم البطولي لجيش العدو الإسرائيلي ولقطعان المستوطنين.

وأكد بيان مسيرة يوم القدس العالمي أن القضية الفلسطينية قضية كل الأحرار في العالم، وهي تمثل جوهر الصراع بين المستكبرين والمستضعفين.

وأدان المشاركون في المسيرة هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو الإسرائيلي .. معتبرين ذلك انضماما رسميا إلى صف الأعداء وخيانة علنية للأمة، مؤكدين أن تأثيرات سقوط بعض الأنظمة العربية في التطبيع ستكون إيجابية على القضية الفلسطينية حيث تحررت من المتخاذلين المتواطئين.

ودعا بيان مسيرة يوم القدس العالمي، القوى والفصائل الفلسطينية إلى المصالحة الوطنية ووحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة العدو الإسرائيلي .. حاثاً شعوب الأمة على التحرك لدعم وتعزيز خيار الجهاد والمقاومة ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية والتصدي لكل مشاريعهم التدميرية بحق الأمة.

وجدد بيان المسيرة التأكيد على الموقف الثابت والداعم والمساند لحركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق والبحرين وغيرها .. داعياً أحرار الأمة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية باعتبار ذلك سلاحا فاعلا ومؤثرا على الأعداء.

وتحت عنوان “القدس أقرب” انطلقت في دمشق مسيرةٌ إحياءً ليوم القدس العالميّ من مدخل سوق الحميدية باتجاه الجامع الأمويّ بمشاركة شعبية واسعة.

المتظاهرون اجمعوا على ان القدس، هي القضية الاساس، وان الكيان الاسرائيلي عدو محتل ولا خيار الا مواجته بالمقاومة.

وفي المحافظات السورية، خرج أبناءِ الشعب السوري والفلسطيني بكافةِ شرائحِهم ومكوناتِهم، شاركوا في مسيرات نظمت في حمص واللاذقية ودير الزور و بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي جدد فيها المشاركون الوفاء للقضية الام وشددوا على العداء للاحتلال، ومن يؤيده خاصة دعاة التطبيع.

في يوم القدس، يوكدون المشاركون في المدن السورية ان الايام كلها للقدس، وان لا بقاء للاحتلال، أطال الزمان ام قصر فالقدس للمقاومين اقرب .

وإلى العراق، فقد نظمت عدد من الفعاليات والمسيرات بمناسبة يوم القدس العالمي وشدد العراقيون على اهمية احياء يوم القدس والمشاركة فيه مؤكدين على القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ورفض محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب

حيث نظمّت في بغداد فعاليات ومسيرات بمناسبة يوم القدس العالمي، وشدد المشاركون على أهمية إحياء يوم القدس والمشاركة فيه، مؤكدين على أهمية نصرة القضية والشعب الفلسطيني المظلوم ورفض محاولات التطبيع

وفي البحرين أحيا البحرينيون يوم القدس العالمي بالخروج في مسيرات حاشدة في مختلف المحافظات والمدن البحرينية.

وشارك البحرينيون في مسيرات راجلة ومحمولة رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية والبحرينية وأحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي.

كما رددوا هتافات “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل”.

وأكدوا أن الشعب البحريني سيقف بحزم ضد عمليات التطبيع الرسمية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وهاجموا نظام حمد بن عيسى الذي سلك مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، عادا أنه طريق الخسارة والعذاب.

وقال المتظاهرون إن الشعب البحريني يرى أن طريق التطبيع هو طريق الخسران والتهلكة.

وشددوا على أن مؤامرات التطبيع هي من أخطر المؤامرات على وجود الأمة ومقدساتها.

وشارك الإيرانيون في مسيرة سيارة عبر مركباتهم ودراجاتهم النارية بمناسبة يوم القدس العالمي، ونزل المشاركون إلى الشارع بمبادرة منهم رغم الحظر المفروض على التجمعات، فرفعوا الأعلام الفلسطينية والإيرانية وأحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي في “ميدان فلسطين” وسط طهران، كما رددوا هتافات “الموت لأميركا الموت لإسرائيل.

و أكّد مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي بهذه المناسبة، أن الكيان الصهيوني المحتل ليس دولة بل هو معسكر إرهابي ضد الشعب الفلسطيني، استفاد من الدعم الأمريكي من أجل إجبار بعض الدول على التطبيع، وهذا دليل كافٍ على ضعف الكيان الصهيوني الذي دخل مرحلة العدّ التنازلي المؤدي إلى زواله، فبشائر غد مشرق قد تجلّت بتحوّل موازين القوى لصالح العالم الإسلامي.

وفي ذات السياق صرّح خامنئي بأن مشروع صفقة القرن الفاشلة ومحاولات التطبيع هي مساع متخبطة ومصيرها الفشل، حيث استطاعت الدماء الطاهرة لشهداء المقاومة أن تبقي الراية مرفوعة، وبعدما كان الشباب الفلسطيني في الماضي يدافع عن نفسه بالحجارة، فإنه اليوم يرد على العدو الصهيوني بالصواريخ الدقيقة، مشدّدا على أن الوحدة هي أعظم سلاح للفلسطينيين والكيان الصهيوني غير قادر على فعل شيء، فقد اضطرته المقاومة الباسلة لأن يجري أربعة انتخابات خلال عامين فقط .

وفي لبنان أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ليؤكد إن “الثورة الإسلامية في إيران ملتزمة بإحياء يوم القدس العالمي منذ أيام الإمام الخميني واليوم في أيام الإمام الخامنئي وهي ليست مسألة تكتيكية أو سياسية وإنما هي مسألة عقائدية وحق مطلق لا يمكن أن يتبدل”، وتابع “عندما نقول مسألة عقائدية فإن الإنسان لا يتخلى عن إلهه ولا دينه وعقيدته واليوم هو يوم التعبير عن الموقف الثابت”.

ودعا السيد نصر الله في كلمته التي ألقاها الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي كل أحرار العالم إلى الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية وأن يقدموا كافة أشكال الدعم والمؤازرة، مؤكدا أن الشعب اليمني إضافة نوعية لمحور المقاومة.

وحذر نصر الله “العدو الإسرائيلي من أي خطوة خاطئة باتجاه لبنان وأي محاولة للمس بقواعد الاشتباك قد يفكر فيها”، وأكد “لن نتساهل مع أي تجاوز أو خطأ أو حركة عدوانية إسرائيلية على كامل الأراضي اللبنانية ويجب أن يفهم العدو هذه الرسالة الواضحة”.

وقال السيد نصر الله “حول مناورة العدو الإسرائيلي القادمة يوم الأحد المقبل وفي ظل التطورات القائمة من حقنا أن ندعو إلى الحذر على صعيد المنطقة عموما وكذلك في لبنان ونحن سنكون حذرين وسنواكب بشكل دائم لحركة هذه المناورات”.

و نفذ آلاف الأردنيين وقفة دعت لها الحركة الإسلامية، تضامنا مع أهالي حي الشيخ جراح، ودعما لصمودهم في وجه الاعتداءات المستمرة التي يرتكبها بحقهم الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب المشاركون في المسيرة التي انطقلت من مناطق عدة في المملكة والعاصمة عمان، يوم الجمعة، الحكومة باتخاذ إجراءات حازمة في وجه الاحتلال، وتجاوز مرحلة التحركات الدبلوماسية غير المجدية على حد وصفهم.

وأوضح مشاركون أن الحكومة تستطيع وضع قضية أمام المحكمة الدولية، لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها أهالي الحي، وطرد سفير الاحتلال من عمان.