مقالات مشابهة

صواريخ المقاومة الفلسطينية تكشف هشاشة كيان العدو وتكتب تأريخاً جديداً

انتصرت المقاومة في غزة، يوم الاثنين الماضي، للمسجد الاقصى الذي استباحه الصهاينة، وللمقدسيين الذين حاول الصهاينة طردهم من بيوتهم، بعد ان اختار العرب والمسلمون الصمت ازاء ما يجري في القدس، وفي شهر رمضان المبارك، فنزلت الصواريخ على رؤوس الصهاينة بدل الحجارة، لارسال رسالة الى “اسرائيل” المتغطرسة، وداعميهم الظلمة، مفادها ان للقدس رجال يحموها.

انتصار المقاومة الاسلامية للمسجد الاقصى والقدس والمقدسييين، جاء تحت عنوان “سيف القدس”، السيف الذي سيكتب تاريخا جديدا، يختلف عن التاريخ الذي كُتب قبل ان يستلّه مقاومو غزة. بـ”سيف القدس” سقطت “هيبة” “إسرائيل” المزعومة، وبات مستوطنوها، يرون بأم العين بوادر إنهيار مخطط العصابات الصهيونية التي ارادت ان تقيم كيانا مسخا مشوها على فلسطين، ارض المسجد الاقصى وارض المعراج.

ظن نتيناهو وترامب وكوشنير، أنهم نجحوا في “دفن” القضية الفلسطينية، عندما عقدوا اتفاقية “ابراهام للسلام”!!، مع الانظمة العربية الرجعية، متناسين ان هذه الانظمة لم يكن لها اي دور في الصراع مع الكيان الاسرائيلي، لذا لم يستجد اي جديد على قضية الصراع مع هذا الكيان، بعد تلك الاتفاقيات، ولا الهدف الذي كانت تسعى امريكا من ورائها، وما انتفاضة الاقصى، ورد المقاومة في غزة على مجازر قوات الاحتلال في القدس وحي الشيخ جراح، إلا دليلا على هذه الحقيقة.

اثبتت القضية الفلسطينية، انهاء كالعنقاء، لن تموت ولن تُدفن، بل تخرج من بين الرماد اكثر عنفوانا وتألقا وحضورا، في الوجدان والتاريخ والجغرافيا، بدليل انه بعد “سيف القدس”، يشهد العالم اجمع، ولاول مرة في تاريخ فلسطين، تفجر انتفاضة داخل الأراضي الفلسطينية، شملت الضفة الغربية وغزة والقدس واراضي 1948، حيث سقط 11 شهيدا في اراضي 48 حتى ساعة كتابة هذه السطور، بينما تشتعل حدود فلسطين مع الأردن ولبنان بإنتفاضة شعبية عارمة.

تأكيدا على وحدة النهج ووحدة الهدف بين حزب الله وبقي فصائل المقاومة في غزة وداخل فلسطين المحتلة، نعى حزب الله في بيان الى أهله وشعبه الشهيد محمد قاسم طحان شهيدا على طريق القدس، سقط اثناء مشاركته في الوقفات والتظاهرات الشعبية على الحدود اللبنانية الفلسطينية تضامنا ودعما لقضية القدس ولفلسطين ومجاهديها الأبطال الذين يسطرون ملاحم البطولة والفداء ويقفون دفاعا عن كرامة القدس والأقصى والأمة جمعاء.

ولاول مرة، تتعرض تل ابيب وعسقلان واللد وديمونا والنقب، وكل المستوطنات الاسرائيلية على امتداد الجغرافيا الفلسطينية، للقصف بمختلف الاسلحة، وبشكل مستمر ومكثف على مدى 6 ايام، دون ان تتمكن القبب الحديدية من اعتراض صواريخ المقاومة، التي اصابت بعضها منشآت حيوية، كمصانع الكيمياويات، وانابيب نقل الوقود واكثر المنشآت الحكومية حماية.

“اسرائيل التي لا تقهر”!!، بدات تتساقط، “اسرائيل البعبع”!! بدات ترتعد، “إسرائيل” التي تقف وراءها امريكا والغرب، والتي اعتبرت رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بلوسي، امنها (اي امن اسرائيل) من أمن مريكا، باتت متهسترة، حيث لجأت الى عادتها القديمة الجديدة، وهي هدم بيوت اهالي غزة على روؤسهم، وبشكل جنوني، ردا على هزائمها امام ابطال المقاومة، الذين عرّوها امام العالم، فهي كيان عنصري دموي قائم على القتل والتشريد والاغتصاب والنهب والسلب.

صواريخ المقاومة، كشفت حقيقة “اسرائيل” وبشكل لا لبس فيه، كيان عاجز ضعيف لا قدرة له على دفع ثمن جرائمه التي ارتكبها بحق الفلسطينيين، في غفلة من الزمن، عندما كان بعض العرب يعتقدون، ان من العبث مواجهتها، فهي تمتلك السلاح والدعم لامريكي والغربي وعرب التطبيع، ولكن فات هؤلاء، ان “اسرائيل” لم تواجه في تاريخها، رجالا اشداء.

كما تواجه اليوم، ممن لا يترددون لحظة في الضغط على الزناد واستخدام ما في ايديهم من سلاح، فهذه “الارادة” هي التي كسرت شوكة “اسرائيل” التي باتت تهدد اليوم باجتياج غزة بريا، وتتراجع في نفس الوقت عن تهديداتها هذه، لانها تعلم علم اليقين، ان مخطط الصهيونية برمته سيُدفن في غزة، وليس “جنودها” فقط، اذا ما ارتكبت حماقة الاحتياح البري.

سعيد محمد – العالم