قصيدة سيف القدس.. للشاعر الكبير معاذ الجنيد

865

أصدر شاعر اليمن الكبير معاذ الجنيد أقوى وأجمل قصيدة في وصف معركة (سيف القدس) التي انتهت بانتصار الشعب والمقاومة الفلسطينية على الصلف الصهيوني المستكبر..

والقصيدة هي آخر إصدار وتعد من روائع الشاعر معاذ الجنيد والتي هاجم فيها العدو الصهيوني ووصفهم بشذاذ الافاق يعيشون ضد الفطرة الانسانية وضد أوامر ونواهي الخالق عز وجل وضد قوانين الحياه.

كما سرد في القصيدة بعض اوصاف اليهود التي سردها القران الكريم وكيف انهم يعيشون النكبة الاخيرة التي تتزامن مع وصول الفاتحين من حركات المقاومة الاسلامية التي تتوق لدخول القدس.

سيف القدس

هذي فلسطينُ.. والأقصى الفلسطيني
والشعبُ هذا اسمُهُ: الشعبُ الفلسطيني

من أين جئتُم لفيفاً تدّعون بها
حقاً.. وأنتُم بلا أرضٍ ولا دِينِ

شُذّاذَ آفاق عشتُم ضدّ فِطرتكُم
وضدّ خالِقكُم، ضدّ القوانينِ

ما عندنا صبرُ (موسى) كي نُحاورَكم
ولا بِنا لأذاكُم حلمُ (هارونِ)

ما نحنُ إلا سعيراً سوف تُرسلَكم
إلى الجحيم؛ ادخلوا في (آلِ فرعونِ)

لا نكبَةَ اليوم تعلو فوق نكبتكُم
فالفاتِحون سُيولٌ في الميادينِ

نصرٌ من الله عَمَّ المسلمين، بِهِ
دخولُنا (القدس) أضحى قاب قوسينِ

فأين (مجنونُ أمريكا) ليُنقِذَكم
وأين أعرابُ مَبغَى (أُمِّ هارونِ)

أنتُم نهايةُ هذي الحرب.. لا هُدَناً
فالاتفاقات تُبقيكُم إلى حِينِ

ستلهثون كثيرًا خلف تهدئةٍ
وسوف نقبلُ عن عِزٍّ وتمكينِ

وسوف تفشلُ رغم الإلتزام بها
فمحوكُم قد جرى بالكافِ والنونِ

أفنيتُمُ الدهرَ في ترسيخِ هيبتكُم
و(غزّةٌ) مرّغَتها اليوم في الطِينِ

ظننتُمُ الجِيلَ هذا لا يُهدِّدكُم
فجاءكم جِيلُ تغيير الموازينِ

إرادةً، ثورةً، عزماً، مُقاومةً
حماسةً فاقت الجيلَ الثمانيني

قومٌ سوى الله لم يستنصروا أحداً
ولم يصِح صائحٌ منهم: أغيثوني

منهم إذا واجهَ المحتلُّ أربعةً
كانوا بعينيهِ حشداً نَصفَ مليوني

لم تُجدِ في (الداخِلِ المُحتلِّ) (أسرَلَةٌ)
فـ(القُدسُ) تركيبةٌ في حِمضِهِ الجِيني

(الشيخُ جرّاح) داوَى جُرحَ أُمّتنا
والمقدسيون أشفوا كلَّ محزونِ

وهَبَّةُ (الداخل المُحتلِّ) بوصلةٌ
أحيَتْ (فلسطينَ) نبضاً في الملايينِ

فهل يُنجِّي (بني صهيون) أنَّهُمُ
فازوا بتطبيعِ (شَخبوطٍ) و(طَحنونِ)

* * *

من غِمدهِ سُلَّ (سيفُ القدس) مُشتعلاً
ولن يعودَ وفوق الأرض صهيوني

و(غزّةٌ) أخرجت أثقالها حِمَماً
وطيَّرتها رُجوماً للشياطينِ

حربُ الصواريخ دوَّت وهي قائلةٌ:
(القدسُ أقربُ) من نبضِ الشرايينِ

دوَّت.. فوَدَّ مطارُ (اللِّدّ) لحظتها
لو أنَّهُ كان قبوَاً غيرَ مسكونِ

وقال لـِ (اللِّدّ) (بنغريون) _مُختبِئاً:
خُذها طَهوراً من الغُرِّ الميامينِ

هُم أهلُنا.. إن أتتنا اليوم ضربتُهم
غداً يجيئون حقلاً من رياحينِ

ولن أُنادَى بـِ(بنغريون) إن وصلوا
غداً أُسَمَّى: مطارُ (الشيخ ياسينِ)

* * *

هذي صواريخُ قرنٍ من تغَيُّظنا
من (الحواميم) جاءت و(الطواسينِ)

رأتْ جهنمُ منها رشقةً.. ذُهِلَت
قالت لـ(مالِكَ): هل أخرجتَ مخزوني؟

أجابَ: هذي صواريخٌ مُصنَّعةٌ
يا نارُ من غضَبِ الشعبِ الفلسطيني

تُنهي حسابات ثاراتٍ مُؤجَّلةٍ
ولم تزل تتقاضى (دِيرَ ياسينِ)

يا قُدرةَ الله لا تُبقي على أحدٍ
من الملاعينِ أبناءِ الملاعينِ

عن قتلهم أنبياء الله ما ارتدعوا
فهل يكُفّون عن قتل المساكينِ!؟

كم رَشقةٍ أفقَدَتهُم رُشدَهُم فزَعَاً
و(هاوِنٍ) جرَّعتهُم زفرَةَ الهُوْنِ

فاستكبروا ثم ذلُّوا، هدَّدوا، خمَدوا
عَمُواْ وصَمُّوا وتاهوا كالمجانينِ

سلاحُهم كان من عاجٍ ومن خشبٍ
و(قُبّةُ الردعِ) كانت من كراتينِ

أظنُّهم صنَّعوها كي تصُدَّ لهُم
رشقَ الحجارةِ لا رشقَ (البراكينِ)

* * *

هذي الملاجِئُ قد صارت مقابِرَكُم
فواصلوا العيشَ زحفاً كالثعابينِ

وإن تبقّى فراغٌ في ملاجئكُم؛
فـ(قُبّةُ الردعِ) تدعو: من يُوارِيني؟

جئتُم بسُلطانِ (أمريكا) وسطوتها
جئنا بمَن هو مِن فوق السلاطينِ

من وعدهِ الحقِ جئنا من هدايتهِ
من قولهِ: (لا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي)

(وإنْ تَعُودوا نَعُدْ) والله قائدُنا
من عُمقِ (حيفا) إلى أطرافِ (رامونِ)

بالله تغدو.. بـ(حزب الله) عودتُنا
بـ(فيلق القدس) (بالقومِ اليمانِيْنِ)

بـ(سوريا) بـ(عراق الحشد) فارتقِبوا
فالعصرُ عصرُ: (لِيُظهِرَهُ على الدِّينِ)

بالمسلمين سنأتي فاتحين غداً
وينتهي كلُّ طاغوتٍ وماسُوني

وتنتهي دولة اسرائيل مُكرهةً
فالقُدسُ لله والشعب الفلسطيني

______
معاذ الجنيد
سيف القدس