مقالات مشابهة

سفير العدو الإسرائيلي في الإمارات يزور معرضا للهولوكوست بدبي

احتفى سفير العدو الإسرائيلي في الإمارات بأول معرض تذكاري خاص بالهولوكوست يفتتح في دولة عربية، قائلاً في تصريحات له: “من كان يحلم أن يحدث هذا في دولة عربية؟”.

وحذّر سفير العدو الإسرائيلي لدى الإمارات، إيتان نائيه، الأربعاء، من “ليلة كريستال” جديدة؛ بسبب مزاعم “تزايد معاداة السامية في العالم”.

جاء ذلك، خلال زيارة سفير العدو الإسرائيلي بأبوظبي معرضاً تذكارياً خاصاً بالهولوكوست وُصف بأنّه الأول في الدول العربية.

وقال نائيه، الذي عيّن سفير العدو لإسرائيل لدى الإمارات في أعقاب اتفاق التطبيع الموقع بين تل أبيب وأبو ظبي، إنّ إقامة المعرض في العالم العربي أمر “ملفت”.

وصرّح لدى زيارته المعرض التذكاري: “من كان يحلم قبل 70 أو 80 عاما بأنّ سفيرا إسرائيليا وسفيرا ألمانيا سيجلسان معا هنا، في بلد عربي، خلال زيارة لمعرض تذكاري خاص بالهولوكوست”.

و”ليلة الكريستال” أو “ليلة الزجاج المحطّم” هو الاسم الذي أطلقه اليهود على الهجمات التي شنّتها عصابات نازية ليل التاسع إلى العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 1938، على متاجر وبيوت ومصالح ومعابد يهودية في سائر أنحاء ألمانيا، وتخلّلها نهب هذه الأماكن، وتحطيمها وإحراقها.

وتابع سفير العدو الإسرائيلي: “نرى صعودا جديدا للوجه القبيح لمعاداة السامية في شوارع أوروبا وأماكن أخرى، ثم نأتي إلى هنا، إلى بلد عربي، إلى معرض خاص بالهولوكوست”.

والمعرض المقام في “متحف معبر الحضارات” في دبي، يضمّ روايات عن عرب ومسلمين حموا اليهود خلال الهولوكوست، وأنقذوهم من الموت على أيدي النازيين.

وأدان الفلسطينيون اتفاقات التطبيع التي وقّعتها العام الماضي مع احتلال العدو أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، معتبرين أنّها تقطع الطريق على مساعيهم لإقامة دولة فلسطينية.

وفي وقت سابق، نشر موقع “بلومبيرج” مقالا لأستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالشارقة، كارين يونغ، قالت فيه إن المشاعر المعادية للاحتلال الإسرائيلي في دول الخليج على إثر الحرب الأخيرة على غزة، ستمثل اختبارا حقيقيا لمتانة اتفاق “أبراهام” للتطبيع.

وأضافت يونغ في مقالها، أن السياح الإسرائيليين تدفقوا إلى الإمارات في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، متجاهلين تحذيرات حكومتهم بسبب انتشار كورونا، ولم يردعهم خطر مطاردة عملاء إيران في شوارع الإمارات والبحرين.

وشددت على أن حماسهم كان باعث أمل للشركات التي تستعد للفرص من تدفق السياح المرتقب، بدءا من شركات الطيران ووكالات السفر إلى مشروع مشترك لتزويد فنادق أبوظبي بطعام الكوشر، لكن هذه الشركات تواجه صيفا صعبا على ما يبدو.

بالإضافة إلى التطبيع الدبلوماسي للعلاقات بين الموقعين على الاتفاقيات، كان الهدف فتح أبواب التجارة والاستثمار.

وكانت التوقعات المبكرة متفائلة، حيث قدرت وزارة المالية الإسرائيلية إمكانات التجارة الثنائية مع الإمارات وحدها بنحو 6.5 مليار دولار في السنة.

استثمارات إماراتية في الخليج

وفي آذار/مارس، أعلنت الإمارات عن خطط لصندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار، للاستثمار في إسرائيل ومعها في “قطاعات استراتيجية” في الاقتصاد الإسرائيلي، بما في ذلك التصنيع والطاقة والرعاية الصحية.

وكان هناك حديث أيضا عن مشاريع مشتركة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، حيث تمتلك الإمارات استثمارات كبيرة، بينما تتخلف إسرائيل كثيرا.

ولفتت يونغ أن البوادر المبكرة من السياحة كانت مؤشرا رئيسيا للتأثير الاقتصادي للاتفاقيات، حيث توافد أكثر من 50000 إسرائيلي إلى دبي خلال عطلة رأس السنة الجديدة، وكانت إسرائيل تأمل في جذب 100000 سائح سنويا من الإمارات.

وأعلنت شركة الاتحاد للطيران، شركة طيران أبوظبي، عن رحلات جديدة إلى تل أبيب. وفي الشهر الماضي فقط، بدأت إسرائيل والإمارات محادثات بشأن ممر سفر خال من الحجر الصحي للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد كوفيد-19.

لكن كل ذلك كان قبل اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس، أحد أقدس الأماكن الإسلامية، مستخدمة القنابل الصوتية والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين الفلسطينيين، ما أثار غضبا في العالم العربي، واسع النطاق، وزادت حدته خلال حرب غزة.

وقالت إن الحكومة الإسرائيلية واصلت جهودها لجذب المسافرين من الخليج، لكن من الصعب تخيل أن حماس الإماراتيين والبحرينيين يضاهي حماس السياح الإسرائيليين الشتاء الماضي. وقد يدفع الغضب العربي، بدوره، الإسرائيليين إلى إعادة التفكير في رحلة إلى دبي أو أبو ظبي أو المنامة، على خلفية ما جرى في القدس وغزة.