مقالات مشابهة

مسيرة الأعلام.. هل هي حيلة نتنياهو لتوريط الخصم أم أنها حصان طروادة لإجتثاث الكيان!! والمقاومة تترقب

ينظم المستوطنون الصهاينة (مسيرة الأعلام) كل عام في ذكرى ما يسمونه (توحيد القدس) في إشارة الى احتلال الجزء الشرقي من المدينة وتمر عبر باب العامود وصولا الى حائط البراق حيث يعتدي المستوطنون على ممتلكات الفلسطينيين ويهتفون ضد العرب.

وأراد رئيس مجلس وزراء كيان العد الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يوظف “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة، لتفجير الموقف وإجهاض ميلاد “حكومة التغيير” بكيان العدو، لكن موقفه الضعيف لم يمنعه من تحويل المسيرة إلى قنبلة موقوتة حدد توقيت انفجارها بنفسه.

والمقصود بـ”مسيرة الأعلام” هي قيام الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين وهم يلوّحون بالأعلام ويؤدون طقوسهم الخاصة ويشقون طريقهم في شوارع الحي الإسلامي بالقدس الشرقية المحتلة عبر باب العامود، وهم يهتفون ويغنون الأغاني الوطنية.

والمسيرة بالطبع تمثل استفزازاً متعمداً للفلسطينيين، وكان نتنياهو قد أعطى الضوء الأخضر للمستوطنين المتطرفين الذين باتوا يشكلون قاعدته الانتخابية، لتنظيم المسيرة يوم 10 مايو/أيار الماضي، مثيراً انتقادات من جانب قادة إسرائيليين بارزين، من بينهم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وأحزاب يسارية، بأنه يتعمد إشعال الموقف في القدس لتحقيق مكاسب سياسية.

ففي ذلك الوقت، كان نتنياهو قد فشل في تشكيل الحكومة وبدأ يائير لابيد مهمة التشكيل، وأفادت تقارير بأن أحزاب المعارضة على وشك التوصل إلى اتفاق ائتلافي لتشكيل حكومة جديدة.

نتنياهو أراد المسيرة قبل جلسة الكنيست

وبعد أن فشلت استراتيجية إشعال الموقف مع الفلسطينيين، التي اتبعها نتنياهو بداية بـ”الشيخ جرّاح” وإغلاق “باب العامود” والانتهاكات في المسجد الأقصى، ومن ثم وصول التصعيد لذروته خلال حرب غزة التي خرج منها نتنياهو مهزوماً، وتوصل خصومه السياسيين بالفعل إلى اتفاق لتشكيل “حكومة التغيير”، قرر نتنياهو إعادة تشغيل حيلة “المسيرة” مرة أخرى.

وعلى الرغم من أنَّ وقف إطلاق النار الساري حالياً منذ فجر الجمعة 21 مايو/أيار، بين كيان العدو الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة -والذي تم بوساطة مصرية- لا يزال هشاً ومن المؤكد أن تلك “المسيرة” سوف تؤدي إلى كسره وعودة التصعيد العسكري مرة أخرى، فإن نتنياهو سعى بكل ما أُوتي من قوة للتصريح بها.

وأعطى نتنياهو، رئيس حكومة تصريف الأعمال حالياً في الكيان، الضوء الأخضر بالفعل لمنظمي تلك المسيرة من المستوطنين اليمينيين لإقامتها الخميس 10 يونيو/حزيران، لكن قادة الأجهزة الأمنية والجيش رفضوا الموافقة على إقامتها لتمر من الحي الإسلامي في القدس المحتلة، خصوصاً أن حماس قد أعلنت موقفها بوضوح، وهو أن تنظيم تلك المسيرة يعني كسر وقف إطلاق النار.

وخلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر أو “الكابينيت الأمني” برئاسة نتنياهو الثلاثاء الماضي، حاول نتنياهو جاهداً أن يمرر قرار المضي قدماً في تنظيم المسيرة، لكنه اصطدم برفض جماعي من وزير الدفاع بيني غانتس وقادة الشرطة والأجهزة الأمنية لكيان العدو، ولم يستطع الزعيم اليميني الذي يبدو أنه يعيش أيامه الأخيرة في السلطة أن يغيّر موقفهم.

تحول “المسيرة” إلى قنبلة موقوتة!!

كواليس جلسة “الكابينيت”، التي تناولتها وسائل الإعلام التابعة لكيان العدو الإسرائيلي، تكشف نقطتين رئيسيتين الآن: النقطة الأولى مدى الضعف الذي بات يعانيه نتنياهو، الذي يلقبه أنصاره من اليمين بالملك بيبي. إذ على الرغم من تبريره تمسُّكه بتنظيم “مسيرة الأعلام” بأنه تحدٍّ لحركة حماس وليس لتعطيل إجراءات جلسة التصويت على “حكومة التغيير”، فإنه فشل في انتزاع موافقة المجلس الوزاري على تنظيم المسيرة، الخميس، كما أراد.

أما النقطة الثانية فتتعلق بالموعد الجديد الذي خرج به قرار المجلس الوزاري وهو الثلاثاء 15 يونيو/حزيران، أي بعد يومين فقط من جلسة التصويت على حكومة التغيير المقرر لها الأحد 13 يونيو/حزيران، وهذا الموعد اقترحه نتنياهو نفسه، فماذا يعني ذلك؟

الواضح أن نتنياهو أراد أن يحوّل تلك المسيرة إلى قنبلة موقوتة مُعَدة للانفجار في وجه حكومة التغيير التي سيتولى تلميذه السابق نافتالي بينيت، رئيس حزب “يمينا”، رئاستها في العامين الأوَّلين بموجب اتفاق التناوب مع يائير لابيد اليساري رئيس حزب “هناك مستقبل”.

وفي حال تمت الموافقة بالفعل في جلسة الكنيست على حكومة التغيير وأصبح بينيت رئيساً للوزراء، فسوف يجد الزعيم اليميني نفسه أمام تلك القنبلة الموقوتة، فإما أن يقرر الاستمرار في الموافقة عليها بالفعل وبالتالي انفجار الموقف وكسر وقف إطلاق النار والدخول في حرب أخرى مع الفلسطينيين -سواء من هم تحت الحصار والاحتلال بالضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة أو فلسطينيو الداخل المشاركون في الائتلاف الحكومي من خلال القائمة العربية الموحدة- وهو ما يهدد بانهيار الحكومة قبل أن تكمل عدة أيام.

وإما أن يقرر بينيت، الذي لا يقل عن نتنياهو في كراهيته للفلسطينيين وتحريضه عليهم- أن يستمع لشركائه في الحكومة، خصوصاً وزير الدفاع غانتس ووزير الخارجية لابيد -وكلاهما لا ينتمي لمعسكر اليمين- ويلغي مسيرة الأعلام، وهذا يعني أن معسكر اليمين المتطرف الداعم لنتنياهو سوف يصعّد هجومه على الحكومة الجديدة ولا أحد يمكنه التنبؤ بما قد تؤول إليه الأمور.

ومن المهم هنا التوقف عند تفاصيل قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر تأجيل موعد تنظيم “مسيرة الأعلام” بالقدس الشرقية إلى الثلاثاء المقبل، إذ لم يتم حسم مسارها وما إذا كانت ستمر من “باب العامود”، أحد أبواب القدس القديمة، بحسب البيان الذي وصلت إلى وكالة الأناضول نسخة منه.

وقال البيان: “يرى رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو أهمية في التوصل إلى إجماع واسع النطاق حول إجراء مسيرة الأعلام”، وأضاف أن “نتنياهو أوقف جلسة الكابينت للقيام باستراحة قصيرة، وتوجه إلى غانتس من أجل التوصل إلى هذا الإجماع”.

واشنطن تدعو “لتجنب التصعيد”

حثت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، الإسرائيليين والفلسطينيين على تجنّب “الاستفزازات” وحماية اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما أجازت تل أبيب إقامة “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، التي تنوي منظمات يهودية متطرفة تنفيذها في القدس الشرقية، الثلاثاء المقبل.

ولدى سؤاله عن المسيرة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “نعتقد أنّ من الضروري تجنّب اتّخاذ خطوات تفاقم التوترات”، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية على هذا الصعيد، وقال: نريد أن “نقوم بكل ما أمكن لتجنّب التصعيد أو الاستفزازات التي قد تشكل شرارة لتجدد أعمال العنف”.

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تعارض المسيرة، رفض برايس إعطاء جواب صريح، واكتفى بالقول: “رأينا جميعاً السبب الذي أدى إلى التصعيد الأخير للعنف، وندرك كم أنّ الأوضاع دقيقة”.

وعلى الرغم من قرار الكابينت الأمني والسياسي لحكومة الاحتلال تأجيل “مسيرة الأعلام” إلى الثلاثاء المقبل، إلا أنّ الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن تحفظات لدى الأجهزة الأمنية المختلفة، بما فيها الجيش والمخابرات العامة وشرطة كيان العدو الإسرائيلية

حصان طراودة لإزالة وجود الكيان الاسرائيلي

تبدو مسيرة الأعلام التابعة لكيان العدو الإسرائيلي كحصانة طروادة، التي تجتث كيان العدو للأخير، وذلك بكسر اتفاق ايقاف اطلاق النار بين كيان العدو وفصائل المقاومة الفلطسينية، الذي تم برعاية مصرية.

وتوقع خبراء ومراقبون ان تتأجل مسيرة الأعلام الصهيونية بسبب المخاطر التي تشکلها من مواجهات مع الفلسطينيين وتفجير الاوضاع في القدس، في حين أکد أخرون ضرورة وقوف المقدسيون ضدها.

وأكد الباحث السياسي هادي قبيسي ان مسيرة الأعلام الاسرائيلي محط تسابق بين نتنياهو وبينيت لكسب أصوات اليمينيين في كيان الاحتلال. وأضاف قبيسي ان مسيرة الأعلام تتقاطع علی خط مصالح نتنياهو وبينيت، فبينيت يبحث عن اثبات يمينيته ويؤكد أنه بديل لنتنياهو. وأوضح ان بينيت يريد ان تكسبه هذه المسيرة أصوات يمينية دون أن تجره الی مواجهات.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أشارت إلى اختلاف في وجهات النظر بين نتنياهو من جهة وغانتس من جهة أخرى حول تنظيم المسيرة. وقالت إن نتنياهو ووزراء حزب “الليكود” بقيادته يرون أن إلغاء المسيرة يمثل “انتصاراً” لحركة “حماس”، فيما حذَّر “غانتس” ووزراء حزبه “أزرق-أبيض” من تنظيم المسيرة في هذا التوقيت.

من جانبها، قالت قناة “كان” الرسمية إن نتنياهو تطرق اليوم خلال محادثات مغلقة، إلى مسألة الموافقة على المسيرة التي كان مقرراً أن تمر في حي باب العامود بالبلدة القديمة من القدس. وقال نتنياهو: “لن نرضخ لحماس، أعتقد أنه يجب تنظيم المسيرة، وليس الهدف منع إقامة الحكومة عكس ما يقولون”. وكان معارضون لنتنياهو لمحوا إلى أنه يسعى إلى تنظيم المسيرة الخميس؛ على أمل أن تؤدي إضرابات محتملة قد تخلفها إلى نسف حكومة “لابيد-بينيت” المنتظرة.

ترقب المقاومة الفلسطينية

على ذات السياق حث القيادي في حركة الجهاد الاسلامي جميل العليان، فلسطينيي القدس بالتصادم مع مسيرة الاعلام الصهيونية وتحويلها الی مشروع متدحرج لتحرير القدس.

وقال العليان:”نحن الان امام فرصة مسيرة الاعلام، فإذا ألغيت ام لم تلغی، علينا تفعيل الصدام مع هذه المسيرة واذا تم تغيير مسار المسيرة باتجاه جنوب القدس أيضاً علينا المبادرة بمواجهة هذه المسيرة”.

وحذر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خليل الحية الاحتلال الإسرائيلي والوسطاء من أن تقترب “مسيرة الأعلام” مجددا من القدس والأقصى، معرباً عن أمله في أن تفهم هذه الرسالة واضحة حتى لا تصل الأوضاع إلى ما كانت عليه يوم 11 مايو الماضي.

وأضاف الحية: قرارنا بيدنا، ونحن من نقرر كيف نلجم الاحتلال بأدواتنا ووسائلنا الكثيرة، بدءا بالصرخة والتحذير، وانتهاء بما تعرفون.

تصعيد غير مسبق واقتحامات متعددة

واقتحم عشرات المستوطنين اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة العدو الصهيوني. كما اقتحم أكثر من 3000 مستوطن صهيوني، قبر يوسف شرق نابلس بحماية جيش العدو الصهيوني، واقتحمت قوات صهيونية أخرى، مدينة جنين، وتسببت بقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم عنصري أمن من جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية، باشتباكات مع قوات صهيونية خاصة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة رابع من الاستخبارات الفلسطينية برصاص قوات العدو الصهيوني في اشتباك مسلح بمدينة جنين.

كما أدانت الرئاسة الفلسطينية، تصعيد “كيان العدو الإسرائيلي” الخطير الذي أدى إلى استشهاد ضابطين من جهاز الاستخبارات العسكرية وأسير محرر في جنين برصاص قوة خاصة “مستعربين”، محذرة من تداعياته.

وقفة في رام الله رفضا لمسيرة الأعلام

شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة وسط مدينة رام الله اليوم الخميس رفعوا فيها الاعلام الفلسطينية رفضا ل (مسيرة الاعلام) التي قرر ما يسمى (المجلس الوزاري المصغر) للاحتلال الاسرائيلي تنظيمها الثلاثاء المقبل في القدس.

وأدان المشاركون في الوقفة الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، ودعوا الى تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني وشددوا على ضرورة استمرار المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال.