مقالات مشابهة

تفاصيل لائحة الإتهام بـ”قضية الفتنة” في الأردن.. تتضمّن حيازة مخدرات والتحريض على الملك

صادق النائب العام لمحكمة أمن الدولة في الأردن على لائحة الاتهام في “قضية الفتنة” المرتبطة بالأمير حمزة بن الحسين، والمتعلقة بكلٍ من باسم عوض الله “رئيس الديوان الملكي السابق” والشريف عبدالرحمن حسن زيد حسن.

وأُسند للمشتكى عليهما تهمتي جناية التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة بالاشتراك، وجناية القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة بالاشتراك، وتهمة حيازة مادة مخدرة بقصد تعاطيها وتعاطي المواد المخدرة للمشتكى عليه الثاني.

ووفقاً لوسائل إعلام أردنية، فإنّ باسم عوض الله والشريف حسن سيمثلان أمام المحكمة الأسبوع المقبل.

وتثبت لائحة الاتهام بالأدلة وجود ارتباط وثيق يجمع الأمير حمزة بن الحسين مع المتهمين عوض الله والشريف حسن.

وزكّى الشـريف حسـن، عوض الله إلى الأمير حمزة لمسـاعدتهما في كسـب التأييد الخارجي لتدعيم موقف الأمير حمزة بالوصول إلى سدة الحكم.

وأضافت أن “لقاءات الأمير حمزة والشريف حسن وعوض الله كانت تتم في منزل الأخير”.

وبينت أن عوض الله والشريف حسن شجعا الأمير حمزة على تكثيف اللقاءات التحريضية مع بعض شرائح المجتمع.

وتابعت: “الأمير حمزة انتقل إلى مرحلة التصريح العلني بتوجيه الانتقادات لمؤسـسـة العرش وأداء الحكومة، لإحداث الفتنة”.

وبحسب لائحة الاتهام، هاجم عوض الله سياسة الملك في إدارته لملف القضية الفلسطينية بهدف إضعاف موقف الأردن والوصاية الهاشمية على المقدسات.

واستغل الأمير حمزة حالة الحزن والغضب لدى الأهالي في السلط لتأليب الرأي العام ضد الدولة عقب حادثة المستشفى، وفقا للّائحة.

وأضاف: “بعد حادثة مستشفى السلط، استلم الشريف حسن رسالة من عوض الله مفادها: لقد حان وقت H وهذه تعتبر الشرارة”.كما ذكرت قناة “المملكة”

وقبل يومين، نشرت صحيفة “القدس العربي” جانباً مما قالت إنّها تسريبات مثيرة لبعض الاتصالات بين الأمير حمزة بن الحسين والشريف حسن بن زيد في “قضية الفتنة”.

وقالت الصحيفة أنها اطّلعت من مصادر دبلوماسية غربية على بعض تفصيلات سجلات الاتصال بين الأمير حمزة بن الحسين و الشريف حسن بن زيد.

وبحسب التسجيلات تبدو العلاقة شخصية جدا بين الأمير حمزة وابن زيد، فالثاني على الأرجح ووفق السيناريو الرسمي الأمني هو الذي رتب لقاءات ومقابلات بين الأمير وباسم عوض الله “رئيس الديوان الملكي السابق”، مع أن الأخير وعلى الأقل في التسريبات الجديدة خارج الصورة تماما.

وفي جزء من أحاديث ابن زيد المرصودة مع الأمير، إشارات مباشرة على عمق العلاقة.

فإبن زيد لا يتحدث بالعربية، ويخاطب الأمير بصيغة “مان” وعلى الطريقة الأمريكية تحديدا، ويضحك ويبتسم ويطلق النكات. ويجاوبه الأمير معلقا بنفس الصيغة، لكنه يخلط بعض الكلمات العربية مع الإنجليزية.

ويقر ابن زيد إقرارا طريفا في بعض المساجلات: “بتعرفني أنا حمار بالعربي” ثم يضيف بأن الأمير يعرف الشخص الذي ينظم الأمور باللغة العربية معه.

يمزح ابن زيد ويداعب الأمير ويحدثه عن إرسال تغريدة عن الأم إلى “بسمة” ويقصد الأميرة بسمة بنت طلال، ثم يتحدث عن “المناسف” وعن لقاءات أبناء العشائر وينقل القول: “الزلمة خلص”.

يلهو الرجلان بطريقة مستفزة، فالأمير يقر لصديقه ابن زيد بأنه يحضر لقاءات أبناء العشائر لأنه يستمتع بالمشهد، فهؤلاء كلما رأوا الأمير بينهم، زادوا في جرعة النقد للدولة والقصر.

وهنا يبتسم الأمير بطريقة استفزازية، ويبلغ ابن زيد بأنه كلما أراد “إزعاجهم- المقصود الدولة” جلس بين المواطنين الساخطين لكي يزيدوا في جرعة نقدهم وهنا تظهر جرعة الاستغلال الحقيقية.

في المحاضر، فقرات تظهر حجم العبث في التعامل مع مسائل مهمة على رأسها استقرار وأمن المملكة، وتظهر كيف يتحدث ابن زيد بلهجة “غير لائقة” أحيانا ويجامله الأمير.

يمكن التقاط إشارة إلى ضرورة تعديل تغريدة أميرية بمناسبة عيد الأم ويوم الكرامة، بحيث تتضمن الإشارة إلى شهداء الشعب الفلسطيني أيضا، والهدف معلن هنا مغازلة وملامسة من وصفهم ابن زيد بـ”الجماعة الساكتين” ويقصد الأردنيين من أصول فلسطينية، وإذا ما أراد الأمير أن ينشر التغريدة فيمكن أن ترسل إلى الأميرة بسمة، فهي أم وتجيد العزف على أوتار الأمهات.

“يثرثر” الرجلان بقصص وعبارات وملفات ينبغي ألّا تخضع للثرثرة، وليس من اللائق أن يتم التعرض لها.

ويقترح ابن زيد الاستفادة مما حدث في مستشفى السلط تحديدا باعتباره اللحظة المناسبة للتحرك، ثم يقترح مساندة ما يسمى بـ24 آذار، مشيرا إلى أن الأمير يعرف من يتولى هندسة الجانب المتعلق باللغة العربية.

في التسريبات نفسها، يتهم ابن زيد الأمير بـ”التراجع والجبن” وهو يحثه على التحرك، فيما يبدو الثاني مهتما بالشرح والتفصيل على أساس”أنت تعرف بأني لست جبانا” موضحا بأن المقصود الحصول على سقف زمني يسمح بالتفكير والتأمل وعدم الاستعجال.

يطلق ابن زيد ألقاباً على آخرين ويتحدث بإنجليزية سريعة مخلوطة بكلمات عربية دارجة وشعبية، وثمة دلالة رمزية وأسماء مستعارة على بعض الأشخاص.

يصل الترميز فعلا كما قالت الرواية الرسمية إلى إيحاء بأن ثمة تحديد موعد للتحرك وبالتأكيد رغبة في تحريك الجمهور وخصوصا أبناء القبائل.

وثمة كلمات تسخر من المنسف وحتى من بعض أبناء العشائر، فيما يبدو الأمير في الأثناء مهتما لمعرفة ردود فعل عوض الله عن بعض الأشياء، فيما الأخير لم تظهر تسجيلات مباشرة تخصه.

ويتصرف ابن زيد باعتباره متحدثا رسميا باسم عوض الله الذي يظهر صوته في خلفية لاتصال هاتفي بين ابن زيد والأمير حمزة معدلا على تغريدة مفترضة باللغة العربية، ثم يقول ابن زيد بأن الأمير يعرف من الذي كان يهمس في أذنه على الهاتف.

يبدو واضحا من السياق، بأنه ثمة تحرك وفتنة والكثير من الثرثرة وإطالة اللسان.

ويبدو أوضح من نفس السياق، بأن المدعو ابن زيد يتوسع في ادعاء تمثيل عوض الله وفي التحدث باسمه وفي نقل الرسائل. وهو توسع يحتاج فعلا اليوم إلى تفسير.

ويتحدث بن زيد عن توقيت مناسب الآن، وعن “صاحبنا النائم لأنه يستيقظ في الرابعة فجرا” وعن ضرورة أن يبقى الأمير “رجلا وجريئا وشجاعا ويكمل ما اتفق عليه”.

ويتحدث بمشيئة الله عن المزيد من اللقاءات مع أبناء العشائر، ثم يمزح قائلا: “نريد أن نجلس مع أبناء العشائر يوما لكي نتحدث عنك وننتقدك” فيرد شخص على الطرف المقابل: “ها ها ها مان مش هيك” ويقول لبن زيد: “أنت بتعرفني رجل وما قصدي أتراجع، أنا لا أتراجع، لكن بدي أفكر أكثر وأتحرك في الوقت المناسب”.

وفي يوم 16 آذار، يقول ابن زيد بأنه لا يوجد أفضل من توقيت حادثة السلط، وبأن الشباب أعلنوا حراك 24 آذار، ومن المناسب الدخول على الخط.

أما رأي أحد أصحاب الألقاب فـ”مش نافع وأنت يا مان الأنسب للمهمة وهون دورك ولا زم نتحرك”.

قضية الفتنة
قضية الفتنة