مقالات مشابهة

السعودية و الحكومات الغربية.. رشاوى الدم

“تمزيق العلاقة مع الرياض لن يساعدنا في الواقع على تعزيز مصالحنا او قيمنا .. يتعين علينا ونقوم بذلك فعلا ان نتعامل كل يوم في جميع انحاء العالم مع قادة البلدان الذين يقومون باشياء نجدها اما مرفوضة او بغيضة ولكن في ما يتعلق بتعزيز مصلحتنا فعليا و النهوض بقيمنا من المهم التعامل معه”.

“لا يمكننا اعتبار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قاتلا رغم تقرير الاستخبارات الامريكية لان ذلك لن يساعدنا على تعزيز مصالحنا وقيمنا”، هذا محتوى جواب وزير الخارجية الامريكي على سؤال لمحطة تلفزيونية اميركية حول اذا ما اذا كان يعتبر ولي العهد السعودي قاتلا في قضية الصحفي خاشقجي وعلى ضوء تقرير للاستخبارات الاميركية يصف بن سلمان بانه المسؤول عن اغتيال خاشقجي.

اذاً كل شعارات حقوق الانسان والديمقراطية و الحرية ما هي الا اكاذيب وخداع وانها لا تعني شيئا اذا لم تحقق مصالح اميركا كما وان استخدامها هو لاسباب سياسية ولا علاقة للانسانية بها فالرئيس الروسي قاتل كما يصفه الرئيس الامريكي و الصين ديكتاتورية لانها حكومة الحزب الواحد والجمهورية الاسلامية الايرانية دولة مارقة وسوريا يجب ان تزول من الخارطة لان كل هؤلاء لا يحققون مصالح امريكا ولا يشاركونها قيمها اللامشروعة، واذا كان هذا ديدن الحكومة الامريكية ومعها اوربا الغربية فما بال حكومتنا الكندية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان والحرية و الديمقراطية الى ان تقف الى جانب حكومة تتبنى الارهاب والفكر الوهابي المتطرف الا وهي الحكومة السعودية ؟

واذا كانت المصالح السياسية و الاقتصادية معروفة وواضحة فياترى ما هي القيم التي تجمع امريكا والحكومة الغربية ومنها كندا مع السعودية وهي الدولة التي :

تأسست على الدم ويكفي انها الدولة الوحيدة في العالم التي تضع اداة قاتلة على علمها الرسمي وهو السيف وهي اشارة واضحة الى حقيقتها الدموية البشعة والقاسية و الهمجية.

الدولة الوحيدة في العالم التي يشير اسمها الى اسم العائلة التي تحكمها بالقوة و الدم وهي السعودية نسبة الى العائلة ال سعود .

تبنت ونشرت الفكر الارهابي الوهابي التكفيري الذي كلف شعوب العالم مئات الالاف من الضحايا الابرياء واسست تنظيمات ارهابية كالقاعدة و داعش وجبهة النصرة ومولتها واغلب ارهابيوها يحمل جنسيتها .

دولة ديكتاتورية تحكمها عائلة واحدة تستولي على كل اموال الدولة ويتوارث الابناء الحكم فيها رغم عدم اهليتهم لا الانسانية ولا الثقافية والا السياسية .

دولة لا تعترف لا بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بحقوق الانسان .

دولة تقطع رؤوس مواطنيها في الشوارع وتجلدهم في الساحات العامة بحجة تنفيذ احكام قضائية.

دولة تحول سفاراتها وقنصلياتها الى مسالخ بشرية واقبية تعذيب لمعارضيها وترسل كبار مسؤوليها العاملين بمكتب ولي العهد لاحتجاز مواطن يحمل جنسيتها وتخنقه وتقطع جسمه بالمشنار ثم تحرقه في فرن ثم يستقبل رئيسها الملك ابناء المقتول تلفزيونيا ليقول بانهم تنازلوا عن حق ابيهم القضائي .

دولة ترسل طائراتها لتقصف دور الحضانة والمدارس وباصات المدارس والاسواق والمناطق السكنية وقاعات الاعراس و الافراح بل وحتى المقابر وكما يحدث في اليمن لاكثر من ستة سنوات .

مع كل هذه الموبقات والجرائم واللانسانية فما هي القيم التي تكلم عنها وزير الخارجية الامريكي و التي اشار الى انها مشتركة مع السعودية وبالتالي تمنعه من اعتبار ولي عهدها قاتلا رغم ان تقرير استخباراته يشير الى ذلك؟

بلا شك ان هذه الصفات هي فعلا التي تجمع امريكا واغلب حكومات اوروبا مع السعودية، اوليس امريكا هي من اختطفت عشرات الالاف من المواطنيين من افريقيا وجلبتهم قسرا الى امريكا وامتهنت كرامتهم وحقوقهم واستعبدتهم؟ اوليست امريكا هي التي شنت الحروب على شعوب كثيرة واستخدمت الاسلحة المحرمة دوليا كقنابل النابالم ضد الشعب الفيتنامي والنووي ضد الشعب الياباني ؟ كما تفعل السعودية ضد اليمن وضد الشعب البحريني باستخدامها للاسلحة الامريكية و الكندية و الاوربية في مجازر الابادة الجماعية للشعبين اليمني و البحراني .

اوليست فرنسا لازالت تحتفظ بمئات الجماجم لابناء الشعب الجزائري الذي قاوموها اثناء احتلالها لبلدهم ؟ اوليس القضاء البريطاني الذي يضرب به المثل لنزاهته هو الذي منع التحقيق في رشاوي عقد اليمامة بين السعودية وبريطانيا لان ذلك يضر بالمصالح البريطانية ؟ كما تمنع المحاكم السعودية سماع شكاوى المواطنات السعوديات من التعذيب الذي يتعرضن له داخل السجون السعودية بل وحتى الاغتصاب ؟

واذا كانت كل هذه الانتهاكات والاعمال والافعال السعودية اللانسانية لا تهم الحكومات الغربية ومنها امريكا لانها تقبض رشاوى الدم السعودية من خلال صفقات شراء الاسلحة فما بال حكومتنا الكندية تتغاضى عن كل الجرائم السعودية ؟

واذا كنا لا نسأل هذا السؤال اذا كانت الحكومة بيد حزب المحافظين لانهم يشبهون الامريكان فما بال حزب الاحرار الذي يدعي دفاعه عن حقوق الانسان ؟ هل ان جريمة قتل خاشقجي هي اقل بكثير من موضوع المعارض الروسي المعتقل و الذي ادانت حكومتنا روسيا بشدة وهددت بعقوبات ضدها اذا لم يفرج عنه ؟ الم تسمع حكومة ترودو ببشاعة وقسوة وهمجية ما جرى للصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة العربية السعودية في اسطنبول من خنق وتقطيع اوصال وحرق ؟ الم تسمع حكومتنا بالمجازر التي ترتكبها الحكومة السعودية ضد الشعب اليمني واالبحريني وبعضها باسلحة كندية ؟ هل القيم الكندية هي نفسها القيم الامريكية التي تحدث عنها وزير الخارجية الامريكية ؟ هل المصالح هي الاساس وان شعارات حقوق الانسان والديمقراطية ما هي الا ادوات انتقام من حكومات لا تقدم مصالح امريكا على مصالح شعوبها وان الحكومة الكندية تتعامل بازدواجية مع هذه المفاهيم ؟

بالمحصلة النهائية فان كل شعارات حقوق الانسان والحرية و الديمقراطية التي ترفعها الدول الغربية تتهاوى اما رشاوى الدم السعودية ومنها كندا بكل اسف حيث لازالت الاسلحة الكندية تتدفق على السعودية لتستخدم ضد اطفال اليمن والبحرين، ترى كيف كانت حكومتنا ستتعامل مع اي دولة اخرى لو ارتكبت تلك الجريمة المروعة و البشعة بحق خاشقجي ؟ هل كانت ستتغاضى كما فعلت مع السعودية ام انها كانت ستطالب حتى الامم المتحدة بالتدخل ؟

انها بكل اسف رشاوى السعودية للحكومات الغربية ومن ضمنها الكندية بشراء الاسلحة وبعقود خيالية مقابل السكوت عن كل جرائم الحكم السعودي بحق شعبها وشعوب المنطقة بل و العالم كله … انها رشاوى الدم من نظام عائلي همجي يقوده شاب نزق متعطش للدماء ومهووس بالسلطة يقدم الرشاوى لحكومات تسمي نفسها ديمقراطية لتسكت عن جرائمه وقبحه وارهابه …. يا حكومتنا الكندية توقفوا عن استلام رشاوى الدم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم هاشم البحراني