مقالات مشابهة

مثلما كان القبول بالقرار 2216 غير مجديا،، لن يكون القبول بنقاط ولد الشيخ الخمس مجديا ..مقال تحليلي

المشهد اليمني الأول/

أعلنت القوى الوطنية عن إستعدادها التعامل مع القرار 2216 فأصيب العدوان بالتبلد لمعرفته إستحالة تنفيذه عمليا على الأرض، وكانت هذه الموافقه صادمة للعدوان بكل منظوماته الداخلية والإقليمية والدولية، لمعرفتهم عدم جدوائية القرار، طالما لم يتم تنفيذ أهدافه التي ماكانت لتتحقق بغير العدوان والحرب، والمتمثله بالتخلص من أنصار الله و القوى الوطنية الأخرى و تحقيق السيطرة و الهيمنة السعودية المطلقة على اليمن ، ليتضح أن القرار الأممي كان مجرد مسوغا و غطاء للحرب التي كانوا يضنون أنها محسومة و النصر فيها مضمون.

والآن وقد اتضح أن العدوان عاجز عن تنفيذ أهدافه عسكريا، يريد ولد الشيخ و دول العدوان تمريره على طاولة الحوار من خلال النقاط الخمس و التي من بينها الانسحاب من المدن و تسليم السلاح و عودة ما يسمونها السلطة الشرعية، أي أن منظومة العدوان التي من بينها الأمم المتحده و القرار الأممي ماتزال تصر  تسعى بكل أدواتها لتنفيذ مطامح العدوان إن بالقوة العسكرية أو بالقوة المخادعة عبر ممثلها ولد الشيخ بطريقة تستنسخ التبلد و الغجرية الطاغية على فكر و اداء النظام السعودي .

ومثلما كان القرار غير محق أو منطقي و عبثيا و عدوانيا فاشلا، فإن النقاط الخمس أيضا عدوانية و عبثية و أكثر فشلا و مستحيلة التنفيذ ايضا ، حتى لو قبلت بها و وقعت عليها القوى الوطنية ، و قالت لهادي و حكومته تفضل و أذهب و مارس سلطاتك من أي مدينة تشاء ، لأنهم حينها سيكتشفون مجددا أن لا جدوى من التوقيع عليها و القبول بها ، لأنها مثل القرار الأممي غير قابلة للتنفيذ ، طالما و أن المقاتلين و الشعب اليمني مازالو على قيد الحياة و لا يقبلون بأقل من الحرية و السيادة المطلقة ..

إن من أعلن الحرب و وضع لها أهداف الإجتثاث و السحق للخصوم و التدمير لكل مؤسسات الدولة العسكرية و المدنية و الإستحواذ على الحكم و السيطرة المطلقة على اليمن و اليمنيين – و مايزال عاجز عن تحقيقها – هو من يجد في الحرب خيارا لا رجعة عنه ، و يعتبر ما سواها هزيمة مذلة له ، و هو بالتالي من يرفض السلام و الحل السياسي و ينكث بالوعود و اتفاقات التهدئة ، و هو من لا يعنيه نجاح الحلول السلمية .

و طالما و هم مصرون على خيار الحرب أو فرض شروط الهزيمة على غير المهزوم بل و المنتصر ، فلا معنى و لا قيمة أصلا ، لاتهام القوى الوطنية بالعرقلة للحل السياسي ، او خرق وقف إطلاق النار ، و لا جديد في التهديد بمزيد من الحرب ، و لهم أن يغرفوا من الحرب التي لم و لن تجدي لهم نفعا و لا يجيدون فيها غير قتل المدنيين ، و لكن عليهم – و هم من فقد قوة الفعل منذ بداية الحرب – أن ينتضروا ما تبقى من إرتداداتها، فردة الفعل العنيفة عليها من قبل اليمنيين لم يتبقى على صعقتها الوقت الكثير .

و إن جنحوا للسلم ، فقد كفاهم حسن إختيارهم ، شر تدبيرهم ..

كتب: مختار الشرفي