المشهد اليمني الأول/ العهد الاخباري

يواصل العقل الدبلوماسي السعودي استغباء البشرية واستغفالها. المملكة التي دعمت جميع صنوف الإرهاب في العالم – من قتل للشعب اليمني وتجويعه، مروراً بصناعة الإرهاب التكفيري في المنطقة، وصولاً الى التحالف مع الغدّة السرطانية “إسرائيل” – تسعى جاهدة لتلميع صورتها الملطخة أمام العالم.

أكثر من عامين ونصف من العدوان على الشعب اليمني، عشرات من صور المجازر، مشاهد لأطفال مقطعة الأوصال، وأخرى لنساء قضين تحت ركام منازلهن، عشرات التقارير المنددة لمنظمات “حقوق الانسان”، عشرات الدعوات لوقف التعطش السعودي للدماء، جميعها لم تحل دون استكمال آل سعود مشروع هيمنتهم على مقدرات اليمن.

وبين الحين والآخر، يخرج مسؤول سعودي بخدعة يحاول فيها التعمية على جرائم بلاده في اليمن. فقبل أيام عدة، تحدّثت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن توجيهات صدرت من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بإيداع مبلغ ملياري دولار أمريكي كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني. أمّا التبرير فكان على الشكل التالي “امتداداً لدعم المملكة للشعب اليمني الشقيق ليصبح مجموع ما تم تقديمه كوديعة للبنك المركزي اليمني ثلاثة مليارات دولار أمريكي”. بهذه الخفة يريد سلمان للعالم أن يتناسى بأن عدوانه على اليمن تسبب بتآكل الاحتياطيات الخارجية لليمن من 4.7 مليار دولار في كانون الأول/ ديسمبر 2014 إلى 987 مليون دولار في  أيلول/ سبتمبر الماضي “شاملة ودائع البنوك”. ومتجاهلاً لحقيقة مرّة، تؤكد بأنه لولاً الطمع السعودي بالسيطرة التامة على الشعب اليمني وقراره، لكان اليمن اليوم بألف خير، دون حاجة لـ”كرم الملك” الخبيث.

وزير خارجية مملكة الإرهاب عادل الجبير، يسعى بدوره لاستكمال المسرحية البلهاء. فقد خرج حديثاً بتصريح خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، ليعلن عن “إطلاق عملية إغاثة شاملة للشعب اليمني”، وليمنّ على اليمنيين الذين يقتلون يومياً بطائرات بلاده العدوانية، قائلاً “السعودية قدمت مساعدات إنسانية لليمن بقيمة تجاوزت 10.2 مليارات دولار”.

تجسد الخديعة السعودية المثل اللبناني بحذافيره “قتل القتيل ومشى في جنازته”. وربما يكون من المجدي للجبير الذي يحاول اخفاء مجازر سعودية في اليمن بحجم الكون، من خلال اصبعه، بأن يعود الى تقرير حديث للأمم المتحدة بتاريخ 21 كانون الثاني / يناير توجه فيه نداء لجمع 2.96 مليار دولار لتقديم مساعدة عاجلة إلى أكثر من 13 مليون شخص في اليمن، الذي يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
 وبإمكان الجبير كذلك بدل التلهي بخدع واهية لن تنطلي على أحد، تذكير نفسه بشكل متواصل، بما قالته الأمم المتحدة بأن اليمن يواجه “”أسوأ أزمة إنسانية من صنع البشر في عصرنا هذا، حيث يحتاج ثلاثة أرباع السكان (22.2 مليون شخص) إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 11.3 مليون شخص يحتاجون بشدة إلى مساعدات عاجلة للبقاء على قيد الحياة”.

ماذا يمكن لهبة سعودية من هنا أو هناك، أن تقدّم لشعب عانى القتل والتجويع والحصار لأكثر من عامين ونصف على أيدي “جيران السوء”. وبأي سلاح تواجه الدبلوماسية السعودية العالم، وهي المسؤولة عما يقارب “مليوني طفل يمني خارج المدارس، و1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد، وهم أكثر عرضة بعشرة أضعاف لخطر الموت مقارنة بأقرانهم إذا لم يتلقوا العلاج الطبي اللازم”، فضلاً عن مليون مصاب بالكوليرا، بحسب تقرير الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا