مقالات مشابهة

هل يَصلح صالح الابن لخدمة آل نهيان على حساب هادي وداعميه؟!

المشهد اليمني الأول/ الوقت

تشتت على الأرض وتشتت في السياسة، اختلفت المصالح والخاسر واحد، نعم الشعب اليمني هو الخاسر الوحيد في الصراع الدائر على أراضيه التي لا تخفي الامارات ومن خلفها السعودية أطماعها في السيطرة عليها، واليوم تسلط الضوء الإمارات على نجل الرئيس الراحل “علي عبد الله صالح” أحمد صالح وتعمل على تعويمه تحت أي ظرف حتى لو كلفها الأمر حدوث شرخ في العلاقات مع السعودية خدمة لمصالحها التي بدأت تتوسع هناك.

إذا احمد صالح هو رجل الامارات الحالي الذي تصنع منه حصان طروادة لتقتحم أسوار اليمن وتثبت نفوذها وتضمن مصالحها هناك، ولكن هل يستطيع صالح أن يضمن مصالح الامارات من الامارات نفسها، وهل ستسمح السعودية بصعود نجم صالح على حساب رجُلها عبد ربه منصور هادي، وإلى أي حد قادر صالح أن يؤثر في المشهد السياسي خاصة ان حزب المؤتمر حاليا مقسم إلى ثلاثة أحزاب ؟!.

أحمد وطارق وهادي بين الامارات والسعودية وخلاف يلوح في الأفق:

كما ذكرنا فإن الامارات تضع كل ثقلها لدعم الابن الأكبر للرئيس اليمني الراحل على عبد الله صالح، وتريد منه أن يصنع جدارا عالي في وجه انصار الله بعيدا عن مصالحها، ووفقا لدورية “إنتليجنس أون لاين الفرنسية” فإنه وفي أعقاب مقتل صالح في القتال الدائر في العاصمة صنعاء في 4 ديسمبر، تسعى أبو ظبي بنشاط لضمان ضم ابنه “أحمد” إلى التحالف العربي ضد “أنصار الله” المدعومين من إيران.

ولكن هناك مجموعة من العقبات التي تقف في وجه صالح والامارات نلخصها بالتالي:

أولاً: هذه ليست المرة الأولى التي تركز فيها الامارات جل اهتمامها على أحمد صالح، فقد حاولت سابقا بجعله مهندسا للمفاوضات اليمنية لكنها فشلت، بالرغم من أن صالح كان تحت الإقامة الجبرية هناك في الفترة التي كان فيها والده في خندق واحد مع “أنصار الله” وبعد مقتل والده وجدت فيه الامارات “كنزا” لتأجيج الخلاف مع “أنصار الله” ومهاجمتهم في العاصمة صنعاء عن طريق دعم ابن عمه طارق وتوكيله قيادة مجاميع من المرتزقة في جبهة كرش بمحافظة لحج والمتوقفة، لكن الأخير لا يملك أي روابط جيدة مع هادي والداخل فمن الممكن أن يصبح الحزب أربع مؤتمرات يضاف إليها مؤتمر طارق.

وحتى اللحظة لم يحسم أحمد صالح أمره في حال قرر التعاون مع ابن عمه أم لا، بالرغم من الضغوط الاماراتية المستمرة عليه، حيث تريد الإمارات تقلب الأدوار السابقة وتوكل لـ”أحمد” مهمة والده السابقة في حزب المؤتمر ولـ”طارق” مهمة أحمد الحالية.

ثانياً: الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لن يسمح بصعود نجم أحمد علي على حساب أفول نجمه الذي تشحنه له السعودية بين الحين والآخر، ولكن على ما يبدو فإن هذا الشحن سينتهي في حال اقتنعت السعودية بالخطة الإماراتية الجديدة، ولكننا نستبعد ذلك لأنها قد تخسر قرارها على المؤتمر في حال تمت ازاحته لصالح صالح.

ثالثاً: هناك حواجز داخل اليمن قد تعيق تحركات الامارات وحصانها الصالح “خارج حدود بلاده”، تتمثل هذه الحواجز باصطدام صالح مع  الفريق علي محسن الأحمر والذي يمثل عقبة أخرى أمام صعود أحمد صالح. والفريق هو قائد القوات اليمنية الموالية التي تدعمها السعودية، وقائد قوات التحالف العربي، وهو رجل يمني عسكري سابق عمل مع صالح. ومع ذلك، فقد كان الأحمر منافسا لعشيرة صالح في الأعوام الأخيرة، بعد أن قرر صالح أن يقف إلى جانب انصار الله.

وبالرغم من كل ما سبق ذكره، نجد الامارات مصرة على إلباس أحمد صالح صفة رسمية مؤثرة، حيث تعمل حاليا على إظهاره بالإعلام بين الحين والآخر بعد ان كان محجوزا لديها تحت الإقامة الجبرية وممنوع من مغادرة أراضيها، وبعد مقتل والد أحمد قدم ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التعازي لنجل علي عبد الله صالح في مقرّ إقامته في السادس من كانون الاول/ديسمبر بعد يومين على مقتل والده، في خطوة رأى مراقبون ان من شأنها أن تدعم حظوظه لخلافة أبيه.

وفي يوم أمس التقى أحمد صالح نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، في مقر اقامته في دولة الامارات، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في اجتماع نادر بين القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري ومسؤول أجنبي. وقالت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية الجمعة ان بوغدانوف قدم لاحمد صالح الخميس واجب العزاء في مقتل والده في كانون الاول/ديسمبر.

وأكد بوغدانوف بحسب الوكالة على “الدور الذي يمكن أن يلعبه” حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه الرئيس اليمني السابق “من أجل التوصل إلى حل في اليمن”.

ومن جهته، ابدى أحمد صالح “ثقته في قدرة قيادات و كوادر المؤتمر الشعبي العام في الداخل والخارج على الوحدة”، بحسب الوكالة.

في الختام؛ العقبات في وجه الامارات ومشاريعها في اليمن كثيرة وأبرزها يأتي من قبل الأصدقاء “أي السعودية”، فهل ستضحي الامارات بعلاقاتها مع السعودية مقابل الحفاظ على نفوذها في اليمن أم ستضحي بصالح لكي لا تخسر علاقتها مع الرياض؟!، القادم من الأيام سيكشف لنا ما يدور في رحى الإمارة والمملكة.