المشهد اليمني الأول/

تشابهت الأساليب الأطلسية في تلفيق التهم والأكاذيب بشأن أي قضية في العالم، والسبب يعود للإفلاس الذي وصلت إليه في التعاطي مع القضايا الدولية، والرغبة الجامحة لفرض شروطها وإملاءاتها، فلم يعد لدى واشنطن وحلفائها ذرائع لتسويغ تدخلها غير المشروع في شؤون الدول، وأصبح العالم يدرك أن مزاعم «استخدام» الأسلحة المحرمة دولياً، هي ناقوس الخطر الكاذب الذي تدقه واشنطن وحلفاؤها في «تل أبيب» والعالم، فتسعى لتحويله ولصقه زوراً وبهتاناً بالدول المناهضة لسياستها، فالأكاذيب والافتراءات حول «السلاح الكيميائي» في سورية، والذي تحدثت عنه واشنطن و«منظماتها الدولية» بدءاً من المنطقة الوسطى قبل عامين وحتى حلب والغوطة الشرقية، تنم عن حجم الفشل والتخبط الذي يعتري السياسات الأميركية تجاه سورية.

جاء ذلك في تقرير نشره موقع «غلوبال ريسيريش» قارن فيه حجم الدعاية الإعلامية المفبركة التي بثتها وسائل الإعلام الغربية قبل تحرير حلب من الإرهابيين عام 2016 وما يحاول المسؤولون الغربيون الآن إيصاله للعالم عن الأوضاع داخل الغوطة الشرقية. فالحديث عما يسمى «محاصرة المدنيين» في مناطق المواجهات وتمثيليات استخدام «السلاح الكيميائي» من الدولة السورية هو عملية قلب للحقائق والمعطيات من واشنطن.

وتحدث التقرير عن المعاناة الإنسانية التي عاشتها مناطق الغوطة الشرقية في فترة السنوات الست الماضية بسبب ممارسات التنظيمات الإرهابية بحق المدنيين، هذه التنظيمات التي تحمل الإيديولوجيا الوهابية المتطرفة. ولذلك يستمر المسؤولون الغربيون ووسائلهم الإعلامية، بتصعيد الوضع في الغوطة، متهمين الدولة السورية «بمحاصرة المدنيين». وهذا الانعكاس للواقع ضروري بطبيعة الحال من أجل إعطاء دفع للرواية الغربية المزيفة التي دعمت ومازالت الحرب الأطلسية على سورية، بما في ذلك الدعم غير المحدود للتنظيمات الإرهابية كقوى وكيلة لتنفيذ هذا المخطط.

وبيّن التقرير تشابه الحالة عند قيام واشنطن وأتباعها الدوليين بحملاتهم الإعلامية والسياسية. فقبل عملية الجيش العربي السوري لتحرير مدينة حلب من دنس الإرهاب، جيشت واشنطن كل الإمكانات لإفشال هذه العملية، واضطرت لاستدعاء تدخل تركي مباشر بعدها، وما يشابهه اليوم في الغوطة الشرقية والحملة المسعورة سياسياً وإعلامياً أيضاً، فقد تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أن نجاح الخطة الإنسانية يتوقف على التزام التنظيمات الإرهابية بالتهدئة، وهذا لا يقتصر على قطعها لممرات إجلاء المدنيين، بل استمرارها بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على الأحياء السكنية في دمشق، ماتسبب باستشهاد الكثير من المدنيين.

ولفت التقرير إلى أن مصادر الوسائل الإعلامية الغربية والمسؤولين الغربيين غير موثوقة وغير واقعية والتي تستقي معلوماتها من الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وعلى ألسنة جماعة ما يسمى «الخوذ البيضاء»، وهذا كفيل بنفي كل التهم والتلفيقات التي تحدث عنها الغرب، فالانقلاب العجيب للواقع الذي ارتكبته الحكومات الغربية لن يستمر إلا بالتشويه المنتظم.

أما الهدف الكامن لدى الغرب هو إيجاد ذريعة للتدخل العسكري المباشر ضد سورية، بعد فشل حرب الوكالة، لذلك أصبح محتماً على الرعاة الغربيين اتخاذ التشويه لمستوى أكثر شيطانية، والذي تؤكده حالة الإفلاس والضياع التي وصلت إليها الحكومات الغربية أمام انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب في كل مكان.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا