المشهد اليمني الأول/

أسألني عن مدن وقرى تم تسويتها بالارض أقول لك في صعده ..أسألني عن اجتثاث للنسل أقول لك في صعده..ان الحرب العالمّيه مرّت على قلعة الصمود وأمّ التضحيات بوحشيتها التي تجلط العقل والقلب ولم تُقهر او تنكسر بل مجيده ماجده..أحدث الصواريخ المدمره استهدفت صعده ..افتك ماصنع الانسان من القنابل الذكيّه سقطت على صعده وسوّتها بالارض..ماحدث لصعده صادم مرعب مؤلم من الدمار الشامل الذي طال كل شيء قائم على الارض.

.هذا الثمن الكبير الذي تعجز القوائم العامره ان تدفع جزء من اعشاره ولكن صعده تدفعه بسخاء من أجل اليمن. صعده. معجزه خالده في التاريخ..ارض القائد والقاده والاعلام والمجاهدين والشهداء منذ فجر الزمن فرغم ما تسببه الحروب من ويلات على صعده واهلها ، وما يمكن أن تؤدي إليه أحياناً من تراجع جذوة الصمود وانهيار منظومته.لكن تلك القدرة الإنسانية اليمنيه الصعديه في تحديها للواقع الميداني العدواني ومواجهته.تجعل منظومة الصمود في ذروة نشاطه وفعاله، متجاوزة بردود الفعل الايمانيه الكاسره للعدوان والحصار والتي يطلقها مراسيل النصر ” اطفال ورجال ونساء وشباب وشابات صعده” أمام الكاميرا وخلف الكاميرات والتي تستحق حياتهم الريفيه البسيطة أن يراها العالم بعظمتها الانسانيه والاخلاقيه والقيميه والايمانيه..

ليست صعده جغرافيا بالخارطه الوطنيه والعالميه فحسب بل جغرافيا اسرار سيرة يمانيون فقراء-اغنياء -كرماء يقطنون في جغرافيا على فوهة مدافع الغزاه وطائراتهم ولكن صامدون .يواجهون مصاعب الحياه وشرور الغزاه على الدوام لانهم مؤمنين ، اثبتوا انهم قادرون على توليف الفكاهة من قلب المعاناه والمأساة، وهنا تكمن المفارقة .صعده يحسدها نخبة الديبــــــــاج الجهادي والسندس الريادي الشعبي من عطائها ..يا خيـــرة الله الــــــــذي خيـــــرها يشـــــــكره النـاطــــق والأخـرس.صعده طـــورها عــلى فـــــلك اليمن سابحه.تســـري بــــها عرامـــس النصر
…….
أذكروا العزيزه ياأهل اليمن لعلّكم تنصفونها بالقول فهي الماجده الصامده في طاحونة الدمار والاجتثاث.. لم يبق قريةٌ في ريف صعدة و لا سهلٌ و لاجبلٌ و لا مزرعةٌ إلا و تم إزالتها من على وجه الأرض و محوها من الوجود .من يقف على أطلال جنباتها اليوم و ينظر بتأمل، سيعتقد أنه أمام محافظة لايسكنها أحد .ارض مسحت من الخارطة .تجاوزت هيروشيما أو ناجازاكي اليابانيتين، فلم يعد فيها بيتٌ قائمٌ على أساسه أو مبنىً منتصبٌ على قواعده إلا و نالته الصواريخ والقنابل والقذائف وكأن صعده جاثمة بقلب الرياض ا و واشنطن..مدنييها صامدون على حطام و أنقاض مدينتهم وقراهم يواجهون بكل ايمان وعزم وارادة و شجاعةٍ و إصرارٍ مصيرهم و ينتظرون دورهم من مشروع الشهاده ، فمنهم نازحون بأطفالهم و نساءهم ليس جبناً و هرباً من الموت و إنما رأفةً و حناناً بأطفالهم الذين لاشك سيستلمون قيادة الوطن الى جانب ابناء وطنهم اليمني العزيز غداً بدل ابائهم الشهداء العظام لمواجهة البغي و الظلم و يثأرون لمحافظتهم الرُّمّانيّه الصامده ولبلدهم “بلد الايمان والحكمه والصمود” يستشعرون مسؤوليتهم بوعي ومسؤوليه انهم جزء من بلد كُتب له الصمود وتحقيق النصر..

صعده عطاء خالد ونهرمقدس لاينضب كل يوم من ايام الله تتحفنا صعده باخبارها فلم تشتكي يوما عن حالها رغم مأساة احوالها المرعبه وكانت الشكوى ان خرجت فلاتستحق الا صعده ان يشكوا الانسان لحالها المبكي المؤلم ولكنها ابت ان تشتكي الا لله الواحد القهار .قامت صعده بتسيير افواج من المقاتلين وعادت لتزفهم قوافل من الشهداء وصارت عاصمة المجاهد و الشهيد .قامت صعده بتسيير قوافل الامداد للمجهود الحربي التي لانظير لها باليمن وكانت قاعدة الامداد الحربي..صعده وكفى ..فسلامٌ عليها وعلى ابنائها بكل زمان ومكان وكفى

بقلم/ أحمد عايض أحمد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا