المشهد اليمني الأول/

انتظرنا أياما حتى نتحقق إن كانت حادثة اغتصاب فتاة يمنية من مدينة الخوخة الساحلية غرب اليمن وهي أولى مدن محافظة الحديدة المحاذية لمحافظة تعز من اتجاه الساحل ، صحيحة أم لا ، وتأكدنا يقينا أننا أمام سقوط أخلاقي جديد للتحالف وفضيحة باتت مزلزل في الشارع اليمني.

هذه الواقعة التي ارتكبها جندي سوداني ضمن الجنود المشاركين في قوات التحالف الذي تقوده السعودية . ما يستوجب الكتابة هي أن هناك حالات كثيرة مشابهة وقعت في كثير من المدن من ضمنها مدينة المخا أيضا الساحلية ومدينة وعدن ، فضلا عن مئات حالات التحرش وحجبت عن الإعلام بسبب أن أهالي الضحايا وهم عوائل محافظة في الغالب يخشون التشهير الذي يلحق بهم ، عدا عن إدراكهم بغياب الجهات التي يمكن أن تكون منصفة وقادرة على التحقيق وتقديم الجناة للعدالة.

عدد كبير من المنظمات الإنسانية من بينها منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ووصولا لتقريرين صدرا عن الأمم المتحدة في العام 2017 لوحا إلي ضرورة التحقق من وجود انتهاكات وسجون سرية وحالات تعذيب تشرف عليها الامارات الحليف الأقوى للسعودية في عدن وعدد من المحافظات جنوب اليمن دخلها التحالف استنادا إلى تقارير المنظمات الدولية وشهادات للضحايا ، و عزز من ذلك ما أشار إليه تقرير لجنة الخبراء الأممية في 13يناير 2018 وتناوله الإعلام ، وكانت وكالة السوتيشيد برس نشرت تقريرا مفصلا عن 18 سجنا سريا تديره الإمارات ومليشيات تعمل معها وأن هذه السجون موزعة في عدن وأبين وحضرموت وشبوة ، مرت هذه التقارير وكأن لا شيء يحدث
أما مجلس الأمن الدولي فقد أشار في تقريره الأخير عن اليمن وجود مجموعات مسلحة تعمل لصالح التحالف غير خاضعين ل” الشرعية” وتسيطر بصورة فعلية على المحافظات اليمنية الجنوبية، أبعد من ذلك أن عبدربه منصور هادي الذي يقيم في الرياض وممنوع من العودة إلى عدن أرسل مذكرة للأمم المتحدة مطلع مارس المنصرم تتضمن شكوى من ممارسات تشكيلات عسكرية مسلحة في إشارة إلى ما يسمى الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية وهي مكونات تعمل لصالح الإمارات بإعتبارها تعمل خارج إطار شرعيته

نحن أمام حالة تفلت كبيرة في كل هذه المحافظات التي باتت حتى خارج الرقابة الدولية فضلا عن المحاسبة والتحقيق، وفي بيئة كهذه من الطبيعي أن تصل التجاوزات إلى حالات اغتصاب وانتهاكات جسيمة وليست هذه أعني واقعة اغتصاب فتاة في مدينة الخوخة الساحلية غرب اليمن سوى واحدة من عشرات الحالات غير المعلنة.

هذه الواقعة أثارت جدلا واسعا في اليمن وضجت مواقع التواصل الاجتماعي فضلا عن الإعلام المحلي اليمني والشارع الذي توحد خلف إدانة وتجريم التحالف والمطالبة بالكشف عن الجندي المتورط أو الجنود ووصل الأمر إلى المطالبة بطرد التحالف فضلا عن دعوات لتنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارات السعودية الإماراتية السودانية في الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل.

من الواضح أن هذه الحادثة ستتجاوز مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام المحلي بعد أن أصبحت رأي في غضون الساعات القليلة الماضية بعد التحقق من صحتها ، ولكنها ستكون بوابة لفتح سلسة طويلة من حالات الإغتصاب المماثلة وليس بعيدا أن ينسحب الوضع على انتهاكات أخرى ارتكبها من يعملون مع التحالف وخصوصا مع وجود صراع بين شركاء الأمس وتنامي حالة السخط الشعبي في المحافظات التي يتواجد فيها قوات التحالف .

لقد وصلت لعنة العدوان الى المساس بالأعراض في مجتمع قلبي محافظ لن يقبل بأن تتكرر الفظائح التي ارتكبها الإحتلال الإمريكي في سجن أبو غريب بالعراق الذي مثل انتكاسة للولايات المتحدة الأمريكية لا تزال لعنته يلاحقها منذ 15 عاما.

*طالب الحسني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا