المشهد اليمني الأول/

أشعلت جمارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فتيل الحرب التجارية بين أقطاب العالم، واستفزت أسواق الاتحاد الأوروبي وصولاً للصين، ما أدى لتراجع أسواق الأسهم، بعد الإعلان الأمريكي عن رفع الرسوم الجمركية الأمريكية على مختلف البضائع. واستهدفت الرسوم الجمركية البضائع والمنتجات الصينية بقيمة وصلت إلى 60 مليار دولار، ويبدو أن بوادر الحرب التجارية متصاعدة مع حلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة وخاصة تجاه صادرات الصلب والألمنيوم.

وأدت الإجراءات الأمريكية الأخيرة إلى انخفاض الأسواق في آسيا بنسبة وصلت إلى 3% في بعض الحالات، واستمر الهبوط في «وول ستريت»، وبعد هبوط مؤشر «داو جونز» أكثر من (700) نقطة ليقفل في أسوأ أسبوع منذ بداية عام 2016. وحتى الآن يبدو أن رد الفعل الصيني يستحق التوقف عنده.

وأكد المسؤولون في أوروبا والصين أيضاً أنهم يتطلعون لتجنب الحرب التجارية المحتملة، لكن مع التمسك بالدفاع عن المصالح المشروعة.

كما أعلنت الصين عن تعريفات جمركية جديدة على البضائع الأمريكية. وصرّح السفير الصيني لدى الولايات المتحدة في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، عن إمكانية سحب الصين لمشتريات سندات الخزانة الأمريكية رداً على أحدث إجراءات ترامب بشأن التعريفات الجديدة، وقال: «نبحث في كل الخيارات، وفي اعتقادنا بأن أي خطوة أحادية وحمائية ستضر بالجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، وستؤثر سلباً في الحياة اليومية للطبقة الوسطى الأمريكية، إضافة للشركات والأسواق المالية».

فإذا قامت الصين بتخفيض حيازاتها من السندات الأمريكية، فسيكون لها تأثير كبير في الأسواق المالية، ما يؤدي لرفع أسعار الفائدة والسندات، فالصين أكبر دائن أجنبي للولايات المتحدة، وتمتلك ما قيمته 1.17 تريليون دولار من الأوراق المالية الأمريكية.

بدوره، قال الرئيس السابق لشركة مورغان ستانلي في آسيا ستيفن روش: وباعتبار الصين ثالث أكبر سوق للصادرات وأضخمها في أمريكا، وأكبر مالك أجنبي لسندات الخزينة الأمريكية فتتمتع بمزيد من التأثير في الولايات المتحدة أكثر من اهتمام السياسيين في واشنطن.

وتأكيداً على التسييس المتبع لدى الإدارة الأمريكية في فرض رسوم جمركية على دولة من دون أخرى، منحت الإدارة الأمريكية إعفاءات مؤقتة للاتحاد الأوروبي والبرازيل وكوريا الجنوبية واستراليا عن بعض البضائع وخاصة الصلب والألمنيوم، مستندة إلى حجج حماية الأمن القومي الأمريكي، بينما عززتها تجاه الصين.

ووصف رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر القرار الأمريكي بإعفاء الاتحاد الأوروبي بأنه «اعتراف بدورنا كشريك أمني موثوق به»، فيسعى معارضو إجراءات إدارة ترامب إلى مواجهة الإصرار لتنفيذ التعرفة الجديدة، التي تهدد نظام التجارة الحرة العالمي، الذي تأسس بعد الدمار الذي سببه الكساد الكبير في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، إضافة للحرب العالمية الثانية.

يعد البيت الأبيض أن النظام التجاري العالمي بعد الحرب، أدى لتدهور الاقتصاد الأمريكي نسبة للخصوم والأعداء وخاصة الصين، لذلك تعمل واشنطن على تحويل هذا التراجع بأي وسيلة ضرورية لمصلحتها، بغض النظر عن العواقب، بما في ذلك الحرب التجارية والصراع العسكري في نهاية المطاف.
عن«وورلد سوشياليست ويب سايت»

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا