المشهد اليمني الأول/

عم طارق عفاش “صالح” تم إنتاجه وتسويقه من المفرق والمخاء وقائد لواء تعز وإغتيال الحمدي، إلخ.. معلومات خطيرة، تناولتها صحيفة “صوت العمال” التابعة للحزب الإشتراكي في عام 93 أو 94م قبل حرب عدن صيف 94م، تُفيد أن صالح تم إستقطابه كعميل للمخابرات الأمريكية من مفرق تعز وذهب إلى أمريكا في حينها كـ “دورة” لذات المهمة، دورة في أمريكا في حين يعمل البعض على تشويه الدورات الثقافية الإيمانية مع أنصار الله بالإسلام الحق.

عموماً أكمل عم طارق دورته “الثقافية في القتل والتخريب بأمريكا” وعاد كمُهرب سلاح إلى إريتيريا لمحاربة النظام الإثيوبي المعادي لأمريكا والصهيونية، وكان لتعز نصيب من سياسة “صالح” الذي جعل من تعز قرية وجعل أبناء تعز مواطنين من الدرجة الثالثة، ومكَّن جماعة الإخوان من التغلغل في النسيج الإجتماعي التعزي لتظهر تعز لاحقاً كارهة للشمال وأبناء الشمال.

فهل أرادت المخابرات الإمريكية إعادة إنتاج شخص صالح في طارق بنفس المهام وانطلاقاً من المفرق وتعز، المفرق وما أدراكم ما المفرق والتهريب من إفريقيا جيبوتي إلى اليمن ودول الخليج.. ومحاولة تسليم المفرق لطارق عفاش أعاد نفس السيناريو لصالح، خاصة وكنّا نتوقع معارك “الطوارق” نحو حيس والحديدة وليس المفرق والبرح وتعز، وهذا يدل أن جغرافيا تعز هي مهمة طارق على خطى عمه، وللساحل التهامي مرتزقة آخرون، وقد تكون خطة لجر المجاهدين إلى تعز وإخلاء الساحل من المجاهدين.

وهنا عندما نتحدث عن العفافيش بالتأكيد لا نعني المؤتمريين الشرفاء المتخندقين مع الوطن لأنهم بحجم وطن، ومحبين الوطن لهم منا كل الإجلال والتقدير.. نتحدث عن عفاش وجمهورية اللصوص وخريجي الدورات الأمريكية والسعودية، هؤلاء يجب التعامل معهم بأساليب تتناسب مع حجم الحقد والكراهية والتنكر والخيانة للوطن والأرض والعرض والخيانة لله ورسوله بموالاة اليهود والنصارى.

وما يستحق الذكر هو أن حروب العائلة العفاشية كلها تظهر ضد الداخل اليمني فقط وبلباس الدين الوهابي السعودي التكفيري.. حروب واستقواء بالفتاوى التكفيرية ضد الداخل، ومع الخارج الإريتيري “حوار” .. ومع بني سعود “حوار” و”تنازل” عن نجران وجيزان وعسير.. ومع تحالف العدوان برعاية أمريكية “صفحة جديدة” ونمد أيدينا لتحالف العدوان و”أنتفضوا”…الخ، رأينا ما رأينا ويكفي.

قلناها قبل أحداث الفتنة وبحمد الله أصبنا “طيبة الحمدي وعلي عنتر ممنوع تكرارها في صنعاء”.. ونقولها مجدداً اليوم في صنعاء يكاد يتكرر المشهد، هناك شيء ما يدبَّر ضد المجاهدين وأنصار الله وشرفاء المؤتمر الشعبي العام، هناك مجازر مشابهة لـ13 يناير 86م ومجزرة الأخوين الحمدي 77م.. مجازر للمجاهدين وللمواطنين وبدموية ووحشية أكبر قادمة لا محالة ما لم يتم تدارك الأمر.

طيبه الحمدي وعنتر وحتى الصماد لا نريدها أن تتكرر اليوم، فالحذر الحذر، والحيطة الحيطة.. من صراصير عفاش وصيصان السفارات والدورات الأمريكية وافخاخهم ومكائدهم بتوجيهات السفير الأمريكي الصهيوني “تولر”.. بخطة محكمة طويلة الأمد والزمن من تخطيط المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، والسُعار يشتد وعزم العدو يكبُر مع خطة الرئيس مهدي المشاط بالقضاء على الفساد وبناء الدولة ومواصلة مشروع الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والرئيس الشهيد صالح الصماد، وأصبحوا مُجبرين على المواجهة أكثر من أي وقت مضى، ولن تكتفي المخابرات الأمريكية بإغتيال الرئيس الشهيد الصماد وإستهداف مقار سيادية كوزارة الدفاع والداخلية والمكتب الرئاسي، وأي هدف يطمحون فيه للإطاحة بمشروع الدولة والإنقضاض على البلاد بالغزو والإجتياح الكبير بجيوش إفريقية من الساحل الغربي.

وكما عودتنا المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي وقبل الإقدام على المجازر والعدوان والتصفية يتم أولاً التمهيد بشيطنة الهدف المستهدف بالقيام بحملات إعلامية شاملة، وتهيئة المجتمعات لتقبل الحل العسكري الوحيد، وبالأمس الكاتب السعودي المتصهين “جمال خاشقجي” في إحدى الندوات في أمريكا يطلب وبشدة التدخل الأمريكي في اليمن زاعماً أنه الحل الوحيد بالتشارك مع فرنسا، وأي حل غيره مستحيل مُبرهناً الإستحالة بإستمرار الفشل للعام الرابع بسبب ضعف التدخل العسكري الأمريكي، وهذه الندوات والمنظمات تعمل في إطار التهيئة للمجتمعات الأوروبية والأمريكية لتَقبُّل التدخل العسكري في اليمن، بالتوازي مع حملات سب وشتم وتحميل المسؤولية، وسفهاء يُكيلون ما فتحَ وما رَزَقَ من قواميس العهر السياسي والفجور الأخلاقي بحق الطرف المُستهدف.. حملات تُمهَّد للمجازر وكل المجازر سيتم تبريرها بعذر تواجد “قيادات حوثية” حتى لو أبادت طلاب مدرسة بالكامل.. وقبل الإقدام على الإنقضاض النهائي عودتنا مدرسة تلك المخابرات بتصفية قيادات الصف الأول والثاني للمُستَهدف، تماماً كما يقوم اللص بإستهداف وتكسير كاميرات المراقبة قبل الشروع بإرتكاب الجريمة.. إنها ذات المدرسة، المخابرات الأمريكية، والموساد الإسرائيلي.. إنها ذات الأدوات اللقيطة.. مدرسة وأدوات الغدر والإجرام الصهيونية.

والتَحرُّك الوقائي خيرٌ من العمليات الجراحية، ولا قلق أبداً، نعم لا قلق أبداً، مع الحرص والتنظيم وإعادة التقييم وبكل أريحية بإستئصال صراصير الخيانة وبدعم شعبي ووطني واسع وبالأخلاق والقانون والدستور اليمني ستُحرَق أوراق الجزء الأخير من فصول المؤامرة.. وكل المؤشرات تشير لإنتهاء ما بجعبة الكاو-بوي “راعي البقر” الأمريكي من أوراق.. وبالله نتوكل وبه نستعين، اللهم بلغنا.. اللهم فاشهد على القوم الظالمين التائبين.. الظالمين الظالمون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: جميل أنعم العبسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا