المشهد اليمني الأول/

 

أشار موقع «غلوبال ريسيرش» في مقال تحليلي للكاتب ميشيل شوسودوفسكي إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في «ناتو» بدؤوا في مغامرة عسكرية «حرباً طويلة الأمد» تهدد مستقبل البشرية، لافتاً إلى أن هذه الحرب أدت إلى انهيار الاقتصادات الوطنية، وإفقار قطاعات كبيرة من سكان العالم.

 

ويرى شوسودوفسكي أن الحروب التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها جاءت في ذروة الكساد الاقتصادي العالمي من أجل النفط في الشرق الأوسط ووسط آسيا، وهي تخدم بشكل مباشر مصالح عمالقة النفط الأنغلو- أمريكيين عبر عقود بيع للأسلحة الأمريكية بمليارات الدولارات.

 

وقال شوسودوفسكي: أساليب الولايات المتحدة لشن الحروب بدءاً من نشر قواتها وقوات «ناتو» في مناطق متعددة من العالم، مروراً بالعمليات الاستخباراتية السرية وفرض العقوبات الاقتصادية، وانتهاءً بتعطشها لـ«تغيير الأنظمة الحاكمة» في الحكومات المنتخبة ديمقراطياً تحت ذرائع مختلفة تختلقها لتحقيق أهدافها في منطقة الشرق الأوسط تحديداً.

 

وبيّن الكاتب أن جوهر فهم الحرب التي تشنها الولايات المتحدة يتمثل في الحملة الإعلامية التي تمنحها «الشرعية» في نظر الرأي العام، وفي هذه الأثناء، يبرز الرئيس الأمريكي كصانع «سلام عالمي» باعتباره يملك أكبر قوة عسكرية في العالم، ولعل جائزة نوبل للسلام التي منحت للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2009 جزء لا يتجزأ من آلة الدعاية في «البنتاغون»، حيث توفر وجهاً إنسانياً للغزاة، متهمة أولئك الذين يعارضون التدخل الأمريكي بالإجرام وانتهاك حقوق الإنسان.

 

وأضاف الكاتب: تعمل الإدارات الأمريكية على قلب الحقائق رأساً على عقب، حيث ترسخ وسائل الإعلام الأمريكية مفهوم الحروب وتؤيده باعتباره «مسعى إنسانياً» حسب ما جاء في صحيفة «واشنطن بوست» التي أشارت إلى أن الحروب «تجعلنا أكثر أمناً وثراءً»، وقد أكد ذلك الكاتب البريطاني جورج أورويل الذي قال في السياق ذاته: «الحرب هي السلام»، وتابع قائلاً: الكذبة الكبيرة تصبح الحقيقة، وفي المقابل، فإن تصنيف «الحقيقة» من خلال البحث الدقيق والتحليل الاستقصائي لأهوال الحروب التي تقودها الولايات المتحدة يعرض على أنه «نظرية المؤامرة».

 

وذكر الكاتب أنه في الوقت الذي تزعم فيه واشنطن أنها تشن حرباً عالمية على الإرهاب، فإن أولئك الذين يعارضون بقوة حروب أمريكا العدوانية يُعتبرون إرهابيين يجب القضاء عليهم، وبالتالي تصبح الحرب الطريق الأمثل للسلام ومهمة إنسانية جديرة بالاهتمام وفقاً للتزييف الأمريكي.

 

وختم الكاتب بالقول: «يتم نشر آلة القتل على مستوى عالمي، يدعمها بشكل روتيني مؤسسات الحكومة ووسائل الإعلام الغربية ومندوبو ومفكرو النظام العالمي الجديد في معاهد البحث في واشنطن ومعاهد أبحاث الدراسات الاستراتيجية، على أنها أداة لا غنى عنها للسلام والازدهار العالمي»!

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا