المشهد اليمني الأول/

 

في الدريهمي بالساحل الغربي، تجلت القيم الدينية والوطنية والإنسانية التي يبذل اليمنيون بجيشهم ولجانهم الشعبية، رؤوسهم وأنفسهم قرابين على مذبح الدفاع عنها منذ أربعة أعوام.

 

أرتالاً هرول لفيف المرتزقة إلى الأسر والاستسلام لمقاتلي الجيش واللجان، كما يهرول ظمآن شديد الظمأ إلى عين ماء لاحت له فجأة، بعدما انقطع به السبيل أياماً في صحراء شاسعة.

 

يدرك مرتزقة «التحالف» من خبرة أربعة أعوام اشتباك، أنه لا خشية على أسير في كنف مقاتلينا إلا من طيران «التحالف» الذي يخوض المرتزقة معركته، ويقضون بـ(صواريخه الصديقة) حين يخسرونها.

 

في الدريهمي، تجلت الفروق بين بندقيتين إحداهما في يد صاحبها والأخرى صاحبها في يدها… هذه تقاتل بالقيم وللقيم، وتلك تقاتل بالمال بوصفه قيمة القيم… بندقية خلف زنادها إصبع مقاتل، وبندقية خلف زنادها شبق وفجور وانحطاط قاتل… هذه في يد أبطال الجيش واللجان وتلك وصاحبها تحت أقدام الشارين وطوع رزم الـ«بنكنوت» القذر، التي يقدمون نظيرها الأرض والعرض والشرف وليمةً بخسة لـ«تحالف» الغزاة والمحتلين، لينتهوا جثثاً نافقة برصاص مقاتلينا، يدير لها «التحالف» ظهره وتتولمها الكلاب الشاردة.

 

مشفوعين بعهود الأمان وعبارات الطمأنة وتهدئة الروع التي لم يبرح مقاتلونا يرددونها على أسماعهم، هرول مرتزقة «التحالف» بالمئات إلى الأسر، بوصفه بهجة شرَّع مقاتلونا أبوابه لهم وكان في مقدورهم أن يوصدوه ويلحقوهم بنظرائهم من المرتزقة، الذين وقعوا في كماشة الدريهمي المحكمة، ولم يحظوا لسوء طالعهم ببهجة الأسر.

 

عن سجية وطبع وسوية إيمانية قرآنية يمانية خالصة وأصيلة، يصدر مقاتلو جيشنا ولجاننا في تعاطيهم مع الأسرى، لا عن اتفاقيات ومعاهدات (روما 1 و2 وجنيف) بشأن محاذير ولزوميات الحروب.

 

وفي الظل وأمام عدسات الإعلام الحربي تحكمهم السويَّة الإيمانية ذاتها ابتغاء وجه الله، لا ملقاً لسدنة المواثيق والمعاهدات الدولية ولا تهيباً لردات فعلهم؛ في حين ينصب تحالف المسوخ والدواعش مسالخ مرئية للجرحى والأسرى، واثقين من مرضاة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية عن سواطيرهم حد تجفيف بشاعاتها بورق المواثيق والمعاهدات الدولية ذاتها.

 

في الدريهمي، وفي كل معاركنا طيلة أربعة أعوام، ركلنا ولا نزال نركل «العالم الحر» على مؤخرة دعاواه الإنسانية والحضارية، لكن شحوم الـ«بترودولار» لا تزال تُمَرهِم هذه المؤخرة وتخصف على سوآتها السافرة من ورق الـ«بنكنوت».

 

بقلم/ صلاح الدكاك

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا