المشهد اليمني الأول/

 

تزامناً مع ذكرى عاشوراء “العاشر من محرم” ذكرى إستشهاد حفيد رسول الله الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، في كربلاء على أيدي طغاة بني أمية، أكد كلاً من قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ومفتى سلطنة عمان الشيخ “أحمد الخليلي” أن يزيد لم يكن يوماً صحابياً بل كان أفسد طغاة عرفهم التاريخ الإسلامي.

 

وتحدث السيد الحوثي في المحاضرة التاسعة له بمناسبة الهجرة النبوية وذكرى عاشوراء عن دور الطغيان الأموي بيزيد بن معاوية في سياق الحديث عن الانحراف الكبير في تاريخ الأمة الذي عمل على الاتجاه بالأمة في طريق متعرجة بعيدا عن الصراط المستقيم والزج بها نحو سبل معوجه خارجه عن النهج الأصيل الذي كان عليه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.

 

ذات الأمر أكده مفتي سلطنة عمان الشيخ “أحمد الخليلي” في مقطع مسجل -يعيد نشره المشهد اليمني الأول- أشار فيه إلى أن معاوية فرض نظام بني أمية في شخصية يزيد، “وسنَّ لعن الإمام الشرعي علي بن أبي طالب على المنابر”، لافتاً إلى أن تأكيد ذلك جاء في كتب الحديث والسنة، وأن في صحيح مسلم طلب معاوية من سعد بن أبي وقاص أن يسب الإمام علي، مشيراً إلى أن كتب التاريخ حافلة بمثل هذه التأكيدات.

 

الشيخ الخليلي أكد بأن الصحابة رفضوا حكم يزيد، مضيفاً بأن الأخير هددهم بحياتهم بالقوة والجبروت لفرض نفسه، مشيراً إلى مقولة قالها الصحابة ليزيد وهي “أتجعلها كسراوية أتجعلها هيرقلية كلما مات هرقل جاء هرقل”.

 

كما أكد الشيخ الخليلي ما ذكره السيد الحوثي أمس الأربعاء بأن يزيد أمر بإعدام كل من حضر معركة بدر مع رسول الله لينتقم من المهاجرين والأنصار الذين قتلوا جد يزيد والد أمة وكذلك أخ جده وخاله وبعض المقربين منهم وجملة من القيادات والشخصيات الفاعلة والبارزة في مجتمع قريش آنذاك.

 

الجدير بالذكر أن التضليل والتشوية الذي تعرضت له حادثة عاشوراء في مقابل تلميع فترة حكم بني أمية يعرفها معظم مشائخ الإسلام السنة والشيعة بجميع تياراتهم، بما بينهم الشيخ الوهابي “إبن تيمية” التي تنسب إليه مرجعيات الجماعات التكفيرية كداعش والقاعدة.

 

حيث ذكر إبن تيمية في رأيه عن الإمام الحسين وواقعة قتله وقطع رأسه هذا النص: “وأما مقتل الحسين رضي الله عنه فلا ريب أنه قتل مظلوما شهيدا كما قتل أشباهه من المظلومين الشهداء قتل الحسين معصية لله ورسوله من قتله أو أعان على قتله أو رضي بذلك وهي مصيبة أصيب بها المسلمون من أهله أو غير أهله وهو في حقه شهادة له”.

 

وقال إبن تيمية أيضا: “ولا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله”.

 

في السياق تذكر الكتب أن الإمام أحمد بن حنبل أحد الفرق السنية الثلاث سألوه يوماً: “أيؤخذ الحديث عن يزيد ؟ فقال : لا، ولاكرامة، أوليس هو الذي فعل بأهل المدينة مافعل؟ وقيل له: إن قوما يقولون: إنا نحب يزيد، فقال: وهل يحب يزيدَ من يؤمن بالله واليوم الآخر؟!، فقيل له: أولا تلعنه؟ فقال: متى رأيت أباك يلعن أحدا؟”، إنتهى الإقتباس.

 

وذلك في إشارة من “أحمد بن حنبل” إلى الجريمة الكبرى التي إرتكبها يزيد بحق سكان المدينة المنورة لمدة ثلاث أيام، وسُميت بـ “وقعة الحرة” وكانت عام 63هـ والتي نكل فيها تنكيلا كبيرا بأهل المدينة وبالذات الأنصار وبقايا الصحابة وقضى على ما بقي آنذاك فيها من الوجوه البارزة، بعد رفضهم بيعة يزيد ولما كان عليه من سوء ولما حدث في معركة كربلاء ومقتل الإمام الحسين.

 

وهذه النصوص لا يستطيع أحد إنكارها، وتشير مجتمعة بجلاء إلى أن يزيد كان طاغية ذلك الزمان، وغير مؤتمن على دين وأمة، وتسبب بإنحراف كبير عن المنهج المرسوم للأمة، كما ذكر ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.

 

ومن هنا يحق للجميع أن يسأل طالما وأن الواقعة مستنكرة من جميع المذاهب، فأين يكمن الخلاف بالضبط، والجواب على ذلك بإختصار يكمن بالإجابة على التساؤلات “لماذا يتم الإنزعاج من ذكر الحادثة من بعض فرق تعترف بطغيان يزيد وترفض ثورة الإمام حسين؟”، ولماذا لا تكون الثورة على الظلم سنة بدأها الرسول الأكرم ويجب تطبيقها في كل زمان ومكان”؟، وهل ذلك الإنحراف الذي أحدثه يزيد في بنية الإسلام ونواته وركائزه لم يؤثر الأجيال بشكل سلبي؟، نترك الإستنتاج للقارئ الكريم.

https://youtu.be/O6gmYE5h6ss

https://www.youtube.com/watch?v=OUL2OY5qknk

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا