المشهد اليمني الأول/
وبينما قنوات الشرعية صامتة قناة يمن شباب تنشر قرارات جمهورية هادي المغيب في غيبوبة؛ ومن هذه القرارات وزير للكهرباء؛ محافظ للمهرة؛ ووكلاء لوزارة المالية؛ ومحافظ لشبوة ووزير للعدل؛ ووزير للتخطيط ونائبين لوزير المالية، ثم أتبعتها قناة عدن ثم قناة اليمن ثم قناة الشرعية ثم قناة بلقيس، أما قناة سهيل لم تبث القرارات في نشرة الساعة 11 مساء وابتدأت النشرة بأخبار النائب المجرم علي محسن الأحمر وأخبار الإنتصارات الكرتونية على الحوثيين وذرف دموع التماسيح على إنتهاكات الحوثي غاضةً الطرف -كالعادة- على جرائم إبادة جماعية بحق الأطفال والنساء بطيران العدوان، كان آخرها مذبحة أسرة المواطن حسين جماعي في قرية اليَمَنَة بمنطقة الشعاب بمديرية حرض، وانتهى موجز سهيل دون التطرق لقرارات قناة يمن شباب والبقية، ولم تبث القرارات إلا بعد تجاهل تام ومتعمد طال لساعات قبل إعلانه في نشرة 12 مساءاً.
 
في جولة ولد الشيك الأخيرة، تعمد هادي العودة إلى عدن للظهور بموقف ندي مفاوض واستقبال المبعوث الأممي السابق لليمن ولد الشيخ، أما اليوم مجرد فحوصات روتينية في بلاد العم سام -كما يشاع- منعت هادي من لقاء غريفيث ليلتقي الأخير بالمجرم الهارب علي محسن الأحمر، وبدلاً من إصدار بيان بإسم هادي تعليقاً على جولة غريفيث صدرت قرارات جمهورية من فنادق الملكية السلالية السعودية.
 
إنظروا إلى الوزراء السابقين واللاحقين الهوية جنوبية، بينما الإنتماء والولاء مجهول للوزراء الجدد بالنسبة لنا، أو كنتيجة جميعهم من خريجي المعاهد الأمريكية، وعلى كل حال يمن شباب قطرية رسمية وسهيل إخوانية حزبية، فقطر تناور هنا وهناك وتجني مكاسب، والإخوان يبذلون الدم وخطاب الفتن والمكاسب “بح”.
 
إنها قرارات تشطيرية مبكرة تذهب إلى خيار الستة أقاليم البعيد عن رؤية الجنوبيين أنفسهم، أو عصر الميليشيات والعشائريات بأقاليم ودويلات وزعماء من خريجي المعاهد الأمريكية، قرارات تمهد للتقسيم المنتظر ومابعد المنتظر ودفع المزيد من الجنوبيين للساحل بعد إحجام عنصر الإصلاح العسكري والتكفيري في معارك الساحل ونهم والجوف من أحد أطراف الإصلاح، مع وجود طرف آخر يريد الدفع بالمزيد من الإصلاحيين في كل الإتجاهات.
 
والإكتفاء برمزية بث يمن شباب قبل قنوات الشرعية وتجاهل قناة سهيل بث القرارات لساعات دليل فاضح على تصدع تحالف عدوان الداخل إن لم يكن مقدمة للتخلص من علي محسن الأحمر وعصابته قريباً، حزب الإصلاح ينقسم اليوم إلى فريقين أو أكثر، فريق يضحي بنفسه لتستفيد الإمارات، وفريق يضحي بكل مايستطيع لتستفيد قطر بمفردها، وفي كل الأحوال الإصلاح يخسر ويخسر ويتصدع أكثر وأكثر، والإطاحة بكبار قيادات الحزب باتت مسألة وقت لا أكثر، فوجود حزب وعنصر بشري فاعل تحطيمه واجب لحلف الصهاينة وكذلك بالجنوبيين يفعلون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي