مقالات مشابهة

ميدل إيست آي: إبن سلمان وطغاة العرب ليسوا عوامل للإستقرار

المشهد اليمني الأول |

قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كشف -عن طريق قتله لجمال خاشقجي، وحربه في اليمن- عن «مكانه الحقيقي في العالم العربي»، واصفاً إياه بشخص «غير جدير بالثقة»، وأنه ومن مثله من الطغاة ليسوا مصادر للاستقرار.

وتساءل الكاتب، في مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني: إذا كان لا يمكن ائتمانه بمنشار عظام، فماذا سيفعل محمد بن سلمان بوقود نووي؟ إذا كان لا يمكن الوثوق به ولياً للعهد، فماذا عساه يفعل ملكاً للسعودية؟

أشار هيرست إلى أن ولي العهد و«معلمه الإماراتي» محمد بن زايد بذلا جهوداً استثنائية لاسترضاء دونالد ترامب، الذي كان عنصراً حيوياً ليس فقط لصعود محمد بن سلمان إلى السلطة، ولكن أيضاً لطموحاته للهيمنة على العالم العربي، ولذلك لم يسمح ولي العهد بوجود صوت سعودي معارض في واشنطن، واعتبر خاشقجي تهديداً وجودياً له.

ورأى الكاتب أن من المدهش أن تكون واشنطن الآن هي المدينة التي تنهار فيها صورة محمد بن سلمان، وأن تكون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هي من تقود بنفسها التحقيق ضده.

وأضاف: «بعد كل هذا المال والتلاعبات، ومحاولات كسب التأييد، والقنوات الخلفية، وجميع وجبات الإفطار والغداء والعشاء التي نظمها السفير الإماراتي يوسف العتيبة في واشنطن، يشرق العام الجديد بانهيار أسهم ولي العهد السعودي».

ولفت الكاتب إلى أن خاشقجي -الذي وصفه بـ «دمث الأخلاق والوقور»- كان يشكل في حياته صداعاً في رأس الأمير، والآن أصبح موته مهلكاً لخطط ولي العهد، مضيفاً أن «وريث العرش السعودي ينزف الآن دون توقف، ولن ينقذ هذه الجثة السياسية عملية نقل دماء، كالتقارب مثلاً مع بنيامين نتنياهو». ومضى الكاتب للقول: «إذا كانت محاولات التستر على تورط السعودية في هجمات 11 سبتمبر قد أسفرت عن قانون جاستا (JASTA)، فيمكننا أن نتوقع أن يسفر مقتل خاشقجي عن إصدار تشريع أشد».

وأضاف: «راقبوا ما ستفعله (سي.آي.أيه) في الأشهر القليلة المقبلة، إنها تنتهج سياسة تجاه المملكة تختلف بشدة عن نهج ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو».

وأردف هيرست قائلاً: «إذا كان في أمريكا رئيس أيد الحصار السعودي على قطر، رئيس لا يعرف أن الدوحة تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، رئيس يسحب قواته من سوريا خلافاً لنصيحة جيمس ماتيس، فليس من الخيال افتراض أن تقوم إحدى أذرع السلطة التنفيذية الأمريكية بتولي مهمة حماية المصلحة الوطنية الأمريكية، فإذا كان الرئيس نفسه لا يعرف ماهية المصلحة الوطنية الأمريكية، قد يشعر آخرون بأنهم قادرون على القيام بهذا الدور».

ورأى الكاتب أن كثيراً من أحداث العالم العربي ستتوقف على مصير ترامب نفسه، فهو ودائرته من الطغاة في الشرق الأوسط مربوطون معاً الآن برباط واحد. وإذا كان مقتل خاشقجي قد أدى إلى حدوث موجات صادمة في مصر (وهذا ما حدث بالفعل)، فإن سقوط ترامب سيجعل كل طاغية عرضة لانقلاب قصر في وطنه.