المشهد اليمني الأول  

 

تابعنا الخبر الذي نشر على و كالة سبأ اليمنية يوم الثلاثاء الموافق 25 ديسمبر 2018م تحت عنوان (هيئة تنسيق الشؤون الإنسانية تقر خطة الاحتياج لليمن للعام 2019م ) فوجدته ليس مجرد خبر يمكن أن نقرأه قراءة عابره ثم نهتم بغيره لآنه فعلاً بالغ الأهمية .

 

قد يستغرب القارئ ويحدث نفسه مستطرداً بسؤال هو: ماهي الأهمية في هذا الموضوع التي لم نتنبه لها ؟! 

 

لا تستعجلوا سنوضح ذلك فيما هو آت : 

 

لعلكم قد لاحظتم خلال الفترة القريبة الماضية حتى اليوم حجم الإنفاق الذي تهدره المنظمات  في امور ثانوية بعيدة عن الهدف الذي يجب ان تنفق تلك المساعدات فيه،  مثل توزيع الشامبو والصوابين ، وتوزيع ما من شأنه تحديد النسل ، وكذلك الاهتمام المبالغ فيه في عملية  اصلاح الشوارع  وطلاء بندورات ارصفتها والتي ايضاً تنفق فيها تكاليف كبيرة جداً ويدخل فيها فساد مالي كبير ، قد تكون هذه الأخيرة مهمة ولكنها لا ترتقي الى مستوى أهمية انقاذ المواطن من الجوع والمرض ، سيما  والمواطن اليمني يعاني بشده  بسبب حصار قوى العدوان المطبق على اليمن ، ويجب أن لا تهدر تلك الإعانات إلا على ما من شأنه رفع المعاناة عن المواطن اليمني بتغطية  حاجته الضرورية المتمثلة في لقمة عيشه وتوفير المستلزمات الطبية والأدوية الهامة للمستشفيات التي شارفت على إعلان عجزها عن استقبال الحالات المرضية الطارئة وخاصة لإمراض السرطان والفشل الكلوي.

 

كما أن تلك المساعدات كان ينبغي أن توجه  ايضاً لتحسين وضع الموظفين الذين انقطعت مرتباتهم بسبب العدوان على اليمن والحرب الاقتصادية  ومنها نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن .

 

و اذا ما نظرنا الى هذه العينات  فقط على سبيل المثال لا الحصر من الحاجيات الضرورية التي تعتبر هي الوعاء الحقيقي الذي يجب  ان تصب تلك المساعدات فيه ، حتى اذا ما تحققت اهدافها لا بأس بالانتقال الى الأمور الثانوية ،وإلا كان  ذلك عبث متعمد و إهدار مقصود  لمبالغ المساعدات المقدمة للمواطن اليمني  لرفع المعاناة عنه والتخفيف المؤقت من شدة الضرر الذي اصابه من تبعات العدوان والحصار . 

 

فبماذا سيستفيد المواطن الجائع أو المريض الذي شارف على الهلاك من الجوع وسوء التغذية او بسبب عدم تمكنه من غسيل الكلى او تلقي العلاج اللازم والضروري لمرضى السرطان  والأمراض المزمنة حتى لو أصبحت كل الطرق مغطاه بالإسفلت وكل المباني والطرق مشجرة و تبرق من الوان الطلاء الحديثة ؟!! 

 

ولذلك وجدنا أن في إقرار خطة الاحتياجات لليمن للعام 2019م الأمل المنشود والذي من خلاله سيتم الحد من العبث والفساد في المساعدات التي تقدمها المنظمات وتوجيهها التوجيه الصحيح فيما يرفع المعاناة عن المواطن والموظف اليمني في ظروف العدوان ، ونحن بهذا نشكر كل من وجه ودعم واشترك في إعداد الخطة الآنفة الذكر ، لأنه حقيقة  جهد جبار لم يسبق وأن تم في اليمن في ظل الأنظمة السابقة العميلة حالياً والتي هي المتسبب والمصدر  الرئيسي  للمعاناة التي اوصلت ما يحدث للمواطنين في اليمن الى  كارثة إنسانية هي الأكبر على مستوى العالم. 

 

كما أن إعداد خطة الاحتياج للعام 2019م خطوة هامة للحد من التلاعب بالأموال المقدمة لليمن عبر المنظمات والاستفادة منها بما يخدم المجتمع والمواطن.

 

حيث أقر اجتماع مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية م برئاسة مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد رئيس مجلس الإدارة، خطة الاحتياج المقدمة من جميع الجهات بعد دراستها وتعديلها بحسب الاحتياجات الضرورية. 

و تم إعداد الخطة من جميع جهات الاختصاص بعد دراسة الاحتياجات اللازمة والضرورية في المجالات التعليمية والصحية والخدمية وكافة الاحتياجات بما يسهم في تفعيل مساعدات المنظمات بالطريقة المثلى لخدمة المواطنين والحد من الفساد وإيقاف إهدار المساعدات أو توجيهها خارج الاحتياج الحقيقي للناس

وفي الاجتماع عبر مدير مكتب الرئاسة عن الشكر لجميع أعضاء مجلس الإدارة لجهودهم في إعداد خطة الاحتياج . ووجه بسرعة تسليم الخطة للمنظمات ومتابعة تنفيذها ..

 

فعلاً هي خطوة جادة وهامة تحدث لأول مرة في بلادنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحامي عبدالوهاب الخيل