المشهد اليمني الأول/

 

أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأحد، عدم تمكنها فتح ممر إنساني في مدينة الحديدة في الموعد المتفق عليه بين وفد المرتزقة والوفد الوطني المفاوض، في مشاورات السويد.

 

وأكدت أمانة الأمم المتحدة إن “الممر لن يفتتح أمس الأحد، على الرغم من تنسيق المسألة في أول اجتماع للجنة مراقبة الهدنة في الحديدة والتي تعمل تحت إشراف المنظمة العالمية وتضم ممثلين عن طرفي النزاع”، مشيرةً إلى أن “رئيس لجنة المراقبة، الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، أبدى، أثناء اجتماع عقده مع ممثلين عن الحوثيين، خيبة أمله إزاء تفويت الفرصة لتعزيز الثقة بين طرفي النزاع”.

 

وأضافت أن “باتريك أخبر قوات صنعاء أثناء الاجتماع بالإجراءات المتخذة ضمن إطار إعادة انتشار القوات”، مشدداً على أن “إجراءات متخذة في هذا السبيل لن تستحق الثقة إلا في حال ستُتاح لجميع الأطراف، بما فيها الأمم المتحدة، متابعة عملية إعادة الانتشار والتأكد مما إذا كانت تتطابق مع الاتفاق المبرم في السويد.

 

ومن المقرر أن يعقد رئيس لجنة المراقبة كاميرت، اجتماعاً جديداً للجنة مراقبة الهدنة في 1 يناير المقبل، من أجل بحث خطط إعادة انتشار القوات من الطرفين وسبل المتابعة والتنسيق المطلوبة لضمان وقف إطلاق النار في الحديدة.

 

وغادر ممثلو حكومة المنافقين للرياض في لجنة تنفيذ اتفاق السويد مدينة الحديدة، من دون أن يتمّ إقرار آلية «إعادة الانتشار». تطوّر ألقى بظلال سلبية على الاتفاق، لكنه لم يغلق الباب على إمكانية عودة الأمور إلى مسارها المرسوم لها.

 

هذه التعقيدات ألقت بظلال سلبية على اتفاق الحديدة، الذي بدا خلال الأيام الماضية أنه كان يسير على نحو ما خُطّط له، إلا أن إمكانية تجاوز العقبات العارضة لا تظهر مستحيلة، في ظلّ احتمال عودة الرياض إلى التدخل بعد أن تكون المناورة قد استنفدت أغراضها المتمثلة بالضغط الدولي على السعودية.

 

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع إن العدوان ومرتزقته يماطلون في تنفيذ الاتفاق ويواصلون خروقاتهم لوقف إطلاق النار في الحديدة بأكثر من 31 خرقا خلال الـ24 ساعة الماضية رغم تواجد الفريق الأممي واللجان المشتركة، معرقلين بذلك فتح الممرات الإنسانية والإنسحاب من محيط المدينة وفتح خط كيلو16 الرابط بين محافظتي صنعاء والحديدة.

 

وأكدت مصادر عسكرية للمشهد اليمني الأول، إستمرار العدوان ومنافقيه بحشد مرتزقة ومنافقين وشحنات أسلحة وصلت إلى ميناء المخاء إستقدمتها القوات الإماراتية الغازية، مشيرةً إلى تحركات متواصلة في محيط مدينة الحديدة والدريهمي لقوات المنافقين.

 

وأشارت المصادر لشن الغزاة والمنافقين زحوف مكثفة بإتجاه الجاح الأسفل وغرب حيس، مؤكدةً تمكن المجاهدين من التصدي للعدو في عملياته التي تعد خرق للتهدئة وتكبيد العدو خسائر في الأرواح والعتاد وفرار العشرات من المنافقين.

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت بالإجماع، يوم 21 ديسمبر، على قرار أممي جديد يدعم اتفاق السويد حول اليمن، ويسمح للأمين العام للأمم المتحدة، بنشر فريق مراقبين أولي في مدينة الحديدة وموانئها.

 

واعتمد القرار الأممي رقم (2451) الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الطرفين حول محافظة الحديدة، وموانئها بما فيها مينائي “الصليف ورأس عيسى”، وآلية تنفيذية لتفعيل اتفاق تبادل السجناء، وبيان تفاهم بشأن تعز.

 

ودعا القرار الأطراف اليمنية إلى تنفيذ اتفاق السويد، وفقا للجداول الزمنية المحددة فيه، وشدد على الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار المتفق عليه في محافظة الحديدة، وإعادة الانتشار المتبادل للقوات إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، خلال 21 يوماً من سريان مفعول وقف إطلاق النار، وإزالة أي مظاهر عسكرية من المدينة.