المزيد
    الرئيسية بلوق

    نساء عدن يتقدّمن واجهة الغضب: احتجاجات في المعلا تفضح عجز حكومة المرتزقة وسط انهيار معيشي شامل

    في مشهد بات مألوفاً في مدينة عدن، خرجت عشرات السيدات في حي المعلا بعدن، اليوم السبت، إلى الشارع رافعات لافتات «كفى جوعاً» و«أين الخدمات؟» احتجاجاً على الانهيار المتسارع للعملة وغياب أبسط مقوّمات العيش.

    المتظاهرات وجّهن سهام انتقادهن لحكومة المرتزقة الموالية للتحالف، متّهمات إياها بالعجز عن وقف تدهور الريال أو ضبط الأسعار، وبتجاهل الانقطاعات الطويلة للكهرباء والمياه وتردّي القطاع الصحي.

    الهتافات طالبت بإجراءات إنقاذ فورية للعملة، وتوفير المواد الأساسية بأسعار ميسورة، وتحسين الخدمات العامة.

    تأتي الوقفة في ظل تراجع غير مسبوق في قيمة الريال و«ارتفاع جنوني» لأسعار السلع الأساسية في المناطق الخاضعة لفصائل التحالف، ما فاقم معاناة الأسر ودفع النساء إلى واجهة الحراك الشعبي مجدداً.

    موقع إسرائيلي يكشف: السعودية والأردن شاركتا في اعتراض الصواريخ اليمنية الموجهة نحو إسرائيل

    في تطور جديد يُسلّط الضوء على أبعاد التواطؤ الإقليمي مع الكيان الصهيوني، كشف موقع JFeed الإسرائيلي عن مشاركة كل من السعودية والأردن في اعتراض الصواريخ التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية باتجاه أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

    ووفقًا للموقع، فإن الصواريخ الباليستية والمجنّحة التي تُطلق من اليمن تمر عبر أجواء البلدين، ما يتيح لهما تتبعها ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل. وأضاف التقرير أن هذا التعاون يشمل الرصد المبكر والإبلاغ، وهو ما يسهم في تسهيل عمليات الاعتراض قبل وصول الصواريخ إلى أهدافها داخل الكيان.

    ويأتي هذا الكشف في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية اليمنية نصرةً لغزة، حيث نفّذت صنعاء عدة ضربات استهدفت مطار اللد ومنشآت حيوية في يافا وعسقلان وأم الرشراش، في إطار ما تسميه “معركة الفتح الموعود”.

    ويرى مراقبون أن مثل هذا التعاون، إذا ما تأكد رسمياً، سيضع السعودية والأردن في موضع الاتهام الشعبي والسياسي، باعتبار أنه دعم مباشر لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، ويخالف المواقف المعلنة بشأن نصرة غزة ورفض العدوان الإسرائيلي.

    هكذا بدأت وانتهت فتنة حنتوس ريمة!!

    بينما صنعاء تواصل إسناد غزة عسكرياً كواجب ديني وأخوي وأخلاقي نيابةً عن 56 دولة عربية وإسلامية، ضد العدوان الصهيوني وحرب الإبادة والتجويع لأهل القطاع المنكوب، وفي ذروة التحشيد الشعبي والعسكري في المناطق الحرّة تحسّباً لأي عدوان غادر على اليمن انتقاماً لموقفه مع غزة،
    كان المدعو الشيخ السلفي صالح حنتوس من أبناء محافظة ريمة، يقوم بمهمة التحشيد ليس لإسناد غزة، التي طالما كان الشيخ حنتوس يدعو لنصرتها في خطاباته الدينية المؤدلجة، وإنما لرفد جبهات المرتزقة في مأرب المحتلة، المدعومة عسكرياً بقوات تحالف العدوان العربي – الأمريكي على اليمن، وعيني عينك وفي وضح النهار.
    مستغلاً التوجّه العقائدي لطلاب مدرسته الذين تمت عمليات أدلجتهم بنجاح على الطريقة الطائفية، وظروف المواطنين البسطاء من أبناء محافظته ريمة، لهدف تخريبي يتمثل في إمداد جبهات المرتزقة لاستئناف فتح جبهات القتال وإطالة الصراع اليمني – اليمني بإثارة الفوضى المزمنة لاستكمال عمليات تدمير ما تبقى من مقومات الحياة في البلاد.
    الهدف العام من عمليات الإسناد الحنتوسية: الزج بالأبرياء إلى خطوط المواجهات والموت المستعجل، عملاً بمقتضى توجيهات الفتاوى الدينية التي يصدرها بين الفينة والأخرى أصحاب اللحى الطويلة المصبوغة بمسحوق الحناء، لخدمة حلفاء المرتزقة وتحقيق أجندة الخارج.
    كان على الفقية الحنتوسي التجاوب مع سلطة أمن المحافظة، كونه صاحب علم وفقه، ودائماً ما كان يدعو إلى طاعة وليّ الأمر وتلبية الدعوة، والحضور المشرف إلى إدارة الأمن لتوضيح اللبس والرد على الدعوى والاحتكام إلى القانون وأحكام الشريعة الإسلامية، تجنباً لإثارة الفتنة النائمة التي حُقّت اللعنة على من أيقظها.
    لا بالرفض المطلق لكافة تدخلات الوسطاء المحليين والشخصيات الاجتماعية والحزبية في المديرية والمحافظة، وصولاً إلى رأس السلطة المحلية، والرد بلغة القوة ومواجهة رجال الأمن المأمورين بمهمة أمنية بالسلاح وإطلاق الرصاص، التي أدّت لاستشهاد ثلاثة وإصابة سبعة آخرين من الجنود الأبرياء من مواطني ريمة، والشيخ حنتوس يعرف جيداً، ماذا يعني قتل النفس المحرّمة بدون حق؟
    وللتوضيح، براءةً للذمة، فقد تم الاطّلاع على شهادات عدد من الشخصيات الاجتماعية المحايدة من أبناء محافظة ريمة، لمعرفة أسباب وحقيقة الخلاف من البداية حتى انتهاء الفتنة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    صادق سريع

    ماذا أصاب الأمة الإسلامية من فتور وهزال وغياب وعي تجاه ما يحدث من جرائم وحشية في قطاع غزة؟

    يتعرض أهلنا الفلسطينيون في قطاع غزة لمذبحة وحشية مدمرة من قبل النازيين الجدد لكيان العدو الإسرائيلي الصهيوني قل أن يحدث نظيرها بهذا الوضوح الفاضح والعلانية الممجوجة في أي بقعة من هذا العالم الفسيح.. ما يحدث من قتل وتشريد وتجويع للأطفال والنساء والرجال المسنّين، والمستمرة لقرابة 650 يوما وليلة ، وبدم بارد، وبأحدث آلة عسكرية، وتقنية صهيو أمريكية، لهو شيء مروع ومزر ومرعب ومخيف، يترك ندوبا غائرة في وجه الحكام العرب والمسلمين، ووجه منظومة الأمم المتحدة المتماهية مع كل جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية.

    كنت أتبادل أطراف الحديث مع عدد من الأصدقاء في أحد المتنزهات العامرة بالعاصمة صنعاء، وكان محور حديثنا هو: ما يحدث في هذه اللحظة من جرائم تجويع، وقتل، وإبادة، وتدمير لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، وكم من الوقت يحتاج ضمير ووعي الإنسان العربي والمسلم لكي يستيقظ ويثور، ويغضب، ويحتج، ويقاوم بأية وسيلة كانت، وبأي طريقة مناسبة على يشاهده يوميا صباح مساء عبر وسائل الإعلام الجماهيري المحلية والعربية، والأجنبية المختلفة، والمتنوعة، كم لدى ذلك الإنسان المغيب وعيه وإنسانيته من عمر؛ لينشغل ويتغافل عما يحدث من سيل الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء من الأسر الفلسطينية، ليس في قطاع غزة وحدها، بل في مدن، وقرى الضفة الغربية الفلسطينية، ومدينة القدس الشريف.

    تقول الإحصاءات الرسمية المعلنة إن عدد المسلمين، والمسلمات قد تجاوز المليار والنصف من إندونيسيا شرقا حتى المغرب العربي غربا، كما تشير الإحصاءات إلى أن عدد العرب، ومعظمهم مسلمون من الطائفة السنية الكريمة يسكنون من سلطنة عمان العربية شرقا حتى مدينة كازابلانكا بالمغرب العربي يقتربون من أربعمائة مليون عربي مسلم.

    هذه الأرتال البشرية تشاهد قنوات التليفزيون بمعدل نصف ساعة يوميا، وتتابع تطبيق الفيسبوك الخاص بمعدل ساعة إن لم يكن أكثر يوميا، وآخرون يشاهدون تطبيقي الواتساب، والڤايبر وغيرهما.

    المؤكد أن أخبار تجويع، وقتل وتعذيب أشقائهم الفلسطينيين العرب من طائفة السنة الكريمة وكذلك من منتسبي الديانة المسيحية يشاهدونها عبر شريط، ونشرات الأخبار، والمواقع الإلكترونية العديدة في كل لحظة، فكيف يمكن لنا تطبيق التعاليم الإسلامية السمحة على تلك الأكوام من المسلمين والعرب؟

    أليس غريبا وداميا ما يحدث أمام ناظرنا من ملهاة مرعبة تنذر بأننا أمام ظاهرة فريدة، وخاصة واستثنائية في هذا العالم الظالم وفي هذه الحياة.

    أيعقل أن هذه الأمم سالفة الذكر جميعها بلا عقول، وبلا وعي، وبلا ضمير، وبلا أخلاق، وبلا رجولة، وبلا شرف؟ أين التأثير الديني الإسلامي لآلاف، بل قولوا لملايين المساجد، والجوامع والمصليات المنتشرة في جميع قارات العالم؟ أين الخطباء الجهابذة، والواعظون المنتشرون في كل مدينة، وحي، وشارع وقرية إسلامية وعربية؟

    أين أثر وتأثير الحرمين الشريفين (مكة المكرمة، والمدينة المنورة) وهجرة مئات الملايين من المسلمين من الحجاج والمعتمرين من المسلمين إليهما في كل عام، ومنذ أزيد من 1447 سنة هجرية.

    أين تأثير وأثر الأحاديث النبوية الشريفة لرسولنا الأعظم محمد بن عبد الله “صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه أجمعين، والتي أغدق بها العلماء المسلمون، أمثال البخاري، ومسلم رحمهما الله، والذي بشرنا بها – ذات يوم – جهابذة قضاة السنة وأئمتهم بأن كتاب البخاري ومسلم، هو أصدق كتاب بعد القرآن الكريم.. الله أكبر على مثل تلك الفتاوى والاجتهادات المبالغ فيها والتي أنتجت لنا ذلك الوعي المشوه للأمة كلها، وهي أمة المليار والنصف؟

    السؤال، هل هذه الأمة الإسلامية والعربية مغيبة في وعيها، وفي حالة غيبوبة سريرية كلية أمام ما يحدث من جرائم يومية فظيعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، والضفة الغربية الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023م، أي منذ بدء معركة طوفان الأقصى المباركة، وحتى لحظة كتابة مقالتنا هذه بتاريخ 4 يوليو2025م.

    عصابات الكيان الإسرائيلي الصهيوني – وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، والبلدان الغربية المكونة من كل من (فرنسا، بريطانيا – ألمانيا، إيطاليا، وكندا، ومعظم الأنظمة العربية، والخليجية، تحديدا.. جميع تلك الدول دعمت كيان إسرائيل عسكريا وأمنيا، وماليا، واقتصاديا، ولوجستيا؛ مما مكنها من شن عدوان متوحش على قطاع غزة، والضفة الغربية، وعلى الشعب اللبناني البطل، وعلى أراضي الجمهورية العربية السورية بعد إسقاط نظام الأسد العروبي، وعلى الشعب اليمني في الجمهورية اليمنية، وعاصمتها صنعاء، وعلى العراق، وأخيرا شنت عدوانا غادرا خسيسا على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ بهدف إسقاط النظام الإسلامي الحر، أو على الأقل تدمير قوته النووية، والصاروخية والعسكرية الأخرى، لكنها فشلت فشلا ذريعا في تآمرها، ووقعت في شر أعمالها، وشاهد العالم كل العالم – ولأول مرة – تدمير المدن الإسرائيلية، وقواعدها العسكرية، ومراكز التجسس لديها، بالإضافة إلى هروب آلاف المواطنين الصهاينة الإسرائيليين عبر الحدود المصرية والأردنية، وعبر الشواطئ الفلسطينية وصولا إلى موانئ قبرص.

    دعونا نبحث في الأسباب الموضوعية، والذاتية التي أوصلت معظم الرأي العام الإسلامي والعربي إلى هذا المستوى من فقدان التفاعل الإخوي والديني مع القضايا المصيرية للأمة:

    أولا: لم تعد قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية، وتم محاربة فكر وثقافة الجهاد الحقيقي في سبيل الله وفلسطين، وتم استبدالها بثقافة جهاد تنظيم القاعدة، وجهاد مقاتلي تنظيم داعش، وجهاد النكاح، وغيرها من أنواع الفتاوى التي تبعد الأمة عن أداء واجبها تجاه فلسطين، وشعبها الصابر المقاوم.

    ثانيا: خيانة الحكام العرب للقضية الفلسطينية، وبدأوا يتنكرون لحق الفلسطينيين في أرض فلسطين، وفي عودة اللاجئين، والمهجرين قسرا، وتعويضهم التعويض العادل عما جرى لهم من تهجير، وطرد من مدنهم، وقراهم، وبيوتهم، وتم التنكر لأرواح، ودماء الشهداء الأبرار.

    ثالثا: خيانة معظم الحكام العرب للقضية الفلسطينية، بدءا بخيانة محمد أنور السادات، باعترافه بالكيان الصهيوني، وزيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1977م، وكذلك خيانة ملك الأردن الملك حسين الهاشمي، وخيانة المدعو محمود عباس – رئيس السلطة اللاوطنية الفلسطينية لأرضه، ووطنه، وبعدها تناثر العربان الخونة، وصولا إلى خيانة حكام المملكة السعودية، وبقية العصابة التي خانت أرض فلسطين، وشعبها العظيم.

    رابعا: قبول الحكام العرب الخونة بشروط الحركة الصهيونية بتغيير وتطبيع المناهج التربوية، والتعليمية للتلاميذ، والطلاب في المدارس الأساسية، والثانوية في جميع عالمنا العربي، وربما الإسلامي، وبالتالي رأينا ذلك المنهج التربوي المتصهين كيف أفسد عقول ووعي، وثقافة الأجيال العربية المتعاقبة.

    خامسا: نشر ثقافة الاستسلام الجمعي بين فئات المجتمع العربي لمقولة بأن كيان إسرائيل قوة عسكرية، وأمنية، وعلمية لا تقهر، وأن مفتاح الحل للقضية الفلسطينية هو بيد أميركا بنسبة 99%، وهكذا تم نشر سياسة، وثقافة الاستسلام، والانبطاح للمشروع الصهيوني الأمريكي الأطلسي.

    سادسا: نشر وتعميم الثقافة الاستهلاكية للبضائع الرأسمالية المستوردة من الأسواق الغربية، وتعميمها في الأسواق المحلية في المجتمعات العربية الإسلامية، وجعلها ثقافة يومية استهلاكية مع نشر الأفلام الغربية المدمرة للروح الثقافية الوطنية، والهوية الايمانية البعيدة عن الالتزام الروحي والديني الإسلامي الحنيف.

    سابعا: خلقت الحركة الصهيونية الأمريكية والأوروبية مع الحكام العرب المتصهينين بؤرا للتوتر عالية المستوى، وخلقت مشاكل سياسية، وعسكرية، واقتصادية داخلية في البلدان العربية كلها تقريبا، وجعلت تلك المجتمعات العربية، والشعوب بطبقاتها، وقواها الاجتماعية ومؤسساتها الوطنية تدور وتلف حول ذاتها، وتستهلك ذاتها وقدراتها، وبالتالي لم يعد لدى المواطن العربي وقت حتى في مجرد التفكير في القضايا العربية العامة وخلافها.

    الخلاصة:

    لا يمكن التخلص من هذا الواقع العربي الرديء، والمزري سوى بإعلان الثورة، والتمرد على كل تلك النظم العربية الإسلامية المتصهينة، وخلق مقدمات لحالة إنسانية اجتماعية شعبية ثائرة تجتاح، وتقضى على تلك الأنظمة والحكومات، والممالك، والمشيخات العميلة، والخانعة للولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني التي كبلت الشعوب العربية والإسلامية بمجملها، ومن هنا سيتم تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر بإذن الله تعالى وحوله.

    “وفوق كل ذي علم عليم”.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. عبد العزيز صالح بن حبتور

    حروب العصر: مواجهةٌ فكرية واستراتيجياتٌ مقاوِمة

    في عالم القرن الحادي والعشرين، شهدت الحروبُ تحولاتٍ جذرية تجاوزت أشكالَها التقليدية من دبابات وصواريخ وجنود على الأرض إلى فضاءات أكبرَ تعقيدًا وأكثر تأثيرًا: إنها الحروبُ الفكرية.

    حروبٌ ليست مُجَـرّد ظاهرة عابرة، بل أصبحت أدَاة فعالة ضمن أسلحة الدول العظمى للتأثير والسيطرة، حَيثُ تستهدفُ العقول بدلًا عن الأجساد، والثقافات بدلًا عن الأراضي.

    تبرز الولايات المتحدة و(إسرائيل) كأبرز اللاعبين في تطوير وتنفيذ استراتيجيات الحروب الفكرية، وهو ما يشكّل تحديًا كَبيرًا للدول العربية والإسلامية التي تجد نفسَها مضطرةً إلى الإسراع في تبنِّي أساليبَ دفاعية تضمنُ بقاءَ هُويتها واستقلالها الفكري والثقافي.

    تستخدم هذه الدول وسائلَ الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي كمِنصاتٍ رئيسية لتوجيه رسائلها والتأثير على الرأي العام العالمي. علاوة على ذلك، تلعبُ المناهج التعليمية والمِنَح الدراسية في الجامعات الكبرى دورًا بارزًا في نشر الأفكار الداعمة لسياساتها.

    تستند هذه الاستراتيجياتُ إلى قوةِ السرد والقدرة على التحكم في تدفق المعلومات؛ مما يسمحُ بالترويج لقيم وأفكار معيَّنة تؤثر بشكل مباشر على السلوكيات الفردية والمجتمعية. والهدفُ هنا ليس فقط التأثير على الحاضر، بل أَيْـضًا إعادة تشكيلِ المستقبل بما يتماشى مع الأجندات السياسية لتلك الدول.

    أحد التأثيرات الخطيرة لهذه الحملات هو زعزعة الاستقرار المجتمعي في الدول المستهدفة، من خلال إثارة النزاعات الداخلية كما حدث ويحدث في كثير من الأحيان والتي كان آخرها فتنة المدعو صالح حنتوس الذي لم يتعظ من مصير مَن سبقوه في إثارة الفتن؛ خدمةً لإعادة الأُمَّــة الذين وظَّفوا هذه الفتنة إعلاميًّا لإيجاد حالة من الانطباع الزائف تجاه حماة الشعب من رجال الأمن.

    إن خطط الأعداء تهدف لخلق فجوات بين الشعب والحكومة. تُظهر هذه الاستراتيجيات قوة الإعلام في تشكيل الرأي العام وتعزيز صورة إيجابية للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، حَيثُ تُقدَّم كعوامل استقرار وسلام، بينما تهدف في الوقت ذاته إلى تهميش قضايا حقوق الشعوب العربية والإسلامية، مثل قضية فلسطين المركَزية، ورغم ذلك، تواجه الدول العربية والإسلامية صعوبات جَمّة في التعامل مع هذه الحروب الفكرية.

    الأزماتُ الاقتصادية والسياسية التي تضرب العديد من هذه الدول تعرقل من قدرتها على بناء حِصن فكري وثقافي قوي.

    كما أن العولمة الحديثة والتغيرات الاجتماعية السريعة تُعد تربةً خِصبةً لاختراق الفكر الدخيل وانتشاره. الجماهير، في ظل غياب الوعي المجتمعي الكافي، تصبحُ عُرضةً للتأثر بالرسائل المغلوطة والمعلومات المضللة التي تُضَخُّ عبر مختلف الوسائط الإعلامية، مفضيةً إلى حالة من الفوضى الفكرية والارتباك؛ مما يتطلب جُهدًا مجتمعيًّا ومؤسّسيًّا لتعزيز المناعة الفكرية.

    للتصدي بفعالية للحروب الفكرية، ينبغي على الدول العربية والإسلامية اتِّخاذ خطوات استراتيجية ملموسة تعزز من صمودها الفكري والثقافي. يمكن تحقيق ذلك عبر الاستثمار في التعليم وتطوير المناهج الدراسية التي تركِّز على تنمية العقل النقدي وغرس الوعي الثقافي والوطني في الأجيال الناشئة، إلى جانب ذلك، يجب دعمُ الإعلام المحلي؛ ليتمكَّنَ من المنافسة في الفضاء المعلوماتي العالمي، من خلال تحسين المحتوى الإعلامي ليكون متنوعًا وموثوقًا ويعبِّرُ عن القيم الثقافية المهمة.

    ولعل من أبرز محاور هذه الاستراتيجية إنشاء مِنصات رقمية قادرة على مواجهة الأكاذيب والشائعات عبر تقديم الحقائق والمعلومات الدقيقة.

    تلعب المؤسّسات الدينية والثقافية دورًا محوريًّا في هذه المعركة، حَيثُ يمكن لها -من خلال التعاون المشترك- تعزيزُ الوعي الديني والثقافي بصورة تتماشى مع متغيرات العصر، مع الحفاظ على الأصالة واحترام الخصوصية الثقافية للمجتمعات المختلفة. التعاون بين هذه المؤسّسات يمكن أن يوفر مادةً معرفيةً قوية تساعدُ المجتمع على التمسك بهُويته.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د.شعفل علي عمير

    “لا أحد يهاجم من يملك القنبلة النووية”

    File source: https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Mark_VI_USAFM.jpg

    هذه العبارة الشهيرة قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018، وبالفعل من يملك السلاح النووي فإنه فوق مستوى التحديات، وبما أن إيران تتعرض لخطر وجودي من خصومها في واشنطن وتل أبيب، فإن من حقها امتلاك القنبلة النووية، ليس من باب التهديد أو التوسع، بل من منطلق الدفاع المشروع في عالم لا تحكمه القوانين بقدر ما تحكمه موازين القوى. فطهران لا تملك رفاهية التفرج على قدرها، وهي ترى من حولها دولًا تُهدد وجودها صراحة دون رادع فعلي. والسلاح النووي في مثل هذا السياق لا يُعتبر عدوانًا، بل ضرورة وجودية، وسقفًا من الحماية يُردع من تسوّل له نفسه المغامرة بضرب دولة ذات سيادة.

    إن تجربة العالم المعاصر مع السلاح النووي تُثبت أن امتلاك هذا النوع من الردع هو أحد أهم أسباب بقاء الأنظمة واستقرارها في وجه الضغوط والحروب. فالدول التي امتلكت السلاح النووي، ككوريا الشمالية مثلًا، استطاعت أن تُفلت من سيناريوهات الغزو والتفكيك، رغم كل العقوبات والعزلة. وفي المقابل، لم تكن ليبيا أو العراق تملكان هذا الردع، فسقطتا فريسة للعدوان المباشر أو الانهيار الداخلي. وهذا يُعيد طرح السؤال الكبير: لماذا يُسمح لدول معينة بامتلاك هذا السلاح بينما يُحرَّم على أخرى، فقط لأنها خارج دائرة النفوذ الغربي؟

    تخضع إيران، بوصفها طرفًا موقّعًا على معاهدة عدم الانتشار النووي، لقيود صارمة تحظر عليها امتلاك القنبلة النووية. لكن المفارقة أن الدول النووية نفسها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لم تلتزم بواجباتها المقابلة المنصوص عليها في المعاهدة ذاتها، والتي تفرض عليها التدرج في نزع السلاح النووي. وبدلًا من ذلك، واصلت هذه الدول تحديث ترساناتها، وتوسيع مظلتها النووية، والتلويح بها كسلاح تهديد وردع ضد الدول الخارجة عن عباءتها السياسية.

    أما “إسرائيل”، الخصم الإقليمي المباشر لإيران، فتمتلك ترسانة نووية خارج كل أطر الرقابة الدولية، وترفض التوقيع على المعاهدة، بل تتهرب من أي التزام في هذا الشأن، ومع ذلك تحظى بدعم غربي كامل وغض طرف شامل عن أنشطتها النووية. فأي عدالة هذه التي تُلزم إيران بقيود لا تُلزم بها “إسرائيل”، وتعاقب طهران لمجرد أنها تُطالب بمعاملة متوازنة تحفظ لها أمنها القومي؟
    البعض يُحذر من أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيشعل سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط، لكن هذه الحجة تحمل في طياتها تناقضًا صارخًا. فهل يُطلب من إيران أن تظل عارية استراتيجيًا لأن غيرها قد يقلّدها؟ وإذا كان الأمن القومي حقًا سياديًا، فإن من الطبيعي أن تسعى كل دولة لتحقيق الحد الأدنى من توازن الردع، لا سيما في منطقة متفجرة بالصراعات مثل الشرق الأوسط.

    إيران، رغم كل ذلك، أعلنت مرارًا أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وأنها لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي، بل إن أعلى سلطة دينية فيها حرّمت امتلاك هذا السلاح شرعًا. لكنها، في الوقت ذاته، تدرك أن ما يُمنع اليوم باسم الأخلاق، قد يُفرض غدًا بمنطق البقاء. ومن هذا المنطلق، فإن امتلاك القدرة النووية — أو التلويح بها — يُعد رسالة إلى العالم بأن إيران لن تكون الطرف الأضعف في معادلة وجودية تُدار بقوة السلاح لا بقوة الحجة.

    إن الحديث عن نزع السلاح النووي لا يكون مُجديًا إذا ظل محصورًا على دول بعينها، بينما تُترك القوى الكبرى وأقرب حلفائها خارج المحاسبة. وإذا كان المجتمع الدولي يرفض ازدواجية المعايير، فعليه أن يقف موقفًا متزنًا يُخاطب الجميع بالقواعد ذاتها. أما أن يُجرّم طموح إيران الدفاعي، ويُشرعن احتكار “إسرائيل” وأمريكا للسلاح النووي، فتلك ليست عدالة، بل هندسة للهيمنة، وهكذا، فإن مطالبة إيران بحماية نظامها وشعبها عبر امتلاك القوة الرادعة ليست خرقًا للنظام العالمي، بل ردّ على خرقه، وليست دعوة للحرب، بل خطوة نحو منعها. وكما قال بوتين: لا أحد يهاجم من يملك القنبلة النووية، لأنه يعلم أن الرد سيكون مدمرًا. وتلك هي فلسفة الردع التي صنعت ما يشبه السلام في عالم لا يعرف السلام.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    هل الحديث عن “شرق أوسط جديد” سابقٌ لأوانه؟

    من يضمن ألا تصبح الحصانة المطلقة التي تمنحها المنظومة الجديدة في “الشرق الأوسط” للكيان الصهيوني عصا سحريةً لابتزاز الأنظمة العربية في أي ملف، حتى لو لم يكن أمنياً؟

    يقف الطرف الأميركي-الصهيوني هذه الأيام حائراً أمام معضلة كبيرة: إذا كان محور المقاومة قد سُحِق فعلاً، وصولاً إلى إيران الشهر الفائت، كما يزعم ترامب ونتنياهو، فإن ذلك يفترض أن يعني أن ثمار المعركة أينعت سياسياً، وأنها باتت جاهزة للقطاف في صورة “شرق أوسط جديد”، وأن العقبة الأخيرة أمام انقياد الجموع إلى “العصر الإسرائيلي” جرى تذليلها.

    لكنّ يبدو أن الرياح لا تجري كما تشتهي سفن الطرف الأميركي-الصهيوني، على الرغم من تأكيد نتنياهو تكراراً أن السياسة “الإسرائيلية” عاكفة، بنجاح، على “تغيير وجه الشرق الأوسط”، منذ أكتوبر 2023. وهي الموضوعة التي كررها نتنياهو عشية ما يسمى عملية “الأسد الصاعد” ضد إيران الشهر الفائت.

    خرجت مجلة “ذا إيكونومِست” البريطانية المرموقة بمقالة رئيسة، في عددها الصادر في 3/7/2025، عنوانها “الحرب بين إيران وإسرائيل لم تحدث تحولاً في الشرق الأوسط بعد”، ومفادها أن “صفقات السلام قد تكون بعيدة المنال، وأن الدول الخليجية تخشى أن الحرب قد تكون بعيدة عن النهاية”.

    يشير الإعلام الغربي إلى أن الهجوم الصهيو-أميركي على إيران، بدلاً من أن يجد ترحيباً من طرف الأنظمة العربية المطبعة والدائرة في الفلك الأميركي، والمعادية لإيران، فإنها أدانت الهجوم “الإسرائيلي” في 13/6/2025، ولم ترحب بالهجوم الأميركي في 22/6/2025، أو أدانته على استحياءٍ شديد.

    كانت تلك الأنظمة، وخصوصاً الخليجية، منزعجة من الاتفاق النووي مع إيران سنة 2015، وسعيدة عندما انسحب ترامب منه سنة 2018، خلال رئاسته الأولى. لذلك، يبدو أن ترامب ونتنياهو توقعا منها دعماً علنياً عارماً للعدوان على إيران، إعلامياً وسياسياً.

    لعل من الصعب التقاط الحبكة هنا من طرف من يصرفون النظر سريعاً عن بيانات إدانة الأنظمة العربية والإسلامية للعدوان على إيران (أو غزة أو لبنان أو سوريا) باعتبارها موجهة فحسب للاستهلاك الداخلي، محلياً وعربياً.

    وهذا منطقي بالنظر إلى أن تلك الأنظمة تشارك بفعالية في الدفاع عن الكيان الصهيوني جوياً وصاروخياً، وأنها تحتضن قواعد عسكرية تضم عشرات آلاف الجنود الأميركيين (وغيرهم)، وأنها مستمرة في فك الحصار اليمني عن الكيان الصهيوني، وفي حصار المقاومة، وفي خنق أبسط تعابير تأييدها داخلياً.

    حتى المطالبة بفك الحصار عن غزة في الشارع، وأحياناً في وسائل التواصل الاجتماعي، باتت عملاً “إجرامياً” في عُرف تلك الأنظمة… فكيف نصدقّ خطابها، وهي تقدم دعماً ملموساً للعدو الصهيوني؟!

    إلى هنا، لا يُلام المراقبُ إنْ لم يأخذ بيانات الأنظمة وتصريحات مسؤوليها على محمل الجد، وإنْ قفزَ عنها بسرعة البرق إلى ما يليها من تقارير وأخبارٍ.

    أما حين تصبح تلك البيانات والتصريحات مدعاةً للتساؤل في الإعلام الغربي، وحين تصبح مقدمةً لتحليلات سياسية تنحو إلى أن الحديث عن “شرق أوسط جديد” سابقٌ لأوانه، فإن علينا التوقف هنيهةً لفهم ما يجري.

    لنأخذ مثالاً من تقرير في مجلة “تايم ماغازين” الأميركية، في 30/6/2025، بعنوان “العالم العربي قلقٌ بشأن النظام الجديد في الشرق الأوسط”، يبدأ بالجملة الآتية: “انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل. لكنّ العالم العربي يصارع عواقبها”.

    والمقصود بـ “العالم العربي” هنا، كما عادةً، هو الأنظمة العربية، وهو خطأ شائع لأن البلدان لا يجوز أن تُختزلَ بأنظمتها أولاً، ولأن وصف الوطن العربي بأنه “عالمٌ”، ثانياً، يمثل انحيازاً أيديولوجياً لا مصطلحاً علمياً محايداً.

    ومن البديهي أن مصطلحات مثل “الشرق الأوسط”، جديد أو غير جديد، و”الاتفاقيات الإبراهيمية”، أو “السلام مع إسرائيل”، كلها مخترقة، كما جرت الإشارة في مواضع أخرى.

    المهم أن تقرير “تايم” يقول إن الأنظمة العربية ليست مرتاحة للعدوان على إيران. وكانت “تايم” ذاتها نشرت تقريراً رئيساً في 22/6/2025 تحت عنوان “شرق أوسط جديد يتكشف أمام أعيننا”. وهذا يعني أن هيئة التحرير راجعت ذلك التوجه في ضوء التفاعل مع الحرب عربياً وإسلامياً.

    يفصّل تقرير “تايم” الثاني، في 30/6/2025، أن تحفّظ الأنظمة العربية على قصف إيران، التي كانت ستكون تلك الأنظمة سعيدة جداً “لو جرى استبدال نظامها بآخر أكثر براغماتيةً وأقل عقائديةً”، يعود إلى سببين أساسيين:

    1 – انفلات “إسرائيل” في غزة، قتلاً وتدميراً، واستمرارها في قصف لبنان، واحتلالها أراضٍ جديدة في الجولان.

    2 – المقاييس المزدوجة التي يطبقها الغرب في المنطقة، والتي تنتهي دائماً بحماية “إسرائيل” من عواقب انتهاكاتها، سياسياً وقانونياً.

    مرة أخرى، لا يتعلق الأمر بالمقاومة في غزة، أو حتى بما يرتكبه العدو الصهيوني فيها، أو بإيران، برأيي المتواضع، بل بـ “رؤية نظام إقليمي جديد تأمن فيه إسرائيل العقاب، في حين تملي المعايير الأمنية على جيرانها”، بحسب تعبير تقرير “تايم”.

    يتعلق الأمر بالخوف إذاً، خوف الأنظمة العربية أنها في ظل منظومة إقليمية من هذا النوع سوف تصبح كريشة في مهب الريح، منعدمة الوزن، وعرضة في أي لحظة للضرب والعقوبات وزعزعة الاستقرار عندما يقرر الكيان الصهيوني أن أحدها لم يراعِ، بصورة أو بسرعة كافية، هذا الاعتبار أو ذاك المتعلق بأمن “إسرائيل” القومي، أي إذا لم تنصع تماماً لمحددات استراتيجية الأمن القومي للكيان الصهيوني.

    فمن يضمن ألا تدور الدائرة على مصر مثلاً إذا أصرت على منع تهجير الغزيين إلى سيناء؟ من يضمن ألا يستهدف الطرف الأميركي-الصهيوني الأردن إذا رفض مشروع تهجير أهل الضفة الغربية، بينما يجري تهويدها على قدمٍ وساق؟

    من يضمن ألا تُستهدَف السعودية، بالعقوبات أو غيرها، إذا رفضت الانخراط في ما يسمى “الاتفاقيات الإبراهيمية” قبل إيقاف المجزرة الصهيونية المستمرة في غزة، مراعاةً لمشاعر مواطنيها أو لمنزلتها في الوطن العربي والعالم الإسلامي؟

    باختصار، من يضمن ألا تصبح الحصانة المطلقة التي تمنحها المنظومة الجديدة في “الشرق الأوسط” للكيان الصهيوني عصا سحريةً لابتزاز الأنظمة العربية في أي ملف، حتى لو لم يكن أمنياً؟

    نتحدث عن وصاية صهيونية مطلقة هنا، وهذا خطير، حتى بالنسبة للأنظمة العربية، لأنه يتضمن احتمال تقويض الأنظمة وتفكيك البلدان.

    إن هذا الخوف مهم اليوم في تشخيص المشهد الراهن، لإيران، وللمعارضين العرب الذين ينطلقون من حسابات وطنية وقومية.

    لا رهان طبعاً بأن تغير الأنظمة العربية جلودها، لأن المنظومة القُطرية صُممت أصلاً كي تنتج مصفوفة السياسات والمواقف الرثة التي تتبعها. لكنْ، ثمة تعقيدات أمام بسط المشروع الأميركي-الصهيوني في الإقليم لا تنبع من نقيضه، أي من المقاومة ومشروعها ومحورها، بل من داخله، ممن يفترض أن يحمل مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، ومما يعنيه فرضه بالنسبة للأنظمة العربية من تدهور في ميزان علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ومن زعزعة محتملة لاستقرارها.

    انظر مثلاً تقرير “واشنطن بوست”، في 28/6/2025، المعنون “الولايات المتحدة ترى شرق أوسط جديداً. لكنّ حلفاءها الخليجيين مربكون بشأن إسرائيل غير مقيدة”.

    كذلك يؤكد تقرير في “فايننشل تايمز” البريطانية، في 22/6/2025، بعنوان “حلفاء الخليج يشعرون بالصدمة من جراء ضربات ترامب على إيران”، أن أنظمة الخليج تعهدت لترامب بتريليونات الدولارات، لكنها طالبته بانتهاج الخيار الدبلوماسي مع إيران.

    فهي ترى، بحسب تقرير “فايننشل تايمز”، أن الصراع يمكن أن يرتد عليها، وخصوصاً أنها في مدى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، وأن الهجمات “الإسرائيلية” تؤجج التوترات في المنطقة، ما يعيق انخراطها في المسار الاقتصادي الصرف.

    لذلك، تشعر دول الخليج بالإحباط من جراء انعدام تأثيرها على ترامب في موضوع الهجوم على إيران، على الرغم من انتقال العلاقات الخليجية-الأميركية إلى مستوى يفترض أنه أعلى منذ رحيل بايدن.

    يضيف تقرير “فايننشل تايمز” أن الأنظمة الخليجية ترى أن محاولة “تغيير النظام” في إيران يمكن أن تقود، إذا نجحت، إلى تفكك النظام، الأمر الذي سينتِج عاصفة من عدم الاستقرار إقليمياً، تماماً كما جرى في العراق سنة 2003، أو أن تقود، إذا فشلت، إلى سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، الأمر الذي سيهز ميزان القوى إقليمياً. والأرجح أن تفشل، كما ينقل التقرير.

    بناءً عليه، أصرت الدول الخليجية على الخيار التفاوضي، وعلى ضرورة العودة إليه بسرعة، وطرحت نفسها وسيطاً، وأدانت العدوان “الإسرائيلي”، وابتهلت إلى ترامب ألا يجري استخدام القواعد الأميركية لديها ضد إيران هجومياً.

    تأكيداً لما ذهبت إليه “فايننشل تايمز”، أُعلن رسمياً في الولايات المتحدة أن 7 قاذفات استراتيجية أميركية من طراز B-2 غادرت قاعدة “وايتمان الجوية” في ولاية ميسوري الأميركية لقصف إيران، أي أنها لم تنطلق من قواعد الاحتلال الأميركي في الوطن العربي.

    قيل إذاً إن تلك القاذفات سافرت 18 ساعة ذهاباً إلى إيران، و18 إياباً، من دون توقف، أي أنها لم تتوقف في القواعد الأميركية في المنطقة، ورافق ذلك نشر البنتاغون فيديو يظهر انطلاق ما يسمى “عملية مطرقة منتصف الليل” من ميسوري.

    كان لافتاً أن التقارير الإعلامية المنشورة عن تلك العملية ورد فيها أن القاذفات الاستراتيجية توجد فيها أسرة وحمامات، والمعنى الظاهر أن طواقم تلك القاذفات ليست بحاجة للتوقف في أي مكان في طريقها الطويل إلى إيران أو منها، أي أن القواعد الأميركية في المنطقة لم تُستخدم في العدوان على إيران.

    لكنّ الحلقة المفقودة في تلك الرواية هي: من أي قواعد انطلقت أسراب طائرات الأف-35 والأف-22 الأميركية التي رافقت قاذفات الـ B – 2 السبع في مهمتها العدوانية في الأجواء الإيرانية يا ترى؟

    في عنوانٍ مخالف، هو “شرق أوسط جديد حقيقي في طور النشوء”، في مجلة “نيوزويك” الأميركية، في 3/7/2025، ربما يبدو أن ما يُثار بشأن تحفظات الأنظمة العربية على المنظومة الإقليمية الجديدة في المنطقة التي ترسخ الكيان الصهيوني سلطاناً مطلقاً هو أمرٌ خلافي.

    وهو كذلك فعلاً، ومن المهم أن ذلك الخلاف انتقل إلى الإعلام الغربي، إذ إن ذلك العنوان هو لمقالة رأي كاتبها د. شوقي فريدمان، الحاخام “الإسرائيلي”، والمدير العام لمركز أبحاث أسسته الوكالة اليهودية (التي أسهمت باستعمار فلسطين) سنة 2002 اسمه “معهد سياسة الشعب اليهودي”.

    ويبدو أن د. فريدمان كُلف بكتابة رد على التقارير التي تظهر تحفظات على مشروع “الشرق الأوسط الجديد”. وتروّج مقالته الخط الرسمي الصهيوني من أن “مشهداً جيوسياسياً جديداً يتشكل في الشرق الأوسط يحمل وعداً بتحولٍ دائم”، مضيفةً أن “إضعاف إيران وحلفائها يفسح مجالاً لدائرة تطبيع أوسع”، وأن “اتفاقيات أبراهام قد تشمل قريباً السعودية، وربما حتى دولاً لطالما اعتُبرت بعيدة المنال، مثل سوريا ولبنان”.

    يتحدث فريدمان عن فتح آفاق لإسقاط النظام في إيران، وبأن حزب الله، في ظل حرمانه الرعاية الإيرانية، سيجد نفسه مضطراً إلى إعادة تقييم دوره داخل النظام السياسي الممزق في لبنان، وربما حتى إلى مواجهة الضغوط لنزع سلاحه والاندماج سياسياً بطرقٍ لطالما قاومها.

    يرى الكيان الصهيوني أنه انتصر في المعركة إذاً، وأن الوقت حان للقطاف سياسياً.

    نجد عنواناً، على الخط ذاته، في موقع “بوليتيكو” في 25/6/2025، هو “ما التالي بالنسبة لإيران والشرق الأوسط؟”، وهي مقالة رأي أيضاً كاتبها هو العميد الركن يوسي كوبرفاسر، المتقاعد من جيش العدو الصهيوني، والمرتبط حالياً بمركز أبحاث اسمه “معهد القدس للاستراتيجية والأمن”.

    على الهامش، الذي لا يمثل هامشاً على الإطلاق في الحقيقة، من المهم جداً التنبه لأهمية مراكز الأبحاث في صياغة الخطاب الإعلامي والتوجه السياسي والاستراتيجيات المتبناة في الكيان الصهيوني (وفي الغرب طبعاً).

    المهم، يخلص العميد كوبر فاسر في مقالته إلى أن “الهجوم على المواقع النووية والصاروخية الإيرانية حسّن فرص تطبيع العلاقات العربية-الإسرائيلية بصورة كبيرة، فضلاً عن تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. إنه إنجازٌ ينبغي عدم الاستهانة به، لكنه ليس نهاية الطريق أيضاً”.

    ويدعو كوبر فاسر من سماهم “قادة العالم” إلى استغلال هذه اللحظة التي جرى إضعاف إيران فيها بشدة، برأيه، لفرض اتفاق نووي عليها ترضخ بموجبه لرقابة مشددة في مقابل رفع العقوبات عنها.

    ويضيف كوبر فاسر، وهذه لعناية من يرون أن الخيار العسكري جرى استنفاده، أن ما جرى يثبت في المدى الطويل مصداقية التهديد العسكري لإيران، من طرف الولايات المتحدة و”إسرائيل”، إذا حاولت إعادة بناء مشروعها النووي، وبأن حزب الله وغزة لم يعودا يشكلان عنصر ردع يجب أن تأخذه “إسرائيل” في الحسبان، وبأن “انهيار نظام الأسد في سوريا زاد من ضعف حزب الله”.

    مرة أخرى، وكما أشرت الأسبوع الفائت، لا يعني ما سبق أن الكيان الصهيوني انتصر في المعركة، لكن من المهم أن نعرف كيف يفكر استراتيجيوه.

    وهم يفكرون بفرض منظومة إقليمية جديدة، وبفرض شروط لا تعني إلا أحد أمرين: إما الاستسلام أو تجديد العدوان، وبالتالي يجب أن نكون مستعدين للجولة المقبلة، لأن العائق الحقيقي أمام فرض المنظومة الإقليمية الصهيو-أميركية هو محور المقاومة فعلياً.

    التطبيع مع السعودية، وسوريا ولبنان، مطروحٌ بقوة على الطاولة، كما نرى في تقرير بعنوان “هل تدفع تداعياتُ الصراعِ الإيرانيِ إسرائيلَ والسعوديةَ إلى التطبيع؟”، في 2/7/2025، في موقع Breaking Defense المتخصص في الشؤون العسكرية، والذي يتخذ من نيويورك مقراً له.

    ويخلص تقرير الموقع إلى أن موضوع غزة بات العائق الأهم أمام توسيع “اتفاقيات أبراهام”، وأن السعودية ربما تشكل عقدة أكبر لأنها تميل إلى حل أكثر ديمومةً من “وقف إطلاق النار” فحسب، حفاظاً على منزلتها في العالم السني، كما يشير التقرير، في حين تميل الأنظمة في سوريا ولبنان إلى التطبيع بشروط أخف وطأة، وأن وقف إطلاق النار في غزة ربما يكفيهما (وهذا هو معنى وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة في السياق الإقليمي).

    تدرك القيادة السعودية جيداً أن النظام التركي ينتظرها كي تهفو، لكن ما يجب أن يدركه النظام الجديد في سوريا هو أن انخراطه في التطبيع من دون غطاء سعودي أو تركي، وخارج السياق الإقليمي للأنظمة العربية، يعني الانتحار سياسياً، وتكرار تجربة 17 أيار 1983 في لبنان سورياً، وهي تجربة يبدو أن البعض في لبنان لم يتعلم منها شيئاً.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    إبراهيم علوش

    المشمش: فاكهة الصيف التي تعزز صحة القلب وتحارب الأمراض المزمنة

    يُعد المشمش من الفواكه الصيفية المحببة لدى الكثيرين، ليس فقط لمذاقه اللذيذ والمنعش، بل لما يحتويه من عناصر غذائية تعزز الصحة العامة، وبشكل خاص صحة القلب. فهذه الثمرة الصغيرة غنية بالعناصر التي تلعب دورًا فعالًا في خفض مستويات الكوليسترول، مقاومة الالتهابات، وتقوية عضلة القلب.

    1. تعزيز صحة القلب وخفض الكوليسترول

    يحتوي المشمش على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان، وهي نوع من الألياف يرتبط بالكوليسترول الضار في الأمعاء ويعمل على طرحه خارج الجسم. أظهرت الدراسات أن تناول ما بين 5 إلى 10 غرامات من هذه الألياف يوميًا قد يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الكلي وكوليسترول LDL (الضار) بمعدل يتراوح من 5 إلى 11 نقطة أو أكثر.

    بالإضافة إلى ذلك، تساعد الألياف على تنظيم مستويات السكر في الدم والمساهمة في التحكم بالوزن، مما يقلل من عوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب.

    2. الحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

    يتميّز المشمش بامتلاكه خصائص مضادة للالتهابات، سواء في الثمرة نفسها أو في نواته. ويُعد الالتهاب المزمن من أبرز العوامل المساهمة في الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، السرطان، والسكري. لذا فإن إدخال المشمش ضمن نظامك الغذائي يُعد خطوة مهمة نحو تقليل هذه المخاطر.

    3. غني بمضادات الأكسدة الداعمة لصحة القلب

    يحتوي المشمش على مجموعة مميزة من مضادات الأكسدة، من أبرزها البيتا كاروتين، وفيتامينات A، C، وE، بالإضافة إلى الفلافونويدات. هذه المركبات تحارب الإجهاد التأكسدي الذي يسبب تلف الخلايا، ويُعد من المسببات الرئيسة لأمراض القلب والأوعية الدموية، فضلاً عن ارتباطه بضعف المناعة والشيخوخة المبكرة.

    المشمش ليس مجرد فاكهة لذيذة، بل هو خيار غذائي ذكي لمن يبحث عن دعم صحي للقلب بوسائل طبيعية. دمجه ضمن النظام الغذائي اليومي يُمكن أن يُحدث فارقًا في الوقاية من أمراض القلب وتحسين جودة الحياة.

    فوائد لا تصدق.. لماذا ينصح الأطباء بتناول الخوخ يومياً في الصيف؟

    يُعتبر الخوخ من أبرز الفواكه الصيفية المنعشة، التي لا تمنح فقط مذاقًا لذيذًا، بل تقدم أيضًا مجموعة واسعة من الفوائد الصحية بفضل ما يحتويه من عناصر غذائية هامة. لكن، هل تساءلت يومًا ماذا يحدث لجسمك عند تناول الخوخ بشكل يومي؟ إليك الجواب.

    1. تعزيز صحة الجهاز الهضمي

    ثمرة متوسطة من الخوخ تحتوي على نحو جرامين من الألياف الغذائية، وهو ما يساهم في دعم عملية الهضم، وتنظيم حركة الأمعاء، والتقليل من فرص الإصابة بالإمساك. كما تعمل هذه الألياف على تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.

    2. مكافحة الإجهاد التأكسدي

    الخوخ غني بمركبات مضادة للأكسدة مثل البيتا كاروتين، فيتامين C، اللوتين، والأنثوسيانين، والتي تساهم في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وتقلل من الالتهابات المزمنة المرتبطة بالعديد من الأمراض.

    3. دعم صحة القلب

    من أبرز فوائد تناول الخوخ يوميًا هو المساعدة في حماية القلب والأوعية الدموية، حيث تعمل الألياف الغذائية على خفض مستويات الكوليسترول الضار، بينما يساعد محتوى البوتاسيوم المرتفع في تنظيم ضغط الدم وإرخاء الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

    4. الحفاظ على استقرار سكر الدم

    الخوخ من الفواكه التي يمكن إدراجها ضمن النظام الغذائي لمرضى السكري، لاحتوائه على كمية معتدلة من الكربوهيدرات (حوالي 15 جرامًا فقط في الحبة الواحدة)، إلى جانب مساهمته في ضبط مستويات السكر عند تناوله مع البروتينات أو الدهون الصحية.

    5. تعزيز صحة العين

    الخوخ غني بالعناصر التي تدعم النظر، مثل الزياكسانثين والبيتا كاروتين واللوتين، وهي مركبات تساعد في الوقاية من أمراض العين المرتبطة بالتقدم في السن، مثل التنكس البقعي وإعتام عدسة العين (المياه البيضاء).

    متى يجب الحذر من تناول الخوخ؟

    رغم فوائده المتعددة، توجد بعض الحالات التي تستوجب الحذر من الإفراط أو حتى تجنب تناول الخوخ، منها:

    الحساسية: خاصة تجاه الفواكه ذات النواة مثل البرقوق والمشمش.

    متلازمة القولون العصبي: الخوخ يحتوي على نسب عالية من “الفودماب” (FODMAP)، وهي مجموعة من الكربوهيدرات التي قد تُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي لبعض الأشخاص.

    مدرات البول: يجب استشارة الطبيب قبل تناول الخوخ يوميًا عند استخدام مدرات البول التي تحفظ البوتاسيوم، إذ قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع غير آمن في مستوى البوتاسيوم في الدم.

    الخوخ فاكهة صيفية لذيذة ومغذية تقدم فوائد صحية متعددة عند تناوله باعتدال يوميًا، تشمل تحسين الهضم، تقوية المناعة، دعم القلب، حماية النظر، وتنظيم السكر في الدم. ومع ذلك، يجب على بعض الفئات الحذر والتشاور مع طبيب مختص قبل إضافته إلى النظام الغذائي اليومي.

    تشيلسي يخطف التأهل.. وموعد ناري ينتظر فلومينينسي في نصف نهائي المونديال

    بات تشيلسي الإنجليزي ثاني المتأهلين للدور نصف النهائي من كأس العالم للأندية 2025 بفوزه على بالميراس البرازيلي فجر اليوم السبت في ثاني مباريات ربع النهائي.

    وفاز الفريق اللندني على بالميراس بنتيجة 2 ـ1 ليواصل طريقه في البطولة ببلوغه نصف نهائي المسابقة.

    وأحرز هدف تشيلسي الأول كول بالمر في الدقيقة 16 بعد تصويبة قوية فيما سدد غوستو كرة في الدقيقة 83 أساء ويفرتون حارس بالميراس التعامل معها ليضعها داخل شباكه مانحا تشيلسي الهدف الثاني والتأهل للمربع الذهبي.

    وكان فلومينينسي البرازيلي أنهى آمال الهلال السعودي في مواصلة مشواره المذهل في البطولة عندما فاز عليه 2 ـ 1 في مباراة جمعتهما مساء الجمعة.

    ويلتقي فلومينينسي مع تشيلسي في نصف النهائي يوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 على الساعة 10 مساء بتوقيت مكة المكرمة على ملعب “إيست روثرفورد” في نيوجيرسي.

    وينتظر أن تنقل منصة “دازن” المباراة مباشرة فيما تنقل بعض القنوات العربية مثل “أم بي سي أكشن” و”أم بي سي مصر” والقنوات العالمية بعض المباريات من مونديال الأندية.