المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 10

    8 أطعمة تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون

    يُعد سرطان القولون من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، وينشأ غالبًا من سلائل تظهر في بطانة القولون الداخلية. وبينما لا توجد طريقة مضمونة للوقاية الكاملة، تشير الأبحاث إلى أن بعض الأطعمة قد تلعب دورًا وقائيًا وتساهم في خفض خطر الإصابة بهذا المرض.

    إليكم أبرز 8 أطعمة ثبت علميًا أنها تساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون:

    1. الزبادي

    أظهرت مراجعة منهجية وتحليل تلوي أن تناول الزبادي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 7%، بفضل احتوائه على بكتيريا مفيدة لصحة الجهاز الهضمي.

    2. المكسرات

    تناول حصتين أو أكثر من المكسرات أسبوعيًا لدى مرضى المرحلة الثالثة من سرطان القولون ارتبط بانخفاض خطر تكرار المرض بنسبة 42%، وانخفاض معدل الوفيات بنسبة 57%، وفق دراسات سريرية.

    3. الحمضيات

    تشير الأبحاث إلى أن الاستهلاك المنتظم للحمضيات (مثل البرتقال والليمون) يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%، بفضل غناها بمضادات الأكسدة والمركبات النباتية.

    4. التفاح

    دراسة مقارنة وجدت أن تناول أكثر من حصة واحدة من التفاح يوميًا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 47%، ويعود ذلك لاحتوائه على الألياف ومركبات البوليفينول.

    5. الكيوي

    مراجعات علمية أوضحت أن الكيوي يعزز من صحة الأمعاء من خلال تحسين حركة الجهاز الهضمي وزيادة البكتيريا المفيدة، ما يسهم في تقليل احتمالات الإصابة بالسرطان.

    6. البطيخ

    في دراسة تحليلية أُجريت عام 2023، تبين أن تناول كميات أكبر من البطيخ ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 26% مقارنة بمن يتناولون كميات أقل.

    7. الطماطم

    الطماطم غنية بمادة الليكوبين، وهي مضاد أكسدة قوي. أظهرت دراسات تحليلية وجود علاقة بين تناول الطماطم وتقليل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، ومنها سرطان القولون.

    8. الأفوكادو

    دراسة مستقبلية واسعة النطاق بيّنت أن الرجال الذين يستهلكون الأفوكادو بانتظام ينخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 21%، بفضل احتوائه على الدهون الصحية والألياف.

    آيفون 17 برو ماكس ثورة جديدة في عالم الهواتف الذكية بمواصفات خارقة وتصميم فاخر!

    في عالم يتسارع فيه تطور الهواتف الذكية، تتهيأ أبل لإطلاق تحفتها الجديدة “آيفون 17 برو ماكس” هذا سبتمبر، في خطوة تهدف من خلالها إلى إعادة تعريف معايير التميز في صناعة الهواتف الذكية.

    بينما تضع هاتفك في يدك لأول مرة، ستشعر بأنك تحمل قطعة فنية مصممة بدقة حرفي محترف. إطار من التيتانيوم الخالص يتلاءم بانسيابية مع زجاج أمامي وخلفي عالي الجودة، كل ذلك في سمك لا يتجاوز 8.3 ملم. التصميم الجديد لم يعد مجرد مظهر خارجي، بل أصبح بياناً فنياً يعكس فلسفة أبل في الدمج بين الجمال والأداء.

    عندما تشعل شاشة الـ 6.9 بوصة، ستجد نفسك أمام لوحة فنية متحركة. شاشة Super Retina XDR OLED التي تقدم ألواناً أكثر حيوية، وتبايناً أعلى، ومعدل تحديث 120 هرتز يجعل كل حركة سلسة كحركة الماء. سواء كنت تشاهد فيلماً أو تلعب لعبة، فكل تفصيل سيظهر بوضوح يخطف الأنفاس.

    تحت الغلاف الأنيق، يكمن قلب نابض بالحياة. معالج A19 Pro بتقنية 3 نانومتر هو بمثابة عقل مدبر يجعل كل عملية تشعرك بأن الهاتف يفهم ما تريده قبل أن تطلبه. سواء كنت تقوم بتحرير فيديو بدقة 4K أو تلعب ألعاباً ثقيلة، ستجد أن كل شيء يسير بسلاسة مطلقة.

    هنا حيث تتحول اللحظات إلى ذكريات خالدة. نظام الكاميرات الثلاثي بدقة 48 ميجابكسل لكل عدسة، مع تقنيات التصوير الليلي وتكبير بيريسكوب 5x، سيجعلك تشعر وكأنك تحمل استوديو تصوير محمولاً. الصور ستكون أكثر وضوحاً، والألوان أكثر حيوية، والتفاصيل أكثر دقة.

    مع دعم أحدث تقنيات 5G وWi-Fi 7، سيصبح اتصالك بالعالم أسرع من أي وقت مضى. أما نظام الشحن السريع فسيخلصك من قلق نفاد البطارية، حيث يمكنك شحن 50% من البطارية في 30 دقيقة فقط.

    بسعر يبدأ من 1099 دولاراً، قد لا يكون آيفون 17 برو ماكس في متناول الجميع، ولكن لمن يبحث عن الأفضل، فإن هذا الهاتف ليس مجرد جهاز، بل هو بيان عن أسلوب حياة.

    الرئيس المشاط: حرية الملاحة مضمونة للجميع باستثناء الكيان الصهيوني وداعميه

    الرئيس المشاط: حرية الملاحة مضمونة للجميع باستثناء الكيان الصهيوني وداعميه

    أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، التزام اليمن بحرية الملاحة البحرية الدولية، مشددًا على أن ذلك لا يشمل السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني أو الجهات الداعمة له في عدوانه المتواصل على قطاع غزة.

    وقال المشاط في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “نؤكد التزامنا بحرية الملاحة للجميع، باستثناء الكيان الصهيوني ومن يشاركه أو يدعمه في العدوان على أهلنا في غزة”.

    وأضاف:“ليست لدينا أي رغبة في استهداف أحد لا علاقة له بدعم الكيان الصهيوني، وقد أنشأنا مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة، حرصًا منا على تجنب إلحاق أي ضرر غير مقصود”.

    ودعا الرئيس المشاط جميع شركات الملاحة إلى الالتزام بتعليمات وقرارات القوات المسلحة اليمنية، مشيرًا إلى أن أي تجاهل لهذه التعليمات سيحمّل الجهة المعنية المسؤولية الكاملة عن النتائج.

    وتابع قائلاً:  “ننصح الجميع بالابتعاد عن التعامل مع أصول الكيان الصهيوني، فقواتنا المتعاظمة والمنضبطة ستواصل عملياتها المشروعة بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، بما يتوافق مع المواثيق الدولية”.

    وجاءت تصريحات الرئيس المشاط، بعد ساعات من توزيع الإعلام الحربي اليمني مشاهد لاستهداف وإغراق السفينة “ماجيك سيز” التي انتهكت الشركة المالكة لها قرار حظر القوات المسلحة اليمنية دخول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة.

    هل نكّست الدفاعات اليمنية “الراية السوداء” لإسرائيل؟

    لأول مرة، أعلنت قوات المسلحة اليمنية في صنعاء، أمس الاثنين، نجاحها في التصدي لهجمات شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية على اليمن، باستخدام صواريخ مضادة للطيران.

    وقال متحدث القوات اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان صحفي إن “دفاعاتهم الجوية تصدت بفاعلية للعدوان الإسرائيلي وأجبرت جزءا كبيرا من تشكيلاته على المغادرة، وذلك بدفعة كبيرة من صواريخ أرض جو محلية الصنع، مما تسبب بحالة إرباك كبيرة لطياري العدو وغرف عملياته”.

    وأضاف سريع “دفاعاتنا الجوية جاهزة وحاضرة للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا بكل قوة واقتدار، وأنها لن تؤثر عليه أو على قدراته العسكرية”، مؤكدا أن “عمليات الإسناد لغزة وفلسطين ستستمر بوتيرة عالية، وسندافع عن بلدنا وأمتنا بكل ما أوتينا من قوة”.

    ثمن باهظ

    وفي المقابل، قال وزير حرب العدو الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” إن سلاح الجو هاجم “أهدافا إرهابية في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومحطة رأس الكثيب للطاقة”، في عملية سماها “الراية السوداء”. وأضاف “هاجمنا سفينة غالاكسي ليدر التي اختطفها الحوثيون قبل سنتين ويستخدمونها لأنشطة إرهابية”.

    وتوعد كاتس الحوثيين بـ”دفع ثمن باهظ”، مضيفا “كما حذرت سابقا، قانون اليمن هو قانون طهران نفسه، من يحاول إيذاء إسرائيل سيتعرض للأذى ومن يرفع يده ضدنا ستقطع”.

    وعقب تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بساعات أعلن الحوثيون، أمس الاثنين، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مرافق حيوية في إسرائيل، بينها مطار بن غوريون ومينائي إيلات وأسدود، وذلك باستخدام 3 صواريخ باليستية و8 مسيرات.

    وتشير خطابات الحوثيين وإصرارهم على مواصلة العمليات العسكرية إلى أن الجماعة ربما باتت تملك أسلحة قادرة على ردع الهجمات الإسرائيلية في اليمن.

    وسبق أن لوَّح رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، بأن قواتهم “ستتعامل مع الطائرات الإسرائيلية المعادية بدون أي ضرر في الملاحة الجوية والبحرية”. وصرّح الشهر الماضي قائلا “ستأتيكم قريبا إن شاء الله أخبار سارة عن فخر طائرات العدو الصهيوني التي تهاجمنا، وأن دفاعاتنا الجوية ستجعلها في الأيام القادمة مصدرا للسخرية”.

    سابقة متطورة

    وتعليقا على هذه التطورات، يقول الخبير العسكري في صنعاء، العميد عبد الغني الزبيدي، إن ما يحدث يشير إلى تطور كبير في قدرات الدفاعات الجوية اليمنية، حيث أصبح الطيارون الإسرائيليون يدركون تماما مدى خطورة هذا النوع من الصواريخ المتقدمة المضادة للطائرات.

    وأضاف الزبيدي “للجزيرة نت” أن وصول المواجهة إلى مستوى الاشتباك، ولو بمجرد التهديد، يؤكد أن الطيارين الإسرائيليين سيدخلون أي مواجهة قادمة وهم يخشون أن تطالهم صواريخ هذه المنظومات.

    وأفاد بأن هناك عملية تطوير مستمرة لهذه القدرات، تتم بشكل تدريجي عبر التجربة والممارسة، وقد يأتي يوم وتسقط فيه إحدى الطائرات الإسرائيلية.

    ولفت الخبير العسكري إلى أن ما حدث في الاشتباك الأخير يؤكد أن هناك سابقة نوعية بمنظومات الدفاع الجوي، وبات واضحا أن الإسرائيليين -وقبلهم الأميركيون- قد اعترفوا بوجود تطور ملحوظ في قدرات اليمن الصاروخية والدفاعية.

    وأشار إلى أن ما يميز هذا التطور أنه يستند لصواريخ يمنية الصنع بنسبة 100%، وبقدرات وخبرات محلية خالصة، وهو أمر غير مسبوق بتاريخ الصناعات العسكرية العربية. “نحن اليوم أمام قوة عسكرية يمنية متنامية ومتطورة، وهذا الاشتباك ليس الأول، فقد سبقه اشتباك مع الطائرات الأميركية، واعترف الأميركيون بذلك، وقالوا إنهم اضطروا لتنفيذ مناورة معقدة للغاية لتجاوز تلك الأسلحة والمنظومات اليمنية”.

    وأوضح الزبيدي أنه يوجد في العالم أسلحة قادرة على التصدي للطائرات الحربية، لكن العالم العربي يفتقر لمنظومات دفاعات جوية، وحتى إيران لا تمتلك منظومة “إس 400” الأرضية القادرة على استهداف هذا النوع من الطائرات العسكرية.

    واستطرد قائلا “أما في اليمن فنحن نتحدث عن منظومة دفاعية محلية الصنع، تم تطويرها بأيد يمنية، ما يُعدّ سابقة غير معهودة، وربما تكون اليمن الأولى عربيا التي تبلغ هذا المستوى المتقدم من التطوير في مجال الدفاع الجوي”.

    بانتظار المفاجآت

    بدوره، يقول الكاتب والباحث عبد العزيز أبو طالب إن “الدفاعات الجوية اليمنية نجحت بإفشال هجوم إسرائيلي معاد ربما هو ما كان يتوعد به قادة الكيان العسكريون ويشبهونه بنموذج طهران”.

    وأضاف للجزيرة نت “لا شك أن صنعاء تمتلك إمكانيات نظام دفاع جوي يعتمد على منظومة متكاملة تشمل أجهزة رادار متطورة، وصواريخ دفاع جوي فعالة، وتقنيات متقدمة لتجاوز أعمال التشويش الإلكتروني”. وأشار إلى أن إحباط الهجوم الإسرائيلي يعني أن قوات صنعاء، والدفاع الجوي خاصة، تحقق نجاحا جديدا في واحدة من جولات الصراع مع العدو الإسرائيلي.

    وعن الأسلحة المستخدمة في ردع الهجمات الجوية الإسرائيلية، ذكر أبو طالب أن القوات المسلحة في صنعاء سبق أن عرضت صواريخ أرض جو عام 2023، ومنها صاروخ “مطيع” الباليستي الذي يعمل بالوقود الصلب عالي السرعة والقادر على المناورة الجوية، مضيفا “لا يزال في جعبة القوات المسلحة اليمنية الكثير من المفاجآت”.

    وفي إشارة إلى تطور قدرات القوات اليمنية على ردع الطائرات الحربية، أوضح الكاتب أنه عقب إعلان واشنطن وقف إطلاق النار باليمن في السادس من مايو/أيار الماضي، أفادت تقارير بأن “الصواريخ اليمنية اقتربت بشكل مقلق من إسقاط طائرات “إف 35” وأخرى من طراز “إف 16”.

    وبشأن مسار الصراع بين الحوثيين والعدو الإسرائيلي، في ظل تطور الصناعات العسكرية اليمنية، وخاصة الجوية منها، قال أبو طالب إنه يتجه نحو منعطف حاسم، حيث ستواجه القوات المعادية تحديات جسيمة تزيد من مخاوفها تجاه التنامي المتسارع لقدرات الجيش اليمني في صنعاء، وأهمها الدفاع الجوي، الذي بات يهدد تفوق العدو الإسرائيلي في الأجواء، مما قد يؤدي “لشل حركة طيران العدو أو إرباكه وإعاقته عن تنفيذ أهدافه”.

    ومضى قائلا “إضافة لذلك، سيتمكن اليمن من تنفيذ عمليات الإسناد نحو غزة أو العمليات الدفاعية بكفاءة أعلى وتأثير أكبر، مع توفر هامش أوسع للمناورة الميدانية الآمنة في ظل انعدام التهديدات الجوية التي يعتمد عليها العدو عادة”.

    تطور مجهول!

    أما الصحفي والناشط الإعلامي حمدان البكاري، فيرى أن الحوثي ربما قد بدأ يمتلك قدرات عسكرية جديدة من شأنها أن تُشكّل تهديدا محتملا للطائرات الإسرائيلية في الأجواء اليمنية، إلا أن طبيعة هذه القدرات ومدى فعاليتها لا تزال غير مؤكدة حتى الآن، لا سيما بالتعامل مع طائرات الشبح وطراز “إف 35” الحديثة والمتطورة.

    وأضاف “للجزيرة نت” أنه ورغم إعلان الحوثيين تصديهم لهجوم جوي إسرائيلي وإجبار طائرات العدو على مغادرة الأجواء اليمنية، فإنه لم تُسجّل أي إصابات مباشرة في صفوف الطائرات المُغيرة، مما يثير تساؤلات عن مدى فعالية منظومات الدفاع الجوي التي يمتلكونها، وقدرتها الفعلية على حماية المجال الجوي وإسقاط أهداف جوية معادية.

    ويعتقد البكاري أن الحوثي يسعون بشكل حثيث لتطوير منظومته العسكرية، بدءا من استهدافهم المتكرر لإسرائيل، ومرورا بإعلانهم محاولات لاختراق طبقات دفاع قبتها الحديدية، وانتهاء بتصديهم لطيرانها الحربي داخل الأجواء اليمنية.

    وتابع “مع ذلك، فإن هذه القدرات تظل محدودة مقارنة بالتطور التقني الكبير لدى إسرائيل، خاصة عند الحديث عن مواجهة عدة طائرات شبحية مزودة بأحدث أنظمة الحرب الإلكترونية”.

    وخلص إلى أنه وفي ظل هذا الواقع تبرز عدة سيناريوهات حول ما إذا كانت هذه التطورات مجرد محاولات دعائية من الحوثي، أم أنها تمهيد لمرحلة جديدة من الاشتباك الإقليمي، يُستخدم فيها اليمن كساحة اختبار للردع الجوي المتبادل، قائلا إن الأيام القادمة كفيلة بكشف ذلك.

    ويشن اليمن الى جنب حصاره البحري ضد كيان العدو الإسرائيلي، ضربات تستهدف عمق المستوطنات، نصرة لغزة ضد جرائم الإبادة التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي وصمت دولي.

    كيف سيطر الصهاينة على عقول العرب؟

    يدرك اليهود أن أي نصرٍ عسكري لابد أن يسبقه هزيمة نفسية للعدو، وهكذا ركزت “إسرائيل” كل طاقتها على العقول قبل الميدان، وبدأت معركة السيطرة على الوعي، وهندسة متقنة للوعي الجمعي العربي، حتى تنفرد بكل بلدٍ على حده، وتشغل الآخرين بأساليب أخرى من الحروب العبثية حتى يأتي دورها وتنال ما ناله العرب السابقون من الويلات والحروب والدمار، وقد نجح الكيان إلى حدٍ كبير في تغيير نظرة كثير من العرب للصراع، ولأنفسهم، ولعدوهم.

    فخلال السنوات الأولى من الصراع، تمكنت “إسرائيل” من زرع عقدة الهزيمة في الوعي العربي، خاصة بعد الهزائم المتكررة كالنكبة عام 1948م، ونكسة حزيران 1967م، ما جعل الإعلام العربي يستسلم لرواية “الجيش الذي لا يُقهر” ، وصنعت تلك الرواية المتكررة من “إسرائيل” كيانًا أسطوريًا في التقنية والعلم والانضباط، مقابل “التخلف العربي”. هذا الترويج المتعمد لم يكن بريئًا، بل مدروسًا وممنهجًا، زُرعت من خلاله في العقل العربي نواة الإعجاب القهري بالعدو.

    وفي سبيل ذلك، وظفت تل أبيب النخب السياسية والثقافية العربية نفسها لتخوض عنها المعركة داخل أوطانهم. فصارت المقاومة الفلسطينية واللبنانية تُصوَّر في الخطاب الإعلامي العربي الرسمي على أنها مغامرة غير محسوبة، أو تطرف، أو سبب في خراب الشعوب. في المقابل، رُوّج لمشاريع “السلام” و”التطبيع” باعتبارها ذروة النضج السياسي، والعقلانية الواقعية، وكأن الكرامة باتت نوعًا من الهوس، والمواجهة صارت جريمة، والذلّ حكمة!

    هذه الهندسة النفسية لم تتوقف عند الجانب السياسي فقط، بل امتدت إلى الأدب والفن والدراما والرياضة. ظهرت شخصيات عربية تتحدث باسم “التسامح”، لتبييض صورة “إسرائيل”، ومحو الجريمة الأصلية: اغتصاب الأرض، وتشريد الشعب، وفي الوقت نفسه لم تمارس التسامح مع المعتدى عليهم، بل راحت تهاجم كل من يرفض التطبيع، وتعتبره عدوًا للسلام، وبأنه متطرف يعطّل التقدّم العربي.

    الأخطر من ذلك كله، أن “إسرائيل” وجدت في بعض النخب العربية من يقوم بدورها في تفكيك الذاكرة. فظهرت تحليلات تقول إن الصراع ليس مع “إسرائيل”، بل مع إيران، أو مع المقاومة الإسلامية، أو مع حركات التحرر. صارت بعض العواصم العربية تفتح أذرعها للعدو، وتغلقها في وجه الفلسطينيين، وتستضيف مجرمين صهاينة في حين تعتقل من يرفع علم فلسطين في ملاعبها أو جامعاتها. لقد نجحت “إسرائيل” في تحويل بعض العقول العربية إلى أدوات في خدمتها، يقاتلون باسمها، وينظِّرون لها، ويخوّنون من يعارضها.

    ولم يكن هذا ليتم لولا اختراقها العميق للإعلام العربي. أنشأت شبكات من التأثير، أو دعمت مؤسسات إعلامية ومراكز أبحاث تتبنى روايتها. صار يظهر على الشاشات كتّاب ومحللون عرب ينقلون وجهة النظر الصهيونية بلغة عربية سلسة، ويقنعون الجماهير أن “إسرائيل تحمي نفسها”، وأن “الاحتلال له ما يبرره”، وأن “الشعب الفلسطيني ضحية قيادته لا عدوه”.

    في ذات الوقت، اشتغلت “إسرائيل” على تحويل مفهوم “العدو” في العقل العربي. لم تعد هي العدو الأول، بل جرى تقديم أعداء بدائل: إيران، الإسلام السياسي، اليمن، النظام السوري، حزب الله، حماس، وكل من يقاوم، بحيث يصبح “العدو الداخلي” أخطر من العدو الخارجي. وهكذا ضاعت البوصلة، وتبدّل ترتيب الأولويات في الوعي العام، وأصبحت “إسرائيل” بالنسبة لبعض الشعوب كيانًا بعيدًا غير معني بهم، أو حتى دولة “عقلانية يمكن التفاهم معها”.

    السيطرة الإسرائيلية على الوعي العربي لم تكتفِ بالتضليل، بل أعادت تعريف مفاهيم مثل الكرامة، والواقعية، والوطنية. وأصبح كثير من العرب يرون في الصهيوني رجل دولة مسؤول، بينما يرون في المقاوم عبثيًا متهورًا. تفكيك الوعي لا يعني فقط الانبهار بالعدو، بل أن يتحول الإنسان إلى عدو نفسه، يجلدها، ويشكك في قضيته، ويحتقر من يدافع عنها.

    ومع ذلك، لم تنجح هذه الحرب النفسية كليًا. فقد بقي تيار واسع من الوعي الشعبي العربي حيًا، يقاوم هذا الاختراق، ويعيد قراءة المشهد بعيون نقدية. تنامت مقاومة إلكترونية، وثقافية، وشبابية، تفضح أساليب التطبيع، وتستعيد سردية النضال. فبينما تحاول “إسرائيل” ترسيخ فكرة “القبول الهادئ”، تنبض الأمة في كل مرة بغضب فلسطيني جديد، يذكّرنا أن الصراع لم يُحسم، وأن المعركة الحقيقية هي معركة وعي، فالعدو الحقيقي ليس فقط من يحتل الأرض، بل من يحتل العقل، ويزرع فيك أنه لا جدوى من الجهاد والمقاومة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    الكابوس اليمني يتفاقم .. قراءة في الزخم لمقاربة ماذا قالت المفاجآت

    قراءة أولية في (الاتفاق الأخير حول بعض القضايا الإنسانية)

    اثناء المتابعة والتأمل في ما أفصح عنهما البيانان اللذان القاهما العميد سريع اليوم وما سبقهما وما تلاهما من تصريحات له، وما اتى بعدهما من انباء ومؤشرات على ان العمليات مستمرة، وأيضا الضجة والتداعيات التي احدثتها العمليات في البحر وفي عمق الكيان وفي الأجواء اليمنية، وجدت نفسي استسلم للكتابة عن مقاربة ممتعة لدلالات عودة الزخم العملياتي اليمني المساند لغزة بوجه العدو الصهيوني وتأثيرها على معادلة الردع وما يمكن ان يبنى عليها مستقبلا، ولخصت مقاربتي في النقاط التالية:

    – استمرارية التحرك الجهادي اليمني بهذه الوتيرة العالية والمتسارعة، تؤكد جدية ما أكد عليه السيد القائد في خطاب كربلاء أمس عن الثبات على النهج القرآني كمنهج ومسار عملي في اليمن لا يمكن الحياد عنه، ويفترض ان يبنى على هذا أي تناول لما قد يأتي.

    – انتقال الفعل اليمني تقنيا وتكتيكيا إلى مستوى أعلى في وقت قياسي يثبت الاستمرارية تلك في التحرك المذكور آنفا ويؤكد جدوائيتها وفاعليتها.

    – قدرة وجرأة اليمن على المبادرة بضرب واستهداف العدو بزخم عملياتي من حيث الحجم وتعدد الأهداف ونوعية السلاح حيث تفذ اليمن في يوم ما قد يعادل عمليات شهر سابق، هذا اربك العدو وارعبه وجعله يقف في مربع رد الفعل ويفسر اقدامه الانفعالي على العدوان على اليمن.

    – تفاجأ العدو باليقظة اليمنية العالية في مراقبة البحر، وهذا تجلى في ضرب واغراق سفينة غامرت وتجاوزت الخطوط الحمراء، في وقت ربما كان العدو يعتقد ان الحظر انتهى أو انه لم يعد فاعلا كأولوية. وربما تم ضرب سفينة أخرى اثناء كتابة هذا.

    – المفاجأة الكبرى والتي لم تفاجئ الكيان الصهيوني وحسب بل فاجأت كل من يقف خلفه ومعه والمراقبين على حد سواء، وهي نجاح اليمن في تطوير سلاح ردع ومنع كفؤ، حيث كشف اليمن امس عمليا عن امتلاكه منظومة دفاعات جوية قوية مكنته من التصدي الفاعل للطائرات المعادية بـ”صواريخ ارض- جو” محلية الصنع واجبارها على المغادرة دون ان تتمكن من التوغل في الأجواء اليمنية لتنفيذ ما كلفت به.

    – امتلاك اليمن قدرات دفاعية جوية -مهما كان حجمها ومستواها التقني- أحدث زلزالا واسعا في الأوساط السياسية والعسكرية: أولاً باعتباره متغيرا استراتيجيا لم يكن في الحسبان ولا يسمح به أساسا في ادبيات تعاطي العدو الصهيوني وخلفه الأمريكي مع دول المنطقة.
    وثانياً لان العدو ومن يقف معه والمراقبين يعرفون ان اليمن الذي دشن اليوم مسار تطوير دفاعاته الجوية لن يتوقف عند هذا المستوى بل سيواصل التطوير بنفس الكفاءة التي عرفها العالم ولمسها في مجال تطوير منظومات الصواريخ والمسيرات.

    – تحصين الأجواء اليمنية من الهجمات الجوية المعادية يعتبر كابوسا مرعبا للكيان الصهيوني ويضرب مخططاته ويضيف تهديدا وجوديا جديدا له.

    – هذا المتغير الذي صنعه التطور العسكري اليمني من حيث الردع والمبادرة والجرأة والإمكانات وتطورها تقنيا وتكتيكيا، قد يرى فيه العدو الصهيوني قبل الرفيق المقاوم في غزة ضمانا لأي اتفاق تهدئة في غزة، فالعدو سيفكر مليا في ما يمكن ان يفعله اليمن في حال نقض الاتفاق، وما قد ينجزه ويمتلكه من تقنيات وإمكانات خلال فترة الهدنة، خاصة وقد رأى التطور الذي اظهره الأداء اليمني بعد نقض الهدنة السابقة، وجاء تصريح الرئيس المشاط الليلة ليؤكد ذلك حيث خاطب المقاومة في غزة قائلا: فاوضوا مرفوعي الرؤوس فنحن معكم وكل مقدرات شعبنا سند لكم .

    – أخيرا لعل تأثير هذه التطورات والمفاجآت التي يبدو انها مستمرة حتى لحظة كتابة هذا الملخص، لا يقتصر على المعركة القائمة ومحورها العدوان الصهيوني على غزة، وانما سيمتد ليخلط أوراقا عدة على طاولة المؤامرات المتعددة على اليمن ومستقبله وربما على المنطقة، فالتحرك اليمني الذي تتوالى مفاعيله في امتلاك القدرات العسكرية الاستراتيجية بوتيرة أعلى بكثير من تحرك الأطراف المتربصة.. كل هذا من شأنه ان يعيد طموحات البعض في احداث انجاز، إلى نقطة الصفر.

    والله غالب على امره

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    علي جاحز

    “هآرتس” العبرية: “إسرائيل” تدرس اتفاقًا مع “حماس” أو إيران لوقف صواريخ الحوثيين

    "هآرتس" العبرية: "إسرائيل" تدرس اتفاقًا مع "حماس" أو إيران لوقف صواريخ الحوثيين

    كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الثلاثاء، أن دوائر صنع القرار في كيان الاحتلال الإسرائيلي تبحث عن سبل لوقف الهجمات الصاروخية التي تشنها جماعة أنصار الله (الحوثيون) من اليمن، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن التفاهم مع حركة حماس أو إيران.

    وبحسب الصحيفة، فإن السيناريو الأقرب للواقع يتمثل في التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة، الأمر الذي من شأنه إنهاء المبررات التي تستخدمها الجماعة لمواصلة عملياتها ضد أهداف إسرائيلية. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أن التفاهمات المحتملة ضمن الحوار الأميركي – الإيراني قد تساهم كذلك في تهدئة الجبهة اليمنية.

    وأبدى المسؤولون الإسرائيليون قلقًا بالغًا من إمكانية تصاعد الهجمات الحوثية مجددًا في حال تدهورت الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو داخل المسجد الأقصى، مؤكدين أن جميع محاولات الردع السابقة فشلت في وقف عمليات الحوثيين.

    وأشاروا إلى أن “إسرائيل” تواجه صعوبة بالغة في التعامل مع التهديد القادم من اليمن، حتى عبر الضربات الجوية المباشرة، لافتين إلى أن الجماعة تستخدم صواريخ متطورة، بعضها إيراني الصنع، ويصاحب كل عملية إطلاق طاقم من الخبراء لتحسين الدقة في الهجمات اللاحقة.

    واستأنفت جماعة الحوثي مؤخرًا قصف أهداف داخل الأراضي المحتلة وكذلك سفن مرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر، في إطار ما وصفته بالرد على الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تصاعدت منذ 18 مارس/آذار الماضي.

    وفي المقابل، شن “العدو الإسرائيلي” أول أمس الاثنين غارات جوية استهدفت موانئ يمنية ومحطة كهرباء، في أول هجوم لها على اليمن منذ نحو شهر، ضمن محاولة جديدة لردع الجماعة.

    وكانت الولايات المتحدة قد بدأت منذ مطلع عام 2024 تنفيذ ضربات جوية متكررة ضد مواقع الحوثيين، إلا أن هذه العمليات لم تحقق أهدافها. وفي مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف العمليات العسكرية في اليمن، عقب اتفاق غير معلن جرى بوساطة عمانية، يقضي بامتناع الجانبين عن استهداف بعضهما بعضًا، بما يشمل السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

    هدنة غزة المرتقبة: الضمانات بحاجة إلى ضمانات!

    ما هي الضمانات التي يمكن أن تُلزم “إسرائيل” باحترام تعهداتها وتنفيذ ما يترتب عليها من بنود ونقاط؟

    ثنائي الجريمة

    التقى اليوَم ثنائيُّ جريمة الإبادة الجماعية، ترامب رأس الإجرام في الإدارة الأمريكية، ونتن ياهو كبير مجرمي الكيان الصهيوني، يأتي هذا اللقاء بعد ترويج إعلامي لأكثرَ من أسبوع، حول فرصة الاتّفاق التي يمكن أن يخرج بها لقاء هذين المجرمين، وخلال الأسبوع الماضي تضمن الترويج الإشارة إلى ما يمكن أن يمارسه المجرم ترامب من ضغوط على المجرم نتن ياهو للوصول إلى ما يصفونه بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي حقيقة الأمر لا يمكن لمجرم أن يتوقف طوعًا عن أفعال جريمته إلَّا بعد تحقيق النتيجة الجُرمية التي حدّدها كهدف لجريمته منذ البداية.

    وكما هو معلوم فنتن ياهو حدّد أهدافًا لجريمته وأعلن عنها بشكل واضح وصريح تتمثل في تحرير الرهائن لدى حركات المقاومة في غزة وتدمير حماس؛ وَلأَنَّ نتن ياهو مجرم وليس محاربًا؛ فقد استخدم كُـلّ ما يمكنه استخدامه لتحقيق أهداف جريمته، ومع ذلك لم يتمكّن من الإفراج عن الأسرى أَو من يصفهم بالرهائن، ولم يتمكّن من تدمير حماس وحركات المقاومة في قطاع غزة، رغم اقترافه جيشه جريمة موصوفة قانونًا بأنها إبادة جماعية، توزعت أفعالها بين أولًا: القتل الجماعي المباشر باستخدام القنابل والصواريخ التي ألقتها على غزة الطائرات الحربية، وكذلك قذائف الدبابات والمدفعية والأسلحة الرشاشة، التي استهدفت التجمعات السكانية المدنية، وثانيًا: إلحاق أذىً جسدي ونفسي بالغ الخطورة بالسكان المدنيين، وثالثًا: إخضاعهم عن عمد لظروف معيشية شديدة القسوة هدفها إبادتهم.

    وشمل الاستهدافُ تدميرَ كافة مقومات حياة السكان في قطاع غزة من مستشفيات ومخازن غذاء ودواء وأماكن يمكن للسكان اللجوء إليها بعد تدمير الأحياء السكنية، كالمدارس وغيرها من الأماكن العامة، وكل ذلك؛ بهَدفِ وصول نتن ياهو لتحقيق أهداف جريمته، وَإذَا كان يمكن للمحارب في أية مرحلة من مراحل النزاع المسلح، أن يوقف عملياته العسكرية لأسباب إنسانية، أَو لتدخل طرف ثالث بالوساطة بين الطرفين المتنازعين، فَــإنَّ المجرم لا يمكنه أن يتوقف مطلقا عن أفعال جريمته لأسباب إنسانية؛ باعتبَار أن الجانب الإنساني منعدم لديه تمامًا!

    ولا يمكن كذلك مناقشة حالة الوساطة بين المجرم والضحية؛ باعتبَار أن التوسط لدى المجرم للتوقف عن أفعال جريمته مسألة غير أخلاقية، فليس هناك من وسيلة للتعامل مع المجرم إلا بمنعه بالقوة عن اقتراف الجريمة، أَو قمعه بالقوة أَيْـضًا في حال بدأ في اقتراف أفعالها، وَإذَا ما كان هناك من حديث عن وسيط أَو وسطاء لدى المجرم من جانب طرف أَو أطراف أُخرى، فَــإنَّ الوسيط أَو الوسطاء لا يخرج وصفهم عن كونهم مجرمين؛ فـ لا يتوسَّطُ لدى المجرم إلَّا مجرمٌ مثلُه!

    وما هو معمول به في القانون الداخلي في جميع الدول أن ارتكاب فعل من جانب أي فرد/ الدولة موصوف هذا الفعل في القانون بأنه جريمة، فَــإنَّ السلطة المختصة تبادر إلى وقف مرتكِب السلوك الإجرامي، وتعمل على اتِّخاذ الإجراءات التي حدّدها القانون لمعاقبته، وفي حال لم تكن السلطة المختصة حاضرة في مسرح الجريمة، فَــإنَّ الأفرَاد العاديين غير المكلفين قانونًا، قد يتدخلون لمنع المجرم من ارتكاب جريمته بدوافع إنسانية، ويمكن أن يؤدي تدخلهم لمنع المجرم من ارتكاب جريمته وتحقيق غايته الإجرامية، ويوصف فعله في هذه الحالة بأنه شروع في الجريمة، يعاقَب عليه وإن كان قد خاب أثرها؛ بسَببِ لا دخل لإرادته فيه، وهو منعه إما من جانب الجهة المختصة أَو من جانب الأفرَاد العاديين.

    وينطبقُ ما ورد في القانون الداخلي بشأنِ سلوك الأفرَاد وارتكابهم ما يعد من الأفعال جرائم معاقَب عليها قانونًا، ينطبق ذلك تمامًا على الدول واقتراف أية دولة سلوك يعد وَفْـقًا للقانون الدولي جريمةً معاقَبًا عليها قانونًا؛ إذ يوجب القانون الدولي على الجهة المختصة، وهي هنا منظمة الأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي التدخل الفوري لمنع الدولة من اقتراف السلوك الإجرامي، وقمعها ومعاقبتها في حال ارتكابها له.

    ولا يصح القول هنا إن الجهة المختصة وهي منظمة الأمم المتحدة، يمكن أن تكون غائبة عن مسرح الجريمة، ذلك أن الجريمة في القانون الدولي يسبقها مؤشرات أَو نوايا معلنة من جانب الدولة باتّجاه اقتراف الجريمة، ولذلك استخدمت اتّفاقية 1948م بشأن منعِ جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها مصطلحين، الأول يتعلق (بمنع) اقتراف فعل جريمة الإبادة والجماعية في حال اتضح أن النوايا المعلَنة أَو المؤشرات المستخلَصة من المعطيات الواقعية تتجهُ نحو اقترافِ الجريمة، والثاني يتعلَّقُ (بقمع) مقترفها في حال بدأ في تنفيذِ أفعال جريمته.

    ولا يمكن في القانون الداخلي أن تتنصل الجهة المختصة (وزارة الداخلية) عن واجبها في منع الجريمة وقمع مقترفها؛ لأَنَّ تنصلها سيعني سقوط هيبة الدولة، وسيادة الفوضى بدلًا عن النظام والأمن العام، والأمر يختلف بالنسبة للقانون الدولي فالجهة المختصة (منظمة الأمم المتحدة) تنصلت فعلًا عن القيام بواجباتها كما هو واضح في الوقت الراهن في حالة جريمة غزة، وهذا التنصل يمثل مؤشرًا مهمًّا على قرب انهيار هذه المنظمة ماديًّا، بعد أن انهارت أخلاقيًّا بتنصلها عن واجباتها، لكن واجب منع الجريمة وقمع مقترف أفعالها لا يسقط بحال من الأحوال عن الدول أفرَادًا وجماعات، ويجسد هذا المعنى موقف اليمن ومحور المقاومة من التصدي لمقترف الجريمة في حالة غزة، وهو الكيان الصهيوني، وهذا التدخل كان يمكن أن يؤدي إلى نتيجة فورية في مواجهة الكيان الصهيوني المقترِف المباشر لجريمة الإبادة الجماعية، لكن الانهيارَ الأخلاقي المهول، الذي أصاب الأنظمةَ الحاكمةَ في الدول العربية والإسلامية ودول العالم، خفَّف من أثار هذا التدخل؛ باعتبَار أنه لم يكن تدخُّلًا في مواجهة مقترف الجريمة فحسب، بل في مواجهة شركائه من حكومات الغرب وحكومات العرب.

    ولذلك فقد واجهت صنعاء اليمن ما سُمِّيَ بـ “تحالف الازدهار” الذي شكَّله شركاء جريمة الإبادة الجماعية لردع الفعل المؤثر من جانب اليمن في مواجهة الكيان الصهيوني، وما تلاه من عمليات عسكرية صهيوغربية، وواجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عدوانًا مماثلًا، وفي الحالتين أعلن المجرم ترامب أهدافه ففيما يتعلق باليمن أعلن أنه سيبيد الحوثيين، والإبادة لا يمكن أن يعلن عنها إلا مجرم ولا يعلنها محارب، وحين فشل المجرم ترامب في تحقيق أهداف جريمته لجأ مُكرَهًا إلى وقف أفعالها؛ بسَببِ الفعل المقاوم المؤثر من جانب الشعب اليمني.

    وينطبق ذات القول على الجريمة الصهيوغربية بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد صدرت عن المجرمَين نتن ياهو وترامب مواقف معلنة في حالة زهوهما بتوهمهما تحقيق هدف الجريمة بالضربة الاستباقية التي استهدفت قيادة الصف الأول في الحرس الثوري والجيش الإيراني والعلماء النوويين؛ فقد طالب حينَها نتن ياهو الشعب الإيراني بالتعاون معه لتحقيق الأهداف المشتركة، وطالب المجرم ترامب الإيرانيين باستسلام غير مشروط، وحين حوّلت الصواريخ الإيرانية مدنَ الأراضي المحتلّة والمقارَّ الأمنية والعسكرية والبحثية إلى ركام، توسَّل المجرم نتن ياهو ترامب لاستخدام طائراته الشبحية في قصف بعض المواقع الإيرانية؛ ففعل، وقال بعدها: هذا كُـلّ ما لدينا كفى لنعد إلى التفاوض!

    وكما أسلفنا فالمجرم لا يمكن أن يتوقف مطلقًا من تلقاء نفسه لدوافعَ إنسانية، وأن ما يوقف المجرم هو الفعل المؤثر فقط، ولقد كان الفعل الصادر عن الجمهورية الإسلامية مؤثِّرًا فعلًا، أَدَّى إلى توسل المجرمين ترامب ونتن ياهو بالأنظمة العميلة في المنطقة للتوسط لوقف استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية؛ بسَببِ تأثيرها المتصاعد على العدو الصهيوني، كما حصل بالفعل بالنسبة لتأثيرات الرد اليمني على جريمة العدوان الصهيوغربية.

    واليوم يجتمع ثنائي الجريمة في البيت الأبيض في محاولة يائسة وبائسة لترميم الصورة الردعية التي هشمتها الردود المؤثرة من جانب يمن الحكمة والإيمَـان وإيران الإسلام، ولا تزال تهشمها الأفعال المؤثرة من جانب المقاومة الباسلة في غزة العزة والصمود، والتي دفعت ثنائي الإجرام ترامب ونتن ياهو للبحث عن مخرج من الورطة والمأزق الكبير، الذي يتعرض بسَببِه جيش الكيان الصهيوني يوميًّا لعمليات تنكيل أحرجت المجرم النتن صاحب عملية (عربات جدعون)، وشريكه المجرم ترامب صاحب (أبواب الجحيم)، وبوابتها مؤسّسة غزة الإنسانية الأمريكية، التي عملت على نصب الفخاخ والشراك لإحراق الشباب الفلسطيني، لكنها لم تفلح فقد أحرقت (حجارة داوود) (عربات جدعون) النتنة، وأخمدت جحيم ترامب المستعرة.

    وفوق كُـلّ ذلك جاء الرد اليمني الصاعقُ اليوم في العملية المشتركة بالصواريخ والطيران المسير باتّجاه الموانئ الصهيونية في الأراضي المحتلّة، ليسقط أية فرصة لدى ثنائي الجريمة ترامب ونتن ياهو لاستثمار العدوان الصهيوأمريكي على الموانئ اليمنية المدنية، بأنه أحدث إنجاز مطروح على طاولة نقاش هذَين المجرمين، وقد سبق هذا الرد تصدي الدفاعات الجوية اليمنية للطائرات الصهيوأمريكية بصواريخ منتجة ومطوَّرة محليًّا، وهذا التصدي الذي أربك الطائراتِ المهاجمةَ ومن شأنه أن يربك أَيْـضًا أجندة ثنائي الجريمة ترامب ونتن ياهو.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د/ عبدالرحمن المختار

    “هآرتس” العبرية: اليمن يُقلق “إسرائيل”.. صواريخ متطورة وجهود فاشلة لوقفها

    “هآرتس” العبرية: اليمن يُقلق “إسرائيل”.. صواريخ متطورة وجهود فاشلة لوقفها

    كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مخاوف المسؤولين الإسرائيليين من استمرار العمليات اليمنية ضد أهداف الاحتلال، حيث أكدت مصادرهم أن “كل الجهود لإيذاء الحوثيين لم تنجح في وقف عملياتهم”، معترفين بأن “إسرائيل ستجد صعوبة بوقف إطلاق الصواريخ من اليمن عبر شن هجمات على الحوثيين”.

    وأشارت الصحيفة إلى قلق الاحتلال من تجدد العمليات اليمنية في حال تصاعد الأوضاع في الضفة أو غزة أو المسجد الأقصى، مؤكدة أن “الحوثيين عدو لا ينبغي التعامل معه باستخفاف ولديهم صواريخ متطورة”.

    وسلطت الصحيفة العبرية الضوء على التطور الكبير في قدرات القوات اليمنية، حيث ذكرت أن “كل صواريخ يطلقها الحوثيون يصاحبها خبراء لتحسين دقة الإطلاق التالي”.

    وأوضحت الصحيفة أن الاحتلال يخشى من استمرار العمليات اليمنية الداعمة لفلسطين، معترفا بأن التوصل لاتفاق في غزة قد يكون السبيل الوحيد لوقفها، حيث قالت مصادرها: “التوصل لتفاهم مع إيران ضمن حوار واشنطن معها قد يسهم بوقف إطلاق النار في اليمن”.

    يأتي هذا الاعتراف الإسرائيلي الصريح تتويجا لفترة طويلة من التطور العسكري اليمني الذي جعل من القوات المسلحة اليمنية رعبا يحيك له العدو الصهيوني ألف حساب، حيث فشلت كل محاولات الردع والتهديد في كسر إرادة اليمن الداعم الأول للمقاومة الفلسطينية.