المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 143

    بحضور العاطفي والرويشان.. عرض عسكري لشرطة حراسة المنشآت تدشيناً للخطة الأمنية الرمضانية

    نفّذت الإدارة العامة لشرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات، اليوم عرضاً مهيباً، تدشيناً للخطة الأمنية الرمضانية، وإشهاراً للزي العسكري الجديد لشرطة حراسة المنشآت.

    جرى خلال العرض، الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، ونائب وزير الداخلية اللواء عبد المجيد المرتضى، ووكلاء وزارة الداخلية اللواء علي حسين الحوثي، واللواء علي الصيفي، واللواء أحمد جعفر، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، جرى استعراض نماذج من المهارات الأمنية في مجال حماية الشخصيات، واستخدام السلاح والفنون القتالية المختلفة.

    وألقى الفريق الرويشان كلمة استهلها بالحديث عن ضرورة الإستعداد النفسي لشهر رمضان الكريم، والحرص على التزوّد بالطاعات والقربات إلى الله عز وجل، كونه شهر الجهاد والعمل والبذل والعطاء والإحسان.

    وأكد أهمية الاستفادة من البرنامج الرمضاني لاسيما محاضرات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي كونها محطة إيمانية لتزكية النفوس، ووقفات مع القرآن الكريم، والتي ينبغي أن يكون الحضور والاستماع لها نابعا من الرغبة في التزود بالتقوى، ليكون لها أثرٌ في السلوك.

    وهنأ باسمه -ونيابة عن المؤسستين العسكرية والأمنية- السيد القائد، والقيادة السياسية والشعب اليمني؛ بحلول شهر رمضان المبارك.

    وقال الرويشان “إنه ومن خلال الجاهزيّة العسكرية والأمنية وتكثيف مهام الإعداد والتدريب واستمرار الحشد والتعبئة، نعاهد السيد القائد وأبناء الشعب اليمني، على أن تظل مؤسسة الدفاع والأمن على العهد والوفاء للقيادة، والثبات على موقف اليمن، ودعم وإسناد إخواننا المجاهدين في فلسطين”.

    وعبر عن الشكر لقيادة الوزارة ممثلة بوزير الداخلية اللواء عبد الكريم الحوثي، على الجهود المتواصلة في سبيل تطوير إمكانيات وقدرات مختلف الوحدات الأمنية.

    وأشاد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن بالتطور النوعي الذي تشهده الإدارة العامة لشرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات، على مختلف المستويات، ومن ذلك ما تشهده من عملية تدريب وتأهيل مستمرة للضباط والأفراد ما أسهم في تعزيز معارفهم ومهاراتهم الأمنية.

    فيما أشار مدير الإدارة العامة لحراسة المنشآت وحماية الشخصيات العميد أحمد البنوس، إلى أن تحديث الزي العسكري لمنتسبي الإدارة يأتي في سياق تقديم رجال الأمن بالمظهر اللائق، مع تطبيق معايير الجودة والمقاييس للزي العسكري.

    ولفت إلى أهمية الاستعداد لشهر رمضان بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات والأعمال الصالحة والتزود من هدى الله.

    وأشاد البنوس بدور الشهيد اللواء طه المداني، كنموذج للقيادة الجهادية التي عملت على حماية المؤسسة الأمنية والحفاظ عليها.. مجددا العهد للسيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، في السير على نهج الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والوطن.

    اعتراض “F-16” فوق البحر الأحمر | صنعاء لواشنطن: لا حصانة لطائراتكم

    "كالكاليست" العبري: انسوا القصف الجوي لا يمكن هزيمة قوات “صنعاء”

    أثار اعتراض قوات صنعاء طائرة أميركية من طراز “F-16” وأخرى تجسّسية من طراز “MQ-9” في أجواء المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر، قلق واشنطن ومخاوفها من تطور القدرات الدفاعية لتلك القوات، وعكَس حجم حالة الاستنفار اليمني البحري والجوي، واستمرار السيطرة اليمنية على المياه. وعلى رغم أن اعتراض طائرة معادية في أجواء بلد مستقل يأتي في إطار حماية السيادة الوطنية، ولا يمثّل تصعيداً، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وصفت اعتراض الطائرتين بـ”التصعيد الخطير”، ولوّحت بالرد.

    ورأى مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ”الأخبار”، أن “التصريحات الأميركية الأخيرة تعكس نوايا عدوانية، وتؤكد أيضاً أن اعتراض الطائرات الأميركية الحربية أو التجسّسية في أجواء اليمن يعكس مدى تطور قدرات الدفاعات الجوية اليمنية”. وأضاف أن “اعتراض قوات صنعاء لطائرات معادية حق مشروع وفقاً للقوانين الدولية، ومن صلب مهام القوات المسلحة التي كُلّفت بحماية اليمن من أي اعتداء خارجي”.

    وفي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن إشعار صنعاء بأن عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يختلف عن عهد سلفه، جو بايدن، كان الرد اليمني واضحاً عبر بيان للحكومة أكّد أنه “لا توجد خطوط حمر” في سياسة الحكومة الدفاعية، وأن الأخيرة “لا تضع أي حسابات سياسية لأي إدارة أميركية، وتعاملها مع محاولة اختراق الطيران الأميركي بنوعيه الحربي والتجسسي سيكون أيضاً مع أي دولة معادية أخرى، كونه يأتي في إطار حق الدفاع عن النفس، ولا يُسمّى تصعيداً بل هو دفاع مشروع وفق القانون اليمني”.

    واشنطن تفشل في كسر العمى الاستخباراتي الذي تواجهه في اليمن

    وفي المقابل، ووفقاً لما نقلته شبكة “فوكس نيوز” عن قادة عسكريين أميركيين، فإن اعتراض طائرة من طزار “F-16” كانت تحلّق على علو مرتفع، تطور مقلق بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهو يمثّل تهديداً لقواتها ولحلفائها في المنطقة. كما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في الإدارة القول إن الصواريخ المستخدمة في الاعتراض من طراز “سام”.

    وإذ أعاد الحديث الأميركي عن “سام” إلى الواجهة دور واشنطن في تدمير هذا النوع من الصواريخ في اليمن قبل عام 2015، بإشراف ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، فإن التهويل حول خطورة الطراز المذكور من الدفاعات الجوية اليمنية، يأتي في إطار حملة تحريض واسعة تتعرّض لها صنعاء من قبل وسائل إعلام أميركية منذ أكثر من أسبوع، في محاولة منها لإقناع الرأي العام الأميركي بصوابية أي عمليات عدائية تنفّذها إدارة ترامب ضد اليمن، على رغم توقّف عمليات “أنصار الله” العسكرية في البحر الأحمر، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

    وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن المتحدّث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر، قوله إن “هذه الهجمات تمثّل تصعيداً خطيراً وغير مسبوق من قبل الحوثيين، وتظهر استعدادهم لاستخدام أسلحة متطوّرة ضد القوات الأميركية”، مشيراً إلى أن “واشنطن تدرس الخيارات المتاحة للرد على هذه الأعمال العدائية بشكل مناسب”. ولفت البيان إلى أن “الجيش الأميركي يعقد مناقشات على أعلى المستويات لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن القوات الأميركية في المنطقة”.

    على أن لغة التهديد الأميركي الأخيرة كشفت عن الفشل في كسر حاجز العمى الاستخباراتي، والذي تواجهه القوات الأميركية في اليمن. وبحسب مسؤولين في الإدارة تحدّثوا إلى وسائل إعلام أميركية، فإن الولايات المتحدة تعاني من “ضعف استخباراتي” كبير في اليمن، يأتي استهداف قوات صنعاء طائرات واشنطن التجسسية ليضاعفه بشكل خطير.
    ـــــــــ
    الاخبار اللبنانية

    فعالية حزب الله في تشييع نصر الله.. الدلالات والرسائل

    مر ما يقارب 5 أشهر على استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في 27 سبتمبر 2024م، ثم استشهاد الأمين العام التالي السيد هاشم صفي الدين في 3 أكتوبر، وقبلها وقعت تفجيرات أجهزة البيجر في لبنان في 17 سبتمبر 2024م، بعد هذه الفترة الزمنية التي تعرض فيها حزب الله لضربة قاسية من الكيان الصهيوني، جرى يوم أمس 23 فبراير 2025م تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله ورفيقه الشهيد السيد هاشم صفي الدين.

    وبقدر ما أعاد التشييع إلى المُحبين الوجع من جديد، فإن حزب الله ظهر في هذا التشييع بصورة جديدة، بعد تلك الانتكاسات، عاد بصورة قوية في الساحة اللبنانية والإقليمية، من خلال فعالية التشييع التي حملت العديد من الدلالات، والتي لم تكن فعالية دفن قيادة حزب الله، بل أشبه ما تكون بفعالية إعادة تأسيس وإعادة إشهار حزب الله.

    وفي العموم، فعالية الحزب كانت ناجحة، من النواحي التنظيمية واللوجستية، فقد انتهت بدون مشاكل أمنية كبيرة، وأثبتت الدعم الداخلي الذي يحظى به الحزب كمتصدر للمقاومة الوطنية الإسلامية في لبنان، وكذلك بما أظهرته الفعالية من دعم دولي من دول وفصائل محور المقاومة وأحرار العالم من آسيا وامريكا اللاتينية وغيرها. والمعادلة الجديدة بعد التشييع هي: حزب الله لم ينتهِ، بل بدأ مرحلة جديدة من المواجهة والاستعداد.

    نجاح التنظيم واستعراض الجماهير

    المشهد الذي احتضنته المدينة الرياضية في بيروت يعكس قدرة حزب الله على حشد جماهيري ضخم بشكل منظم، ما يؤكد قوة نفوذه الشعبي، كما أن مشاركة أعداد كبيرة من مختلف الفئات العمرية والمناطق اللبنانية تعكس مدى تأثير الحزب في المجتمع اللبناني الحاضن للمقاومة، وقدرته على الحشد وتنظيم أنصاره في لحظات مصيرية وحاسمة، على النقيض من تقديرات خصوم الحزب في الداخل والعدو الصهيوني.

    اختيار المدينة الرياضية في بيروت -وليس مكاناً في جنوب لبنان- ليكون مكان التشييع يشير إلى رغبة حزب الله في إبراز الحدث كمناسبة وطنية تتجاوز الطابع الحزبي، وهي حقاً كذلك، وتأكيد رمزية السيد حسن نصرالله بكونه قائدا وطنيا لبنانيا مقاوما، إلى جانب مكانته الخاصة في حزب الله.

    ترسيخ محور المقاومة

    كان لمشاركة وفود رسمية من دول وفصائل محور المقاومة من إيران واليمن والعراق وسوريا، إلى جانب ممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية، كان لهذه المشاركة أهمية من حيث تعزيز فكرة وحدة محور المقاومة وامتداد تأثير حزب الله خارج لبنان واستمرار مشروع “وحدة الساحات”، المشروع الذي رفعه الأمين العام الشهيد نصر الله.

    الحضور الإيراني اللافت، من خلال رئيس مجلس الشورى محمد قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي، يشير إلى الدعم المستمر من طهران لحزب الله، واعتباره أحد أبرز الحلفاء لها في المنطقة.

    مشاركة الحكومة العراقية وفصائل المقاومة العراقية والوفد اليمني، يعكس مركزية حزب الله في محور المقاومة رغم ما تعرض له، ووقوف هذه القوى المقاومة معه في وضعه الراهن الصعب، وهوَ أمر يقدره الحزب كثيراً، ويخيف الكيان الصهيوني أكثر.

    أبرز رسائل حزب الله للداخل اللبناني

    قدمت الفعالية نصرالله –كما هو في حقيقته- قائدا وطنيا وليس فقط حزبياً، وتكرر في خطاب الفعالية أن نصرالله “حبيب المجاهدين والمستضعفين” سعة مشروع المقاومة، والشخصية التي كان عليها السيد والتي تتجاوز السياجات الطائفية التي سعى لترسيخها العدو.

    كما أن مشاركة شخصيات سياسية ودينية لبنانية مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته الشخصية وممثلاً عن رئيس الجمهورية اللبنانية، وكذلك ممثلين عن الحكومة تعكس حقيقة أن الحزب جزء أساسي من التركيبة السياسية اللبنانية لا يمكن تجاوزه.

    وكان خطاب نعيم قاسم واضحا، إذ شدد على أن المقاومة لا تتوقف بفقدان القادة، بل تزداد قوة، وقد خاطب قاسم كل الوطنيين اللبنانيين من مختلف الطوائف، بخطاب التحرر الوطني، وقدم المقاومة التي يقودها الحزب كضرورة وطنية، وقد كان حشد اليوم تأكيداً على هذه الحقيقة.

    كما حملت رسائل الحزب على لسان أمينه العام الحالي الشيخ قاسم التأكيد على أن حزب الله وافق على الهدنة من منطلق وطني استراتيجي، لكن الدولة اللبنانية هي من تتحمل مسؤولية متابعة ملف الانسحاب الإسرائيلي.

    هذا الموقف يهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية لتبنّي موقف أكثر قوة في مواجهة المماطلة الإسرائيلية، بدلاً من ترك المقاومة وحدها في المواجهة، خصوصاً وأن الحكومة هي الطرف اللبناني الموقع على الاتفاق، وهي من سوف تنشر قواتها العسكرية على الحدود مع الأراضي المحتلة في جنوب لبنان.

    أبرز رسائل حزب الله للكيان الصهيوني

    الرسالة الأبرز للكيان هي أن حزب الله مستمر رغم اغتيال نصرالله وصفي الدين، وأن “المقاومة تُكتب بالدماء لا بالحبر على الورق”، رسالة الوجود والبقاء، وهي تثير الإحباط واليأس في أوساط العدو الذي افترض أنه حقق إنجازاً حاسماً في حربه العدوانية الأخيرة على لبنان. هذه الرسالة تؤكد فشل الكيان في أهدافه المعلنة بإنهاء حزب الله، الحزب الذي أكد على أنه سيواصل العمل حتى “تحرير جميع الأراضي اللبنانية المحتلة”.

    حديث الشيخ نعيم قاسم عن أن “إطلاق النار سيكون وفقاً للظروف، وسنقرر متى نصبر ومتى نرد” يعكس استراتيجية أكثر مرونة في التعاطي، مع تمسك المقاومة المبدئي بحق الرد والردع، فحزب الله -وفق هذا الخطاب- لن يرد فوراً، لكنه سيحافظ على خيار الرد مستقبلاً في الظروف الأنسب.

    كما أن تحليق الطائرات الإسرائيلية أثناء التشييع -وهوَ عمل استعراضي يائس- قابله رد من حزب الله عبر خطابات التحدي، التي توجزها عبارة “موتوا بغيظكم، المقاومة باقية وقوية ومستمرة”، هذه الرسالة من الحزب تهدف إلى كسر محاولة الكيان فرض معادلة جديدة عبر الاغتيالات، وإثبات أن حزب الله لا يزال فاعلاً في معادلة المقاومة.

    رسائل الفعالية غير المباشرة للكيان الصهيوني بما اظهرته من تنظيم وحضور، هذا المشهد الجماهيري الضخم في بلد صغيرة الجغرافيا قليلة السكان، أوصل رسالة أن الحزب لا يزال يتمتع بشعبية قوية رغم التحديات، وهو قادر على تعبئة أنصاره بشكل مؤثر، كما أن مشاركة ممثلي الدول وفصائل المقاومة، وشخصيات من احرار العالم، أظهرت أن حزب الله ليس معزولاً، بل جزء من محور إقليمي له امتداده السياسي والعسكري.

    المشاركة الإيرانية في التشييع

    المشاركة الإيرانية في مراسم التشييع حملت دلالات سياسية واستراتيجية عميقة، سواء من حيث مستوى الحضور أو الخطابات التي ألقيت، فهي تأكيد على متانة التحالف بين إيران وحزب الله، فوصول عباس عراقجي ممثلاً عن الرئيس الإيراني، ومشاركة ممثلين عن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، يعكس الأهمية القصوى التي توليها طهران للعلاقة مع حزب الله.

    كما أن البيان الذي تلاه السيد مجتبى الحسيني باسم المرشد الإيراني يعكس موقفاً صريحاً بأن إيران تَعُد حزب الله جزءاً لا يتجزأ من سياستها الخارجية المقاومة للإمبريالية والصهيونية، وأنها لن تتخلى عنه.

    خامنئي في بيانه -الذي ألقاه ممثله عنه- وصف الشهيد بأنه “المجاهد الكبير وزعيم المقاومة الرائد”، وأكد أن اغتياله لن يؤثر على المسار الاستراتيجي للمقاومة، وهذه الرسالة تهدف إلى طمأنة جمهور حزب الله وجمهور المقاومة في المنطقة، بأن المقاومة لا تزال قوية، وأن مسيرتها لن تتوقف عند غياب شخصيات قيادية.

    رسالة تحدٍّ لـ”إسرائيل”

    كما بعث خامنئي برسالة تحد بقوله إن المقاومة “لن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة” أي أن إيران لا ترى اغتيال نصرالله وصفي الدين أنه نهاية للصراع، بل خطوة ضمن مسيرة مستمرة، والتلميح إلى أن “العدو سيعلم أن المقاومة باقية” هو رسالة مباشرة لـ”إسرائيل” بأن المتغيرات الإقليمية الأخيرة لن تضعف محور المقاومة.

    استعراض القوة الإقليمية لإيران

    إرسال إيران وفداً رسمياً وحضور شخصيات بارزة من القيادة الإيرانية يعكس رسالة إلى الدول الإقليمية بأن إيران لا تزال قوة فاعلة في المنطقة وفي المشهد اللبناني الذي يتسم بتعدد الفواعل الدولية، وأن علاقتها بحزب الله وحلفائها لن تتأثر بأي تغييرات.

    كما أن المشاركة الإيرانية الحاشدة تأتي رداً على التصريحات الإسرائيلية التي قالت إن اغتيال نصرالله فرصة للبنان “للتخلص من النفوذ الإيراني” حد تعبيرهم، ليأتي هذا الحضور، رداً على هذا الخطاب، ولهذا قام العدو الصهيوني بعمليات عسكرية في لبنان بالتزامن على التشييع تعبيراً عن الانزعاج من نجاح الفعالية ومن العلاقة اللبنانية الإيرانية.

    وفي العموم، فإن المشاركة الإيرانية في التشييع لم تكن مجرد حدث بروتوكولي ومجاملة دبلوماسية، بل كانت إظهاراً للتماسك الاستراتيجي بين إيران وحزب الله، ورسالة إلى الكيان بأن المقاومة لم تضعف، وأن قيادة الحزب مستمرة بدعم إيراني كامل.

    ردود الأفعال الإسرائيلية

    الأنشطة الصهيونية في لبنان بالتزامن مع تشييع نصرالله وصفي الدين تحمل العديد من الرسائل السياسية والعسكرية، وتعكس مجموعة من الدلالات المهمة؛ وفي المقام الأول الأعمال العسكرية الصهيونية، تعكس الانزعاج الشديد للعدو الصهيوني، بخروج حزب الله بهذه القوة والشعبية ونجاح الفعالية، والمشاركين من الداخل اللبناني ومن المنطقة ومن دول العالم، فهي الصفعة الأخرى، بعد صفعة خروج حركة حماس وهي المسيطر على قطاع غزة، وتآكل مشروع “اليوم الثاني لغزة”، ومقارنة بحماس وحضورها المتواضع، فإن عودة حزب الله بهذه القوة هي أخطر رسالة تلقاها العدو من الفعالية.

    محاولة نتنياهو تأكيد “الردع الإسرائيلي”

    تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق جنازة نصرالله وصفي الدين ليس مجرد استعراض للقوة، بل هو رسالة إسرائيلية إلى حزب الله والجمهور اللبناني مفادها أن “إسرائيل” قادرة على الوصول إلى أي هدف في أي وقت، حتى في قلب الضاحية الجنوبية.

    تصريحات “وزير الحرب” الصهيوني “يسرائيل كاتس” بأن “هذه هي نهاية من يهاجم إسرائيل” تأتي في سياق تعزيز صورة “إسرائيل كدولة لا تتسامح مع التهديدات” وهي محاولة لترميم الردع الذي سقط في يوم السابع من أكتوبر 2023م، في معركة طوفان الأقصى.

    محاولة التأثير النفسي والسياسي

    نشر الكيان لمقاطع مصورة عن عملية الاغتيال بالتزامن مع مراسم التشييع يهدف إلى تحقيق تأثير نفسي على أنصار حزب الله وإظهار ضعف التنظيم في منع اغتيال قياداته.

    تصريحات “وزير الخارجية” الصهيوني جدعون ساعر بأن لبنان أمام “مفترق طرق” بين البقاء تحت ما أسماه “الاحتلال الإيراني” أو ما وصفه بـ”التحرر” تعكس محاولة إسرائيلية لدق إسفين بين حزب الله والمجتمع اللبناني، وهي محاولة فشلت حتى في أوج العدوان الصهيوني على لبنان قبل وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024م.

    الضغط السياسي

    القصف الصهيوني لما زعم العدو الصهيوني أنها مواقع عسكرية في “بعلبك” وجنوب لبنان خلال مراسم التشييع يهدف إلى إرسال رسالة باستمراره في تقليص قدرة حزب الله على الرد بشكل فوري ومنع أي تحرك عسكري وإعادة بناء الحزب لقدراته العسكرية.

    هذه الغارات والتحركات الإسرائيلية لا تستهدف حزب الله فقط، بل تحمل رسالة إلى طهران ودمشق بقيادتها الجديدة المتواطئة، مفادها أن “إسرائيل” لا تزال تفرض خطوطها الحمراء ولن تسمح بعودة المقاومة وما تسميه عادة بالنفوذ الإيراني إلى جوارها.
    ـــــ
    أنس القاضي

    نفاق رعاة الاتفاق.. انحياز رعاة الاتفاق للعدو رغم وفاء المقاومة بالتزاماتها.. ماذا عن دور الرعاة العرب؟

    لسبعِ مرّاتٍ سلّمت حماسُ أسرى العدو في الموعد المحدّد كجزء من اتفاقٍ وقف إطلاق النار الموقع قبل 33 يوماً. جرى التسليم في محفل كرّمت فيه القسام الأسرى أحياءً مصانين أو أمواتاً محفوظي الكرامة، المشاهد التي رسخت فلسطينيةَ اليوم التالي في غزة أثارت حفيظة الصهاينة وأجّجت مع تكررها سخطهم وانقسامهم، حتى غدا شكل التسليم عائقاً لاستكماله. بيان مكتب مجرم الحرب نتنياهو يشترط إيقاف ما أسماها المشاهد المهينة لإتمام التسليم.

    مسؤول فلسطيني من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يقول “العدو الإسرائيلي لا يحب أن يرى الاحتفالات عند تسليم جثث الرهائن أو الرهائن الإسرائيليين الأحياء، هذه الاحتفالات جعلت القيادة السياسية والأمنية والعسكرية تشعر بالإحباط في “إسرائيل” لأنها تُظهر أن مجموعات المقاومة لا تزال موجودة ومنظمة وتُظهر أن كل هذه الحرب لم تُنهِ حماس”.

    ويضيف المسؤول الفلسطيني:

    “منذ المراحل الأولى كنا نخشى ألا تلتزم “إسرائيل” بهذا الاتفاق، والآن بالفعل فإن ما فعلته يجب ألّا يكون مقبول من قبل الوسطاء المصريين والقطريين، لأن العالم يتطلع إلى إنهاء المرحلة الأولى من هذه الصفقة التي يجب أن تستمر لمدة 42 يومًا”.

    انحياز أمريكي وصمت عربي

    ثلاثةُ أيام مضت على تنصّل العدو عن التسليم ورفضه الإفراج عن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من الاتفاق، وبدلاً من أن تتجه ضغوطاتُ الوسطاء الى الطرفِ المعرقل وهو العدو الإسرائيلي، يتوعّدُ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المقاومة الفلسطينية بالتدمير إن لم تقم بإطلاق بقية الأسرى، في انحياز غير مستغرب من الأمريكي، وهي صورة من صور الشراكة الكاملة بينه والعدو الإسرائيلي، صبغت كل محطات العدوان على غزة وتتأكد اليوم من جديد. أكثر من ذلك يتجاهل الأمريكي صور التعذيب التي يتعرّض لها الفلسطيني في سجون العدو والانتهاكات اليومية، ويدعي أن “وحشيةَ حماس” في تعاملها مع الأسرى سبب لمطالبتها بسرعة الإفراج عنهم. لكن ما يبدو مستغرباً ومحط استنكار هو صمت رعاة الاتفاق العرب (المصري والقطري) على مماطلة العدو وتعنّته، في مقابل الانحياز الأمريكي الفج والصريح، في لحظة تنتظر فيها العوائل الفلسطينية معتقليهم منذ أيام على أمل الإفراج عنهم في الموعد المحدد المتفق عليه، يقول نادر إمام أحد سكان الخليل “نحن الفلسطينيين نعرف الإسرائيليين عن ظهر قلب؛ إنهم لا يحافظون على عهودهم. ويضيف “إنهم لا يريدون أن تشعر عائلات الأسرى الفلسطينيين بالفرحة، إنهم يريدون تعذيبهم. إنهم يريدون حرمانهم من الفرحة”.

    مازن بكري، من سكان الخليل ينقل شهادته عما جرى مع المعتقلين الفلسطينيين الذين كان مقرراً الإفراج عنهم: “نقلوهم (المعتقلين الفلسطينيين) إلى حافلات ثم نقلوهم مرة أخرى إلى السجن، وانتظر أقارب الأسرى حتى منتصف الليل في رفح وعوفر، ولكن في ساعات الصباح الباكر قالوا لهم إن الإفراج سيؤجل، حدث ذلك لأن نتنياهو تأثر بالطريقة التي ظهر بها الأسرى الإسرائيليون (الرهائن). بهذا القدر من الاستهتار يتعامل الصهاينة مع الاتفاق ولا يلاقون أي ضغوط من قبل الجهات الراعية له”.

    نفاق رعاة الاتفاق

    يتعامى الأمريكي ومعه رعاة الاتفاق عن عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرّض لها المعتقل الفلسطيني في سجون العدو، والتي ترافقه حتى اللحظة الأخيرة من عمليات التسليم، في مقابل تلفيق الأكاذيب وقصص التعذيب الوهمية وكَيل التهم للمقاومة.

    في هذا السياق قالت حماس في بيان: إنّ آلاف المختطفين الفلسطينيين من قطاع غزة يتكدّسون في معتقل “سدي تيمان” في صحراء النقب. مؤكدة أنّ “الأسرى يتعرضون لانتهاكات خطيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية”. وأشارت الحركة إلى أنّ المفرج عنهم “أكدوا تعرضهم لشتى صنوف التعذيب والانتهاكات والحرمان من أبسط الحقوق، في جرائم بشعة تتم بتوجيه من القادة الصهاينة دون اكتراث بعواقب أفعالهم الهمجية”. و طالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ”العمل على متابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في هذه المعتقلات الفاشية، ووقف الانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها”، داعية إلى “الضغط على العدو لإيقاف مسلسل الانتهاكات والجرائم السادية الممارَسَة ضد الأسرى”.

    وشدّدت على ضرورة توثيق هذه الجرائم بكونها “جرائم حرب، وانتهاكًا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية، وإمعانًا في حملة الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش العدو الفاشي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، ورفعها أمام المحاكم الدولية المختصة”.

    من جهتها، أعلنت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة استشهاد 36 من أسرى غزة الذين اعتقلهم جيش العدو في سجون “تل أبيب” “تحت التعذيب ونتيجة ظروف الاعتقال القاسية”، منذ 7 أكتوبر الماضي.

    كما أشارت الوزارة إلى استشهاد 54 أسيرًا من كل المحافظات الفلسطينية نتيجة التعذيب والاعتداء الممنهج، وقالت: إنّ سجون العدو أصبحت عبارة عن مقابر جماعية لآلاف الأسرى الفلسطينيين، وسط تجاهل من مؤسسات دولية.

    بدوره، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، الخميس، أنّ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وصل لنحو 9300 منذ 7 أكتوبر 2023. وخلال الأشهر الماضية، أطلق جيش العدو سراح عشرات المعتقلين على دفعات متباعدة، عانى غالبيتهم من تردّي أوضاعهم الصحية.

    وبين صهينةِ الأمريكيِ ومماطلةِ الإسرائيلي يبدو الموقف العربي هو الأسير فعلاً وبأمسّ الحاجة لتحريره، سيما وقد ثبت في غير موقف أن غزة ليست وحدها وأنها ليست إلا البداية في خارطة المشروع الصهيوني الكبير.
    ــــــ
    تقرير | يحيى الشامي

    كلمات على حافّة نهر الدّموع..

    بقيت عبارة نهر الدموع مجازًا في أذهاننا حتى يوم أمس.. فماءُ الأرواح الذي سُيّل دموعًا في تشييع السيّدين الشريفين كان نهرًا يجري بكلّه ناحية شمس في نعشين..

    بمزيد من اللّوعات والحزن المهيب، ذرفت الرجال الرجال دمعَ الفقد وتجديد العهد، وبكت النساء بحرقة ألف ألف أمّ لوّعها الشوق إلى حبّة العين ومهجة الرّوح.. صاح الفتية بوجع فاض عن حواف التجلّد والتصبّر بتنهيدات الألم الكاسر كلّ عتبات التحمّل، وخبأت الفتيات الوجوه بخمار الدمع الأحرّ، وغصّت الجموع الصابرة المؤجلة حزنها بآهات الفراق المرّ والصبر على الجمر الذي استقرّ متوهجًا إلى الأبد في صدور العاشقين.. بالأمس، تولّد من رحم القلوب الحرّة حزن ثائر عنوانه البقاء على عهد السيد حسن، المؤتمن الأمين..

    أرأيت قبل اليوم بالعين آلاف اليتامى يتلون الفاتحة بصوت واحد عند نعش أبيهم؟ بالأمس كنا هؤلاء..

    أرأيت قبل اليوم ألوفًا مؤلفة من الأمهات التي تذرف روحها جمرًا مسيّلًا وتسقي من حرارة روحها تراب الأرض، حتى إذا ما ووري نور العين في ثراه وجد التراب دافئًا كضمَة أمّ؟ بالأمس كنّا الأمهات..

    أرأيت قبل اليوم أرواحًا تجسّدت بأسود الحداد ترد السّلام بلغة الدّمع الزلال على صوت غاب ولا يغيب “يا أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس، السلام عليكم…”؟ بالأمس كنّا هؤلاء..

    أرأيت قبل اليوم قومًا في عزاء حبيبهم، يأتيهم سرب الطائرات القاتلة ويعبر فوق رؤوسهم، فيقفون بتحدٍّ وشموخ، ويصيحون بدون تردّد أو تراجع أن طاب الموت في حضرة النعش الحبيب؟ بالأمس كنا هؤلاء..

    أرأيت قبل اليوم أفراد مجتمع استحال بكلّه عائلة الشهيد التي تتقبّل في عزاه التبريكات من كلّ أحرار الأرض؟ بالأمس كنّا هؤلاء.. وصرنا، بكلّ عزّ وافتخار، من ضمن المجمع المقدّس لعوائل الشهداء..

    يوم أمس، وإن اختلف البعض في إحصاء كمّ الجمع، كلُّ الحاضرين كانوا من حملة هوية الشرف المقدّس.. وذلك من كرامات الشهيدين وعزّهما عند الله قبل الناس.. ولا ضير من غياب من فقدوا هذه الهويّة أو وُلدوا بدونها.. ولا ضير من عدم إقرار العدا بهيبة الحضور وقوّته، فلم نسمع قبل اليوم عن عدوّ يقرّ بخيبته، أو عن خصم لا يفقه من شرف الخصومة شيئًا يحترم العقول ونفسه، فيصمت حين يعييه مشهد بهذا الحجم من الثبات والصبر والقوّة.. من اليمن، من العراق، من إيران، من سائر دول العالم، حضر الأحرار ليواسوا في المصاب أهل المقاومة في لبنان، بل حضروا كأهل وأحبة، بشخوصهم أو بقلوبهم، ليشيّعوا رمز الأمة المهيب وشهيدها الأقدس.. وكان المتعذر حضورهم شخصيًا أكثر بكثير ممّن حضر..

    دموع من كلّ لغات ولهجات أهل الأرض فاضت، وطافت بالنعش إلى مثواه الأخير.. هناك حيث عزّ على المودّعين أن تُوارى الشمس قبل أن يلتمسوا من دفء النعش قطرة حبّ، تكون كفاف أيامهم الباقية، وعزاء لوعتهم التي لا تخبو نارها..

    يا سيّدنا، يا تاج رؤوسنا الشامخة بك، هل رأيتنا يوم أمس؟ هل آلمك مشهدنا وقد استحلنا كلّنا حبّات دمع تمشي على قدمين؟ نعرف أنك تألم لألمنا، نحن الذين حين ضاقت علينا المعيشة بفعل الحصار صمتَ، وحين تحدّثت عن صبرنا في مواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة التي ارتكبتها أميركا غصّ صوتك بالوجع، وحين شرحت معنى صمودهم الأسطوري والتفافهم حول المقاومة التمعت عيناك عزًّا وحبًّا، والذين قلت لهم ردًّا على قولهم أنّهم “فِداك” بأنَك أنت وأهلك وولدك فداء لهم.. لم نرد في لحظة سطوع الألم أن نوجعك.. لكنّه الفراق يا سيّد العاشقين مرّ علقم.. وتدري بأنّه مهما تعاظم لا يمسّ العهد.. بالأمس يا سيّد، نهر الدموع تهادى بين ضفتين: إنّا على العهد يا نصر الله، والسلام على الحسين..
    ـــــــ
    ليلى عماشا – العهد الأخباري

    سُمِعت من الجنوب حتى الشمال.. انفجارات قوية دوت وسط تل أبيب ومستوطنات أخرى “تفاصيل”

    فلسطين المحتلة.. مقتل حارس مستوطنة "أريئيل" بعد إطلاق مقاومين النار عليه

    سُمِع نحو الساعة 11:00 صباحًا، دوي انفجارات قوية على دفعتين في مناطق مختلفة من الكيان الصهيوني، من جنوبه حتى شماله، وقد أفاد المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي” أن “هذه نشاطات تدريب روتينية لسلاح الجو”، مؤكّدًا أنه “لا يوجد خطر من حدث أمني، والحدث قيد التحقيق”.

    وفي تعليقات على البريد الأحمر لموقع “واي نت الإسرائيلي”، أفاد مستخدمون من مناطق مختلفة عن “دوي انفجارات ضخمة واحدة تلو الأخرى، تهز نوافذ المنازل”. كما وردت تقارير عن دوي انفجارات في “تل أبيب”، و”غفعاتايم”، و”رمات غان”، وأيضًا في “نهاريا”، وحيفا و”يفنه”.

    وفي “كفار سابا”، قال أحد المتصفحين إن “النوافذ اهتزت”، وفي “رمات هشارون” قالت متصفحة إن “الانفجار أو الدوي العنيف جعل النوافذ تتحرك، والمنزل اهتز”. في “هرتيسليا” أيضًا “اهتزت النوافذ”، وفي “بني براك” أفاد متصفح أن الزجاج تحرك ثلاث مرات من قوة الانفجار أو التفجيرات.

    أما في “هود هشارون” فقد قالت إحدى المتصفحات إن “دوي انفجارات كبيرة تهز النوافذ، وفي الربع ساعة الأخيرة كانت هناك ثلاث مرات. الأولى كانت دوياً ضخماً، هزّ بالفعل الواجهات الزجاجية في المنزل”.

    هل “إسرائيل” على أبواب مغامرة جديدة في سوريا؟

    في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن علنًا عن مطالب جديدة في ما يتعلق بجنوب سورية خلال اختتام دورة ضباط، ظهرت العديد من الأسئلة حول السياسة “الإسرائيلية” في المنطقة، وقال نتنياهو: “نطالب بإخلاء جنوب سورية بالكامل من القوات العسكرية للنظام الجديد. لن نتسامح مع أي تهديد للدروز في جنوب سورية”.

    وتحدثت صحيفة “معاريف الإسرائيلية” مع المقدم احتياط الدكتور جاك نيريا، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء إسحاق رابين، ورئيس مجلس إدارة أكاديمية رامات غان حاليًا، وباحث كبير في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، حيث أعرب عن شكوكه بشأن تداعيات السياسة الجديدة وحذّر من التورط الخطير.

    وقال نيريا: “أتمنى ألا ندخل في مغامرة جديدة مثل ما حدث في لبنان مع المسيحيين، والآن مع الدروز في سورية، علينا أن نفهم أن الدروز جزء عضوي من سورية، وأن الذين قادوا الثورة ضد الانتداب الفرنسي كانوا من الدروز”.

    وبحسب نيريا، فإن المطالبة بإخلاء جنوب سورية من السلاح مبالغ فيها وقد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة ،وقد علق حول ذلك قائلاً: “أرى بالفعل كل أنواع القصص في وسائل الإعلام حول تحالف درزي كردي من شأنه أن يخلق هلالًا يحيط بقلب سورية، وتقسيم سورية كما كان خلال الانتداب الفرنسي. هذا لن يحدث لأن هناك جهات لن توافق على ذلك. أولًا وقبل كل شيء، لن توافق تركيا على إنشاء مثل هذا الكيان، خاصة أنه قد ينعكس سلبًا على الشعب التركي”.

    ويشكك نيريا أيضًا في قدرة “إسرائيل” على التأثير في المنطقة: “من وجهة نظر عربية، فإن التحرك نحو تحالف درزي كردي هو تحالف غير قابل للتطبيق، ولا أعرف إلى أي مدى تستطيع “إسرائيل” التأثير في ما يحدث على بعد خمسين كيلومترًا”.

    وعلقت صحيفة “معاريف” بأن كلمات نيريا ترسم صورة معقدة للواقع في جنوب سورية، وتثير تساؤلات حول الدور الذي ينبغي “لإسرائيل” أن تلعبه في المنطقة. هل تنجح “إسرائيل” في تحقيق مصالحها دون أن تنجر إلى صراعات خطيرة؟ الزمن سوف يخبرنا بذلك.

    الامة سارت وراء نعش سيد الامة وزميله صفي الدين لتخبر عن حبها وحزنها على فقدانها هذا القائد العظيم

    الرواية تبدأ في هذا التنظيم المريع للعدو ومصدر اعتزاز وفخر لامتنا، خلال أيام قليلة تحولت هذه البقعة الصغيرة من بيروت الى معمل كأنه خلية نحل تعمل ليل نهار لتركيب ضريح للسيد الامة للسيد القائد الملهم للسيد الذي قاد محور المقاومة بتنسيق كامل لإسناد شعب فلسطين الذي كان يتعرض وما زال لحرب إبادة قتل فيها الصهاينة أطفال فلسطين قبل الكبار منهم قتل الأمهات وبذهنه ان هذه طريقة لإفناء الشعب الفلسطيني ولم ينسى الشعب الفلسطيني ولا ننسي القائد العظيم حسن نصر الله ان من تزوجت مالك نوادي القمار في لاس فيجاس واسمها سارة وهي من حيفا قالت ان إبادة الشعب الفلسطيني يجب ان تتم وهي على استعداد لدفع ثمن ذلك من أموال مقامرات ذويها ونواديهم، حلم الصهاينة ابادتنا وكان سيد الامة يعلم ذلك قبل ان يكون هنالك من حزب الله منذ ان كان هذا الشعور ينبت في قلوب المؤمنين من اجل انقاذ المظلومين والمحرومين عندما قام السيد موسى الصدر بأنشاء حركة لإنقاذ المظلومين والمحرومين واضرب عن الطعام طويلا لنصرتهم ونصرة قضاياهم التي لا تعد قضايا كارثية او استراتيجية بل لدرء الجوع والعطش عنهم ليعيشوا بكرامة الانسان وإنسانية الانسان وليس كما يريد لهم صهاينة العصر الذين ليسوا كلهم يهود فصهاينة العصر بعضهم يهود صهاينة وبعضهم صهاينة غير يهود.
    هذه البقعة الصغيرة الممتدة من مدينة كميل شمعون الرياضية او مدينة بيروت الرياضية والتي تتسع وحدها لأكثر من 300 الف انسان واذا حسبنا ارض الملعب الوسطى نصف مليون انسان هذه البقعة امتدت لتشمل الطرق المؤدية للمطار وعلى تلك الطريق لجانبها خصصت الأرض لتكون ضريحا للسيد الامة لسيد الامة القائد العظيم السيد حسن نصر الله اما صفي الدين هاشم صفي الدين السيد العظيم الذي تبوأ منصب الأمين العام بعد اغتيال السيد الامة واغتالوه بعد ذلك بيومين فقد تقرر ان يسجى في مثواه الأخير في بلدته السيد الهاشمي ليدفن فيها في قريته.
    الموضوع هنا ليس موضوع الدفن فالموضوع هنا ليس رؤية محبة الناس وتعلقها بالقائد العظيم الذي أسس تنفيذية الاسناد للشعب الفلسطيني والذي اعتبر ان قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين فقط بل هي قضية الامة وان المسجد الأقصى ليس مسجدا فلسطينيا فقط بل هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أولى القبلتين وليس ثاني القبلتين المسلمون الآن يتخذون من مكة قبلة لهم عندما يصلون وعندما يدفنون تحت الأرض في قبورهم قيل ان يرتقوا للعليا …
    لكن القبلة الأولى هي القدس هي الأقصى هي الجامع المبارك الذي بارك الله من حوله.
    القائد العظيم السيد حسن نصر الله كان المسجد الأقصى في قلبه مزروعا بالمحبة والايمان وحلمه كان دائما وابدا تحرير بيت المقدس بيت المقدس بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة المحل الذي اسرى اليه سبحانه وتعالى بعبده نبينا الاكرم محمد ابن عبد الله اسرى به ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ومن هناك عرج الى السماء عرج فكانت ليلة الاسراء والمعراج المقدسة …
    السيد الامة كان يحلم بتحريرها لما لهذا التحرير من جهاد في سبيل الله ومقدسات المؤمنين المسلمين وكان يعلم ان الله سيكافئ بيت المقدس وسيحاسب من الذين يدعون الايمان سيحاسبهم على تقصيرهم في الأداء بواجبهم وفرض عليهم من الله تعالى بان يجاهدوا في سبيله وان يحرروا مقدساته وان يتعبدوا فيه ليل نهار لأنه المكان الذي اسرى منه لعبده نبينا العظيم محمد ابن عبد الله اسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ومنها عرج الى السماء وبارك الله بكل الأرض التي تحيط بالمسجد الأقصى هي فلسطين لكن القائد العظيم السيد الامة العبقري الذي كان يرى بوضوح مسار المعارك وافقها وتبعاتها وكان يحضر لها تحضيرا جيدا رغم ان اشتعال المعارك استبق استكمال تحضيره هب وهبت الامة معه لإسناد شعب فلسطين ودعمه في العدوان الصهيوني الذي استهدف إبادة شعب فلسطين في قطاع غزة وتدميرها تدميرا كاملا وهذا هو حلم صهيوني يحاولون الآن تكميله واستكماله في غزة والضفة الغربية ولا بد للمسار الذي رسمه القائد العظيم السيد الامة تماما كما قال اليوم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم القاسم قال لقد رسم ذلك القائد السيد حسن نصر الله وسوف نتبع ما رسمه ونكون امينين على تنفيذ وصاياه وهذا حقيقة هو الطريق الذي نراه امامنا كما رآه القائد الفذ السيد الامة السيد سيد الشهداء شهداء الامة شهداء طريق القدس القائد العظيم السيد حسن نصر الله وفيما الناس تتدافع واقدر ان ما شاهدته اليوم محتشدا بالمدينة الرياضية ببيروت شاهدته اليوم محتشدا في المدينة الرياضية ببيروت والشوارع المحيطة بها والطريق المؤدية للمطار والطريق المؤدية للمكان الذي اختاروه ليكون ضريحا للقائد العظيم القائد الذي مثل كل ما نحلم به ونظمه تنظيما دقيقا تعجز عنه جنرالات البريطانيين والفرنسيين الذين استعمروا بلادنا طويلا وزرعوا فيها تلك القاعدة الاخطبوطية الصهيونية المسمة الكيان الصهيوني الذي لا شك كما قال قائدنا كما قال السيد الامة مصيرها الى الزوال لا شك في ذلك.
    السيد الامة كان يرى ليل نهار تحرير القدس ولذلك في دفاعه عن شعب فلسطين واسناده وجمع محاور المقاومة ليقيم منها تنسيقا دقيقا لدعم شعب فلسطين ضد العدوان الإسرائيلي ان إسرائيل على زوال وعندما كان يختطب الجماهير كان صريحا واضحا شجاعا وكما اعترف نتنياهو كان يبث الرعب أحيانا في بدن نتنياهو عندما يلقي خطابا امام الجماهير..
    كان يخيفه بكلماته الثورية وبإصراره الحازم وبإرادته القوية وايمانه القاطع بالنصر وان وعد الله حق وان الله وعدنا بالنصر لأننا على حق ونجاهد في سبيل الله، حتى عندما كان يعلم ان إسرائيل ليس لديها القوة الذاتية وان قوتها هي قوة الولايات المتحدة وان أمريكا سوف تسارع بدعمها بكل أنواع الأسلحة والطائرات وان المقاومة في لبنان لا يوجد لديها طيران ك ألـ “اف 35 ” او ال “اف 16” ورغم ذلك كان ايمانه بالنصر لا يتزعزع الايمان في القلب ولذلك لم يغفر الله في كتابه الكريم وقرآننا الكريم الا لقلب كمصدر للقرار والحكمة والروية والدفاع عن الحق وعدم ترك اليتامى والسائلين دون مساعدة وكان قائدنا السيد الامة حريصا ان يكون قدر إمكانه وإمكان تنظيمه نصرا للمظلومين وللمحرومين الذين يجوعون ليلا ويكدحون نهارا فكان عماه منطلقا من ايمان إسلامي عميق وقومية عربية عميقة واممية تجاه كل المحرومين والمظلومين في هذا العالم ولذلك فان تشييعه اليوم لم يكن تشييعا وطنيا فقط بل كان تشييعا وطنيا وقوميا وامميا كان كما قال له المرحوم الدكتور جورج حبش لقد مثلت ما نطمح اليه ورؤيتك رؤيتنا لان العمل القومي المسلح هو طريق تحرير فلسطين ولكن تخطى السيد الامة تخطى ذلك واصبح رمزا في العالم اجمع للحرية للدفاع عن السيادة والعزة والكرامة للتصدي لكل من يحاول إعادة الاستعمار الى حياته في بلادنا ولكل من لا بقف سندا لشعب فلسطين حق الشعب الفلسطيني في العزة والكرامة اللتين تنبعان من السيادة الكاملة والاستقلال الكامل وإزالة القاعدة العسكرية المسمة الصهيونية والصهاينة غير اليهود في بلادنا..
    “لن نهزم ” “لن نهزم ” هكذا قال سيد الامة السيد الامة اكثر من مرة وبالفعل رغم استخدام إسرائيل كل أسلحة الدمار الامريكية وتزويد أمريكا لإسرائيل بطائرات الاف 35 ومنها طيارون امريكيون أيضا ارسلوا الى إسرائيل ليقاتلوا بدلا من الذين لا يمكنهم القتال فقط فقد عدد كبير من الطيارين والضباط ارادتهم الى حد العجز عن القتال لانهم رأوا ماذا يفعلون وقد يكون هذا عند بعضهم لكن الآخرين الذين لم يرو ذلك فقدوا اعصابهم وتحولوا الى مستشفيات العلاج النفسي واليوم مثلا عند تشييع سيد الامة السيد الامة السيد حسن نصر الله طلع علينا رئيس اركان إسرائيل يقول يمكننا ان نواجه اعداؤنا الذين يحيطون بنا ولكننا يجب ان نتخذ قرارات لتجنيد عدد كبير من الجنود في اقصر وقت ممكن وهذا الامر حتى الآن غير موجود لدينا وعلينا ان نبحث هذا الامر لنسد هذه الثغرة …
    هذا ما كان يعرفه تماما السيد الامة القائد العظيم وكان يراهن ويعتمد على ابطال الرضوان وعلى المقاتلين الذين دربوا تدريبا جيدا إضافة لإيمانهم العميق وشجاعتهم التي لا توصف واصرارهم على الجهاد في سبيل الله وعلى تحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى
    ما رأيناه اليوم يثلج الصدر ويحزنه … ما رأيناه اليوم هو إصرار على الإرادة والدفاع عن الوطن الذي قسمه الاستعمار واقام فيه بؤرا ترتوي من مياه الاستعمار لكنه لم يتمكن من قهر إرادة الدفاع عن السيادة والحرية واستقلال لدى الشعب العربي.
    شاهدنا اليوم هذه الإرادة وتجديد العهد ولائنا ذلك الشعار الجميل اننا على العهد عنوانا لحفل التشييع كله نحن على العهد كما كنا دائما ونرجو ان ما سطره السيد الامة نرجو ان يصبح درسا تاريخيا لشعبنا وللشعوب التي تقاتل من اجل الاستقلال والحرية والسيادة.
    رحم الله الشهداء المؤمنين ورحم من ينتظر الشهادة لان من يستشهد حيا باق حيا يرزق عند ربنا في جنانه وملائكة تقاتل الى جانب المجاهدين الصابرين المرابطين رحمة لشهدائنا جميعا الذين سبقوا والذين سيلحقون.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    بسام ابو شريف

    ماكرون يتوقع وقف إطلاق نار في أوكرانيا “خلال أسابيع” ويؤكد على ضرورة ضمانات أمنية لكييف

    رَجّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا “خلال الأسابيع المقبلة”.

    جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، حيث أكد على أهمية تحقيق هدنة تمهيدًا لبدء مفاوضات السلام.

    وأضاف ماكرون: “من الممكن على الأقل التوصل إلى هدنة والبدء في التفاوض من أجل السلام”. كما أشار إلى أن فرنسا تسعى للتوصل إلى “اتفاق سريع” بشأن أوكرانيا، يتضمن ضمانات أمنية قد تشمل إرسال قوات عسكرية إلى الأراضي الأوكرانية.

    وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذه القوات “لن تكون بالضرورة على خط المواجهة، بل ستكون موجودة كضامن لأي اتفاق سلام”.

    وأكد أن أوروبا خصصت 138 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يتفق مع واشنطن في الرغبة بإنهاء الصراع سريعًا، مع التأكيد على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق سلام ضمانات أمنية لكييف.

    وفي سياق متصل، أشار ماكرون إلى أن أوروبا أدركت أهمية ضمان أمنها، وأنها “مستعدة لفعل المزيد” في المستقبل.

    كما لفت إلى أن الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا يأتي في إطار ضمان مستقبل ما بعد السلام، وليس كجزء من المواجهة العسكرية الحالية.

    من جهة أخرى، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد سابقًا أن هدف حل الصراع في أوكرانيا يجب أن يكون السلام طويل الأمد، وليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت لإعادة التسلح.

    كما أشارت الاستخبارات الخارجية الروسية إلى أن الغرب يخطط لنشر قوات “حفظ سلام” في أوكرانيا، وهو ما اعتبرته موسكو محاولة لاحتلال الأراضي الأوكرانية.

    بدوره، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن نشر قوات حفظ السلام يتطلب موافقة أطراف النزاع، وأنه من المبكر الحديث عن ذلك في الوقت الحالي.

    يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه الأزمة الأوكرانية تطورات متسارعة، مع استمرار الجهود الدولية لإيجاد حل دائم للصراع الذي طال أمده.

    انطباع يمني في تشييع نصر الله: نصر جديد رغم الغياب

    كانت مراسم التشييع التي شهدها لبنان وعدداً من البلدان الإسلامية، استفتاءً أممياً على محورية مشروع المقاومة الذي جاهد السيد نصر الله لأجله طوال أكثر من أربعين عاماً.

    في مشهد تاريخي لم يشهده لبنان من قبل، ودّع ملايين اللبنانيين والأحرار من مختلف أنحاء العالم، وكنا من بينهم، أحد أعظم قادة المقاومة في العصر الحديث، السيد حسن نصر الله. لم يكن التشييع مجرد حدث عابر، بل كان تجسيداً لمعنى الصمود والوحدة التي أسسها هذا الرجل طوال عقود من الجهاد والعطاء والبناء والمقاومة.

    في لحظات فارقة في تاريخ المقاومة، ارتفعت رايات العز والشجاعة لتحكي قصة قائدٍ حمل همّ أمته وأصبح نصيراً لكل المستضعفين. السيد حسن نصر الله لم يكن مجرد قائد لحزب الله، بل كان رمزاً للأمة بأسرها، صادقاً مع قضاياها ومخلصاً لمبادئها. وقفت الأمة معه، وفاءً له ولتضحياته، وظهرت في ملامح هذا الوفاء اللحظات التي كتبها التاريخ بحروف من دماء الشهداء.

    تميز السيد نصر الله بكاريزما استثنائية، جمع بين القوة واللطف، وبين الحضور الهادئ والتأثير العميق الذي تخطى حدود الجغرافيا والمذاهب والطوائف. لقد كان الرجل الذي وحد الأمة تحت راية الحق، وأثبت أنه لا حدود يمكن أن تقف في وجه عزيمة الأحرار. لذلك، كان مشهد التشييع التاريخي في لبنان شاهداً على عمق التأثير الذي أحدثه هذا الرجل في العالم، حيث تجلت معاني التضامن والاتحاد بين مختلف الجنسيات والمذاهب.

    في تلك اللحظات، حضر نحو مليون وأربعمئة ألف شخص، من لبنان والدول الأخرى، في تشييع لم يكن عادياً؛ فقد شهدت الأجواء تحليق طائرات العدو الإسرائيلي في محاولة لإثارة الخوف وتفريق  الحشود. لكن الرد كان قوياً، إذ هتف الملايين “الموت لإسرائيل والحياة لنصر الله”، مشهدٌ أكد أن حب السيد نصر الله محوري لا يقبل التراجع أمام الأعداء.

    إن التشييع لم يكن مجرد وداع، بل كان نصراً جديداً للسيد نصر الله. لقد ظلت الأمة تؤمن بأن شهادته لم تكن نهاية الطريق، بل بداية تحوّل جديد، تحوّل تتجدّد فيه العزيمة وتهتز فيه أركان الظلم والعدوان. في قلوبنا، نحن اليمنيين ونحن في قلب مشهد التشييع المليوني، كان السيد نصر الله يعني أكثر من قائد، كان صديقاً وشريكاً في النصر، وكان كل كلامه عن الإيمان بالحق، والعزيمة على الاستمرار في مسيرة الجهاد المقاومة.

    لم يكن لبنان يوماً إلا صورة في قلوبنا، كنا نراه في كل زاوية وفي كل كلمة، وما كان يحركنا أكثر هو حبه لليمن، ومواقفه الثابتة بجانب الشعب اليمني في مواجهة العدوان. كلماته الخالدة، التي ألقاها في مواسم النصر، كانت ولا تزال تلهب حماسة الجماهير وتملأ قلوبهم بالفخر والعزيمة والصبر والثقة بالنصر.

    لقد كان السيد نصر الله جزءاً من كينونتنا، وكان صوتاً لنا في أصعب اللحظات. لم نكن نتخيل لبنان من دون سيد المقاومة، لم نتصور أن غيابه سيكون حقيقياً، فقد تربينا على صوته وخطاباته، على حديثه الذي يجذب القلب والعقل، وعلى رؤيته التي كانت سراجاً ينير الطريق لكل حر في هذا العالم.

    وفي تلك اللحظات التي ودّع فيها السيد نصر الله هذا العالم، كان صوته يصل إلينا، من “تموز” ومن أعماق الجماهير، ليزيد جسور الاتصال متانة بينه وبين الشعب، وليعبّر عن الارتباط العميق بينه وبين المجاهدين والمقاومين في كل مكان. “إلى اللقاء يا سيدنا”، هكذا هتفوا، وهتفنا معهم: إنا على العهد يا نصر الله.

    لقد كانت مراسم التشييع، التي شهدها لبنان وعدداً من البلدان الإسلامية، استفتاءً أممياً على محورية مشروع المقاومة الذي جاهد السيد نصر الله لأجله طوال أكثر من أربعين عاماً.

    هذا المشروع لم يكن نتيجة اجتهاد شخصي، بل كان منحة إلهية، اختار الله لها صاحباً يبني التحوّلات والانتصارات بدءاً من التحرير وحتى معركة تموز والتحرير الثاني، وما سجل من انتصار تاريخي يوم التشييع.

    السيد نصر الله لم يكن فقط قائداً سياسياً أو عسكرياً، بل كان معلماً للأجيال، يزرع فيهم القيم والمبادئ التي تُنير طريقهم في مواجهة التحديات. بدأ مشواره طالباً للعلم منذ السادسة عشرة من عمره، ثم قاد حزب الله بكل إصرار وعزيمة، ليحقق معه إنجازات تاريخية.

    ومن لم يستطع التوجّه إلى لبنان للمشاركة في مراسم التشييع، أقام في اليمن والعراق وتونس وإيران مراسم رمزية، تعبيراً عن محبته واعتزازه بسيد المقاومة، ذلك السيد العربي المعمم بالنصر. كانت حشود التشييع الرمزية رسالة إلى الأعداء قبل الأصدقاء، بأن ساحات محور الجهاد والمقاومة ما زالت متآزرة ومتلاحمة، من جذورها وأعماقها، وأن العهد ما زال مستمراً.