المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 27

    “الموت لأمريكا” يجمعُ ترامب والوهَّـابية

    إن “الموت لأمريكا” من أكثر الشعارات التي أغضبت ترامب والفكر الوهَّـابي المتطرف، وحِين يقول ترامب: “لا أريد سماعَ “الموت لأمريكا” فهو يُدرك أن هذه الكلمة ليست مُجَـرّد هُتاف.. بل موقف يهز عرشه، ووعي يهدّد نظام الهيمنة.

    لكن المُفجع أن يردّد خلفه بعضُ المصلين وأئمة الحديث العبارة نفسها!

    فلماذا؟

    لأنَّهم –بوعي أَو بدون وعي– ارتبطوا نفسيًّا وفكريًّا بثقافة الخضوع، لا ثقافة البراءة.

    وحيثُ إن شعار الصرخة الذي رفعه القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي من منطقه مران بصعدة في عام 2003م كيف أثّر سلبيًّا على الأهداف والتوجّـهات، والعلاقات الواحد، لترامب والأيديولوجيات الوهَّـابية التي نشأت في شبة الجزيرة العربية.

    وإن ما يُصرح بهِ ترامب من قرارات ظالمة بحق اليمن وفلسطين هي فقط ترجمة لمعتقدات دينية محرّفة مطبوعة بالصبغة الصهيونية.

    وحيثُ إن مشكلةَ الكثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، هو سعيهم للانفصال عن الدين والقيم والأخلاق الإيمَـانية، وتنحية القرآن جانبًا عن الصراع وعن إدارة شؤون الحياة، ما يعني التجرد من أهم سلاح في مواجهة أعداء الله، ويتحَرّكون بخرافات ينسبونها للدين، وهي أفكار نفعية ومادية منفصلة عن القيم والأخلاق والمبادئ.

    لا أعتقد أن هنالك ظلمًا اليوم أشد من تبرير جرائم الأعداء وتهوينها ولفت النظر عنها وتحويل أولويات الشعوب المسلمة، عن مواجهة الخطر الحقيقي، المتمثل في (إسرائيل) وأمريكا إلى معارك جانبية لا تخدم سوى العدوّ “والوهَّـابية” تتمثل هذا الدور كأعمق ما يكون.

    عُمُـومًا؛ نموذج ترامب والوهَّـابية اليوم هو واضح في سوريا الذي يسارع للتطبيع ويقتل فئات الشعب ويغض الطرف عن (إسرائيل) التي تحتل وتنتهك السيادة السورية كُـلّ يوم.

    ونموذجنا في اليمن يشهد على صحة ما نعتقده ومواقفنا الواضحة مع فلسطين بشهادة أهلها وقادتها وتضحياتنا في هذا الخط خير دليل على مصداقيتنا وعلى الفكر الواحد الذي يجمع الطرفين ترامب والوهَّـابية.

    قال تعالى: (بَشِّرِ الْـمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أولياء مِنْ دُونِ الْـمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا) صدق الله العظيم سورة النساء- آية (139)

    الوهَّـابية وماذا قدمت للإسلام؟

    سوى الطعن في ظهور المجاهدين وكل من يقف ضد (إسرائيل) وأمريكا والتشكيك في مواقفهم ليل نهار.

    وماذا قدمت سوى فتاوى التحريض الطائفي والتكبير للذبح والسحل بحق المسلمين في دور لا يخدم سوى الفتنة والتناحر الداخلي الذي نتائجه حتمية لصالح (إسرائيل) وأمريكا؟

    وماذا قدمت الوهَّـابية سوى نشر الأفكار المنحرفة والمفاهيم التضليلية ومحاولة حرف البوصلة عن العداء لليهود الذين لعنوا على ألسن الأنبياء، وتوجيه العداوة للمؤمنين المجاهدين في إيران ولبنان واليمن وفلسطين؟

    أما آن الأوان للمخدوعين بالوهَّـابية أن يستيقظوا من غفلتهم ويراجعوا حساباتهم بعد أن سقطت الأقنعة وتهاوت الحجج وبان كُـلّ شيء على حقيقته؟!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    زياد عطيفة

    جرائم مرتزِقة “الإخوان” بحق أبناء تعز.. تجويع وتعطيش وتقتيل

    بِدمٍ بارد وبسلوكيات المجرمين يستمر مرتزِقة تحالف العدوان السعوصهيوني وعلى رأسهم حزب “الإصلاح” في محافظة تعز باستهداف وإبادة أبنائها بشكل شبه يومي.

    ممارساتٌ إجرامية متطرفة اعتاد على استخدامها فصائلُ المرتزِقة ضد أبناء محافظة تعز حتى تجاوز عددُ مَن أفنتهم آلاف القتلى في الأسواق وفي المنازل والطرقات وفي كُـلّ مكان، يضاف لهم آلاف السجناء داخل المعتقلات في المناطق المحتلّة في تعز وغيرها.

    إنها نتيجة طبيعية لممارسات إجرامية على مدى عشرة أعوام وقرابة النصف في ظل غياب المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية وموت الضمير، وكذلك في ظل صمت المجتمع الدولي الذي اكتفى فقط بالصمت أَو بتجميع أرقام الضحايا منذ بدء عدوان التحالف الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن في مارس عام 2015م.

    محطة جديدة من محطات الإجرام والإبادة سجلها عصابات” حزب الإصلاح ” التابعة لدول التحالف في محافظة تعز يوم الجمعة، بتاريخ 10 يوليو، بارتكابهم مجزرةً مروعة بمديرية التعزية، بمنطقة العرسوم، استهدفوا من خلالها الأطفال بالمدفعية وهم يلعبون في وسط الأحياء السكنية المكتظة بالسكان ونتج عن ذلك استشهاد (5 أطفال) في مجزرة بشعة ووحشية تكرارًا لممارسات القتل والإبادة السابقة التي اعتاد عليها هؤلاء الخونة والتي لا يكاد يمر يومٌ أَو أسبوعٌ واحدٌ دون أن ترتكب جرائمَ مروعة بحق المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ لتُبيد وتقتل سنويًّا المئات منهم وتهدّد مصير الآلاف في حياتهم المستقبلية.

    الجريمة الوحشية حدثت أمام مرأى ومسمع من أبناء تعز وقد شاهدها أغلب أبناء اليمن، ولم تكن هي الجريمة الأولى التي ترتكبها مليشيات “الإصلاح” في تعز فقد سبقتها المئات من جرائم القتل والإبادة المروعة وبطرق مختلفة ووسائل متعددة وبنفس الخطوات وبنفس السيناريو.

    وبإيعاز من تحالف العدوان أبادت ونكّلت وهجَّرت تلك الجماعات الإجرامية قبل سنوات قليلة أهاليَ قرية الصراري بعد أن خنقوهم بالحصار لأسابيعَ متعددة.

    كما أن تعز قد شهدت جرائم أُخرى كثيرة أكثر فظاعة منها على سبيل المثال لا الحصر جريمة قتل “بيت الرميمة والجنيد” وسحل وذبح وتقطيع العديد من أبنائهم في مشاهد مصوَّرة وموثَّقة للرأي العام، ولا زالت الجرائم تتوالى يومًا بعد يوم، وحينما نتحدَّث عما آلت وتؤول إليه الأمور يومًا بعد يوم في المحافظات المحتلّة سواء في داخل المناطق المحتلّة أَو في المناطق القريبة منها والمحاذية لها فَــإنَّنا نتحدث عن عشرات البيوت بل مئات الأسر وعشرات الآلاف من المظلومين في كُـلّ قرية ومنطقة ليس فقط على يد حزب “الإصلاح” التكفيري بل على يد الكثير من الفصائل المرتزِقة المجرمة الأُخرى، لكن حزب “الإصلاح” هو الحائز على المرتبة الأولى من الرصيد الإجرامي من بين لفيف خونة وعملاء تحالف العدوان.

    وهذه الجرائم البشعة والمروعة لا يمكن أن يغفرها التاريخ ولا يمحوها الزمن ولن يتنازل عنها الضمير الحي في أوساط القبائل اليمنية الأبية ولن تسقط أبدًا بالتقادم ويتبرأ من جرائمهم التاريخ والزمن، وعليه يجبُ على كُـلّ النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية والإعلامية.. على كُـلّ الكُتَّاب والخطباء والمرشدين والمعلمين وعلى كُـلّ الأحرار في كُـلّ مكان العمل.. تبصيرُ الناس ومقاومة الظلم والطغيان والانطلاق لمواجهة العدوّ وتحرير بقية المناطق المحتلّة وتخليص المستضعَفين من شرور المرتزِقة الخونة المجرمين.

    والجميع مطالَبٌ بالأخذ بالأسباب حتى يأذن الله بالنصر ومطالَب بإرشاد وتبصير المجتمع حتى يصبح مجتمعًا محرَّرًا واعيًا مستفيقًا يستحق النصرَ والتمكين.

    وثمنُ المواجهة مع العدوّ مهما كان غاليًا فهو أقل مما سيدفعه الناس في الاستسلام والعبودية باهظًا.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    نبيل بن جبل

    عن الأسرى الصهاينة وعائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون العدوّ

    منذ اللحظة التي أعلنت فيها المقاومةُ الفلسطينية في غزّة عن أسرِ عددٍ من الجنود والمستوطنين الصهاينة خلال معركة “طوفان الأقصى” المجيدة، تحوّلت قضيّةُ “الرهائن” الصهاينة إلى محور اهتمام عالمي تُخصَّصُ لها الساعاتِ الطويلةَ على شاشات التلفاز، وتُبذَلُ الضغوطُ السياسية، وتُنصَبُ الخيام في الساحات، وتُسكَبُ الدموع على من تصفُهم وسائلُ الإعلام بأنهم “ضحايا أبرياء”.

    في المقابل، يقبعُ أكثر من 10،800 أسير وأسيرة فلسطينيين في زنازين الاحتلال، بعضُهم منذ أكثر من ثلاثين عامًا، دون أن يرفَّ جفنٌ لهذا العالم المنافق، أَو يسمع أحدٌ أنينَ أُمٍّ فلسطينية تنتظر عِناقًا مؤجَّلًا منذ عقود.

    يُقدَّم الأسيرُ الصهيوني كإنسان مظلوم، خُطِفَ من بين أحبّته، ويُظهَرُ عبرَ الصور العائلية والقصص العاطفية التي تُبَثُّ ليلًا ونهارًا.

    يحرص الإعلام الغربي على تغذية هذه الرواية: الطفل الذي ينتظرُ أباه، الزوجةُ التي لا تنام، والأمُّ التي لا تكفّ عن البكاء. كُـلُّ ذلك يجري بمعزلٍ تامّ عن سِياقِ الحرب والاحتلال، وكأنّ هؤلاء “الرهائنَ” لم يكونوا جُزءًا من آلة عسكرية تدمّـر غزّة، وتحاصر الفلسطينيين، وتجثم فوق أرضهم. تُجنَّد الحكومات والسفارات والمنظمات الدولية للضغط على المقاومة الفلسطينية، وتُدان كُـلّ محاولة للمطالبة بتبادل الأسرى بوصفها “ابتزازا إنسانيًا”، بينما يُغضّ الطرف تمامًا عن أصل المأساة: الاحتلال الصهيوني والاستعمار الاستيطاني.

    لا أحد يسمع عن 73 شهيدًا ارتقَوا في سجون العدوّ منذ 7 أُكتوبر 2023، ولا عن 10،800 أسير وأسيرة فلسطينيين يعانون في زنازين الاحتلال، بينهم نحو 400 طفل، و50 امرأة، و500 مريض، وبعضهم معتقَل منذ أكثر من ثلاثين عامًا. لا حديث عن حرمانهم من الزيارة والعلاج والتعليم، ولا عن الأطفال الذين يُختطفون ليلًا من بيوتهم ويُزَجّ بهم في أقبية التحقيق، ولا عن المعتقلين الإداريين (3600 معتقل) الذين يُحتجزون بلا تهمة أَو محاكمة. لا صورة لدموع أُمٍّ فلسطينية، ولا مشهد لعائلة تنتظر خبرًا من ابنها خلف القضبان. بالنسبة للآلة الإعلامية الغربية، الأسير الفلسطيني مُجَـرّد “إرهابي”، لا يُعامَل كإنسان، ولا يُؤخَذ بعين الاعتبار في حسابات العدل والضمير. وتغدو مطالبة المقاومة بالإفراج عنهم وكأنّها جريمة أخلاقية، لا حقًّا مشروعًا.

    وسطَ هذا الصراع غير المتكافئ، تقف “السلطة الفلسطينية” ومعها النظام العربي الرسمي المهزوم، موقفَ العاجز والمتواطئ. لا تحَرّك السلطة ساكنًا، إلّا عبر تصريحات باهتة تُلقى في المناسبات.. أما سفاراتُ السلطة الفلسطينية، فتمارس الصمّ والبكم، ولا علاقة لها بحملات التضامن مع الأسرى أَو المعارك القانونية والسياسية في المحافل الدولية. صمتٌ مطبِقٌ أمام المجازر اليومية والاعتقالات الجماعية، بل وصل الأمر إلى قمع الفعاليات الشعبيّة المتضامنة مع الأسرى إن تجرّأت على الخروج عن الخطّ الرسمي.

    إنّ التنسيق الأمني مع الاحتلال، الذي تفتخر به السلطة سِرًّا وتتنصَّلُ منه علنًا، هو أحد الأسباب المباشرة لاستمرار الاعتقالات وانهيار الثقة الشعبيّة بها. هذا العجز المقصود لا يُبرّر بالضعف، بل يُفهَم في سياق وظيفةٍ سياسية أمنية تتماهى مع منطق “إدارة الاحتلال”، لا مقاومته، ومع نهج المفاوضات العبثية، لا الكفاح؛ مِن أجلِ تحرير الأسرى.

    وما يزيد الطين بلّة هو حالة الخمول التي تعاني منها غالبيّة “التنظيمات” الفلسطينية في الضفّة الغربية. باستثناء بعض المبادرات الفردية والشبابية، لا يوجد حراكٌ منظَّم أَو حملات دائمة توفّر المنابر لصوت عائلات الأسرى الفلسطينيين، أَو تفضح واقع الأسرى، أَو تعبّر عن صوت ذويهم. اختفت لجان الأسرى الفاعلة. فهذه “التنظيمات”، وما يُسمّى “مؤسّسات حقوق الإنسان”، التي كان يُفترَض أن تقود الشارع دفاعًا عن أبنائها في السجون، أصبحت عاجزة عن مخاطبة جماهيرها، فضلًا عن مخاطبة العالم. في الوقت الذي تُنظَّم فيه في تل أبيب مسيرات أسبوعية لعائلات الجنود الصهاينة، تفتقر مدن الضفة إلى نشاطاتٍ متواصلة تعبّر عن أُمهات الأسرى الفلسطينيين وآبائهم وأبنائهم. هذا الصمت نتيجةٌ للتآكل التنظيمي، والبيروقراطية، والانقسام السياسي الذي مزّق الحركة الوطنية.

    يتجلّى نفاق العالم حين يُقدَّم الجندي الصهيوني كضحيةٍ مستحَقّة للتعاطف، بينما يُختَزل الأسير الفلسطيني في “رقم أمني” أَو يُتَّهَم بـ “الإرهاب”. وما أن يسمع أحدهم عبارة “عائلات الأسرى” حتى يتصوّر المرء أنّ الحديث يدور عن عائلات الصهاينة الأسرى في القطاع. فالإعلام الغربي لا يرى في المعتقَل الفلسطيني إنسانا، لا يرصد قصته، ولا يروي معاناته، ولا يفتح له منبرًا يروي فيه مأساته. في المقابل، تُفتَح أبواب المنظمات والبرلمانات لعائلات الجنود، ويُستخدَمون كورقة سياسية للضغط على المقاومة، متناسين أن من يُطالب بحريته إنما يُطالب بالعدالة.

    تقول أم فلسطينية: “ابني في السجن منذ عشرين عامًا، كَبُر في غيابي، وأنا كَبِرتُ على بابه. لم ألمسه، لم أعانقه، لا أعرف كيف تبدو ملامحه اليوم. لماذا لا يسمع أحد صرختي؟ هل أنا أقل أمومةً من غيري؟ أم أنّ دمي رخيص؛ لأنني فلسطينية؟”

    لكن هذه الكلمات لا تجد أُذنًا صاغية؛ لأنّ قائلتها من “الطرف الخطأ” في معادلة الاستعمار. العالم لا يكترث، والمؤسّسات الحقوقية مشغولة بعدّ أنفاس الجنود الصهاينة، لا صرخات الأُمهات الفلسطينيات.

    لقد كشفت تجربة المقاومة في غزّة أن معادلة الأسرى ليست مُجَـرّد ملف تفاوضي، بل عنوانٌ للكرامة الوطنية. بل إنّ قضيّة الأسرى وتحريرهم كانت أحد أهم أسباب معركة طوفان الأقصى المجيدة. ومن أراد المساواة في الألم، فليبدأ بتحقيق العدالة أوّلًا، وليكسر جدار الصمت والتواطؤ والنفاق الذي يُحاصِرنا منذ عقود. المطلوب اليوم ليس فقط تبنّي خطابٍ إنسانيٍّ متوازن، بل انتزاع قضيّة الأسرى وعائلاتهم من قبضة التهميش والتجاهل والصمت، وإعادتها إلى موقعها الطبيعيّ في قلب معركة التحرّر الوطني، كقضيّة مركزيّة.

    إنّ هؤلاء الأسرى البواسل في سجون العدوّ هم في الواقع القيادة الفلسطينية الموثوقة، الشرعية، الحقيقية، والوحيدة. إنهم الممثّل الشرعيّ الوحيد للشعب الفلسطيني ونضاله التحرّري. ومن لا ينتصر لغزّة والمقاومة المسلّحة الباسلة، لن ينتصر للحركة الأسيرة الفلسطينية، خطّ الدفاع الأول عن فلسطين.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    خالد بركات

    فوائد غير متوقعة للبطيخ.. يعزز صحة القلب ويحسّن جودة التغذية اليومية

    يُعد البطيخ من الفواكه الصيفية الأكثر شعبية حول العالم، ويُعرف بقدرته على ترطيب الجسم في الأيام الحارة، إلا أن دراسة أميركية حديثة كشفت أن فوائده تتعدى الانتعاش المؤقت، لتصل إلى تعزيز صحة القلب وتحسين جودة النظام الغذائي اليومي.

    نتائج واعدة من جامعة ولاية لويزيانا

    نشر موقع SciTechDaily نتائج دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية لويزيانا، أظهرت أن تناول البطيخ يرتبط بتحسين مدخول الجسم من العناصر الغذائية الأساسية، مثل الفيتامينات، الألياف، والمضادات الطبيعية للأكسدة، إلى جانب خفض استهلاك السكريات المضافة والدهون المشبعة.

    اعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات من المسح الوطني للصحة والتغذية في الولايات المتحدة (NHANES)، حيث تبين أن الأطفال والبالغين الذين يستهلكون البطيخ بانتظام، يتمتعون بنظام غذائي أكثر توازناً وجودة غذائية أعلى، مقارنة بمن لا يتناولونه.

    ترطيب طبيعي ومغذٍ

    يتكون البطيخ من 92% من الماء، ما يجعله خياراً مثالياً لتعويض السوائل، إلى جانب احتوائه على مركب الليكوبين الذي يمنحه لونه الأحمر المميز، وهو من مضادات الأكسدة الفعالة في حماية الجسم من التلف الخلوي.

    ويزود البطيخ الجسم بعدد من الفيتامينات والمعادن المهمة، منها:

    فيتامين C (25% من الاحتياج اليومي)

    فيتامين A وB6

    البوتاسيوم والماغنيسيوم

    الألياف الغذائية

    مركبات بيتا كاروتين والليكوبين، المعروفة بدورها في تقوية جهاز المناعة ومكافحة الأمراض المزمنة.

    البطيخ وصحة القلب

    أجرى الفريق تجربة سريرية شملت 18 شاباً وشابة، حيث درسوا تأثير عصير البطيخ في حالات ارتفاع سكر الدم، وهي فترات تُعتبر تحدياً لوظائف الأوعية الدموية.

    وأظهرت التجربة أن البطيخ ساهم في تحسين صحة القلب والدورة الدموية، بفضل وجود مركبين هما:

    L-citrulline

    L-arginine

    وهذان المركبان يعززان إنتاج أكسيد النيتريك في الجسم، مما يساعد في تنظيم معدل ضربات القلب وتحسين تمدد الأوعية الدموية. كما عززت مضادات الأكسدة مثل الليكوبين وفيتامين C من هذه الآثار الإيجابية.

    دور البطيخ في سد النقص الغذائي

    تشير الإرشادات الغذائية الأميركية إلى أن معظم الأطفال والبالغين لا يتناولون الكمية الموصى بها يومياً من الفواكه (1.5 إلى 2.5 كوب يوميًا). وهنا يبرز البطيخ كحل عملي وطبيعي لسد هذا النقص بفضل طعمه المحبب ومحتواه العالي من الماء والعناصر الغذائية.

    البطيخ ليس مجرد فاكهة صيفية منعشة، بل هو مكمل غذائي طبيعي يدعم صحة القلب، ويُعزز التوازن الغذائي بفضل غناه بالماء، الفيتامينات، ومضادات الأكسدة. وتؤكد الدراسة الحديثة أن تناوله بانتظام قد يساعد في الوقاية من أمراض القلب وتحسين التمثيل الغذائي.

    فيتامينD وسر إبطاء الشيخوخة

    تشير دراسات علمية حديثة إلى أن مكملات فيتامين D قد تلعب دورًا في إبطاء عملية الشيخوخة من خلال تقليل فقدان التيلوميرات، وهي تسلسلات الحمض النووي التي تقصر تدريجيًا مع تقدم العمر وتُعد مؤشرًا بيولوجيًا هامًا للتقدم في السن. إلا أن التأثيرات الصحية الدقيقة لهذا الفيتامين لا تزال قيد البحث، وفقًا لما نقلته مجلة Scientific American.

    دور فيتامين D في مكافحة الشيخوخة

    لطالما وُصف فيتامين D بأنه مكمل سحري متعدد الفوائد، حيث ارتبط بتحسين صحة القلب، وتقوية العظام، وحتى الحماية من بعض أنواع السرطان. لكن دراسة عشوائية واسعة النطاق نُشرت في عام 2020 كشفت أن فوائده تتركز أساسًا في بعض المجالات المحددة، مثل تقليل أمراض المناعة الذاتية والسرطانات المتقدمة، بحسب ما أفادت به الدكتورة جوان مانسون، أستاذة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد.

    وأوضحت مانسون أن هذه النتائج قد تُفسر كيف يمكن لفيتامين D أن يساهم في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، خصوصًا أنه يُعرف بقدرته على تقليل الالتهاب، وهو عامل رئيسي في العديد من هذه الأمراض.

    التيلوميرات: العدّاد البيولوجي للعمر

    في نواة كل خلية بشرية، توجد 46 كروموسومًا تحتوي على المادة الوراثية، وفي نهايات هذه الكروموسومات توجد التيلوميرات، التي تعمل كغطاء واقٍ للحمض النووي. كلما انقسمت الخلية، تقصر هذه التيلوميرات، حتى تصل إلى نقطة لا تعود فيها الخلايا قادرة على الانقسام، مما يؤدي إلى شيخوختها وموتها.

    وبحسب الباحث الأول في الدراسة، هايدونغ تشو، من كلية الطب بجامعة أوغوستا، فإن تناول مكملات فيتامين D قد يبطئ من عملية تقصّر التيلوميرات خلال فترة أربع سنوات، وهو ما قد يكون له تأثير في إبطاء مظاهر الشيخوخة على المستوى الخلوي.

    آراء متباينة وتحفظات علمية

    رغم النتائج الواعدة، إلا أن بعض العلماء يرون أن الأمر لا يزال بحاجة إلى مزيد من التحقق. فالدكتورة ماري أرمانيوس، أستاذة علم الأورام ومديرة مركز التيلوميرات في جامعة جونز هوبكنز، أكدت أن التيلوميرات لا تؤثر على الشيخوخة إلا في الحالات القصوى، وأن التغيرات التي لوحظت في الدراسة تقع ضمن النطاق الطبيعي للاختلافات بين البشر، ما يجعل من الصعب اعتبارها مؤثرة بشكل سريري ملموس.

    هل الإفراط في فيتامين D يضر؟

    ومن جهة أخرى، حذرت دراسة بريطانية أجريت على كبار السن من أن المستويات المرتفعة جدًا من فيتامين D قد تكون مرتبطة بتقصير التيلوميرات، مما يُشير إلى أن “الزيادة ليست دائمًا الأفضل”. ومع ذلك، أكدت مانسون أن الدراسة التي قادتها استخدمت جرعات معتدلة من فيتامين D، ما قد يفسر النتائج الإيجابية.

    ويعمل الباحثون حاليًا على تحليل بيانات أوسع شملت أكثر من 1000 مشارك لفهم تأثير فيتامين D على علامات أخرى للشيخوخة مثل مثيلة الحمض النووي، والتي ترتبط بتنظيم التعبير الجيني.

    توصيات مستقبلية أكثر دقة

    في ختام حديثها، شددت الباحثة مانسون على أن هذه النتائج تمثل خطوة نحو فهم أعمق للفئات التي قد تستفيد فعليًا من مكملات فيتامين D، مؤكدة أن التوصيات المستقبلية يجب ألا تعتمد على تعميمات، بل على تقييم دقيق لحاجة الأفراد، خاصة أولئك الأكثر عرضة لخطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة.

    خلاصة: بينما تفتح الدراسات الجديدة آفاقًا واعدة حول دور فيتامين D في إبطاء علامات الشيخوخة، فإن العلماء يدعون إلى التروي، مؤكدين أن الاستفادة القصوى من هذه المكملات تعتمد على الاستخدام المدروس والموجه، وليس على التناول العشوائي أو الزائد.

    كول بالمر يقود تشيلسي للعالمية بثلاثية مدوية تهزم عملاق باريس

    قاد الدولي الإنجليزي كول بالمر، فريق تشيلسي لإحراز لقب كأس العالم للأندية لكرة القدم، بالفوز على باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثية نظيفة، الأحد، على ملعب “ميتلايف” بنيو جيرسي في النهائي.

    وحسم “البلوز” نتيجة اللقاء في الشوط الأول الذي سجل فيه أهدافه الثلاثة، وتكفل بها نجم خط الوسط كول بالمر، الذي أحرز ثنائية فيما قدم تمريرة حاسمة للبرازيلي جواو بيدرو، ليحرز الهدف الثالث.

    المباراة أقيمت وسط حشد كبير من الجماهير بلغ أكثر من 82 ألف متفرج، ووسط تواجد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، والسويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

    افتتح بالمر، باب التسجيل في الدقيقة 22، بتسديدة أرضية زاحفة بباطن القدم اليمنى من على حدود منطقة الجزاء، في الزاوية اليمنى للإيطالي جيانلويجي دوناروما، حارس باريس سان جيرمان، بعد تمريرة من زميله الفرنسي مالو غوستو.

    وعاد نفس اللاعب لهز الشباك مجددا في الدقيقة 30 بإحراز الهدف الثاني في نسخة طبق الأصل من الهدف الأول، بعد أن تسلم الكرة وبمجهود فردي توغل داخل منطقة الجزاء قبل أن يسدد بيسراه أرضية زاحفة في الشباك.

    وتوج بالمر، تألقه بتقديم تمريرة حاسمة خلف المدافعين، للوافد الجديد جواو بيدرو، داخل منطقة الجزاء، ليسجل منها البرازيلي الهدف الثالث للبلوز عند الدقيقة 43، وسط دهشة وذهول الجميع بتلقي العملاق الباريسي، بطل أوروبا، ثلاثية في شوط واحد.

    وفي الشوط الثاني، حاول باريس سان جيرمان العودة في نتيجة اللقاء من خلال تكثيف ضغطه الهجومي، لكن الفريق اللندني أغلق أمامه كل المنافذ المؤدية لمرمى الحارس الإسباني روبرت سانشيز.

    وتعرض فريق العاصمة الفرنسية للصدمة الأخيرة في المباراة، بتلقي لاعبه البرتغالي جواو نيفيز، البطاقة الحمراء المباشرة في الدقيقة 85 بعد العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد، بسبب جذبه للإسباني مارك كوكوريلا، من شعره، ليكمل سان جيرمان ما تبقى من اللقاء بـ10 لاعبين.

    وبهذا الفوز، توج تشيلسي بلقبه الثاني هذا الموسم بعد إحرازه لقب دوري المؤتمر الأوروبي، فيما ضاع حلم الفريق الفرنسي في إضافة لقب خامس إلى خزائنه هذا العام بعد الثلاثية المحلية (السوبر والدوري والكأس) ودوري أبطال أوروبا.

    واستضافت الولايات المتحدة منافسات بطولة كأس العالم للأندية في نسختها الأولى الموسعة بمشاركة 32 فريقا، بين 14 يونيو/ حزيران إلى 13 يوليو/ تموز الجاري.

    تشيلسي يهز عرش باريس! ثلاثية ساحقة تخطف الكأس وتدفن حلم التاريخ

    أجهض تشيلسي، حلم باريس سان جيرمان، في التتويج بخماسية تاريخية، وهزمه بثلاثية دون رد، الأحد، في نهائي كأس العالم للأندية، ليفجر الفريق اللندني، مفاجأة مدوية على حساب أبطال أوروبا.

    أجهض تشيلسي، حلم باريس سان جيرمان، في التتويج بخماسية تاريخية، وهزمه بثلاثية دون رد، الأحد، في نهائي كأس العالم للأندية، ليفجر الفريق اللندني، مفاجأة مدوية على حساب أبطال أوروبا.

    وسجل كول بالمر “ثنائية” وجواو بيدرو، أهداف البلوز في الدقائق 22 و30 و43 من المباراة التي أقيمت على ملعب ميتلايف بولاية نيوجيرسي، في حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

    وضاع حلم باريس في إضافة لقب خامس إلى خزائنه هذا العام، وفاق على كابوس مفزع أمام منافسه الإنجليزي الذي كسر كل التوقعات، وحقق لقبا ثانيا بعد دوري المؤتمر الأوروبي.

    وانتزع تشيلسي، السلاح الباريسي المميز، وهو المبادرة الهجومية، وأربك العملاق الفرنسي بمحاولات خطيرة في وقت مبكر منذ الدقائق الأولى.

    وبعد عمل جماعي مميز، تبادل بيدرو نيتو، الكرة مع جواو بيدرو، ليمهدها إلى بالمر، الذي سدد كرة بجوار القائم بقليل، لتضيع أولى محاولات البلوز.

    ورد باريس بمحاولتين خطيرتين، حيث مرر فابيان رويز، عرضية إلى ديزيريه دوي، الذي حاول أن يمهدها إلى عثمان ديمبلي، ليسدد بسهولة في الشباك، إلا أن دفاع تشيلسي أبعد الكرة في الوقت المناسب.

    وبعدها سدد دوي كرة خادعة بيسراه، تصدى لها روبرت سانشيز حارس تشيلسي، بيقظة تامة في الدقيقة 18.

    ولم تمر سوى 4 دقائق، حتى انطلق مالو جوستو بالكرة من الجهة اليمنى، مستغلا تعثر نونو مينديس في ضربة رأس، ليسدد جوستو الكرة، وترتد إلى بالمر ليسدد بسهولة في الشباك، مسجلا الهدف الأول للبلوز.

    وفرض تشيلسي، سيطرته التامة، مستغلًا حالة من التوهان لدى لاعبي باريس، وبسيناريو مكرر أضاف بالمر الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 30، محتفلا بهدفه الثالث في مونديال الأندية.

    وحاول باريس، تقليص النتيجة، لكن سانشيز كان يقظًا في الخروج لإبعاد عرضية خطيرة بقبضة يده، قبل أن تصل إلى جواو نيفيز في الدقيقة 38.

    وكان الرد الإنجليزي أقوى بفضل تألق نجمه بالمر، الذي لعب بينية رائعة إلى جواو بيدرو، ليسدد بطريقة ذكية في شباك دوناروما، ليتقدم تشيلسي بهدف ثالث.

    وفي الوقت بدل الضائع، تعامل روبرت سانشيز بيقظة مجددًا مع رأسية ضعيفة من جواو نيفيز، ليحافظ الحارس الإسباني على نظافة شباكه في الشوط الأول.

    وكشر العملاق الباريسي عن أنيابه في انطلاقة الشوط الثاني، وكاد أن يهز الشباك بأكثر من محاولة خلال أول ربع ساعة، لكن الحارس روبرت سانشيز أنقذ مرماه من محاولات مؤكدة أمام كفاراتسخيليا وديمبلي وفيتينيا، بينما مرت تسديدة فيتينيا بجوار القائم.

    ووسط الاندفاع الهجومي الباريسي، كاد البديل ليام ديلاب أن يضيف هدفا رابعا بتسديدة قوية أبعدها دوناروما بصعوبة بالغة إلى ركنية في الدقيقة 68.

    وحاول لويس إنريكي مدرب باريس، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ودفع بالرباعي سيني مايولو وزاير إيمري وبرادلي باركولا وجونسالو راموس مكان حكيمي ورويز وكفاراتسخيليا ودوي.

    لكن ديلاب أضاع فرصة محققة جديدة من انفراد تام، أنهاه بتسديدة ضعيفة في جسد دوناروما بالدقيقة 80، بعدها بدقيقتين رد باركولا بتسديدة ضعيفة تعامل معها روبرت سانشيز بثبات.

    وزاد الطين بلة، بطرد لاعب الوسط البرتغالي جواو نيفيز في الدقيقة 85 بسبب جذب مارك كوكوريلا ظهير أيسر تشيلسي من شعره، ليكمل الفريق الباريسي اللقاء بعشرة لاعبين.

    ورغم النقص العددي، أضاع جونسالو راموس، فرصة لتسجيل هدف شرفي في الدقيقة 89، بينما كاد سانشيز أن يتورط في هدف بمرمى تشيلسي، عندما تباطأ في تمرير الكرة تحت ضغط من اللاعب الشاب سيني مايولو، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا تتويج البلوز.

    مسؤول إيراني يكشف للجزيرة دوافع محاولة كيان العدو الإسرائيلي اغتيال بزشكيان

    قال مسؤول إيراني رفيع للجزيرة إن إسرائيل حاولت اغتيال الرئيس مسعود بزشكيان خلال اجتماع مهم وواسع في 15 يونيو/حزيران الماضي بشأن قرارات إستراتيجية للرد على عدوان كيان العدو الإسرائيلي على إيران، وذلك إلى جانب تفاصيل أخرى كشفت عنها وكالة فارس الإيرانية للأنباء.

    وأوضح المسؤول الإيراني أن كيان العدو الإسرائيلي تعمدت اغتيال الرئيس خلال اجتماع مهم لمجلس الأمن القومي، وذلك ضمن خطة استهدفت من ورائها إسقاط النظام في البلاد.

    وأضاف أن عملية الاغتيال استهدفت كذلك رؤساء السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.

    وذكر المسؤول الإيراني أن عمليات تحقيق واسعة بدأت بشأن محاولة اغتيال الرئيس مع شكوك بوجود عمل لصالح الموساد، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه المحاولة لن تمر دون أن يدفع كيان العدو الإسرائيلي الثمن، على حد تعبيره.

    وكانت وكالة فارس نشرت كذلك تفاصيل جديدة عن الهجوم الذي استهدف اجتماعا لمجلس الأمن القومي بحضور بزشكيان، وأكدت أيضا أن الاجتماع المستهدف كان يحضره رؤساء السلطات الثلاث، وعقد في الطوابق السفلية لمبنى غرب العاصمة طهران.

    وذكرت أيضا أن هجوم كيان العدو الإسرائيلي نفذ بالطريقة نفسها التي استخدمت في اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حيث ألقت المقاتلات الإسرائيلية 6 قنابل استهدفت منافذ الدخول والخروج بالمبنى لقطع طرق الخروج وإيقاف تدفق الهواء.

    وأوضحت الوكالة أن الحاضرين بالاجتماع تمكنوا من الخروج من المبنى باستخدام فتحة طوارئ كانت قد أعدت مسبقا.

    وتسبب الهجوم في إصابة عدد من المسؤولين بجروح طفيفة في أقدامهم أثناء الخروج، بينهم الرئيس بزشكيان.

    كما قالت الوكالة إن السلطات أطلقت تحقيقا في احتمال وجود عملاء نظرا لدقة المعلومات الاستخباراتية التي امتلكها “العدو” في هذا الهجوم.

    وفي 13 يونيو/حزيران الماضي، بداء كيان العدو الإسرائيلي بدعم أميركي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، واستهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.

    وردّت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية لكيان العدو الإسرائيلي بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين الطرفين.

    ناعياً القائد محمد الضيف.. أبو عبيدة: “خطّ بدمه الفصل الأخير لتحرير فلسطين” وإخوانه يواصلون طريقه

    في لحظة فارقة من تاريخ المقاومة الفلسطينية، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، استشهاد القائد العام للكتائب محمد الضيف، بعد عقود من الجهاد والإبداع العسكري، مؤكدًا أن الشهيد القائد “وجه أقسى ضربة للعدو الصهيوني في تاريخه” عبر عملية طوفان الأقصى التي شكلت نقطة تحول استراتيجية في صراع الأمة مع الاحتلال الإسرائيلي.

    وأكد أبو عبيدة أن الضيف، الذي ظل لسنوات طويلة أحد أكثر قادة المقاومة غموضًا وتأثيرًا، “أسقط الردع الصهيوني إلى الأبد، ووحّد طاقات الأمة، ووجّه البوصلة نحو فلسطين”، مشددًا على أن مسيرته الجهادية لم تكن مجرد قيادة ميدانية بل إلهامًا متجددًا لأجيال لم ترَ صورته، لكنها رأت أفعاله ونتائج معاركه.

    ووصف المتحدث باسم القسام استشهاد القائد محمد الضيف بأنه “تتويج لعقود من التضحية والقيادة والابتكار العسكري”، مؤكدًا أن الضيف “التحق بركب شهداء شعبنا وقادتنا العظام الذين مهدوا بدمائهم طريق التحرير”.

    وفي رسالته للعدو، قال أبو عبيدة إن “مجرمي الحرب لن يهنؤوا بالعيش في أرض فلسطين، بعد أن خطّ الضيف وإخوانه الفصل الأخير في سفر التحرير”، مشيرًا إلى أن “الضربات التي تلقاها العدو على يد الشهيد وإخوانه لن تُمحى من ذاكرته، ولن يتمكن من ترميم آثارها الاستراتيجية والسياسية”.

    وختم أبو عبيدة بالتأكيد على أن “إخوان الضيف وأبناؤه ومحبوه في كل بقاع العالم يواصلون طريقه“، مشددًا على أن “المقاومة ماضية، والعهد مع القائد باقٍ حتى يتحقق وعد النصر وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر”.

    نظرة على الموجة الجديدة من هجمات الجيش اليمني على السفن الغربية الصهيونية

    نظرة على الموجة الجديدة من هجمات الجيش اليمني على السفن الغربية الصهيونية

    منذ أواخر عام 2024 تقريبًا، وبالتزامن مع إرساء وقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة ووقف عدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل، توقفت أيضًا هجمات الجيش اليمني البحرية والصاروخية والطائرات المسيرة على السفن العسكرية والتجارية التابعة للكيان الصهيوني أو المرتبطة به.

    لطالما أكد القادة السياسيون لأنصار الله أنه مع استئناف أو توقف الهجمات على غزة، ستتغير استراتيجية الأمة اليمنية تجاه العدو الصهيوني وفقًا لذلك؛ مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ومنحه الصهاينة الضوء الأخضر لخرق اتفاق وقف إطلاق النار ومهاجمة قطاع غزة، شهدنا لأول مرة هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على الأراضي المحتلة.

    ثم، ابتداءً من الـ 15 من مارس/آذار 2025، تدخلت البحرية الأمريكية بشكل مباشر وقصفت الأراضي اليمنية لمدة 50 يومًا تقريبًا؛ وخلال هذه الفترة، اكتفت جماعة أنصار الله، بضبط النفس، وبخطة عسكرية خاصة بها، بشن هجمات صاروخية على الأراضي المحتلة وهجمات مباشرة على الأسطول والطائرات الأمريكية التي تنتهك الأجواء اليمنية، ولم تُسجل أي هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

    خلال عمليتهم التي استمرت قرابة شهرين، والتي كلفت مليار دولار أمريكي بشكل مباشر، وأسفرت عن فقدان 10 طائرات استطلاع قتالية مسيرة من طراز MQ-9 وإسقاط 3 مقاتلات من طراز F-18 سوبر هورنت، أدرك الأمريكيون صعوبة محاربة الشعب اليمني العنيد والمقاوم، فاضطروا إلى قبول الهزيمة والتراجع.

    المثير للاهتمام أنه في اليوم الأخير الذي سبق وقف إطلاق النار، زعم ترامب أنه من الآن فصاعدًا، لن يهاجم الحوثيون (أنصار الله) في اليمن السفن (بينما لم يتخذ الجيش اليمني نفسه أي إجراء لمهاجمة السفن التجارية منذ أشهر)، ومع ذلك، وكما هو الحال مع وعود دونالد ترامب الفارغة وغير المجدية، نشهد الآن استئناف الجيش اليمني هجماته على الأسطول التجاري الغربي الصهيوني في البحر الأحمر.

    الهجمات على السفن التجارية تختلف عن الماضي

    في الأسبوع الماضي، استهدفت وحدة أنصار الله البحرية والصاروخية سفينتين تجاريتين غربيتين كانتا تخدمان التجارة البحرية للكيان الصهيوني، ودُمرتا: سفينة “ماجيك سيز” وسفينة “إترنيتي سي”.

    في الحالة الأولى، كانت سفينة “ماجيك سيز” التجارية في طريقها إلى ميناء إيلات جنوب الأراضي المحتلة بعد مرورها عبر باب المندب، في حين أنها سجلت معلومات كاذبة عن وجهتها في الأراضي المصرية؛ على بُعد 51 ميلًا بحريًا غرب ميناء الحديدة، حذرت الوحدة البحرية التابعة للجيش اليمني السفينة بالتوقف للتفتيش عند اقترابها. تجاهلت السفينة التحذيرات عدة مرات حتى أصاب زورقان انتحاريان يمنيان غرفة محركات السفينة بدقة، ما أدى إلى تعطيل نظام الدفع فيها، ثم انتشرت وحدة العمليات البحرية الخاصة التابعة لأنصار الله على سطح السفينة وسيطرت عليها بالكامل.

    قُصفت سفينة “ماجيك سيز” بالكامل وأُغرقت بعد وقت قصير من استخدامها لتلبية الاحتياجات التجارية للكيان الإسرائيلي. وهذه هي المرة الأولى التي تُدمر فيها سفينتان تجاريتان تابعتان للتجارة البحرية الإسرائيلية بالكامل وتُغرقان في غضون يومين فقط. لكن قصة سفينة “إترنيتي-سي” كانت مختلفة وأكثر إثارة للاهتمام.

    في الـ 9 من يوليو/تموز، كانت السفينة تُرسل حمولتها إلى ميناء إيلات جنوب الأراضي المحتلة عندما تعرضت لهجوم متزامن بصواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن. وحسب صور نشرتها حركة أنصار الله اليمنية، فقد أصاب الصاروخ الباليستي المضاد للسفن وصاروخ كروز هيكل السفينة.

    ويُعد إصابة الصاروخ الباليستي اليمني المضاد للسفن هدفًا متحركًا، بالقرب من جسر السفينة، إنجازًا جديدًا لوحدة الصواريخ في الجيش اليمني، ويثبت مجددًا قدرات البلاد العسكرية في مواجهة الأعداء الخارجيين وتعريض المصالح الصهيونية في المنطقة للخطر.

    بناءً على الصور التي نشرتها حركة أنصار الله، يبدو أن صاروخ عاصف الباليستي المضاد للسفن قد استُخدم في الهجوم الأخير. عُرض صاروخ عاصف مرارًا في عروض الجيش اليمني، واستُخدم في هجمات على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر.

    كما أرسلت الوحدة البحرية لحركة أنصار الله، في بادرة حسن نية وإنسانية، قوارب نجاة لإنقاذ ركاب السفينة المذكورة، وتم علاج جرحاهم بعد نقلهم إلى المستشفى، تُحذّر الحكومة اليمنية مجددًا من أن هدفهم ليس إيذاء المدنيين أو تهديد حياتهم، ولكن طالما استمر عدوان الكيان الصهيوني وجرائمه ضد شعب غزة المظلوم، فسيتم استهداف أي سفينة تُستخدم لأغراض تجارية للكيان الصهيوني وتنوي المرور عبر المياه اليمنية دون أي اعتبار.