المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 29

    صحيفة أمريكية: “القوات اليمنية” توسّع هجماتها ضد “إسرائيل” وتغرق سفينتين في البحر الأحمر

    أفادت صحيفة بيبول ديسباتش الأمريكية أن القوات المسلحة اليمنية أغرقت سفينتين تجاريتين كانتا في طريقهما إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، في إطار ما وصفته بتصعيد استراتيجي ضد الاحتلال الإسرائيلي، رداً على جرائمه المتواصلة في قطاع غزة، وكجزء من الحصار البحري الذي أعلنت عنه صنعاء سابقاً.

    وأشارت الصحيفة إلى أن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أعلن في كلمة متلفزة يوم الإثنين 7 يوليو/تموز، أن السفينة “ماجيك سيز”، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، تعرضت لهجوم باستخدام زورقين مسيرين وخمسة صواريخ باليستية وكروز، إضافة إلى ثلاث طائرات مسيّرة، ما أدى إلى غرقها، فيما سُمح لطاقمها بالمغادرة الآمنة.

    وأضافت بيبول ديسباتش أن القوات اليمنية نشرت يوم الأربعاء 9 يوليو/تموز مقطع فيديو يوثق هجوماً آخر نفذته في وقت سابق على السفينة “إيترنيتي سي”، التي كانت متجهة إلى ميناء إيلات (أم الرشراش المحتلة)، رغم التحذيرات التي وجهتها صنعاء لطاقمها بضرورة إخلاء السفينة قبل تنفيذ الهجوم.

    ولفتت الصحيفة إلى أن التصعيد لم يقتصر على استهداف السفن، بل امتد ليشمل عمليات عسكرية مباشرة داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل، حيث أعلنت القوات اليمنية عن تنفيذ هجوم بصاروخ باليستي دقيق من نوع “ذو الفقار” على مطار بن غوريون يوم الخميس 10 يوليو/تموز. ووفقاً للبيان العسكري الذي نقلته الصحيفة، فقد أدت العملية إلى توقف حركة الطيران ونزوح ملايين المستوطنين إلى الملاجئ بعد انطلاق صفارات الإنذار في أكثر من 300 بلدة ومدينة.

    كما نقلت الصحيفة تعهد القوات اليمنية بمواصلة عملياتها العسكرية وتوسيع نطاق الاستهداف ليشمل المزيد من المواقع الاستراتيجية والعسكرية داخل فلسطين المحتلة، مع استمرار فرض الحصار البحري على الموانئ الإسرائيلية، حتى وقف ما وصفته بجرائم الكيان الصهيوني في غزة.

    الإمارات تسيطر على أكبر “اكتشاف نفطي” قبالة سواحل “سقطرى” اليمنية

    الإمارات تسيطر على أكبر "اكتشاف نفطي" قبالة سواحل "سقطرى" اليمنية

    تكشف التقارير الجيولوجية والدولية المتتالية أن أطماع التحالف بقيادة السعودية والإمارات في اليمن تتجاوز الأهداف المعلنة، لتركّز على الجزر والموانئ الحيوية، وفي مقدمتها جزيرة سقطرى ذات الموقع الاستراتيجي والموارد البكر.

    وأكدت دراسات حديثة وجود احتياطات نفطية هائلة في المياه الإقليمية المحيطة بأرخبيل سقطرى، تصل مساحتها إلى نحو 200 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر من 50 ضعف مساحة الجزيرة. وتغطي هذه الاحتياطات القطاعات البحرية من 65 إلى 97، والتي تُصنّف ضمن أغزر مناطق استخراج النفط المحتملة في اليمن، وفقاً لخبراء طاقة دوليين.

    ورجّحت التقديرات أن الإنتاج المتوقع من هذه المناطق قد يتفوق على مجمل إنتاج محافظات مأرب وشبوة وحضرموت مجتمعة، ما يضع سقطرى في قلب معادلة الطاقة والاقتصاد في المنطقة، ويكشف بوضوح سر التمسك الإماراتي المتصاعد بها.

    وخلال سنوات الحرب، عززت الإمارات وجودها في سقطرى عسكريًا واقتصاديًا، عبر إنشاء قواعد ومراكز اتصالات، واستقدام شركات إماراتية، في وقت يتهم فيه يمنيون “الشرعية المعترف بها دوليًا” بالصمت أو التواطؤ، إلى جانب دعم “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيًا.

    وسقطرى، الجزيرة الأكبر في اليمن، تتميز بتنوع بيئي فريد وتاريخ تجاري عريق، وقد كانت منذ القدم وجهة لتجارة البخور والصبر واللبان. واليوم، يرى محللون أنها تمتلك مقومات اقتصادية استراتيجية، ليس في قطاع الطاقة فحسب، بل أيضًا في السياحة البيئية والصيد والزراعة المستدامة.

    ومع ذلك، يبقى استغلال هذه الموارد مرهونًا باستعادة السيادة اليمنية الكاملة على الجزيرة وطرد القوى الأجنبية منها، بحسب مراقبين، الذين يؤكدون أن سيطرة الإمارات على سقطرى تحرم ملايين اليمنيين من ثروات كان يمكن أن تشكّل قفزة تنموية وتعيد لليمن لقب “السعيد”.

    عودة 60 صيادًا يمنيًا بعد احتجازهم في إريتريا ومصادرة قواربهم

    وصل ستّون صيادًا يمنيًا، اليوم، إلى مركز الإنزال السمكي بمنطقة أبو زهر في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، بعد الإفراج عنهم من قبل السلطات الإريترية التي احتجزتهم لعدة أيام وصادرت قواربهم ومعداتهم الشخصية بالكامل.

    ووفقًا لروايات الصيادين، فقد جرى توقيفهم أثناء مزاولتهم مهنة الصيد داخل المياه الإقليمية اليمنية، قبل أن يُقتادوا إلى مواقع احتجاز داخل الأراضي الإريترية، حيث تعرّضوا لسوء معاملة، بينها الضرب والإهانة، واحتُجزوا في ظروف إنسانية صعبة.

    وتأتي هذه الحادثة لتضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات المتكررة التي تطال الصيادين اليمنيين في البحر الأحمر، والذين يواجهون مخاطر دائمة أثناء عملهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وتراجع نشاط قطاع الصيد بفعل الحرب والحصار المستمر منذ سنوات.

    وتُسجَّل عشرات حالات الاعتقال سنويًا بحق الصيادين اليمنيين من قبل السلطات الإريترية، غالبًا ما تنتهي بمصادرة القوارب والمعدات، وهو ما يُفاقم من معاناتهم ويكبدهم خسائر فادحة، خاصة أن مهنة الصيد تمثل مصدر دخلهم الوحيد لإعالة أسرهم.

    أمطار متفاوتة وتحذيرات من اضطراب البحر والسيول

    أمطار متفاوتة وتحذيرات من اضطراب البحر والسيول

    حذّر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر في اليمن من استمرار حالة عدم الاستقرار الجوية خلال الساعات القادمة، مع توقعات بهطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة على عدد من المحافظات، وهبوب رياح نشطة إلى شديدة السرعة تؤدي إلى اضطراب البحر في مناطق واسعة من المياه الإقليمية.

    ووفقًا للنشرة الجوية الصادرة اليوم الاثنين، فإن الأمطار قد تكون غزيرة أحيانًا في محافظات: إب، ذمار، ريمة، الضالع، البيضاء، إلى جانب المرتفعات الجبلية في لحج، أبين وشبوة، كما يتوقع المركز هطول أمطار متفرقة مصحوبة بالرعد على أجزاء من تعز، صنعاء، المحويت، حجة، عمران وصعدة.

    وبحسب بيانات محطات الرصد الجوي، فقد سجلت أعلى كمية أمطار خلال الـ24 ساعة الماضية في منطقة بعدان بمحافظة إب بواقع 6.2 ملم، فيما سجلت منطقة الحوبان في تعز 0.4 ملم.

    وأشار المركز إلى نشاط الرياح خاصة حول أرخبيل سقطرى، خليج عدن والسواحل الشرقية، محذرًا من ارتفاع الموج واضطراب البحر، ما يُشكّل خطرًا على الصيادين وربابنة السفن ومرتادي البحر في تلك المناطق.

    ودعا المركز المواطنين إلى الابتعاد عن مجاري السيول والمناطق المنخفضة، وتوخي الحذر أثناء العواصف الرعدية، مشددًا على أهمية متابعة النشرات الجوية والتقارير الرسمية لتفادي المخاطر المحتملة.

    “واشنطن” تغلق مكتب “مبعوثها” إلى اليمن وتبلغ “الرياض” بانسحابها رسمياً من الملف

     أفادت تقارير مريكية باغلاق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكتب مبعوثها الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ بشكل نهائي وتسريح طاقمه، في مؤشر على رفع يد واشنطن بالكامل عن واحد من أكثر الملفات تعقيداً في المنطقة.

    ووفق تقارير إعلامية أميركية، فإن وزارة الخارجية الأميركية أبلغت دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، أن الملف اليمني أصبح “شأنًا خليجيًا بالكامل”، وأن الولايات المتحدة لن تتدخل فيه بشكل مباشر خلال المرحلة المقبلة.

    يأتي ذلك بعد أشهر من التصعيد العسكري الأميركي في الساحة اليمنية، انتهت بانسحاب يوصف بـ”المذل” لحاملة الطائرات الأميركية “ترومان” من المياه الإقليمية اليمنية، بعد تعرضها لسلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ دقيقة، أسفرت – بحسب مصادر عسكرية – عن خسارة طائرتين من طراز F-18 وأكثر من عشر طائرات مسيّرة MQ-9.

    وبينما تم إعادة تعيين ليندركينغ كمساعد في الخارجية، أفادت التقارير بأن قرار إغلاق مكتبه يعكس قناعة داخل الإدارة الأميركية بعدم جدوى الاستمرار في صراع استنزافي مع قوى محلية أثبتت قدرتها على فرض معادلات ميدانية معقدة، الأمر الذي جعل أي اختراق سياسي أو عسكري في الملف شبه مستحيل.

    نقابة الصرافين الجنوبيين: نحمل بنك عدن مسؤولية الانهيار وندعو قيادته للاستقالة

    حمّلت نقابة الصرافين الجنوبيين بنك عدن المركزي المسؤولية الكاملة عن الانهيار المتسارع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مطالبة قيادة البنك بتقديم استقالتها فورًا إذا عجزت عن وقف هذا التدهور الخطير.

    وأعربت النقابة، في بيان رسمي صدر اليوم الاثنين، عن قلقها البالغ إزاء تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 2800 ريال في عدن والمناطق الجنوبية المحتلة، معتبرة ذلك “مؤشرًا صريحًا على فشل السياسات النقدية وفقدان السيطرة على السوق المصرفية”.

    ووصفت النقابة صمت قيادة البنك بـ”العجز الكامل”، محذرة من أن استمرار التدهور دون تدخل جاد سيقود إلى كارثة اقتصادية واجتماعية شاملة تطال جميع الفئات المجتمعية، ولا سيما أصحاب الدخل المحدود.

    وأكد البيان أن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما وصفته بـ”الكارثة الاقتصادية”، داعية إلى تحقيق عاجل ومساءلة شاملة لكل من يثبت تورطه في السياسات الفاشلة أو التلاعب بأسعار الصرف، ومشددة على أن الوقت لم يعد يسمح بالمجاملات في ملفات تمس حياة الناس وأمنهم المعيشي.

    يأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه شكاوى المواطنين والتجار في عدن من انفلات السوق المصرفية، وغياب أي تدخل حقيقي من سلطات البنك المركزي لوقف النزيف الاقتصادي والانهيار النقدي.

    “كارثة أمنية”.. 3 أحداث أمنية متزامنة بعدة محاور في غزة خلفت “مصرع واصابة” عدة جنود صهاينة والعدد في تزايد

    شهد قطاع غزة، اليوم الاثنين، سلسلة من الأحداث الأمنية المتزامنة وصفت “بالكارثة الأمنية” والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ تتصاعد فيه عمليات المقاومة المسلحة في مختلف محاور القتال.

    وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد تكبد جيش الاحتلال خسائر بشرية في ثلاث جبهات متزامنة: حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، وخان يونس جنوبًا، وجباليا شمالًا.

    وأكدت المصادر مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين إثر استهداف دبابة ميركافا بقذيفة مضادة للدروع في محور خان يونس، بينما سقط عدد آخر من القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة شرق مدينة غزة.

    كما أشارت مصادر عبرية إلى أن الحدث الأمني شمال جباليا خلّف خسائر بشرية إضافية في صفوف قوات الاحتلال، وسط تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية وعمليات إجلاء جوّي للمصابين إلى مستشفى “تال هشومير”.

    من جانبها، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن عدد من الضربات، أبرزها استهداف ناقلة جند في خان يونس بقذيفة الياسين 105، مؤكدةً رصدها لمروحية إسرائيلية تدخلت لإخلاء المصابين.

    وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل تصعيد لافت في عمليات المقاومة، الأمر الذي وصفته صحف عبرية بـ“الكارثة الأمنية“، لا سيما مع اتساع نطاق العمليات إلى محاور متعددة في وقت واحد، ما يعكس حالة من الإرباك وفشل استخباراتي في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

    كارثة جديدة تضرب جيش الإحتلال في غزة وسط تصاعد عمليات المقاومة

    شهدت الساعات الأخيرة في قطاع غزة تطوراً جديداً وصفته وسائل إعلام عبرية بـ“الكارثة الأمنية”، بعد أن تعرّضت القوات الإسرائيلية لحدثين أمنيين منفصلين أسفرا عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود، في وقت صعّدت فيه المقاومة من عملياتها النوعية في الميدان.

    ووفقاً لما نقلته المصادر العبرية، فإن “الحدث الأول” وقع شرقي مدينة غزة حيث اندلع قتال عنيف وسط حديث عن مقتل جندي على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين بجروح حرجة. وتم تفعيل بروتوكول “هانيبال” خشية وقوع أحد الجنود في الأسر، قبل أن يتم العثور عليه لاحقاً. وتمت عملية الإجلاء بمروحيات عسكرية وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء حي التفاح، الذي شهد أيضاً قصفاً مدفعياً وإطلاق قنابل دخانية لتمشيط المنطقة.

    في السياق نفسه، أكدت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – مسؤوليتها عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 شمال خان يونس، مشيرة إلى أنها رصدت عملية إخلاء جوّي للمصابين من المكان.

    وأفادت وسائل إعلام عبرية أن عددًا من الجنود الإسرائيليين قتلوا أو أصيبوا في هذا الاستهداف، بينما أعلنت قيادة الجيش نقل الجرحى إلى مستشفى “تال هاشومير”.

    وتأتي هذه التطورات في وقت صعدت فيه المقاومة من عملياتها خلال الأيام الماضية، حيث كان الجيش الإسرائيلي اعترف الأسبوع الماضي بمقتل خمسة من جنوده من كتيبة “نتساح يهودا” في شمال القطاع، في واحدة من أعنف الهجمات التي تواجهها قواته منذ أشهر.

    وفي ضوء هذه الخسائر المتكررة، تزايدت التساؤلات داخل إسرائيل حول جدوى استمرار العملية العسكرية، خاصة مع ما وصفته تقارير استخباراتية بـ“الضعف الاستخباراتي” و“فشل التقديرات” الميدانية.

    ويواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي كامل، فيما تصف تقارير دولية ما يجري بأنه جرائم إبادة جماعية. وبلغ عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين نحو 196 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.

    وفي المقابل، تشير بيانات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل 890 ضابطًا وجنديًا، وإصابة أكثر من 6,000 آخرين منذ اندلاع الحرب، رغم اتهامات متصاعدة لحكومة الاحتلال بإخفاء الحجم الحقيقي لخسائرها.

    باب المندب قال كلمته لأجل فلسطين.. فهل يتكلّم هرمز وتتحَرّك السويس؟

    بين الممرات والمعبرات: لماذا لا يُغلق هرمز كما أُغلق باب المندب؟

    في زمنٍ تتسلّط فيه قوى الطغيان على الممرات البحرية، وتحوّلها إلى أدوات للحصار والتجويع، يعود السؤال الوجودي إلى الواجهة:

    هل نملك الجغرافيا… ونفرّط في القرار؟

    هل أنعم الله علينا بمواقع تُطلّ على العالم… لنجعلها جسورًا لعبور القتلة لا منابر لنصرة المستضعفين؟

    بين باب المندب الذي نطق بالإيمان، ومضيق هرمز الذي لا يزال يلتزم الصمت، تنكشف معادلة واضحة:

    ثمة أُمَّـة تقاوم، وأُخرى تحبس سيفها في غمد “الحسابات”.

    البحر لا ينطق… إلا إذَا نطقت العقيدة

    لم تكن الثروات في هذه الأُمَّــة حكرًا على ما تختزنه الأرض من نفط ومعادن…

    بل إن البركة الحقيقية تكمن في موقعها، في إطلالتها على الممرات، في قدرتها على جعل البحر ساحةً للصراع وميدانًا للإيمان.

    لكن حين تُحيد هذه النعم عن غاياتها الربانية، وتُعطَّل عن نصرة قضايا الأُمَّــة، تتحول من نعمة إلى عبء… ومن فرصة إلى خذلان.

    البحر – في منطق القرآن – ليس مُجَـرّد ماء، بل آية… وساحة يُختبَر فيها أولوا البأس من عباده، فهل آن لنا أن نُعيد البحر إلى ساحة التكليف؟

    باب المندب… حين تحوّلت الجغرافيا إلى موقف

    لم يكن إغلاق باب المندب مُجَـرّد إجراء عسكري.

    بل كان إعلانا واضحًا:

    > “لن نكون ممرًّا يُمرّر عبره الظلم”.

    “ولن يُستَخدم بحرُنا لإمدَاد الكيان الصهيوني بوقود القتل”.

    بهذا الموقف، دخل البحر في معركة الأُمَّــة، لا من موقع الحياد، بل من موقع التكليف والاصطفاف.

    فأصبح الممر ميدانًا، وأصبح الساحل شاهدًا على أن الشعوب – حين تمتلك الإيمان – تغيّر المعادلات بأدواتها لا بأوامر الآخرين.

    ولم يُغلق المندب بقرار أممي، بل بإرادَة شعبيّة يمنية تستمد مشروعيتها من القرآن، وتستقوي بالله.

    مضيق هرمز… سيف لم يُشهَر بعد

    مضيق هرمز، الذي تمر عبره أكثر من 20٪ من تجارة النفط في العالم، بيد دولةٍ ترفع راية “الاستقلال عن الهيمنة” و”الموت لأمريكا”.

    لكن…

    لماذا لا يزال المضيق مفتوحًا أمام السفن الأمريكية والصهيونية؟

    ولماذا لم يتحوّل – ولو مرة واحدة – إلى أدَاة ضغطٍ في وجه الحصار على فلسطين، وعلى أَو على أي بلد مسلم.

    هل كُتبت علينا الشعارات دون الأفعال؟

    أليس من حقّ الأُمَّــة أن ترى مواقف تُترجم على الميدان، لا تبقى حبيسة المنابر؟

    إذا كان باب المندب قد أُغلق نصرةً لغزة، فما الذي يمنع هرمز من أن يكون شريكًا في معركة الكرامة؟

    الممرات البحرية… نِعَمٌ معطّلة عن وظيفة الجهاد

    باب المندب: صرخ في وجه الصهاينة، وخنق شريانهم البحري.

    قناة السويس: مُقيّدة باتّفاقيات الذل وممر للغاز الإسرائيلي.

    مضيق هرمز: ورقة لا تزال تنتظر القرار.

    مضيق جبل طارق: بين أيدي حلفاء الاحتلال.

    البوسفور والدردنيل: تمر منهما حاملات الموت إلى البحر المتوسط.

    وفي الوقت الذي تُسخّر فيه القوى الغربية هذه الممرات لخدمة الهيمنة ونهب ثروات الشعوب، تبقى الأُمَّــة تمسك بمفاتيح البحر… لكنها لا تجرؤ على فتح الأبواب التي تليق بكرامتها.

    من لا يُدِر ممراته بروح العقيدة، تُدار عليه بقرارات الأعداء.

    مفاتيح فلسطين… بين الممرات البحرية والمعابر البرية

    حين نتحدث عن فلسطين، فَــإنَّنا لا نتحدث عن قضية منعزلة جغرافيًا… بل عن قلبٍ تدور حوله الأُمَّــة.

    وفلسطين اليوم، لا تُخنق فقط من البحر، بل من البر أَيْـضًا.

    والمعادلة واضحة: الممرات والمعابر التي تحيط بفلسطين، ليست مُجَـرّد خطوط عبور… بل مفاتيح نصر أَو أبواب حصار.

    من جهة البحر:

    ميناء أسدود المحتلّ.

    ميناء حيفا المرتبط بسفن العالم.

    ميناء العقبة الأردني.

    قناة السويس التي تمر عبرها سفن السلاح والغاز دون قيد.

    باب المندب وحده من قرّر الانحياز.

    ومن جهة البر:

    معبر رفح بين مصر وغزة، الذي يُفتح ويُغلق بقرار سياسي لا قرآني.

    معابر الاحتلال من كرم أبو سالم إلى بيت حانون.

    معبر جابر – نصيب بين سوريا والأردن، المغلق أمام شرايين المقاومة.

    معابر جنوب لبنان، المحاطة بجدران العدوّ.

    المعابر العراقية – الإيرانية – السورية، التي لو أُديرت بمنطق قرآني، لأصبحت جسور دعم لا خطوط حدود.

    هذه المعابر ليست خطوط عبور فقط… بل خطوط انحياز.

    فإما أن ننحاز لفلسطين بقرارات سيادية…

    أو نستمرّ في تسهيل مرور العدوّ إلى قلب الأُمَّــة.

    منطق الغرب… مقابل منطق الوحي:

    يرفع الغرب شعار “المصالح المشتركة” لتبرير الحصار وتجويع الشعوب.

    أما أمتنا، فعليها أن تقول: “نُدير الممرات باسم المبادئ القرآنية”:

    لحماية المظلوم.

    لردع المستكبر.

    ولنصرة القضية المركزية… فلسطين.

    الممرات ليست قضية نفط وشحن فقط، بل قضية إيمان واستخلاف.

    هي امتحاننا في الأرض… وموقفنا أمام الله والتاريخ.

    آن للبحر أن يتحَرّك بإيقاع الأُمَّــة

    لقد قالت صنعاء كلمتها:

    في البحر، في البر، وفي السماء.

    شاركت فلسطين بما تملكه، واستثمرت جغرافيتها نصرةً للحق.

    فهل ينتظر مضيق هرمز أن يُخترق قبل أن يتحَرّك؟

    هل ستبقى طهران تمسك بمفتاحه دون أن تُشهِره في وجه العدوان؟

    المعادلة باتت واضحة:

    الأمة بحاجة إلى مواقف، لا بيانات.

    وإلى قرارات تُتخذ من موقع الإيمان، لا من موضع التوازنات الدولية.

    الممرات مفاتيح عزّة… فهل نُحسن استخدامها؟

    من يُغلق باب المندب في وجه العدوّ، يفتح بوابة عزّة للأُمَّـة.

    ومن يُبقي مضيق هرمز مفتوحًا أمام أدوات القتل، يُفرّط بفرصة استراتيجية في معركة السيادة.

    البحر يتكلّم حين يتكلّم الإيمان.

    والممرات لا تُغلق إلا حين نقرّر أن نكون أُمَّـة لا تُستباح، فإن لم تحسنوا استخدام مفاتيح البحر، فكيف ستحسنون في إدارة مستقبل الأُمَّــة؟

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عبدالله عبدالعزيز الحمران

    الخليج الصهيوني… منابر للخيانة ومعاداة الأمة الإسلامية

    قد يُخفي قادة الخليج صهيونيتهم خلف عباءات الدبلوماسية وبيانات الحياد، اتقاءً للعار وتجنّبًا للغضب الشعبي، لكن إعلامهم لا يملك ذلك القناع، إذ يكشف عن ولائه بلا مواربة، ويجاهر بانحيازه للعدو الصهيوني على مدار الساعة، فالمسألة لم تعد تتعلق بالصمت، بل بالتواطؤ العلني، ومن لم يتجرأ منهم على مهاجمة غزة، وجدناه يسخّر منصاته الإعلامية لهجوم ممنهج على أنصار غزة، وعلى قوى المقاومة، وعلى كل من يرفض التطبيع.

    وهو بذلك لا يعبّر فقط عن انحياز سياسي، بل عن اندماج عضوي مع المشروع الصهيوني نفسه، حتى غدا الإعلام الخليجي – في كثير من وجوهه – جزءًا من الآلة النفسية التي تدير حربًا ناعمة ضد الوعي العربي والإسلامي.

    إن منابرهم، التي يُفترض أن تكون صوت الأمة، تحوّلت إلى أدوات لتبرير المجازر، وتجميل التطبيع، وتشويه المقاومين، وما هذا إلا انعكاس لاصطفافهم الحقيقي: فمصالحهم “الوطنية” المزعومة لم تعد تُفهم إلا في ضوء مصالح الصهيونية العالمية، وكلما اشتد الحصار على غزة، ازداد دفاعهم عن الكيان، حتى باتت أصواتهم امتدادًا لأصوات المتحدثين باسم حكومة الاحتلال، وإذا كان بعض القادة يحاولون تجميل مواقفهم أمام شعوبهم بشعارات مكررة عن “حل الدولتين” و”التوازن الإقليمي”، فإن ما يردده إعلامهم يفضح حقيقة موقفهم: موقف التبعية الكاملة، والانحياز السافر، والخيانة المغلّفة بزيٍ عربي.

    ورأينا بالأمس القريب كيف مولت قطر الجماعات التكفيرية في سورية بعد أن رفض نظامها الانخراط في مشروع العمالة والتطبيع، وتحولت البلاد إلى ساحة إعدامٍ كبرى حتى اليوم، ومكنت التكفيريين من مختلف الأسلحة اللازمة لإسقاط الدولة والجيش، من مضادات للطيران ومضادات للدروع وغيرها من الأسلحة اللازمة لضرب سورية وتفتيت وحدتها الوطنية.

    بالمقابل تبخل قطر على المقاومة الفلسطينية بأيٍ من تلك الأسلحة، وتكتفي بالعويل الإعلامي عبر قنواتها، حتى لا تبدو في الصورة صهيونية أكثر مما ينبغي، ولو أرادت نصرة غزة لأوقف قاعدة العديّد من دعم الكيان في عملياته المسلحة في القطاع، ولما سمحت لها بالانخراط في العدوان الأخير على إيران الإسلامية.

    وسياسة التقنع التي تمارسها قطر هي سياسة خليجية عتيقة، لكن دول الخليج الأخرى تخلت عن تلك الأقنعة وأظهرت صيونيتها للعلن، وما نراه من تصهينٍ سعودي إماراتي ليس وليد اللحظة، بل هو ثقافة نشأ عليها الكبير والصغير من حكام الخليج، وقد رأينا صهيونية آل سعود وآل نهيان في عدوانهم الغادر على اليمن، ولم يكن له أي دوافع سوى قمع الشعب المناهض للصهيونية والمتطلع إلى تحرير فلسطين.

    وليس لتلك الأنظمة أي أجندات خاصة بها، ما عدا الاملاءات المفروضة عليها من البيت الأبيض، كما أن ثرواتها تذهب إلى البنوك الصهيو-أميركية، فكذلك كل مواقفها السياسية والإعلامية موجهة لخدمة العدو الصهيوني، ولتفرقة الأمة الإسلامية وثنيها عن التوحد في مواجهة العدو الهمجي الذي يستهدف كل أبنائها.

    ولن تكتف تلك الأنظمة بالعمالة، بل سعت إلى تعميمها على كل شعوب المنطقة، فأنشأت كيانات وأحزاب متصهينة داعمة للكيان، ففي اليمن تدعم قطر، ومن قبلها السعودية، حزب الإصلاح، وقد تولى هذا الحزب تدمير البلاد من الداخل ونشر الفتن والعدوات الطائفية والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد، وما نراه من صراعٍ جنوبي – شمالي في اليمن، هو نتاج الإفساد الممنهج لحزب الإصلاح، وقد قدم إعلامه مؤخراً سياسات إعلامية تتطابق إلى حدٍ كبير مع الإعلام الرسمي للكيان، ولو أن قطر صادقة في دعمها لغزة وأنصار غزة لمنعت الإعلام الإخواني في اليمن من مهاجمة العمليات البحرية المناصرة لحماس والجهاد، فقطر الممول الوحيد لتلك الفئة من عملاء الصهيونية.

    بالمقابل تمول السعودية والإمارات الفرع الآخر من منافقي اليمن، من العفافيش ومرتزقة الجنوب، ورغم اختلاف هذه الفئة عن تلك التي تمولها قطر، وعن كمية الصراع بين الطرفين، إلا أنهما مجمعان على دعم الكيان والتطبيع معه، حتى لو كان بأسهم بينهم شديد، ويتبادلون الضربات الموجعة بين كل فترةٍ وأخرى.

    باختصار، فإن منظومة دول الخليج ليست مستقلة ولا تملك الحق في الكلام إلا بما يخدم المصالح الصهيونية، وما دون ذلك فليس لها الحق حتى في إبداء الرأي، ولا فرق بين العدو وبين عملائه، وللأمة كل الحق في ضرب مكامن القوة للعدو الصهيوني، وأولها مصالحه في الخليج، حيث تذهب ثرواته لتدمير الأمة الإسلامية وتفريق شعوبها، وهذه حقيقة يعلمها الأحرار ويتستر عليها الإعلام الممول من الخونة بمختلف توجهاتهم الدينية والعلمانية.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري