المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 3

    ملخص كلمة “السيد الحوثي” حول مستجدات غزة واخر التطورات

    أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لأكثر من 21 شهراً يمثل أبشع صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث، مشيراً إلى أن الجرائم المرتكبة تكشف وحشية العدو الإسرائيلي، وشركائه في الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

    وقال الحوثي في كلمة له، اليوم الخميس، إن العدو الصهيوني يستهدف بشكل متعمد مراكز الإيواء ومخيمات النازحين والمدارس، ما يؤكد أن العدو “لم يعد يكتفي بالقتل، بل بات يتفنن في وسائل الإبادة والتمثيل بالجثث وإذلال الناس”. وأضاف: “لو كانوا وحوشاً ضارية أو كلاباً مسعورة لسئموا من هذا الإجرام، لكنهم تجاوزوا كل حدود الإنسانية”.

    وأشار  السيد الحوثي إلى أن ما يجري في قطاع غزة يكشف حقيقة الكيان الصهيوني كعدو مجرم يتلقى دعماً كاملاً من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، بما في ذلك الأسلحة الفتاكة والدعم اللوجستي وحتى الكلاب المدربة لنهش لحوم البشر.

    وأكد أن الدعم الأمريكي والغربي للعدو الإسرائيلي لا يقتصر على السلاح، بل يمتد إلى التبرير السياسي، وتوفير الغطاء الكامل للمجازر اليومية في غزة، بما في ذلك مجازر “مصائد المساعدات”، التي قال إنها جريمة مركبة تُنفّذ بتقنية إسرائيلية وهندسة أمريكية، تراقب من خلالها الطائرات الناس وهم يتوجهون لاستلام كيس طحين ثم تقصفهم.

    وشدد الحوثي على أن المؤسسات الدولية أثبتت فشلها وعجزها في وقف المجازر، داعياً الأمة الإسلامية إلى عدم الركون لهذه المؤسسات أو الرهان عليها، قائلاً: “الرهان على مؤسسات لا تمتلك قرارها هو ضياع للحق وإطالة للعدوان”.

    كما ندد بالسياسات الإسرائيلية التي تستهدف المساعدات الإنسانية، مؤكداً وجود مخطط أمريكي – إسرائيلي لإنشاء ما يُعرف بـ”مصائد الموت”، حيث يتم استهداف الفلسطينيين أثناء توجههم لاستلام المساعدات الغذائية، بل وحتى بعد عودتهم بها إلى عائلاتهم. واعتبر هذا الأسلوب من أبشع أنواع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، داعياً الدول والمؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك الفوري لإيقاف هذه المجازر.

    وحول الأقصى والمقدسات الإسلامية، حذر الحوثي من استمرار الاقتحامات الصهيونية لباحات المسجد الأقصى، ومن التصريحات العلنية لقادة الاحتلال الذين يدعون لهدمه وبناء “الهيكل المزعوم”، مؤكداً أن التهاون مع هذا التهديد يعني فتح الطريق أمام استهداف الحرمين الشريفين في مكة والمدينة لاحقاً.

    كما تطرق إلى الأوضاع في الضفة الغربية، حيث أكد تصاعد عمليات التهجير القسري التي طالت أكثر من 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، إضافة إلى التوسع في إنشاء البؤر الاستيطانية بهدف السيطرة الكاملة على المنطقة، وتقطيع أوصال المدن الفلسطينية عبر الحواجز والجدران.

    وأشاد السيد الحوثي بصمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن المجاهدين تمكنوا رغم الإمكانيات المحدودة من مواجهة العدو الإسرائيلي وإفشال العديد من مخططاته، فيما فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أي اختراق عسكري حقيقي أو استعادة أسرى له دون صفقة تبادل. كما نوه إلى النموذج الإيراني كمثال ناجح في بناء القوة والردع، والذي أجبر العدو الإسرائيلي على التراجع عن العدوان رغم الدعم الأمريكي والغربي الكبير.

    وأكد أن الحل الحقيقي ليس في التفاوض أو الرهان على المؤسسات الدولية، بل في بناء القوة واعتماد معادلة الردع، ومواجهة الاحتلال بكل أشكاله، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف واضح من خلال المقاطعة السياسية والاقتصادية الكاملة للكيان الصهيوني، ومحاصرته دولياً.

    واستنكر الحوثي مواقف بعض الأنظمة العربية التي تلتزم الصمت أو تتواطأ مع العدو، مشيراً إلى أن المجاهدين في غزة “يصمدون منذ 21 شهراً بما لا تصمد به جيوش عربية انهزمت في 6 أيام”. وأشاد بنموذج الردع الإيراني ضد العدوان الإسرائيلي، قائلاً: “تلك معادلة ردع حقيقية، أرغمت الاحتلال على التراجع”.

    وفي الشأن الميداني، أعلن الحوثي عن استمرار العمليات العسكرية التي نفذتها القوات اليمنية خلال الأسبوع الماضي، والتي شملت إطلاق 10 صواريخ وطائرات مُسيَّرة استهدفت مدنًا إسرائيلية مثل يافا وبئر السبع وعسقلان وأم الرشراش، مؤكداً استمرار الحظر على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو ما يشكل ضغطاً استراتيجياً على الكيان الصهيوني.

    وفي ختام كلمته، دعا السيد الحوثي الشعب اليمني إلى الخروج في مظاهرات مليونية يوم السبت التالي في العاصمة صنعاء وجميع المحافظات، وذلك نصرةً للشعب الفلسطيني، وإعلاناً للثبات على الموقف الجهادي، واستعداداً للمواجهة المستمرة مع العدو الصهيوني وأدواته.

    تفاصيل “الهدنة الجديدة” في غزة

    مع توالي التصريحات الأميركية والإسرائيلية بخصوص مفاوضات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأت ترشح بعض المعلومات عن المقترح الأميركي المطروح على الوسطاء لتقديمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

    وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أمس الأول الثلاثاء، في منشور على منصته تروث سوشيال، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما، مبيّنا أن الوسطاء القطريين والمصريين سيتولون تقديم مقترح نهائي، وأضاف “آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق لأنه لن يتحسن، بل سيزداد سوءا”.

    وقالت حركة حماس إنها تتعامل بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات وطنية لمناقشة مقترحات جديدة تلقتها من الوسطاء، من أجل الوصول إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان، وتحقيق الانسحاب، وتقديم الإغاثة بشكل عاجل في قطاع غزة.

    وأوضحت الحركة أن الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف، والوصول إلى اتفاق إطار، وبدء جولة مفاوضات جادة.

    المقترح الأمريكي

    ووفقا لما رشح من تسريبات، فإن الوثيقة الأميركية المطروحة تتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، بضمانات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضمن استمراره طوال المدة.

    وتقترح الورقة جدولا للإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانا، وفق الترتيب التالي:

    في اليوم الأول يطلق 8 أسرى أحياء.
    في اليوم السابع تسلم 5 جثامين.
    في اليوم 30 تسلم 5 جثامين.
    في اليوم 50 يطلق 2 من الأسرى الأحياء.
    وفي اليوم 60 تسلم 8 جثامين.

    على أن تجري عمليات تبادل الأسرى من دون احتفالات أو استعراضات.

    وينص الاقتراح على دخول المساعدات الإنسانية فورا إلى قطاع غزة وفقًا لاتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وبكميات كافية، بمشاركة الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

    ووفقا للمقترح، وبعد الإفراج عن 8 أسرى، سينسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة، حسب خرائط يتم التوافق عليها، كما ستتم عملية انسحاب إسرائيلية من مناطق في الجنوب في اليوم السابع، حسب خرائط متفق عليها.

    وستعمل فِرَق فنية على رسم حدود الانسحابات خلال مفاوضات سريعة تُجرى بعد الاتفاق على الإطار العام للمقترح.

    مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار

    ومع بدء سريان الاتفاق، ستبدأ مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار، تتناول 4 نقاط رئيسية:

    تبادل ما تبقى من الأسرى.
    الترتيبات الأمنية الطويلة الأمد في غزة.
    ترتيبات “اليوم التالي”.
    إعلان وقف دائم لإطلاق النار.

    وفي اليوم العاشر، ستقدم حماس كل المعلومات والأدلة حول الأسرى المتبقين وإذا كانوا أحياء أو أموات، مع تقارير طبية. وفي المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا من غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

    ويتضمن المقترح ضمانات لالتزام ترامب وجديته تجاه الاتفاق، وأنه في حال نجاح المفاوضات خلال فترة التهدئة فسيؤدي ذلك إلى نهاية دائمة للنزاع.

    ترامب سيعلن الاتفاق

    سيقدم الوسطاء (مصر، قطر، الولايات المتحدة) ضمانات بأن مفاوضات جادة ستجري خلال فترة التهدئة، وإذا استدعى الأمر يمكن تمديد تلك الفترة، وعند التوصل إلى اتفاق سيطلَق سراح جميع الأسرى المتبقين.

    سيُعلِن الرئيس ترامب بنفسه التوصل إلى الاتفاق، وكذلك التزام الولايات المتحدة بمواصلة المفاوضات لضمان وقف دائم لإطلاق النار، وسيتولى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قيادة المفاوضات لإنهاء الحرب.

    وسبق أن نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل وحماس أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن شروط إنهاء الحرب خلال وقف إطلاق النار الممتد 60 يوما، فإن إدارة ترامب ستدعم تمديده إذا كانت هناك مفاوضات جادة بشأن هذه القضية.

    مستجدات غزة.. 26 مجزرة خلال يومين خلفت 300 شهيد ومئات المصابين وتصاعد استهداف الاحتلال للمجوّعين

    مستجدات غزة.. 26 مجزرة خلال يومين خلفت 300 شهيد ومئات المصابين وتصاعد استهداف المجوّعين

    في اليوم الـ108من استئناف حرب الإبادة على غزة، استُشهد 83 فلسطينيا منذ فجر اليوم الخميس في قصف إسرائيلي استهدف مناطق عدة في قطاع غزة، وفق ما أفادت به مصادر طبية، مشيرة إلى أن من بين الشهداء 41 فلسطينيا كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية.

    وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 118 شهيدا و581 مصابا، في ظل استمرار الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني منذ 21 شهرا.

    في الأثناء، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب “26 مجزرة دموية” خلال 48 ساعة، راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى والمفقودين من المدنيين، وذلك في قصف مناطق مختلفة من القطاع.

    بدورها، كشفت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي، أن هناك أشخاص ومؤسسات وشركات استفادوا من الدمار والقتل بغزة. مؤكدة أن هناك حملة إبادة ترتكب بدعوى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.

    من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن استمرار مجازر الاحتلال الوحشية في عموم قطاع غزة سلوك إجرامي غير مسبوق في تاريخ الصراعات. وطالبت المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية باتخاذ خطوات جادة لوقف المجازر المتواصلة في قطاع غزة.

    وحذر برنامج الأغذية العالمي من “كارثة لا يمكن تداركها” في غزة موضحاً أن نافذة الفرص لدرء المجاعة في قطاع غزة تُغلق بسرعة، وإن الحاجة للغذاء ماسة، وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من “كارثة إنسانية لا يمكن تداركها” تهدد الأطفال حديثي الولادة في غزة، في حين دعت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي إلى فرض حظر على الأسلحة وقطع العلاقات التجارية والمالية مع إسرائيل.

    ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي مطلق- إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

    من كربلاء الى غزة… يتكرر الحسين في وجه الطغيان

    في كل زمانٍ يُولد كربلاء جديد. ليست كربلاء واقعة منتهية في التاريخ بل روح متكررة تختبر ضمير الأمة وتقيس مدى صدقها في مواجهة الطغيان والوقوف مع المظلوم. واليوم تقف غزة في قلب كربلاء المعاصرة والدم الفلسطيني يسيل على درب الحسين متحدياً جبروت يزيد العصر: الكيان الصهيوني.

    كربلاء لم تكن معركةً عسكرية فقط بل كانت صرخة في وجه الاستسلام والذل ثورة على الانحراف الثقافي والسياسي والأخلاقي الذي أصاب الأمة بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). والحسين (عليه السلام) لم يخرج طالباً سلطة بل خرج “لطلب الإصلاح في أمة جده” وهي ذات الروح التي تحرك المقاوم الفلسطيني اليوم حين يقف وحيداً في الميدان مدركاً أن ميزان القوى لا يرجّح كفته لكنه يؤمن كما آمن الحسين أن الدم إذا سُفك في سبيل الله يُحدث في وعي الأمة ما لا تفعله الجيوش.
    غزة منذ شهور تخوض كربلاءها. الأطفال يُذبحون كما ذُبح الرضيع عبد الله في أحضان أبيه والبيوت تُحرق كما أُحرقت خيام آل بيت النبوة والنساء تسبى وتُشرد وتُقتل كما سُبيت زينب وكُنّ في قلب المصيبة. وكل ذلك يجري على مرأى ومسمع “أمة المليار” التي صمت أغلبها كما صمتت الأمة وأهل الكوفة وتخاذلت كما تخلّى أهل الشام وتفرّجت كما تفرّجت القبائل حين عُرض رأس الحسين على رمح في طرقات الدولة الأموية.

    بعد أن ذُبحت غزة هل سيبقى العالم كما هو؟ هل تستقر أوضاع الأمة؟ أم تبدأ الأمة تغلي وتبدأ اللعنات تتوالى والنكبات تتساقط عليها جيلًا بعد جيل وحتى نعيش نحن اليوم في زمنٍ تتساقط فيه العروش وتُفضح فيه الشعارات وتُكشف فيه كل وجوه الزيف والتطبيع والعمالة؟
    لن تسلم للأمة قضيّتها لن تسلم لها كرامتها لن تسلم لها هويتها. وما أسوأ الإنسان حين يسمع صرخات الأبرياء من غزة ثم يجد نفسه يخذل غزة ويبرر للجلاد أو يصمت في وقتٍ تكون الكلمة فيه أشرف من ألف رصاصة. إنه أسوأ من ذلك الذي نشأ في حضن الكيان الصهيوني وتربى على الولاء له. لأنه خذل وهو يعلم ورضي وهو يسمع وسكت وهو يرى الدم ينزف.
    وانظروا إلى التاريخ… أليست غزة اليوم مثل الحسين بالأمس؟ أليست محاصرة غريبة مستضعفة تواجه طغيان يزيد العصر وحدها؟ أليست الأمة تتفرج كما تفرجت الأمة على الحسين آنذاك؟ ثم ستندم كما ندم أهل العراق لكن بعد فوات الدم بعد فوات الأبطال بعد فوات زمن العظماء!
    لو كان الموقف في وقته لو كانت الغضبة في أوانها لو كان السيف صادقاً يوم طُلب منه أن ينصر لربما تغير وجه الأمة من جذوره. لربما عادت فلسطين محررة وعادت القدس شامخة ولربما لم نكن نعيش اليوم زمن الذل والتطبيع والانهيار.

    لكن العرب يفرّطون كما فرّطوا بآل البيت… ثم لن يبقى لهم سوى الندم. يندبون الحسين وهم خذلوه واليوم يبكون غزة وهم خذلوها.
    ويا لها من خسارة… ليست كخسارة أرض أو مدينة. بل هي خسارة أمّة حين تفقد أعظم رجالها حين يتم اغتيالهم وهي تعلم أنهم على الحق حين يقتل عليٌّ ويُذبح الحسين وتُخنق غزة تحت ركام الصمت.
    هي نكبة الأمة أن تذبح عظماءها أو تتركهم وحدهم في الميدان. هي النكبة حين لا ندرك القيمة إلا بعد أن تُفقد ولا نفيق إلا بعد أن يسقط الجدار ويدخل العدو .

    لكن في غزة كما في كربلاء هناك “حسين” وهناك “زينب” وهناك من يقول بملء القلب والدم: “لن نركع”، “لن نساوم”، “لن نبيع القضية”. والمقاومة الفلسطينية رغم الألم والحصار والجراح تؤكد بدمها أنها ليست مجرد حركة مقاومة بل نهج كربلائي أصيل يحمل روحية “هيهات منا الذلة”.

    وإذا كانت كربلاء قد أخرجت للأمة معياراً خالداً للحق والباطل فإن غزة اليوم تعيد ترسيم هذا المعيار. ليس الحياد موقفاً ولا الصمت خياراً. من لم يكن مع الحسين، فهو مع يزيد ومن لم يقف مع غزة فهو شريك في الجريمة حتى بصمته.
    غزة تفضح المواقف كما فضحت كربلاء جُبن القاعدين. تفرز الصفوف وتكشف الأقنعة وتحفر في وجدان الأمة سؤالاً لا يسقط بالتقادم: أين كنت حين ذُبح الحسين؟ وأين تقف اليوم وغزة تُذبح ويُباد أهلها؟
    فغزة اليوم، هي كربلاء العصر… وأطفالها شهداء الطف… ومقاوموها هم آل بيت الكرامة… و”هيهات منا الذلة” شعارهم في زمنٍ غاب فيه الشرف عن كثير من العواصم.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عبدالمؤمن محمد جحاف

    كربلاء غزة

    انطلاقًا من مقولة: “كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء”، التي حملت كل المعاني العميقة، والدروس الجهادية في رفض الاستبداد، والظلم، والطغيان، بتجاوز الزمان والمكان، وبما توحيه ملحمة الطف الأليمة، من أجل تحقيق أهداف الحرية والعدالة والكرامة والأمن.

    عند العودة إلى التاريخ الإسلامي وتحديدا سنة (61هـ)، ومتابعة مجريات الأحداث، يلاحظ وجود صراع في البعد السياسي من الشريعة، بين محورين:

    –  الأول محور الحق الذي مثله الإمام الحسين (عليه السلام).

    –  المحور الثاني محور الشر الذي جسّده يزيد بن معاوية.

    لم ينتهِ الصراع بين الحسين (عليه السلام) ويزيد، بل ما زال قائمًا وساحاته مفتوحة؛ وما غزة إلا إحدى هذه الساحات، والممارسات العدوانية الصهيونية والأمريكية، ضد أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يعيش يوم عاشوراء منذ ما يقارب ستة أشهر. فعلى الرغم من اختلاف الجغرافية بين المدينتين، إلا أنَّ هناك تشابهًا كبيرًا في تفاصيل الأحداث الجارية بينهما، من الإبادة والعنف، والاحتلال، والاجتياح للمدن، وانتهاك الحقوق.

    نقول: إنَّ غزة اضحت مثل كربلاء بالعديد من الصور:

    – أولًا: إنَّ سنابك خيل عبيد الله بن زياد، التي داست صدر إمام الثائرين، وسبط النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تعود اليوم من جديد على شكل آليات عسكرية صهيونية، لتجتاح قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.

    – ثانيًا: سياسة الحصار الاقتصادي، فكما حوصر معسكر الإمام الحسين – عليه السلام – وسُدّ عنهم باب الورود، بأمر من السلطة الحاكمة آنذاك، بمنع الماء من قبل عمر بن سعد. ها هم الصهاينة يعيدون السيرة بمنع الماء عن قطاع غزة، يؤكد ذلك ما جاء على لسان وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس: إنَّ تل أبيب لن تعيد الماء والكهرباء والوقود، إلا بعودة الأسرى الإسرائيليين، الذين تم احتجازهم من قبل حركة حماس، الذين أطلقوا عملية طوفان الأقصى في 3/10/2023.

    ثالثًا: كثرة المرتزقة. إنَّ سنان بن أنس وهو أحد مرتزقة جيش عمر بن سعد، كان يقول:

    املأ ركابي فضة وذهبا           أنا قتلت الملك المحجبا

    قتلت خير الناس أما وأبا           وخيرهم إذ ينسبون نسبا

    على الشاكلة ذاتها، هناك في الدول نفط يملأ ركاب المرتزقة بالأموال.

    رابعًا: قلة المؤازرة العربية، فكما امتنع كثير من القبائل العربية، عن مناصرة الإمام في ثورة الحق ضد الباطل؛ كذلك امتنعت بعض من دول الجوار الجغرافي العربي، عن مناصرة حركة حماس في طوفانه ضد الكيان الصهيوني؛ لا بل امتنعت حتى عن فتح المنافذ الحدودية، لإيصال المساعدات الغذائية والإنسانية، كما هو الحال مع (معبررفح)، الذي يقع بين قطاع غزة في فلسطين، وشبه جزيرة سيناء في جمهورية مصر العربية. كنوع من سياسة التجويع الذي أقره مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة 2018 ضمن جرائم الحرب.

    خامسا: وكما شكل اليمنيون (67%) من أنصار الحسين (عليه السلام) في كربلاء، اليوم نرى أنَّ اليمنيين حاضرون وبقوة في دعم غزة ونصرة أهلها، وهم يقومون بسلسلة من العمليات العسكرية، انطلاقا من موقعهم الجغرافي الفريد على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وعرقلة حركات السفن البحرية الصهيونية والداعمين لها ؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن والتأمين، مع تحول حركة المرور البحرية إلى طريق ” رأس الرجاء الصالح ” جنوب أفريقيا، تفاد للخطر؛ مما سبب اضطراب بمجالات الاقتصاد الحيوي عالميا.

    نذكر هنا، قوله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾(الأحزاب:23)، فإنَّ حركة حماسة، ومنظومات المقاومة في العالم الإسلامي، أمام مواجهة قوى الاستكبار، والاستبداد في كل مكان وزمان، لا ترعبهم قوة العدوان، بنفس قائدهم الحسين الثائر الأكبر، وبالعبارات نفسها التي كان يرددها: ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة. وهيهات منا الذلة، من أجل الدفاع عن أرضهم وعرضهم، وهم يعلمون أنَّ الموت يتربص بهم، وأنَّ الصهاينة لا يتورعون عن قتلهم؛ لكن هذا القتل لم يكن مانعا لهم أن يقفوا في وجه الصهاينة. يعلمون قطعَّا أنَّ الموت حياة لقضيتهم، والشهادة طريقهم، ولا استسلام في قاموسهم، لأنَّ قضاياهم عادلة وقضيتهم قضية دين وأمة، وهم تعلموا من كربلاء الحسين -عليه السلام- أنَّ دماءهم لا تسيل هدرًا، وأنَّ هذه الدماء دماء شرف ستمزق الأقنعة؛ غزة ستنتصر إذ ينبئنا اللطيف الخبير، بمصداق  قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(الحج:40).

    فما اشبه اليوم بالبارحة، فغزة هي كربلاء وستنتصر؛ لأنَّها امتداد للطفوف، وسيخلدون في كل الميادين حسينا، وستبقى فلسطين وتبقى كرامتها، وستسقط الكيانات اليزيدية المعتدية، وتمحى من خريطة العالم السياسية، ولا يذكرون إلا على سبيل الدم، كما هو حال يزيد وابن زياد، فسلام على حسين غزة وحسين كربلاء، والنصر لكل من كان شعاره هيهات منا الذلة

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    زينب محمد ياسين

    “إسرائيل”… وهم التفاوض من موقع القوة

    نجاح القيادة السورية الجديدة في بناء الثقة بينها وبين الولايات المتحدة، أعطى انطباعاً بأنها راغبة في الانفتاح على المجتمع الدولي، والانتقال بسورية من ضفة إلى أخرى.

    بيعٌ بلا ثمن

    عارٌ وأيُّ عار بيعُ شرف الأُمَّــة وكرامة وعزة شعوبها مهما بلغ الثمن، وهذا النوع من البيوع المحرمة تجاره وسماسرته الحكام وليس عامة الأفراد، والبيع في مثل هذه الحالات لا يكون إلا للعدو؛ فالعدوُّ هو المعنيُّ أَسَاسًا بامتهان الأُمَّــة وسلبها كرامة وشرف وعزة شعوبها، ليسهل عليه إذلالها وامتهانها واستعبادها، وتحت عناوين زائفة تنافس الحكام العرب في تقديم عروض البيع لأعداء الأُمَّــة، وإيهام الشعوب بتوسيع علاقات التعاون مع الأصدقاء تحديدًا الغربيين، رغم أن التاريخ القريب يسرد لنا وقائع الإجرام الغربي بحق شعوب الأُمَّــة من غرب الجغرافيا العربية إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها.

    ومع ذلك لا يزال حكام العار يتنافسون في بيع كرامة الأوطان وحريات الشعوب في أسواق النخاسة الغربية وبأثمان بخسة، وليس للحكام العرب من بضاعة يعرضونها للبيع في هذه الأسواق سوى كرامة وحرية وعزة الشعوب، وما تجود جغرافيتها من موارد وثروات، مقابل الحماية أحيانًا، ومقابل الرضا أحيانًا أُخرى، وتعمل في ذات الوقت الماكينة الإعلامية التابعة للحكام على تضليل الشعوب وتصوير ما يقترفه هؤلاء الحكام بحقها بأنها إنجازات تسابق الزمن!

    ومنذ عقود مضت وحكام الشعوب العربية على حالهم، كُـلّ حاكم ينافس أقرانه في أسواق بيع الحرية والكرامة، وحصيلة تنافسهم يصب في سلة أعداء الأُمَّــة؛ فهم المستفيد الأول من تنافس الحكام العرب؛ باعتبَار أن ما يقدمونه من عروض مغرية مقابل أثمان سرابية ووهمية تذر في أعين الشعوب، لا يمكن لهؤلاء الأعداء أن يحظوا بمثل تلك العروض إلا في جغرافية الحكام العرب، الذين توارثوا المهنة، وكلما شغل مناصب الحكم جيل جديد من الحكام بالوراثة أَو الانقلاب كانوا أكثر تهورًا وقبحًا من سابقيهم في إعلان ما أخفوه أَو موَّهوه من صفقات البيع المشبوهة.

    وعلى مدى العقود الماضية استخدم الحكام العرب لشرعنة صفقاتهم مع أعداء الأُمَّــة من يوصفون بأنهم علماء، عملوا على ترويض الشعوب وتدجينها للحكام، كما كشف ذلك مبكرًا وتحدث عنه مطولًا السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه- لتتقبل شعوب الأُمَّــة كُـلّ ما يصدر عن حكامها تحت عناوين طاعة ولي الأمر وعدم معارضته والخروج عليه؛ باعتبَار ذلك معصية تتنافى مع واجب الطاعة لولي الأمر، وإن كان ما يصدر عنهم متنافيًا تمامًا مع تعاليم الدين الحنيف!

    ولم تشهد مرحلةٌ من مراحل التاريخ الحديث للأُمَّـة العربية انكشافًا للحكام أمام شعوبهم كما هو حال انكشافهم في المرحلة الراهنة؛ فبسبب التطور الهائل في وسائل الاتصال والتواصل، لم تعد أدق تفاصيل تصرفات الحكام خافية على شعوبهم، وحتى لا تظل أنظار الشعوب مسلّطة فقط على ما تنضح به قصور الحكام من فائض الفسق، تحت عناوين الرفاهية والترف؛ فقد عمل هؤلاء الحكام على تعميم الحالة على شعوبهم، واستبدلوا ما كان معروفًا عند من سبقهم من الحكام بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بهيئات الترفيه، وخصصوا لها اعتمادات مالية كبيرة؛ مِن أجلِ تهيئة الشعوب لتقبل قادم الأهوال دون أن يكون لها فعل أَو قول مؤثر!

    وما أهوال غزة إلا نموذجٌ لذلك القادم الذي يحمله أعداء الأُمَّــة لشعوبها، وما هو مشاهد على أرض الواقع أن الشعوب العربية لا ترى أنها معنية بما جرى ويجري في قطاع غزة من إبادة جماعية؛ فهي مشغولة بحالة الترفيه والترف، التي عممها وأنعم بها الحكام عليها، ولا ترى هذه الشعوب أن هناك تعارضاً بين الحالة التي تعيشها وتغرق في ملذاتها، وبين الحالة التي يعيشها أبناء غزة ويغرقون في دمائهم المسفوكة وأشلائهم الممزقة ظلمًا وعدوانًا، ولم يجد أحدُ حكام العار حرجًا أن يخاطبَ شعبه قائلًا: (عيشوا حياتكم واستمتعوا ولا تعكروا صفوا متعتِكم بالمناظر الدامية).

    لقد بلغ الحال بتنافس الحكام العرب في عروضهم المتعلقة بموارد وثروات شعوب الأُمَّــة المقدمة لأعدائها بأثمان بخسة سرابية ووهمية، حال أُولئك الباعة أصحاب البضاعة الراكدة، الذين يغرون الزبائن (اشترِ قطعةً وتحصُلَ على أُخرى هدية مجانية) وحال الحكام العرب (خذ مليارًا مجانًا تحصلْ على طائرة عملاقة هدية مجانية) أَو (خُذ مليارَين مقابل صفقات سلاح وهمية وخمسة مليارات هدية مجانية)!

    والأسوأ في تنافس حكام العار العرب على إهدار حرية وكرامة الشعوب ما أظهره الوافدون الجدد على نظام الحكم في سوريا من هرولة نحو أعداء الأُمَّــة وإغراء لهم بالتعجيل بكل ما لديهم من أساليب الإهانة والإذلال والاحتقار، والواقع يؤكّـد أن الوافدين الجدد ليسوا سوى أدوات تدمير بأيدي الأعداء مهمتهم الأَسَاسية تهيئة الساحة السورية لتقبل الإذلال والاحتقار والإهانة.

    ويبدو أن عروضَهم المقدمة للأعداء فاقت بكل المقاييس العروض المقدمة من أقرانهم الحكام العرب؛ فلسان حال حكام سوريا الجدد للكيان الصهيوني: (اقصف بإرادتك موقعًا وبإرادتنا اقصف عشرة مواقع) وَ(دمّـر بإرادتك مطارًا وبإرادتنا دمّـر كُـلَّ المطارات العسكرية) وَ(دمّـر بإرادتك عشرَ طائرات مقاتلة وبإرادتنا دمّـر جميع الطائرات والدفاعات الجوية وجميع السفن الحربية) وَ(واحتل بإرادتك الجولان وبإرادتنا القنيطرة وما جاورها).

    ويوم أمس، حين وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًّا برفع العقوبات عن سوريا، كان ذلك محل استغراب جميع الحكام العرب! ومثار تساؤل عن سر السرعة في رفع العقوبات؟ فقد كان من المتوقع أن يستمر الأمرُ أشهرًا على الأقل وعلى لسان الحكام العرب تساءلت الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية (شبكة الجزيرة) وسألت عن سر السرعة في رفع العقوبات؟ وما الذي فعلته سوريا ليعجّل ترامب بقرار رفع العقوبات بكل هذه السرعة؟

    ليس هناك من سر أيها الحكام سوى عار البيع؛ فقد بعتم على مدى العقود الماضية للأعداء تجزئة وبأثمان بخسة، أما الوافدون على السلطة في سوريا فقد باعوا جملة، وبلا أي ثمن، وهذا هو السر فلا تستغربوا! ورحم الله الكفيفَ المبصِرَ شاعرَ اليمن الكبير عبدالله البردوني، حين أبصر بحواسه عارَكم وتنافُسَكم وتنوع أساليب بيعكم فأنشد قائلًا:

    ترقَّى العارُ من بيعٍ إلى بيعٍ بــــلا ثمنِ

    ومن مستعمرٍ غازٍ إلى مستعمرٍ وطني

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. عبدالرحمن المختار

    حرق الدهون أثناء النوم ! 6 مشروبات سحرية تعزز خسارة الوزن

    يواجه ملايين الأشخاص حول العالم تحديات مرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن، سواء لأسباب صحية أو لتحسين اللياقة البدنية. وبينما يلجأ كثيرون إلى الصالات الرياضية والبرامج المكلفة، قد يكون الحل أقرب وأبسط مما نتخيل.

    بحسب موقع The Health Site، يمكن لبعض المشروبات الطبيعية أن تساهم في تعزيز عملية الأيض وحرق الدهون أثناء النوم، مما يُساعد على إدارة الوزن بطرق صحية وطبيعية، دون الحاجة لبذل مجهود شاق أو إنفاق أموال طائلة.

    فيما يلي 6 مشروبات ينصح بتناولها قبل النوم لدعم رحلة إنقاص الوزن:

    1. شاي البابونج

    يُعتبر من أكثر المشروبات المهدئة قبل النوم، حيث يساعد على تحسين جودة النوم، وهو عامل مهم في تنظيم الوزن. كما تشير بعض الدراسات إلى أن البابونج قد يساهم في تنظيم مستوى السكر في الدم، ما يدعم جهود إنقاص الوزن.

    2. الحليب الدافئ

    كوب من الحليب الدافئ لا يقتصر على تهدئة الأعصاب، بل يحتوي على الكالسيوم والتريبتوفان، وهو حمض أميني يتحول إلى هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم. البروتين الموجود في الحليب يعزز الشعور بالشبع ويساهم في إصلاح العضلات ليلاً.

    3. مخفوق بروتين الصويا

    يُعد خيارًا مثاليًا للحصول على بروتين نباتي عالي الجودة. يساعد هذا المخفوق على تعزيز بناء العضلات أثناء النوم، مما يرفع من معدلات حرق الدهون ويُقلل من الرغبة في تناول الطعام ليلاً.

    4. شاي القرفة

    القرفة من التوابل المعروفة بقدرتها على تسريع الأيض وتنظيم مستوى السكر في الدم. شرب شاي القرفة قبل النوم قد يُحفّز الجسم على حرق الدهون حتى أثناء الراحة، ويمنح دفعة إضافية لعملية إنقاص الوزن.

    5. مشروب الكفير

    رغم أنه غير شائع، إلا أن الكفير – وهو مشروب مخمّر شبيه بالزبادي – يحتوي على البروبيوتيك والبروتين. يُساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي والشعور بالشبع، كما يُساهم في تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

    6. عصير العنب

    عصير العنب غني بمادة الريسفيراترول، وهي مضاد أكسدة قوي يرتبط بتحسين جودة النوم والمساعدة في التحكم بالوزن. كوب صغير منه قبل النوم قد يساهم في تحفيز عملية حرق الدهون وتحسين التمثيل الغذائي الليلي.

    في حين أن فقدان الوزن يتطلب التزامًا طويل الأمد بأسلوب حياة صحي، فإن إدراج هذه المشروبات الستة ضمن روتين ما قبل النوم يمكن أن يكون خطوة ذكية لدعم الجسم أثناء فترة الراحة الليلية، وتحقيق نتائج إيجابية بمرور الوقت، دون عناء أو تكاليف إضافية.

    كارثة صحية صامتة: جزيئات بلاستيكية دقيقة تتسرب إلى طعامك

    في وقت تُعد فيه عبوات البلاستيك والزجاج جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، كشفت دراسة علمية حديثة عن خطر غير مرئي يتربص داخل هذه العبوات ويهدد صحة الإنسان: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية.

     البلاستيك يتساقط من العبوات إلى الطعام

    أظهر بحث نُشر في مجلة NPJ Science of Food أن تمزيق الأغطية البلاستيكية عن اللحوم، والخضراوات، والفاكهة، وحتى فتح وإغلاق العبوات الزجاجية ذات الأغطية المعدنية المغلفة بالبلاستيك، قد يُطلق جزيئات بلاستيكية مجهرية إلى الطعام والمشروبات.

    وبحسب ليزا زيمرمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة والمختصة في مجال المواد الملامسة للأغذية في مؤسسة “Food Packaging Forum”، فإن احتكاك الأغطية أثناء الفتح والغلق هو أحد أبرز مصادر هذه الجزيئات، مشيرة إلى أن الجسيمات تزداد مع كل مرة تُفتح فيها الزجاجة.

    🥤 من العصائر إلى أكياس الشاي.. التلوث شامل

    قام فريق البحث بقياس مستويات الجسيمات في مجموعة متنوعة من المنتجات الشائعة، مثل العصائر، والمياه المعدنية، والأسماك المعلبة، وأكياس الشاي، وملح الطعام، والأطعمة الجاهزة، وحتى الأرز والمشروبات الغازية. وتبيّن أن جميع هذه المنتجات قد تحتوي على درجات متفاوتة من التلوث البلاستيكي.

    🚨 تسرب آلاف المواد الكيميائية

    في سياق موازٍ، كشفت مؤسسة “Food Packaging Forum” في تقرير سابق صدر في سبتمبر 2024، عن وجود أكثر من 3600 مادة كيميائية يمكن أن تتسلل إلى الطعام أثناء عمليات التصنيع والتغليف والتخزين، ما يعني أن مصدر الخطر لا يقتصر فقط على نوع العبوة، بل يشمل سلسلة التوريد كاملة.

    الخبير البيئي ديفيد أندروز وصف نتائج الدراسة بأنها “ناقوس خطر يجب الانتباه إليه”، مؤكدًا أن خطورة التلوث بالبلاستيك لا تكمن فقط في المواد الكيميائية المعروفة، بل في كون التغليف الغذائي نفسه مصدرًا محوريًا لهذه الجسيمات.

    🧬 ما الذي يفعله البلاستيك الدقيق والنانوي بأجسامنا؟

    تُعد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة شظايا بوليمرية يقل حجمها عن 5 ملم، أما الجسيمات النانوية فهي أصغر من ذلك بكثير، لا تُرى بالعين المجردة، ويمكنها اختراق أنسجة الجهاز الهضمي، أو حتى المرور من الرئتين إلى مجرى الدم.

    وبمجرد دخولها إلى الجسم، يمكن لهذه الجسيمات أن تنقل معها مواد كيميائية صناعية ضارة وتوزعها داخل الأعضاء والخلايا، مما يثير مخاوف صحية تتعلق بالتهابات، واضطرابات هرمونية، وحتى احتمالات تأثيرات مسرطنة على المدى البعيد.

    🔥 الميكروويف يزيد الطين بلّة

    من النصائح المهمة لتقليل التعرض لهذه الجسيمات:

    تجنّب تسخين الطعام داخل عبوات بلاستيكية في الميكروويف، خاصة حليب الأطفال.

    لا تضع البلاستيك في غسالة الأطباق، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة إلى إطلاق المزيد من المواد الكيميائية.

    استخدم عبوات من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ بدلًا من البلاستيك قدر الإمكان.

    🛡️ هل يمكننا تفادي الخطر؟

    لا يمكن التخلص من الجزيئات البلاستيكية بالكامل من مصادر الطعام في الوقت الراهن، لكن اتباع أساليب أكثر أمانًا في التخزين والتسخين يمكن أن يقلل بشكل كبير من كمية المواد الضارة التي يتعرض لها الجسم.

    في ظل التوسع اللامحدود في استخدام البلاستيك حول العالم، تدعو هذه الدراسات إلى مراجعة جذرية في كيفية تعاطينا مع تغليف الأغذية، حمايةً لصحة الإنسان ومستقبل الأجيال القادمة.

    ما قالته الحرب (2-2)

    في هذه الحرب؛ دخلت “إسرائيل” وواشنطن في دائرة مغلقة، فالأولى تريد الانخراط الأميركي الكامل، ولا سيما بعد تجريب الأضرار التي أحدثتها الصواريخ الإيرانية، والثانية تختبر بالأولى حالة عدم اليقين التي تعيشها.
    حمل الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي -الأميركي الكثير من الرسائل إلى العالم، كما أسهم في الكشف عن كنه وماهية العديد من الأطراف ومستقبلها، بما لا يمكن لـ “الأيام العادية” كشفه.

    تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن الاستنتاجات ذات الصلة بإيران وكيان الاحتلال وروسيا والصين؛ ولكن ماذا أيضاً عن أوروبا، والولايات المتحدة؟

    أوروبا مستمرة في الانتحار
    “أوروبا تنتحر بمؤازرة أميركية”، هذا هو العنوان الذي فضّله إيمانويل تود في كتابه “هزيمة الغرب” لوصف ما يجري في أوروبا. وصحيح أنه يركّز على انهيار المنظومة القيمية في القارة، بما فيها تلك المتأتية من الدّين، ورسمها في مسار تاريخي من منظومة نشطة إلى زومبي والآن إلى “صفر”؛ إلا أنه يعرض مجموعة أخرى من عوامل الانهيار الاقتصادي.

    يتساءل تود، ما الذي يمكن أن يدفع ألمانيا مثلاً إلى استمرار اللحاق بسياسات واشنطن بعد تفجير أنابيب “نورد ستريم” وسط فرحة نرويجية (لأن صادرات النرويج من الطاقة انتعشت أكثر بعد تفجير هذا الخط)؟ ما الذي يجعلها سعيدة بصراع أوروبي مع روسيا، وتشارك في السلاح، وبرلين تبعد عن الدونباس 2000 كم؟ لماذا تنخرط في هذه الحرب، مع أن عالم اجتماع من المستوى المتوسط يمكن أن ينصح صانع القرار في ألمانيا، أنّ روسيا مشغولة بزراعة 17 مليون كم مربع، وليس لديها أي رفاهية (بشرية أو غيرها) لغزو أراض خارج حدودها!

    قبل المواجهة الأطلسية -الروسية في أوكرانيا، كانت دول الاتحاد الأوروبي تنعم بفائض تجاري مقبول، 130 مليار دولار سنوياً، وفي غضون سنة واحدة، وجدت نفسها في عجز تجاري يصل إلى 430 مليار دولار، والسبب هو الطاقة، فحجم الواردات الأوروبية من الطاقة وصل إلى الرقم نفسه؛ 430 مليار دولار!

    يتساءل تود ما الذي يجعل أوروبا تفعل بنفسها كل ذلك فداءً لواشنطن؟ إنها ببساطة تنتحر! وبسبب شحّ الأسباب المنطقية، يميل إلى تصويب الأسهم إلى النخبة الحاكمة، باعتبارها أوليغارشية عدمية، فالعدم وحده القادر على توليد هذا السلوك الانتحاري الهائل.

    أحياناً، تشيع الأوساط الثقافية الأوروبية شعوراً بالندم على عدم بناء قوة عسكرية أوروبية خالصة، وعلى التلكؤ فيها منذ معاهدة ماستريخت عام 1992، ولكن هذا الندم يعمل كتبرير أوروبي مبطن للحاق بالسياسة الأميركية؛ وكأنه يقول “لا نمتلك القوة الكافية بعد لمواجهة روسيا، لذلك لا خيار أمامنا إلا الانصياع للرغبة الأميركية”. ولكنّ الأزمة الأوروبية لا تكمن في قوة السلاح والندم أصلاً، وإنما في التخلص من الشعور بغزو روسي مقبل!
    من روسيا إلى إيران، تستمر أوروبا في فعل الانتحار نفسه، وتضغط بيدها التائهة على عصب وجعها نفسه؛ فقبول حرب ضد اقتصاد طاقة آخر، لا يعني إلا الإضرار بأوروبا في المقام الأول، حتى لو كانت العقوبات تطوّق قطاع النفط الإيراني، ففي الاقتصاد العالمي الذي صمّمه الغرب، لا يختصر الضرر بالعرض والطلب، بل بتوقعات المستثمرين، والخوف من المستقبل.

    خسرت أوروبا مليارات الدولارات من عقود كانت متوقعة مع إيران بعد التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، ولحقت بقرار دونالد ترامب في الانسحاب الفظّ من الاتفاق، حتى لو كانت تصريحاتها تشي بعكس ذلك. وبقبولها، بالرواية الأميركية عن نووي إيران، وتسويقها في التفاوض مع إيران، وفي أروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت تنتحر أكثر مما تؤذي إيران!

    تحوّل أوروبا إلى ساعي بريد أعمى للرسائل الأميركية هو دليل إضافي على ما ذهب إليه تود في توصيف حالة المنظومة القيمية الأوروبية؛ “صفر”.

    الولايات المتحدة… إمبراطورية هابطة
    عندما احتلّت الولايات المتحدة العراق وأفغانستان في بداية الألفية؛ لم تكن التصريحات الأميركية الرسمية متناقضة أو مترددة، كان بوش الابن مستعداً لتبرير الحرب حتى باستدعاء حلم جاءه في المنام وعدّه رؤيا، وساندته بذلك أوراق بلا معنى، لم يتردد كولن باول في عرضها على العالم!

    “يقين الحرب” في الولايات المتحدة كان جزءاً من اليقين الأميركي في قدرات واشنطن العسكرية، التي لا تُردّ. ولكن المشهد الأميركي لم يكن كذلك بشأن قرار الحرب على إيران؛ فحالة عدم اليقين بطريقة إخراجها، والتصريحات المتناقضة، واللجوء إلى الخداع، هو جزء من حالة تراجع الثقة بالإمكانات الداخلية، وطبيعة الخصم المقابل.

    ومع أن بعضهم يحيل الأمر إلى سمات متعلقة بشخصية دونالد ترامب، واستناده إلى رؤى عالم الأعمال، الذي جاء منه، إلّا أن بوش الابن أيضاً، لم يمتلك سيرة ذاتية سياسية دسمة، وهو الآخر، جاء من عالم الأعمال في قطاع النفط؛ وسيرته السياسية تكاد تكون مختصرة بسنوات معدودة سبقت ترشحه للرئاسة، وانحسرت مباشرة بعد الخروج منها!

    لقد كانت “إسرائيل” في الحرب على إيران واجهة متّسقة مع حالة عدم اليقين الأميركي، وتراجع ثقة واشنطن في إمكاناتها الخاصة أمام الخصم؛ وكانت هذه الواجهة صالحة للتأرجح الإعلامي الأميركي، فإن نجحت اللحظة الخاطفة يكن “النجاح” بإدارة أميركية، وإن “فشل”، وهذا ما حدث، تكن واشنطن راعية لوقف إطلاق النار. حالة عدم اليقين هي التي قادت تصريحات ترامب للحديث عن الدور الأميركي في الأيام الأولى، والتراجع عنه في الأيام اللاحقة، وهي التي قادت عبارات “كنا على علم، سنشارك، لم نشارك” وهي التي قادت محاولة الخروج من الحرب بعدوان أميركي من دون رد، وهذا ما لم يحدث أيضاً، وهي التي قادت الغضب من التقارير التي تخفف من حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية.

    في هذه الحرب؛ دخلت “إسرائيل” والولايات المتحدة في دائرة مغلقة، فالأولى تريد الانخراط الأميركي الكامل والشامل، ولا سيما بعد تجريب الأضرار التي أحدثتها الصواريخ الإيرانية، والثانية تختبر بالأولى حالة عدم اليقين التي تعيشها. إن عدم القدرة على قراءة مستقبل المواجهة بدقة، يعود إلى هذه الدائرة المغلقة بالتحديد.

    أجرت مجموعة من الكتابات مقاربة مهمة بين العدوان الثلاثي والحرب على إيران؛ وفي أحد عناصر هذه المقاربة، حديث عن الحروب التي تخوضها الإمبراطوريات الهابطة، ونتائجها؛ فبريطانيا عام 1956 كانت إمبراطورية هابطة (بالنظر إلى مؤشرات القوة العسكرية والجنيه الإسترليني) والولايات المتحدة اليوم هي إمبراطورية هابطة (مؤشرات القوة العسكرية، الدولار، والقوة الصناعية، حيث كانت الولايات المتحدة تنتج عام 1928 مثلاً 45% من بضائع العالم، ولكنها لا تتجاوز 15% منها اليوم).

    في الإمبراطوريات الهابطة، تتسم الحروب بحالة من عدم اليقين، ولكنها أيضاً، قد تنطوي على إحباط عام، يقود أحياناً إلى الجنون!

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    محمد فرج