المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 31

    “واشنطن” تغلق مكتب “مبعوثها” إلى اليمن وتبلغ “الرياض” بانسحابها رسمياً من الملف

     أفادت تقارير مريكية باغلاق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكتب مبعوثها الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ بشكل نهائي وتسريح طاقمه، في مؤشر على رفع يد واشنطن بالكامل عن واحد من أكثر الملفات تعقيداً في المنطقة.

    ووفق تقارير إعلامية أميركية، فإن وزارة الخارجية الأميركية أبلغت دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، أن الملف اليمني أصبح “شأنًا خليجيًا بالكامل”، وأن الولايات المتحدة لن تتدخل فيه بشكل مباشر خلال المرحلة المقبلة.

    يأتي ذلك بعد أشهر من التصعيد العسكري الأميركي في الساحة اليمنية، انتهت بانسحاب يوصف بـ”المذل” لحاملة الطائرات الأميركية “ترومان” من المياه الإقليمية اليمنية، بعد تعرضها لسلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ دقيقة، أسفرت – بحسب مصادر عسكرية – عن خسارة طائرتين من طراز F-18 وأكثر من عشر طائرات مسيّرة MQ-9.

    وبينما تم إعادة تعيين ليندركينغ كمساعد في الخارجية، أفادت التقارير بأن قرار إغلاق مكتبه يعكس قناعة داخل الإدارة الأميركية بعدم جدوى الاستمرار في صراع استنزافي مع قوى محلية أثبتت قدرتها على فرض معادلات ميدانية معقدة، الأمر الذي جعل أي اختراق سياسي أو عسكري في الملف شبه مستحيل.

    نقابة الصرافين الجنوبيين: نحمل بنك عدن مسؤولية الانهيار وندعو قيادته للاستقالة

    حمّلت نقابة الصرافين الجنوبيين بنك عدن المركزي المسؤولية الكاملة عن الانهيار المتسارع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مطالبة قيادة البنك بتقديم استقالتها فورًا إذا عجزت عن وقف هذا التدهور الخطير.

    وأعربت النقابة، في بيان رسمي صدر اليوم الاثنين، عن قلقها البالغ إزاء تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 2800 ريال في عدن والمناطق الجنوبية المحتلة، معتبرة ذلك “مؤشرًا صريحًا على فشل السياسات النقدية وفقدان السيطرة على السوق المصرفية”.

    ووصفت النقابة صمت قيادة البنك بـ”العجز الكامل”، محذرة من أن استمرار التدهور دون تدخل جاد سيقود إلى كارثة اقتصادية واجتماعية شاملة تطال جميع الفئات المجتمعية، ولا سيما أصحاب الدخل المحدود.

    وأكد البيان أن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما وصفته بـ”الكارثة الاقتصادية”، داعية إلى تحقيق عاجل ومساءلة شاملة لكل من يثبت تورطه في السياسات الفاشلة أو التلاعب بأسعار الصرف، ومشددة على أن الوقت لم يعد يسمح بالمجاملات في ملفات تمس حياة الناس وأمنهم المعيشي.

    يأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه شكاوى المواطنين والتجار في عدن من انفلات السوق المصرفية، وغياب أي تدخل حقيقي من سلطات البنك المركزي لوقف النزيف الاقتصادي والانهيار النقدي.

    “كارثة أمنية”.. 3 أحداث أمنية متزامنة بعدة محاور في غزة خلفت “مصرع واصابة” عدة جنود صهاينة والعدد في تزايد

    شهد قطاع غزة، اليوم الاثنين، سلسلة من الأحداث الأمنية المتزامنة وصفت “بالكارثة الأمنية” والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ تتصاعد فيه عمليات المقاومة المسلحة في مختلف محاور القتال.

    وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد تكبد جيش الاحتلال خسائر بشرية في ثلاث جبهات متزامنة: حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، وخان يونس جنوبًا، وجباليا شمالًا.

    وأكدت المصادر مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين إثر استهداف دبابة ميركافا بقذيفة مضادة للدروع في محور خان يونس، بينما سقط عدد آخر من القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة شرق مدينة غزة.

    كما أشارت مصادر عبرية إلى أن الحدث الأمني شمال جباليا خلّف خسائر بشرية إضافية في صفوف قوات الاحتلال، وسط تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية وعمليات إجلاء جوّي للمصابين إلى مستشفى “تال هشومير”.

    من جانبها، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن عدد من الضربات، أبرزها استهداف ناقلة جند في خان يونس بقذيفة الياسين 105، مؤكدةً رصدها لمروحية إسرائيلية تدخلت لإخلاء المصابين.

    وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل تصعيد لافت في عمليات المقاومة، الأمر الذي وصفته صحف عبرية بـ“الكارثة الأمنية“، لا سيما مع اتساع نطاق العمليات إلى محاور متعددة في وقت واحد، ما يعكس حالة من الإرباك وفشل استخباراتي في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

    كارثة جديدة تضرب جيش الإحتلال في غزة وسط تصاعد عمليات المقاومة

    شهدت الساعات الأخيرة في قطاع غزة تطوراً جديداً وصفته وسائل إعلام عبرية بـ“الكارثة الأمنية”، بعد أن تعرّضت القوات الإسرائيلية لحدثين أمنيين منفصلين أسفرا عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود، في وقت صعّدت فيه المقاومة من عملياتها النوعية في الميدان.

    ووفقاً لما نقلته المصادر العبرية، فإن “الحدث الأول” وقع شرقي مدينة غزة حيث اندلع قتال عنيف وسط حديث عن مقتل جندي على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين بجروح حرجة. وتم تفعيل بروتوكول “هانيبال” خشية وقوع أحد الجنود في الأسر، قبل أن يتم العثور عليه لاحقاً. وتمت عملية الإجلاء بمروحيات عسكرية وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء حي التفاح، الذي شهد أيضاً قصفاً مدفعياً وإطلاق قنابل دخانية لتمشيط المنطقة.

    في السياق نفسه، أكدت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – مسؤوليتها عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 شمال خان يونس، مشيرة إلى أنها رصدت عملية إخلاء جوّي للمصابين من المكان.

    وأفادت وسائل إعلام عبرية أن عددًا من الجنود الإسرائيليين قتلوا أو أصيبوا في هذا الاستهداف، بينما أعلنت قيادة الجيش نقل الجرحى إلى مستشفى “تال هاشومير”.

    وتأتي هذه التطورات في وقت صعدت فيه المقاومة من عملياتها خلال الأيام الماضية، حيث كان الجيش الإسرائيلي اعترف الأسبوع الماضي بمقتل خمسة من جنوده من كتيبة “نتساح يهودا” في شمال القطاع، في واحدة من أعنف الهجمات التي تواجهها قواته منذ أشهر.

    وفي ضوء هذه الخسائر المتكررة، تزايدت التساؤلات داخل إسرائيل حول جدوى استمرار العملية العسكرية، خاصة مع ما وصفته تقارير استخباراتية بـ“الضعف الاستخباراتي” و“فشل التقديرات” الميدانية.

    ويواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي كامل، فيما تصف تقارير دولية ما يجري بأنه جرائم إبادة جماعية. وبلغ عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين نحو 196 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.

    وفي المقابل، تشير بيانات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل 890 ضابطًا وجنديًا، وإصابة أكثر من 6,000 آخرين منذ اندلاع الحرب، رغم اتهامات متصاعدة لحكومة الاحتلال بإخفاء الحجم الحقيقي لخسائرها.

    باب المندب قال كلمته لأجل فلسطين.. فهل يتكلّم هرمز وتتحَرّك السويس؟

    بين الممرات والمعبرات: لماذا لا يُغلق هرمز كما أُغلق باب المندب؟

    في زمنٍ تتسلّط فيه قوى الطغيان على الممرات البحرية، وتحوّلها إلى أدوات للحصار والتجويع، يعود السؤال الوجودي إلى الواجهة:

    هل نملك الجغرافيا… ونفرّط في القرار؟

    هل أنعم الله علينا بمواقع تُطلّ على العالم… لنجعلها جسورًا لعبور القتلة لا منابر لنصرة المستضعفين؟

    بين باب المندب الذي نطق بالإيمان، ومضيق هرمز الذي لا يزال يلتزم الصمت، تنكشف معادلة واضحة:

    ثمة أُمَّـة تقاوم، وأُخرى تحبس سيفها في غمد “الحسابات”.

    البحر لا ينطق… إلا إذَا نطقت العقيدة

    لم تكن الثروات في هذه الأُمَّــة حكرًا على ما تختزنه الأرض من نفط ومعادن…

    بل إن البركة الحقيقية تكمن في موقعها، في إطلالتها على الممرات، في قدرتها على جعل البحر ساحةً للصراع وميدانًا للإيمان.

    لكن حين تُحيد هذه النعم عن غاياتها الربانية، وتُعطَّل عن نصرة قضايا الأُمَّــة، تتحول من نعمة إلى عبء… ومن فرصة إلى خذلان.

    البحر – في منطق القرآن – ليس مُجَـرّد ماء، بل آية… وساحة يُختبَر فيها أولوا البأس من عباده، فهل آن لنا أن نُعيد البحر إلى ساحة التكليف؟

    باب المندب… حين تحوّلت الجغرافيا إلى موقف

    لم يكن إغلاق باب المندب مُجَـرّد إجراء عسكري.

    بل كان إعلانا واضحًا:

    > “لن نكون ممرًّا يُمرّر عبره الظلم”.

    “ولن يُستَخدم بحرُنا لإمدَاد الكيان الصهيوني بوقود القتل”.

    بهذا الموقف، دخل البحر في معركة الأُمَّــة، لا من موقع الحياد، بل من موقع التكليف والاصطفاف.

    فأصبح الممر ميدانًا، وأصبح الساحل شاهدًا على أن الشعوب – حين تمتلك الإيمان – تغيّر المعادلات بأدواتها لا بأوامر الآخرين.

    ولم يُغلق المندب بقرار أممي، بل بإرادَة شعبيّة يمنية تستمد مشروعيتها من القرآن، وتستقوي بالله.

    مضيق هرمز… سيف لم يُشهَر بعد

    مضيق هرمز، الذي تمر عبره أكثر من 20٪ من تجارة النفط في العالم، بيد دولةٍ ترفع راية “الاستقلال عن الهيمنة” و”الموت لأمريكا”.

    لكن…

    لماذا لا يزال المضيق مفتوحًا أمام السفن الأمريكية والصهيونية؟

    ولماذا لم يتحوّل – ولو مرة واحدة – إلى أدَاة ضغطٍ في وجه الحصار على فلسطين، وعلى أَو على أي بلد مسلم.

    هل كُتبت علينا الشعارات دون الأفعال؟

    أليس من حقّ الأُمَّــة أن ترى مواقف تُترجم على الميدان، لا تبقى حبيسة المنابر؟

    إذا كان باب المندب قد أُغلق نصرةً لغزة، فما الذي يمنع هرمز من أن يكون شريكًا في معركة الكرامة؟

    الممرات البحرية… نِعَمٌ معطّلة عن وظيفة الجهاد

    باب المندب: صرخ في وجه الصهاينة، وخنق شريانهم البحري.

    قناة السويس: مُقيّدة باتّفاقيات الذل وممر للغاز الإسرائيلي.

    مضيق هرمز: ورقة لا تزال تنتظر القرار.

    مضيق جبل طارق: بين أيدي حلفاء الاحتلال.

    البوسفور والدردنيل: تمر منهما حاملات الموت إلى البحر المتوسط.

    وفي الوقت الذي تُسخّر فيه القوى الغربية هذه الممرات لخدمة الهيمنة ونهب ثروات الشعوب، تبقى الأُمَّــة تمسك بمفاتيح البحر… لكنها لا تجرؤ على فتح الأبواب التي تليق بكرامتها.

    من لا يُدِر ممراته بروح العقيدة، تُدار عليه بقرارات الأعداء.

    مفاتيح فلسطين… بين الممرات البحرية والمعابر البرية

    حين نتحدث عن فلسطين، فَــإنَّنا لا نتحدث عن قضية منعزلة جغرافيًا… بل عن قلبٍ تدور حوله الأُمَّــة.

    وفلسطين اليوم، لا تُخنق فقط من البحر، بل من البر أَيْـضًا.

    والمعادلة واضحة: الممرات والمعابر التي تحيط بفلسطين، ليست مُجَـرّد خطوط عبور… بل مفاتيح نصر أَو أبواب حصار.

    من جهة البحر:

    ميناء أسدود المحتلّ.

    ميناء حيفا المرتبط بسفن العالم.

    ميناء العقبة الأردني.

    قناة السويس التي تمر عبرها سفن السلاح والغاز دون قيد.

    باب المندب وحده من قرّر الانحياز.

    ومن جهة البر:

    معبر رفح بين مصر وغزة، الذي يُفتح ويُغلق بقرار سياسي لا قرآني.

    معابر الاحتلال من كرم أبو سالم إلى بيت حانون.

    معبر جابر – نصيب بين سوريا والأردن، المغلق أمام شرايين المقاومة.

    معابر جنوب لبنان، المحاطة بجدران العدوّ.

    المعابر العراقية – الإيرانية – السورية، التي لو أُديرت بمنطق قرآني، لأصبحت جسور دعم لا خطوط حدود.

    هذه المعابر ليست خطوط عبور فقط… بل خطوط انحياز.

    فإما أن ننحاز لفلسطين بقرارات سيادية…

    أو نستمرّ في تسهيل مرور العدوّ إلى قلب الأُمَّــة.

    منطق الغرب… مقابل منطق الوحي:

    يرفع الغرب شعار “المصالح المشتركة” لتبرير الحصار وتجويع الشعوب.

    أما أمتنا، فعليها أن تقول: “نُدير الممرات باسم المبادئ القرآنية”:

    لحماية المظلوم.

    لردع المستكبر.

    ولنصرة القضية المركزية… فلسطين.

    الممرات ليست قضية نفط وشحن فقط، بل قضية إيمان واستخلاف.

    هي امتحاننا في الأرض… وموقفنا أمام الله والتاريخ.

    آن للبحر أن يتحَرّك بإيقاع الأُمَّــة

    لقد قالت صنعاء كلمتها:

    في البحر، في البر، وفي السماء.

    شاركت فلسطين بما تملكه، واستثمرت جغرافيتها نصرةً للحق.

    فهل ينتظر مضيق هرمز أن يُخترق قبل أن يتحَرّك؟

    هل ستبقى طهران تمسك بمفتاحه دون أن تُشهِره في وجه العدوان؟

    المعادلة باتت واضحة:

    الأمة بحاجة إلى مواقف، لا بيانات.

    وإلى قرارات تُتخذ من موقع الإيمان، لا من موضع التوازنات الدولية.

    الممرات مفاتيح عزّة… فهل نُحسن استخدامها؟

    من يُغلق باب المندب في وجه العدوّ، يفتح بوابة عزّة للأُمَّـة.

    ومن يُبقي مضيق هرمز مفتوحًا أمام أدوات القتل، يُفرّط بفرصة استراتيجية في معركة السيادة.

    البحر يتكلّم حين يتكلّم الإيمان.

    والممرات لا تُغلق إلا حين نقرّر أن نكون أُمَّـة لا تُستباح، فإن لم تحسنوا استخدام مفاتيح البحر، فكيف ستحسنون في إدارة مستقبل الأُمَّــة؟

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عبدالله عبدالعزيز الحمران

    الخليج الصهيوني… منابر للخيانة ومعاداة الأمة الإسلامية

    قد يُخفي قادة الخليج صهيونيتهم خلف عباءات الدبلوماسية وبيانات الحياد، اتقاءً للعار وتجنّبًا للغضب الشعبي، لكن إعلامهم لا يملك ذلك القناع، إذ يكشف عن ولائه بلا مواربة، ويجاهر بانحيازه للعدو الصهيوني على مدار الساعة، فالمسألة لم تعد تتعلق بالصمت، بل بالتواطؤ العلني، ومن لم يتجرأ منهم على مهاجمة غزة، وجدناه يسخّر منصاته الإعلامية لهجوم ممنهج على أنصار غزة، وعلى قوى المقاومة، وعلى كل من يرفض التطبيع.

    وهو بذلك لا يعبّر فقط عن انحياز سياسي، بل عن اندماج عضوي مع المشروع الصهيوني نفسه، حتى غدا الإعلام الخليجي – في كثير من وجوهه – جزءًا من الآلة النفسية التي تدير حربًا ناعمة ضد الوعي العربي والإسلامي.

    إن منابرهم، التي يُفترض أن تكون صوت الأمة، تحوّلت إلى أدوات لتبرير المجازر، وتجميل التطبيع، وتشويه المقاومين، وما هذا إلا انعكاس لاصطفافهم الحقيقي: فمصالحهم “الوطنية” المزعومة لم تعد تُفهم إلا في ضوء مصالح الصهيونية العالمية، وكلما اشتد الحصار على غزة، ازداد دفاعهم عن الكيان، حتى باتت أصواتهم امتدادًا لأصوات المتحدثين باسم حكومة الاحتلال، وإذا كان بعض القادة يحاولون تجميل مواقفهم أمام شعوبهم بشعارات مكررة عن “حل الدولتين” و”التوازن الإقليمي”، فإن ما يردده إعلامهم يفضح حقيقة موقفهم: موقف التبعية الكاملة، والانحياز السافر، والخيانة المغلّفة بزيٍ عربي.

    ورأينا بالأمس القريب كيف مولت قطر الجماعات التكفيرية في سورية بعد أن رفض نظامها الانخراط في مشروع العمالة والتطبيع، وتحولت البلاد إلى ساحة إعدامٍ كبرى حتى اليوم، ومكنت التكفيريين من مختلف الأسلحة اللازمة لإسقاط الدولة والجيش، من مضادات للطيران ومضادات للدروع وغيرها من الأسلحة اللازمة لضرب سورية وتفتيت وحدتها الوطنية.

    بالمقابل تبخل قطر على المقاومة الفلسطينية بأيٍ من تلك الأسلحة، وتكتفي بالعويل الإعلامي عبر قنواتها، حتى لا تبدو في الصورة صهيونية أكثر مما ينبغي، ولو أرادت نصرة غزة لأوقف قاعدة العديّد من دعم الكيان في عملياته المسلحة في القطاع، ولما سمحت لها بالانخراط في العدوان الأخير على إيران الإسلامية.

    وسياسة التقنع التي تمارسها قطر هي سياسة خليجية عتيقة، لكن دول الخليج الأخرى تخلت عن تلك الأقنعة وأظهرت صيونيتها للعلن، وما نراه من تصهينٍ سعودي إماراتي ليس وليد اللحظة، بل هو ثقافة نشأ عليها الكبير والصغير من حكام الخليج، وقد رأينا صهيونية آل سعود وآل نهيان في عدوانهم الغادر على اليمن، ولم يكن له أي دوافع سوى قمع الشعب المناهض للصهيونية والمتطلع إلى تحرير فلسطين.

    وليس لتلك الأنظمة أي أجندات خاصة بها، ما عدا الاملاءات المفروضة عليها من البيت الأبيض، كما أن ثرواتها تذهب إلى البنوك الصهيو-أميركية، فكذلك كل مواقفها السياسية والإعلامية موجهة لخدمة العدو الصهيوني، ولتفرقة الأمة الإسلامية وثنيها عن التوحد في مواجهة العدو الهمجي الذي يستهدف كل أبنائها.

    ولن تكتف تلك الأنظمة بالعمالة، بل سعت إلى تعميمها على كل شعوب المنطقة، فأنشأت كيانات وأحزاب متصهينة داعمة للكيان، ففي اليمن تدعم قطر، ومن قبلها السعودية، حزب الإصلاح، وقد تولى هذا الحزب تدمير البلاد من الداخل ونشر الفتن والعدوات الطائفية والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد، وما نراه من صراعٍ جنوبي – شمالي في اليمن، هو نتاج الإفساد الممنهج لحزب الإصلاح، وقد قدم إعلامه مؤخراً سياسات إعلامية تتطابق إلى حدٍ كبير مع الإعلام الرسمي للكيان، ولو أن قطر صادقة في دعمها لغزة وأنصار غزة لمنعت الإعلام الإخواني في اليمن من مهاجمة العمليات البحرية المناصرة لحماس والجهاد، فقطر الممول الوحيد لتلك الفئة من عملاء الصهيونية.

    بالمقابل تمول السعودية والإمارات الفرع الآخر من منافقي اليمن، من العفافيش ومرتزقة الجنوب، ورغم اختلاف هذه الفئة عن تلك التي تمولها قطر، وعن كمية الصراع بين الطرفين، إلا أنهما مجمعان على دعم الكيان والتطبيع معه، حتى لو كان بأسهم بينهم شديد، ويتبادلون الضربات الموجعة بين كل فترةٍ وأخرى.

    باختصار، فإن منظومة دول الخليج ليست مستقلة ولا تملك الحق في الكلام إلا بما يخدم المصالح الصهيونية، وما دون ذلك فليس لها الحق حتى في إبداء الرأي، ولا فرق بين العدو وبين عملائه، وللأمة كل الحق في ضرب مكامن القوة للعدو الصهيوني، وأولها مصالحه في الخليج، حيث تذهب ثرواته لتدمير الأمة الإسلامية وتفريق شعوبها، وهذه حقيقة يعلمها الأحرار ويتستر عليها الإعلام الممول من الخونة بمختلف توجهاتهم الدينية والعلمانية.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    خسائر العدو تتزايد … أي تغيير فرضته المقاومة في غزة؟

    من يتابع مسار المواجهة والعمليات العسكرية في غزة مؤخرًا، يجد أن مستوى عمليات المقاومة ضد وحدات الاحتلال التي تنفذ عملية “عربات جدعون” قد ارتفع بشكل لافت وصادم، كمًّا ونوعًا، وليتكبد العدو بنتيجة هذا الارتفاع في عمليات المقاومة يوميًا، أعدادًا كبيرة من الخسائر البشرية بين قتلى ومصابين

    وبشكل تصاعدي تقريبًا، تجاوز معدل خسائره خلال مسار العدوان على غزة، منذ عملية طوفان الأقصى وإطلاق العدو حربه ردًّا عليها.

    فكيف تدير المقاومة مناورة المواجهة ضد جنود العدو حاليًا؟ وما أسباب هذا الارتقاء في عملياتها ؟

    بداية، لناحية مناورة المقاومة القتالية حاليًا، من الواضح أن السمة الرئيسة لها، تقوم على تنفيذ العمليات المركبة، إذ يتم أولًا تفجير العبوات الناسفة بوحدات العدو المنتقلة بالآليات المدرعة أو بعناصر المشاة المتوغلة سيرًا، وذلك كمرحلة أولى؛ ليكون الاشتباك المباشر وإطلاق النار والقذائف الصاروخية ضد العناصر التي تفر من انفجارات العبوات إلى المنازل أو ركام المنازل القريبة، وذلك كمرحلة ثانية، لتأتي المرحلة الثالثة والاخيرة من العملية، وهي عبارة عن إغارة صاعقة على مجموعات الإخلاء التي تهرع لنجدة العناصر المستهدفة في المرحلتين الأولى والثانية.

    وفي هذا السياق، جاءت عملية بيت حانون الأخيرة، والتي سقط فيها للعدو خمسة قتلى وأكثر من خمسة عشر مصابًا، بعضهم حالتهم ميؤوس منها؛ لتشكل أحد النماذج اللافتة لهذه العمليات المركبة.

    الجانب الآخر من مناورة المقاومة ضد وحدات العدو، يقوم على تنفيذ عمليات استثنائية وغير مألوفة عادة لدى الجيوش والمجموعات المقاتلة، وذلك بتنفيذ أحد المقاومين وَثْبة سريعة والوصول إلى آلية مدرعة مباشرة حتى مسافة صفر، ووضع عبوة العمل الفدائي أو عبوة الشواظ في فتحة السائق أو في فتحة آمر الآلية، لتنفجر داخلها مسببة سقوط أغلب طاقمها بين قتيل وجريح.

    ما يميز تنفيذ الإجراءين أعلاه: تفجير العبوات الناسفة بالمجموعات المنتقلة، أو وضع العبوات الخاصة في فتحات الآليات المتوقفة، أنها توَّثَّق بشكل احترافي، تصويرًا حيًّا بالصوت وبالصورة، منذ التخطيط للعملية حتى انتهائها وانكفاء عناصر المقاومة، مرورًا بمراحل التنفيذ كافة، وليكون هذا التوثيق أحد أهم عناصر العملية تأثيرًا، عسكريًّا ومعنويًّا.

    أما لناحية أسباب نجاح المقاومة في تنفيذ هذه العمليات القاتلة ضد وحدات العدو، بشكل متكرر وبشكل متصاعد، فهناك أسباب متعلقة بمناورة المقاومة، وأسباب أخرى متعلقة بنمط عمل وحدات العدو.

    لناحية الأسباب المرتبطة بارتقاء مستوى مناورة المقاومة؛ يمكن الإشارة إلى أهمها، وهي:

    – ثبات عناصر المقاومة في المواجهة وارتفاع مستوى التزامهم بقتال العدو، رغم الضغوط الهائلة والإجرام غير المسبوق الذي يمارسه العدو، تدميرًا وقتلًا، وخاصة بحق أهاليهم المدنيين الجائعين.

    – اكتساب هؤلاء المقاومين، نتيجة مرور فترة طويلة من الحرب لامست السنتين تقريبًا، خبرة قتالية ملحوظة، جعلتهم يبرعون في تنفيذ عمليات المواجهة المباشرة والقتال المتقارب ضد وحدات العدو.

    – أصبح هؤلاء المقاومون، ومع استمرار الحرب، يفهمون جيدًا طريقة قتال وحدات العدو، المدرعة أو وحدات المشاة، الأمر الذي ساعدهم على اختيار التوقيتات والإجراءات المناسبة للإطباق عليهم وتنفيذ العمليات المنتجة والناجحة.

    أما لناحية الأسباب المرتبطة بتراجع المستوى القتالي لدى وحدات العدو، فيمكن الإشارة إلى أهمها، وهي:

    – اليأس الذي أصاب وحدات العدو، قيادة وضباطًا وجنودًا، بسبب امتداد أمد الحرب دون تحقيق أيٍّ من أهدافها الأساسية، ولكونها أصبحت دون أفق من الناحيتين العسكرية والميدانية، مع مراوحة وحدات العدو المهاجمة مكانها، حيث أخذت خسائرها البشرية تتراكم وتتزايد، دون أن يقابلها أي إنجاز ذي قيمة عسكرية أو ميدانية على الأرض، ليكون إنجازها فقط (في مفهومها العدواني) إسقاط أكبر عدد من المدنيين وخاصة من الأطفال والنساء.

    – الخلافات الحادة التي ظهرت مؤخرًا للعلن، بين المستويين السياسي والعسكري، وخاصة الخلاف الفاضح بين رئيس أركان جيش العدو وبين نتنياهو، والذي جاء على خلفية إصرار الأخير على إكمال عملية “عربات جدعون” رغم وصولها إلى طريق مسدود، ورغم استحالة تحقيقها الأهداف الموضوعة لها، ورغم النزف القاتل في أرواح الضباط والجنود دون أي جدوى ميدانية أو عسكرية.

    فإلى أين يمضي نتنياهو في غطرسته المدمرة لجيشه، والقاتلة والمدمرة لغزة ولأبنائها؟ وهل ينجح هذه المرة الرئيس الأميركي في فرض التسوية التي تنهي حربًا عنيفة دون أفق، والتي هي عمليًا، خشبة خلاص سوف تنقذ كيان الاحتلال من مسار النزف الذي يقوده نتنياهو نحو الانهيار؟

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    شارل أبي نادر

    “الموت لأمريكا” يجمعُ ترامب والوهَّـابية

    إن “الموت لأمريكا” من أكثر الشعارات التي أغضبت ترامب والفكر الوهَّـابي المتطرف، وحِين يقول ترامب: “لا أريد سماعَ “الموت لأمريكا” فهو يُدرك أن هذه الكلمة ليست مُجَـرّد هُتاف.. بل موقف يهز عرشه، ووعي يهدّد نظام الهيمنة.

    لكن المُفجع أن يردّد خلفه بعضُ المصلين وأئمة الحديث العبارة نفسها!

    فلماذا؟

    لأنَّهم –بوعي أَو بدون وعي– ارتبطوا نفسيًّا وفكريًّا بثقافة الخضوع، لا ثقافة البراءة.

    وحيثُ إن شعار الصرخة الذي رفعه القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي من منطقه مران بصعدة في عام 2003م كيف أثّر سلبيًّا على الأهداف والتوجّـهات، والعلاقات الواحد، لترامب والأيديولوجيات الوهَّـابية التي نشأت في شبة الجزيرة العربية.

    وإن ما يُصرح بهِ ترامب من قرارات ظالمة بحق اليمن وفلسطين هي فقط ترجمة لمعتقدات دينية محرّفة مطبوعة بالصبغة الصهيونية.

    وحيثُ إن مشكلةَ الكثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، هو سعيهم للانفصال عن الدين والقيم والأخلاق الإيمَـانية، وتنحية القرآن جانبًا عن الصراع وعن إدارة شؤون الحياة، ما يعني التجرد من أهم سلاح في مواجهة أعداء الله، ويتحَرّكون بخرافات ينسبونها للدين، وهي أفكار نفعية ومادية منفصلة عن القيم والأخلاق والمبادئ.

    لا أعتقد أن هنالك ظلمًا اليوم أشد من تبرير جرائم الأعداء وتهوينها ولفت النظر عنها وتحويل أولويات الشعوب المسلمة، عن مواجهة الخطر الحقيقي، المتمثل في (إسرائيل) وأمريكا إلى معارك جانبية لا تخدم سوى العدوّ “والوهَّـابية” تتمثل هذا الدور كأعمق ما يكون.

    عُمُـومًا؛ نموذج ترامب والوهَّـابية اليوم هو واضح في سوريا الذي يسارع للتطبيع ويقتل فئات الشعب ويغض الطرف عن (إسرائيل) التي تحتل وتنتهك السيادة السورية كُـلّ يوم.

    ونموذجنا في اليمن يشهد على صحة ما نعتقده ومواقفنا الواضحة مع فلسطين بشهادة أهلها وقادتها وتضحياتنا في هذا الخط خير دليل على مصداقيتنا وعلى الفكر الواحد الذي يجمع الطرفين ترامب والوهَّـابية.

    قال تعالى: (بَشِّرِ الْـمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أولياء مِنْ دُونِ الْـمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا) صدق الله العظيم سورة النساء- آية (139)

    الوهَّـابية وماذا قدمت للإسلام؟

    سوى الطعن في ظهور المجاهدين وكل من يقف ضد (إسرائيل) وأمريكا والتشكيك في مواقفهم ليل نهار.

    وماذا قدمت سوى فتاوى التحريض الطائفي والتكبير للذبح والسحل بحق المسلمين في دور لا يخدم سوى الفتنة والتناحر الداخلي الذي نتائجه حتمية لصالح (إسرائيل) وأمريكا؟

    وماذا قدمت الوهَّـابية سوى نشر الأفكار المنحرفة والمفاهيم التضليلية ومحاولة حرف البوصلة عن العداء لليهود الذين لعنوا على ألسن الأنبياء، وتوجيه العداوة للمؤمنين المجاهدين في إيران ولبنان واليمن وفلسطين؟

    أما آن الأوان للمخدوعين بالوهَّـابية أن يستيقظوا من غفلتهم ويراجعوا حساباتهم بعد أن سقطت الأقنعة وتهاوت الحجج وبان كُـلّ شيء على حقيقته؟!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    زياد عطيفة

    جرائم مرتزِقة “الإخوان” بحق أبناء تعز.. تجويع وتعطيش وتقتيل

    بِدمٍ بارد وبسلوكيات المجرمين يستمر مرتزِقة تحالف العدوان السعوصهيوني وعلى رأسهم حزب “الإصلاح” في محافظة تعز باستهداف وإبادة أبنائها بشكل شبه يومي.

    ممارساتٌ إجرامية متطرفة اعتاد على استخدامها فصائلُ المرتزِقة ضد أبناء محافظة تعز حتى تجاوز عددُ مَن أفنتهم آلاف القتلى في الأسواق وفي المنازل والطرقات وفي كُـلّ مكان، يضاف لهم آلاف السجناء داخل المعتقلات في المناطق المحتلّة في تعز وغيرها.

    إنها نتيجة طبيعية لممارسات إجرامية على مدى عشرة أعوام وقرابة النصف في ظل غياب المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية وموت الضمير، وكذلك في ظل صمت المجتمع الدولي الذي اكتفى فقط بالصمت أَو بتجميع أرقام الضحايا منذ بدء عدوان التحالف الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن في مارس عام 2015م.

    محطة جديدة من محطات الإجرام والإبادة سجلها عصابات” حزب الإصلاح ” التابعة لدول التحالف في محافظة تعز يوم الجمعة، بتاريخ 10 يوليو، بارتكابهم مجزرةً مروعة بمديرية التعزية، بمنطقة العرسوم، استهدفوا من خلالها الأطفال بالمدفعية وهم يلعبون في وسط الأحياء السكنية المكتظة بالسكان ونتج عن ذلك استشهاد (5 أطفال) في مجزرة بشعة ووحشية تكرارًا لممارسات القتل والإبادة السابقة التي اعتاد عليها هؤلاء الخونة والتي لا يكاد يمر يومٌ أَو أسبوعٌ واحدٌ دون أن ترتكب جرائمَ مروعة بحق المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ لتُبيد وتقتل سنويًّا المئات منهم وتهدّد مصير الآلاف في حياتهم المستقبلية.

    الجريمة الوحشية حدثت أمام مرأى ومسمع من أبناء تعز وقد شاهدها أغلب أبناء اليمن، ولم تكن هي الجريمة الأولى التي ترتكبها مليشيات “الإصلاح” في تعز فقد سبقتها المئات من جرائم القتل والإبادة المروعة وبطرق مختلفة ووسائل متعددة وبنفس الخطوات وبنفس السيناريو.

    وبإيعاز من تحالف العدوان أبادت ونكّلت وهجَّرت تلك الجماعات الإجرامية قبل سنوات قليلة أهاليَ قرية الصراري بعد أن خنقوهم بالحصار لأسابيعَ متعددة.

    كما أن تعز قد شهدت جرائم أُخرى كثيرة أكثر فظاعة منها على سبيل المثال لا الحصر جريمة قتل “بيت الرميمة والجنيد” وسحل وذبح وتقطيع العديد من أبنائهم في مشاهد مصوَّرة وموثَّقة للرأي العام، ولا زالت الجرائم تتوالى يومًا بعد يوم، وحينما نتحدَّث عما آلت وتؤول إليه الأمور يومًا بعد يوم في المحافظات المحتلّة سواء في داخل المناطق المحتلّة أَو في المناطق القريبة منها والمحاذية لها فَــإنَّنا نتحدث عن عشرات البيوت بل مئات الأسر وعشرات الآلاف من المظلومين في كُـلّ قرية ومنطقة ليس فقط على يد حزب “الإصلاح” التكفيري بل على يد الكثير من الفصائل المرتزِقة المجرمة الأُخرى، لكن حزب “الإصلاح” هو الحائز على المرتبة الأولى من الرصيد الإجرامي من بين لفيف خونة وعملاء تحالف العدوان.

    وهذه الجرائم البشعة والمروعة لا يمكن أن يغفرها التاريخ ولا يمحوها الزمن ولن يتنازل عنها الضمير الحي في أوساط القبائل اليمنية الأبية ولن تسقط أبدًا بالتقادم ويتبرأ من جرائمهم التاريخ والزمن، وعليه يجبُ على كُـلّ النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية والإعلامية.. على كُـلّ الكُتَّاب والخطباء والمرشدين والمعلمين وعلى كُـلّ الأحرار في كُـلّ مكان العمل.. تبصيرُ الناس ومقاومة الظلم والطغيان والانطلاق لمواجهة العدوّ وتحرير بقية المناطق المحتلّة وتخليص المستضعَفين من شرور المرتزِقة الخونة المجرمين.

    والجميع مطالَبٌ بالأخذ بالأسباب حتى يأذن الله بالنصر ومطالَب بإرشاد وتبصير المجتمع حتى يصبح مجتمعًا محرَّرًا واعيًا مستفيقًا يستحق النصرَ والتمكين.

    وثمنُ المواجهة مع العدوّ مهما كان غاليًا فهو أقل مما سيدفعه الناس في الاستسلام والعبودية باهظًا.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    نبيل بن جبل

    عن الأسرى الصهاينة وعائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون العدوّ

    منذ اللحظة التي أعلنت فيها المقاومةُ الفلسطينية في غزّة عن أسرِ عددٍ من الجنود والمستوطنين الصهاينة خلال معركة “طوفان الأقصى” المجيدة، تحوّلت قضيّةُ “الرهائن” الصهاينة إلى محور اهتمام عالمي تُخصَّصُ لها الساعاتِ الطويلةَ على شاشات التلفاز، وتُبذَلُ الضغوطُ السياسية، وتُنصَبُ الخيام في الساحات، وتُسكَبُ الدموع على من تصفُهم وسائلُ الإعلام بأنهم “ضحايا أبرياء”.

    في المقابل، يقبعُ أكثر من 10،800 أسير وأسيرة فلسطينيين في زنازين الاحتلال، بعضُهم منذ أكثر من ثلاثين عامًا، دون أن يرفَّ جفنٌ لهذا العالم المنافق، أَو يسمع أحدٌ أنينَ أُمٍّ فلسطينية تنتظر عِناقًا مؤجَّلًا منذ عقود.

    يُقدَّم الأسيرُ الصهيوني كإنسان مظلوم، خُطِفَ من بين أحبّته، ويُظهَرُ عبرَ الصور العائلية والقصص العاطفية التي تُبَثُّ ليلًا ونهارًا.

    يحرص الإعلام الغربي على تغذية هذه الرواية: الطفل الذي ينتظرُ أباه، الزوجةُ التي لا تنام، والأمُّ التي لا تكفّ عن البكاء. كُـلُّ ذلك يجري بمعزلٍ تامّ عن سِياقِ الحرب والاحتلال، وكأنّ هؤلاء “الرهائنَ” لم يكونوا جُزءًا من آلة عسكرية تدمّـر غزّة، وتحاصر الفلسطينيين، وتجثم فوق أرضهم. تُجنَّد الحكومات والسفارات والمنظمات الدولية للضغط على المقاومة الفلسطينية، وتُدان كُـلّ محاولة للمطالبة بتبادل الأسرى بوصفها “ابتزازا إنسانيًا”، بينما يُغضّ الطرف تمامًا عن أصل المأساة: الاحتلال الصهيوني والاستعمار الاستيطاني.

    لا أحد يسمع عن 73 شهيدًا ارتقَوا في سجون العدوّ منذ 7 أُكتوبر 2023، ولا عن 10،800 أسير وأسيرة فلسطينيين يعانون في زنازين الاحتلال، بينهم نحو 400 طفل، و50 امرأة، و500 مريض، وبعضهم معتقَل منذ أكثر من ثلاثين عامًا. لا حديث عن حرمانهم من الزيارة والعلاج والتعليم، ولا عن الأطفال الذين يُختطفون ليلًا من بيوتهم ويُزَجّ بهم في أقبية التحقيق، ولا عن المعتقلين الإداريين (3600 معتقل) الذين يُحتجزون بلا تهمة أَو محاكمة. لا صورة لدموع أُمٍّ فلسطينية، ولا مشهد لعائلة تنتظر خبرًا من ابنها خلف القضبان. بالنسبة للآلة الإعلامية الغربية، الأسير الفلسطيني مُجَـرّد “إرهابي”، لا يُعامَل كإنسان، ولا يُؤخَذ بعين الاعتبار في حسابات العدل والضمير. وتغدو مطالبة المقاومة بالإفراج عنهم وكأنّها جريمة أخلاقية، لا حقًّا مشروعًا.

    وسطَ هذا الصراع غير المتكافئ، تقف “السلطة الفلسطينية” ومعها النظام العربي الرسمي المهزوم، موقفَ العاجز والمتواطئ. لا تحَرّك السلطة ساكنًا، إلّا عبر تصريحات باهتة تُلقى في المناسبات.. أما سفاراتُ السلطة الفلسطينية، فتمارس الصمّ والبكم، ولا علاقة لها بحملات التضامن مع الأسرى أَو المعارك القانونية والسياسية في المحافل الدولية. صمتٌ مطبِقٌ أمام المجازر اليومية والاعتقالات الجماعية، بل وصل الأمر إلى قمع الفعاليات الشعبيّة المتضامنة مع الأسرى إن تجرّأت على الخروج عن الخطّ الرسمي.

    إنّ التنسيق الأمني مع الاحتلال، الذي تفتخر به السلطة سِرًّا وتتنصَّلُ منه علنًا، هو أحد الأسباب المباشرة لاستمرار الاعتقالات وانهيار الثقة الشعبيّة بها. هذا العجز المقصود لا يُبرّر بالضعف، بل يُفهَم في سياق وظيفةٍ سياسية أمنية تتماهى مع منطق “إدارة الاحتلال”، لا مقاومته، ومع نهج المفاوضات العبثية، لا الكفاح؛ مِن أجلِ تحرير الأسرى.

    وما يزيد الطين بلّة هو حالة الخمول التي تعاني منها غالبيّة “التنظيمات” الفلسطينية في الضفّة الغربية. باستثناء بعض المبادرات الفردية والشبابية، لا يوجد حراكٌ منظَّم أَو حملات دائمة توفّر المنابر لصوت عائلات الأسرى الفلسطينيين، أَو تفضح واقع الأسرى، أَو تعبّر عن صوت ذويهم. اختفت لجان الأسرى الفاعلة. فهذه “التنظيمات”، وما يُسمّى “مؤسّسات حقوق الإنسان”، التي كان يُفترَض أن تقود الشارع دفاعًا عن أبنائها في السجون، أصبحت عاجزة عن مخاطبة جماهيرها، فضلًا عن مخاطبة العالم. في الوقت الذي تُنظَّم فيه في تل أبيب مسيرات أسبوعية لعائلات الجنود الصهاينة، تفتقر مدن الضفة إلى نشاطاتٍ متواصلة تعبّر عن أُمهات الأسرى الفلسطينيين وآبائهم وأبنائهم. هذا الصمت نتيجةٌ للتآكل التنظيمي، والبيروقراطية، والانقسام السياسي الذي مزّق الحركة الوطنية.

    يتجلّى نفاق العالم حين يُقدَّم الجندي الصهيوني كضحيةٍ مستحَقّة للتعاطف، بينما يُختَزل الأسير الفلسطيني في “رقم أمني” أَو يُتَّهَم بـ “الإرهاب”. وما أن يسمع أحدهم عبارة “عائلات الأسرى” حتى يتصوّر المرء أنّ الحديث يدور عن عائلات الصهاينة الأسرى في القطاع. فالإعلام الغربي لا يرى في المعتقَل الفلسطيني إنسانا، لا يرصد قصته، ولا يروي معاناته، ولا يفتح له منبرًا يروي فيه مأساته. في المقابل، تُفتَح أبواب المنظمات والبرلمانات لعائلات الجنود، ويُستخدَمون كورقة سياسية للضغط على المقاومة، متناسين أن من يُطالب بحريته إنما يُطالب بالعدالة.

    تقول أم فلسطينية: “ابني في السجن منذ عشرين عامًا، كَبُر في غيابي، وأنا كَبِرتُ على بابه. لم ألمسه، لم أعانقه، لا أعرف كيف تبدو ملامحه اليوم. لماذا لا يسمع أحد صرختي؟ هل أنا أقل أمومةً من غيري؟ أم أنّ دمي رخيص؛ لأنني فلسطينية؟”

    لكن هذه الكلمات لا تجد أُذنًا صاغية؛ لأنّ قائلتها من “الطرف الخطأ” في معادلة الاستعمار. العالم لا يكترث، والمؤسّسات الحقوقية مشغولة بعدّ أنفاس الجنود الصهاينة، لا صرخات الأُمهات الفلسطينيات.

    لقد كشفت تجربة المقاومة في غزّة أن معادلة الأسرى ليست مُجَـرّد ملف تفاوضي، بل عنوانٌ للكرامة الوطنية. بل إنّ قضيّة الأسرى وتحريرهم كانت أحد أهم أسباب معركة طوفان الأقصى المجيدة. ومن أراد المساواة في الألم، فليبدأ بتحقيق العدالة أوّلًا، وليكسر جدار الصمت والتواطؤ والنفاق الذي يُحاصِرنا منذ عقود. المطلوب اليوم ليس فقط تبنّي خطابٍ إنسانيٍّ متوازن، بل انتزاع قضيّة الأسرى وعائلاتهم من قبضة التهميش والتجاهل والصمت، وإعادتها إلى موقعها الطبيعيّ في قلب معركة التحرّر الوطني، كقضيّة مركزيّة.

    إنّ هؤلاء الأسرى البواسل في سجون العدوّ هم في الواقع القيادة الفلسطينية الموثوقة، الشرعية، الحقيقية، والوحيدة. إنهم الممثّل الشرعيّ الوحيد للشعب الفلسطيني ونضاله التحرّري. ومن لا ينتصر لغزّة والمقاومة المسلّحة الباسلة، لن ينتصر للحركة الأسيرة الفلسطينية، خطّ الدفاع الأول عن فلسطين.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    خالد بركات