المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 820

    حقوق الانسان تدين اعدام قوات النظام السعودي ثلاثة شبان يمنيين في منطقة الرقو

    حقوق الانسان تدين اعدام قوات النظام السعودي ثلاثة شبان يمنيين في منطقة الرقو

    أدانت وزارة حقوق الإنسان إقدام قوات النظام السعودي على اعدام ثلاثة من الشباب اليمنيين في المناطق الحدودية بمنطقة الرقو، التابعة لمحافظة صعدة.

    وأكدت الوزارة في بيان، أن هذه الجريمة الوحشية البشعة تضاف إلى قائمة طويلة ومستمرة من الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي بشكل ممنهج بحق اليمنيين في المديريات الحدودية.

    ودعت منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التوقف عن سياسات غض الطرف عما يرتكبه النظام السعودي بحق اليمنيين على الحدود.

    واعتبرت هذا التغاضي المستمر من قِبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة هو ما دفع وشجع النظام السعودي على ارتكاب المزيد من الجرائم ومجازر الإعدام الجماعية والفردية بدم بارد، غير آبه بمحاسبة أو مساءلة أو حتى إدانة.. داعية إلى موقف دولي حازم ومسؤول تجاه استمرار الجرائم والانتهاكات السعودية.

    مأساةُ الحصار لمطار صنعاء

    مأساةُ الحصار لمطار صنعاء

    العقاب الجماعي والحصار البري والبحري والجوي من أكبر الجرائم التي ارتكبها ولا يزال العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا طيلة 9 سنوات مضت، وهو إجراء مخالف لمبادئ القانون الدولي وللشرائع السماوية والإنسانية.

    في 9 أغسطُس 2016 أغلق العدوان الأمريكي السعوديّ مطار صنعاء، فتوقفت الرحلات الجوية منه وإليه، وعاش اليمنيون إلى يومنا هذا سنوات قاسية كانت أكثر وجعاً وإيلاماً على المرضى الذين هم في أمسِّ الحاجة للسفر للخارج لتلقي العلاج، ومع ذلك لم تنظر إليهم الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي بعين الرحمة، وواصل الأعداء سياسَة “الخنق” بكل وقاحة ولؤم.

    تقدر الإحصائيات عدد المرضى اليمنيين الذين توفوا؛ بسَببِ إغلاق مطار صنعاء الدولي بحوالي 80 ألف مريض، في حين أن هناك أكثر من 400 ألف مريض حالتهم مستعصية ويريدون السفر إلى الخارج عبر المطار، وَإذَا استمر الإغلاق فَــإنَّ ذلك يعني المزيد من الوفيات؛ ولهذا تظل مأساة الحصار هي الأكثر إيلاماً للقيادة وللشعب.

    إن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي يعني الحكم بإعدام آلاف المرضى، كما حدث مؤخّراً لمريضة توفيت وهي على سُلَّمِ الطائرة بالمطار كانت في رحلة للخارج للعلاج، بعد أن ظلت لأشهر تنتظر دورها للسفر الذي حدّد لجهة واحدة فقط وهي الأردن، في إجراء تعسفي لا يمكن أن يقبل به أحد.

    لا شك أن الأمريكي والسعوديّ والمرتزِقة، وبعد أن فشلوا في تحقيق انتصار عسكري على أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في الميدان، لم يعد لديهم سوى الورقة الإنسانية للمساومة، آملين أن يجبر هذا الإجراء صنعاء على تقديم التنازلات، لكن هذه السياسة باءت بالفشل، فالصبر الكبير والاستراتيجي للشعب اليمني كان من أهم وأبرز عوامل الصمود في التصدي لهذه العنجهية المتواصلة لدول العدوان.

    ليس هناك شعب أشد كبرياء من الشعب اليمني، واجه العدوان والحصار طيلة 9 سنوات بصبر وثبات لا نظير له، تحمل كُـلّ الآلام والمتاعب، ومع كُـلّ محنة كان يقف شامخاً قوياً عزيزاً لا يعرف الخضوع ولا الاستسلام، ومع ذلك لم يستوعب السعوديّ ولا الأمريكي والإماراتي الدرس حتى الآن.

    هذه السياسة الموحشة لتحالف العدوان لا يمكن أن تمر بسلام، والقيادة الثورية والسياسية والعسكرية لا يمكن أن تسكت إلى ما لا نهاية؛ هي تؤكّـد للأعداء بأن الملف الإنساني يجب أن يكون بعيدًا عن أية مساومة، لا ينبغي المساومة بفتح مطار صنعاء ولا المساومة بالرواتب وفتح ميناء الحديدة، مقابل تقديم تنازلات في الجانب العسكري؛ فهذه أمور لا يمكن لَيُّ ذراع صنعاء عن طريقها، مع أنها حساسة ومؤلمة للجميع، لكن إذَا ما استمر العدوّ في غيه وعدم استيعاب المتغيرات في الواقع فَــإنَّ القيادة تعرف الطريق لتأديبه، ولن يكون ذلك بعيدًا على الإطلاق.

    ــــــــــــــــــــــــــــ
    أحمد داوود

    سرايا القدس: كتيبة طولكرم تستهدف قوة صهيونية بشكل مباشر وتصيب جنودها

    سرايا القدس: كتيبة طولكرم تستهدف قوة صهيونية بشكل مباشر وتصيب جنودها

    أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الأربعاء، أن كتيبة طولكرم بالضفة المحتلة استهدفت قوة صهيونية وأصابت جنودها بشكل مباشر.

    ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن السرايا، قولها: “نفذت إحدى مجموعاتنا في كتيبة طولكرم عملية إطلاق نار فجر اليوم استهدفت آليات وقوات العدو بمنطقة “حي الجنوبية” بمدينة طولكرم بوابل كثيف ومتتالي من الرصاص بشكل مباشر”.

    وأضافت: “أكد مجاهدونا في كتيبة طولكرم وقوع إصابات محققة، وإلحاق أضرار مباشرة في صفوف العدو، وتمكن مجاهدونا من الانسحاب والعودة لقواعدهم بسلام”.

    استشهاد مواطن جراء قصف سعودي على صعدة

    تصعيد سعودي على الحدود.. والحصيلة 7 جرحى من المدنيين خلال ساعات

    استشهد مواطن يمني، اليوم الأربعاء، جراء قصف سعودي استهدف المناطق الحدودية في محافظة صعدة شمال البلاد.

    جاء ذلك بعد قصف شنته قوات حرس الحدود السعودية على مديرية شدا الحدودية بمحافظة صعدة. ويأتي ذلك بعد استشهاد مواطن يمني في ذات المنطقة بنفس الطريقة خلال الساعات القليلة الماضية.

    وكذا بعد إقدام قوات النظام السعودي على إعدام ثلاثة شبان يمنيين في منطقة الرقو الحدودية بمحافظة صعدة في تواصل لجرائمها غير المبررة بحق اليمنيين.

    ردا على نشر مدمرات أمريكية.. وزير الدفاع الايراني: ايران قوية لا يمكن لأحد تهديدها

    ردا على نشر مدمرات أمريكية.. وزير الدفاع الايراني: ايران قوية لا يمكن لأحد تهديدها

    علق وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا أشتياني على نشر مدمرات وطائرات مقاتلة أمريكية في مضيق هرمز، بالقول ان بلاده قوية و لا يمكن لأحد تهديد امنها مشيرا الى القدرة والقوة الإقليمية التي تتمتع بها ايران حاليا.

    ونقلت وكالة الانباء الايرانية ارنا عن العميد محمد رضا أشتياني قوله اليوم الأربعاء بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم اليوم بأداء دور إقليمي ودولي بنّاء ومؤثر.

    وفي اشارة الى تصريحات رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء باقري، الثلاثاء حول قوة الردع الايرانية، اكد العميد اشتياني على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاوزت مرحلة الاذعان الى تهديدات الاعداء وخطت اشواطا متقدمة من القدرة والقوة بدورها الإقليمي والدولي الفعّال الذي تتبعه وهي في حالة تقدم وتتطور مستمرة.

    وبخصوص بناء طائرات هليكوبتر محلية بالتعاون مع شركات قائمة على المعرفة،افاد العميد اشتياني بأن وزارة الدفاع بمختلف أبعادها في مجالات الملاحة الجوية في الطائرات بدون طيار وطائرات الهليكوبتر وميادين القتال البري وغيرها من القضايا مع الأخذ في الاعتبار مهمة دعم القوات المسلحة والعلاقة التي تربط وزارة الدفاع بعدد كبير من الشركات القائمة على المعرفة ، تسعى لإمتلاك أسلحة جديدة ولتطوير الأسلحة الموجودة لديها .

    وصرح بأن وزارة الدفاع والجيش وهيئة الأركان العامة يعملن على الانتهاء من بناء مدمرة دماوند التي ستطلق قريبا.

    وفي اشارة الى الدور المهم الذي تلعبه الطائرات المسيرة في مجالات القتال والاستطلاع والزراعة والخدمات والشؤون الصناعية، اكد العميد اشتياني على ان ايران تمتلك قوة بارزة في مجال الطائرات بدون طيار في العالم لافتا الى ان جميع الدول تسعى الى استخدام الطائرات المسيرة لتحسين قدراتها الدفاعية.

    خطيب الأقصى يُحذر من خطورة مسيرات المستوطنين في مدينة القدس المحتلة

    خطيب الأقصى يُحذر من خطورة مسيرات المستوطنين في مدينة القدس المحتلة

    حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، اليوم الأربعاء، من خطورة وتداعيات المسيرات التي ينظمها قطعان المستوطنين الصهاينة، وتجوب البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة.

    ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن الشيخ صبري تعقيباً على مسيرات المستوطنين بالقدس، قوله: إنّ “الحرب الدينية في تصاعد مستمر”.. مشدداً على أن المستوطنين يحاولون من خلال هذه المسيرات التي تجوب شوارع البلدة القديمة، إثبات وجود لهم عبر رفع الأعلام الصهيونية.

    وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد نظمت الليلة الماضية، مسيرة أعلام استفزازية حول أبواب المسجد الأقصى، تحضيراً لما يسمى ذكرى “خراب الهيكل” التي توافق 27 يوليو الجاري.

    خلاف ألماني بريطاني بشأن صفقة طائرات للسعودية

    خلاف ألماني بريطاني بشأن صفقة طائرات للسعودية

    قالت صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية إن المستشار الألماني أولاف شولتس أعلن أن ألمانيا لن تسمح بتصدير مقاتلات يوروفايتر إلى السعودية في المستقبل القريب.. حيث كشفت صحيفة ألمانية عن وثيقة حكومية تربط مثل هذا القرار بانتهاء الحرب في اليمن.

    وأكدت أن برلين ترفض تصدير طائرة مقاتلة من طراز تايفون المصنعة من قبل شركة يوروفايتر بي أي إي سيتيمز إلى السعودية.. وذلك تحت ضغط قوي من نائب المستشار ووزير الاقتصاد والمناخ، روبرت هابيك، ووزيرة الخارجية، أنالينا بربوك.

    وذكرت أنه كان على المستشار الألماني أولاف شولتس أن يقرروا العزم على تأكيد في فيلنيوس في اليوم الثاني من قمة الناتو التي كانت متوقعة بعد أيام من إعلان حزب الخضر الألماني والحزب الاشتراكي الديمقراطي معارضة بيع التايفون إلى الرياض.

    لا تصدير قبل نهاية الحرب في اليمن

    وأفادت الصحيفة أن هذا القرار يتعارض مع وعد أولاف شولتس بإعادة تصدير الأسلحة إلى السعودية مرة أخرى خلال رحلته إلى رياض في سبتمبر 2022.. كان حجم التراخيص الألمانية للتايفون صغيرا جداً بالفعل على أي حال 883,550 يورو للنصف الأول من عام 2023 و 44,2 مليون في عام 2022، وكان يتعلق فقط بالمبيعات غير المباشرة عبر دول أوروبية أخرى.

    وأوردت أن المستشارة تطبق بوضوح شديد عقد الائتلاف، الذي يوحد الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والحزب الليبرالي، بشأن صادرات الأسلحة إلى الأنظمة الاستبدادية أو هي في حالة حرب. وأضافت ان السعودية تقود تحالفا عسكرياً يقاتل القوات المسلحة اليمنية في اليمن منذ عام 2015.. في حين أوقفت ألمانيا مبيعات الأسلحة للسعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018.

    وتابعت أن قرار برلين هذا سيثير غضب بريطانيا، التي كانت تتفاوض منذ عدة أشهر على بيع 48 إلى 70 طائرة إضافية إلى رياض.. منذ التقارب بين السعودية وإيران في بداية هذا العام، أبلغت بريطانيا ألمانيا أنها لم تعد قادرة على منع تصدير الطائرات إلى دول ثالثة.

    الصحيفة رأت أن الأهم من ذلك هو أن شركة كونسورتيوم يوروفايتر لديها طموحات كبيرة للمبيعات المستقبلية من تايفون.. وفي 19 يونيو، قدر جيانكارلو ميزاناتو، الرئيس التنفيذي لشركة يوروفايتر، إمكانات مبيعات 150 إلى 200 طائرة خلال العامين المقبلين.

    ووفقا له، هناك فرص حقيقية لطلبات إضافية في ألمانيا وإسبانيا وفي سوق التصدير.. مضيفاً أن لدينا فرص جيدة لتوسيع العملاء وزيادة حجم أسطول يوروفايتر من عملائنا الحاليين للعملاء الحاليين في الشرق الأوسط.

    الصحيفة كشفت أنه منذ بدء البرنامج، باعت شركة يوروفايتر 681 طائرة من طراز تايفون، منها 151 طائرة للتصدير 72 طائرة للسعودية، و 28 طائرة للكويت، و 24 طائرة لقطر، و 15 طائرة للنمسا، و 12 طائرة لعمان.

    علاوة على ذلك، في منتصف يوليو، سلمت 581 طائرة، بما في ذلك 117 للتصدير. في مارس 2018، وقعت شركة بي أي إي سيستمز مذكرة تفاهم مع رياض لتزويد القوات الجوية السعودية بـ 48 طائرة تايفون و 44 مقعداً فردياً و 4 مقاعد مزدوجة لتحل محل طائرات تورنادو القديمة.

    علي القحوم: على السعودية الخروج من العباءة الأميركية

    علي القحوم: على السعودية الخروج من العباءة الأميركية

    نصح عضو المكتب السياسي في حركة «أنصار الله»، علي القحوم، السعودية بالمضيّ في تنفيذ استحقاقات السلام والخروج من العباءة الأميركية، مشدّداً، في حوار أجرته معه «الأخبار»، على أن ذلك هو «الطريق الصحيح للولوج إلى سلام مستدام ينتصر فيه الجميع».

    وإذ يبدي تفاؤلاً بنجاح المساعي العمانية والتفاهمات التي عُقدت إلى الآن بين صنعاء والرياض، فهو يحذّر من تداعيات استمرار العدوان والحصار والتباطؤ في تنفيذ الخطوات الإنسانية، منبّهاً إلى أن المعادلة العسكرية تغيّرت بشكل كبير بعد ثماني سنوات من الحرب.

    فيما يلي نصّ الحوار:

    إلى أين تمضي خطوات السلام في اليمن بعد عام ونيّف من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ؟

    – حتى الآن، لا نزال متفائلين بنجاح الوساطة العُمانية والتفاهمات مع السعودية. وننصح الرياض بأن تمضي في تنفيذ خطوات السلام، وتخرج من العباءة الأميركية والغربية، وتكسر القيود التي تعيق تحقيق السلام في اليمن، كون ذلك يمثّل مصلحة متبادلة للبلدين بالنظر إلى المتغيّرات وواقع اليمن الجديد. وبدلاً من العدوان والحرب، تُعدّ مراعاة الجوار والمصالح وتحسين العلاقات المتكافئة بين البلدين، الطريق الأنجع للولوج إلى سلام مستدام ينتصر فيه الجميع، مع قراءة الوقائع الجديدة والتطوّرات الكبيرة والملحوظة في الصناعات العسكرية اليمنية التي كانت ولا تزال الحصن القوي لليمن، وللمنطقة في حال تغيّرت معادلات الخصومة والعداوة، وتمّ التحوّل إلى مربّع الصداقة والعلاقات الطيبة مع المحيط العربي والإسلامي.

    وفي حال استمرار التسويف في تنفيذ استحقاقات السلام؟

    – على دول العدوان أن تدرك أن أمن واستقرار اليمن من أمن واستقرار المنطقة. وفي حال ظلّت المؤامرات الدولية المهولة على اليمن، أو في حال الاستمرار في العدوان والحصار والتباطؤ في تنفيذ الملفات الإنسانية وإجراءات السلام، فالمعادلة الأمنية واضحة والمعادلة العسكرية تغيّرت بشكل كبير بعد ثماني سنوات من العدوان.

    على ذكر الملفّ الإنساني، هل ثمّة محاولات لتجزئة هذا الملفّ بالفعل؟

    – نحن رؤيتنا واضحة في هذا الجانب، ومتمسّكون بتنفيذ هذه المعالجات كحزمة واحدة، من دون تجزئة. فإطلاق الأسرى والمعتقلين وصرف المرتّبات من الخطوات التي لا يمكن تجاوزها لتحريك عجلة السلام. وتنفيدها يعكس نوايا صادقة في وقف العدوان والحصار الأميركي – السعودي – الإماراتي على اليمن. لذلك، مطالبنا في هذا الملف، إضافة إلى رفض اليد الخارجية والوصاية والهيمنة الاستعمارية، وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وجبر الضرر، هي مطالب كلّ أبناء الشعب اليمني، وهي رؤية واضحة لا تقبل اللبس والتفسير.

    كيف هو الوضع الآن في ميناء الحديدة ومطار صنعاء؟

    – ميناء الحديدة ومطار صنعاء لا يزالان تحت الحصار. وموضوع دخول بعض السفن إلى ميناء الحديدة بشكل جزئي، وعدد قليل من الرحلات من مطار صنعاء وإليه، لا تفي باحتياجات الشعب اليمني. وهذه حقوق للشعب اليمني وليس فيها خصوصية لـ«أنصار الله»، بل يستفيد منها كلّ الشعب اليمني، وهي من الأساسيات التي بُنيت عليها الهدنة وخفض التصعيد ومعالجات الملفات الانسانية.

    لماذا لم تجد معضلة تعز طريقها إلى الحلّ إلى الآن؟

    – استهداف تعز وسكانها الشرفاء، ورفض كل الجهود التي بذلت منذ المراحل الأولى للعدوان في سبيل تحييدها عن الحرب، يعكسان إرادة وأجندات الدول الرباعية، ويرتبط ذلك بما تحتلّه تعز من موقع جغرافي مهم مطلّ على باب المندب وكذلك بالكثافة السكانية. لذا، عملت دول العدوان منذ البداية على نشر عناصر «القاعدة» و«داعش»، ودعمت مشروع التنظيمات الإرهابية التدميري، بهدف جعل تعز قنبلة موقوتة تنفجر بما يخدم مشاريع رباعية العدوان الاستعمارية. ولهذا، لا بد من رفع مستوى الوعي الوطني وتوحيد الصفوف الوطنية في مواجهة المؤامرات الدولية المحدقة بتعز وسكانها بالدرجة الأولى، وباليمن ككل.

    لكن، أنتم متّهَمون بفرض الحصار على مدينة تعز، كيف تردّون على ذلك؟

    – اليمن لا يزال في وضع عدوان وحصار منذ نحو تسع سنوات. وهناك محاولات تضليل ممنهجة ومغرضة للتشويه بخصوص تعز. يأتي ذلك في إطار الكيد السياسي في هذه القضية التي أصبحت تُستخدم للدعاية الإعلامية وصرف أنظار الرأي العام اليمني عن جرائم وانتهاكات الاحتلال وأجندات العدوان، وخاصة في المحافظات المحتلة. وفيما يخص مدينة تعز، الواقع مختلف عما تردّده أدوات العدوان ووسائله الإعلامية والذي ينافي الحقيقة. فمدينة تعز كبيرة ولها ارتباطات بطرقات مع عدد من مديرياتها، وهي طرقات مفتوحة وينتقل فيها المواطنون بدون صعوبة. والطرقات المغلقة محدودة، وتتمثّل بالطرقات التي قُطعت على خلفية وقوعها في مناطق تماس متقدّمة جرت فيها مواجهات عسكرية مع الأطراف المعادية، وتُعدّ جبهات عسكرية.

    الطرقات المغلقة تتمثّل في تلك الرابطة بين منطقة الحوبان والمدينة؟

    – نعم. هي محدودة بطريق حوبان – المدينة، والذي قُطع تحت وقع المواجهات، ومن قِبل الطرفين، وليس من طرف صنعاء كما يزعم الطرف الآخر. ومع ذلك، استشعرنا المسؤولية وبذلنا ولا نزال نبذل جهوداً لفتح الطريق بهدف تسهيل الدخول من الحوبان إلى المدينة، وكذلك تأمين وتسهيل الخروج من المدينة إلى الحوبان من أجل تخفيف معاناة المواطنين.

    مع هذا، لا يزال ملفّ فتح طرقات تعز متعثّراً، لماذا؟

    – خلال السنوات الماضية، لم تتوقّف جهودنا لإنهاء معاناة أبناء تعز الناتجة من إغلاق الطرقات بين جنوب المدينة وشمالها، وبادرنا الى فتح طريق من جانب واحد، لكن الطرف الآخر الذي يذرف اليوم دموع التماسيح على طرقات تعز، رفض كلّ الجهود وكل المبادرات والآليات التي تؤمن الطرقات والمارّة فيها، في تعنّت واضح وإصرار غير مبرر، متسبباً بمعاناة كبيرة لأبناء تعز.

    هل لا تزال الطرقات التي فُتحت من جانبكم سالكة؟

    – العام الماضي، وبتوجيهات من قيادة الثورة والقيادة السياسية، تمّ الإيعاز إلى السلطة المحلية في تعز بفتح طريق يسهّل مرور الناس من جنوب المدينة إلى شمالها. وتمت تهيئة وفتح طريق الستين – الخمسين – المدينة من جانب الجيش واللجان الشعبية. وكان ردّ الطرف الآخر أن مَنَع المواطنين من استخدام الطريق بالقوة.

    هل تتوقّعون اختراقاً قريباً في هذا الملف؟

    – كنّا ولا نزال مستمرّين في بذل الجهود مع الجهات المحلية التي تسعى إلى فتح الطرقات، من منظمات مدنية وقيادات حزبية، ومنها الحزب الاشتراكي. وعند التواصل والتنسيق معنا، فوجئنا بإعلان بيان من عبد الكريم شيبان، ممثّل الطرف الآخر في تعز، يرفض فيه أيّ جهود محلية لفتح الطريق، ما أدى إلى إعاقة كل التحركات المحلية لفتح الطريق الرئيس بين المدينة والحوبان، ليظلّ الموضوع كما رسمت له دول العدوان الرباعية والمرتزقة التابعون لها، موضوعاً للابتزاز السياسي والبهرجة الإعلامية. كلّما حاولنا تحقيق اختراق في هذا الجانب، يتمّ إفشاله. لذلك، نحمّلهم مسؤولية العرقلة وإعاقة الجهود المبذولة لفتح الطرقات في تعز.

    قائد الثورة يبارك للشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول العام الهجري 1445هـ

    الرابعة عصرا.. كلمة مرتقبة للسيد الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات

    توّجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالتهاني والتبريكات إلى الشعب اليمني والمرابطين في ميادين الجهاد والعزة والشرف والبطولة ومنتسبي القوات العسكرية والأمنية وأبناء الأمة الإسلامية بحلول العام الهجري الجديد 1445هـ.

    فيما يلي نص البيان:

    قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم “إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” .. التوبة 40 صدق الله العلي العظيم.

    بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، نتوجه بالتهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ومجاهديه الأعزاء المرابطين في ميادين الجهاد والعزة والشرف والبطولة، ومنتسبي قواته العسكرية والأمنية وإلى أبناء أمتنا الإسلامية كافة، ونسأل الله أن يكتب لشعبنا وأمتنا في هذا العام الخير واليُسر والتوفيق والنصر وأن يجعله عام خير ورحمة وبركة.

    إن ارتباط العام الهجري بالهجرة النبوية لهو خير مُلهم وحافز لأمتنا الإسلامية لاستقبال العام الجديد، والانطلاقة فيه بروح وثابة وأمل عظيم، ومعنويات عالية وبصيرة نافذة ورؤية عملية منبثقة عن مبادئها الإلهية ومعتمدة في انطلاقتها على كلمة الله تعالى وكلمة الله هي العليا، ومقتدية ومتأسية بخاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله، ومقتبسة من عزمه وثقته وصبره ونوره ما يضمن لها النجاح “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ” الأحزاب 21.

    ولتتحرك من موقع مسؤوليتها المقدسة الكبرى في حملة راية الإسلام ودين الله الحق وجوهر الرسالات الإلهية وإرث الرسول والأنبياء صلوات الله عليهم، وبذلك فقط تستعيد عزها ومجدها ودورها الريادي البّناء في إنقاذ نفسها أولاً والإسهام في إنقاذ المجتمع البشري في بقية ربوع الأرض لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن الشقاء والظلم والقهر إلى رحاب رحمة الله تعالى المتجسدة برسوله ورسالته وتعالميه المباركة، وما يترتب على الإيمان بها والإتباع لها من الخير العظيم في الدنيا والآخرة كما قال تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” الأنبياء 107.

    إن ما يعاينه المجتمع البشري في هذه المرحلة في مختلف أرجاء العالم من أزمات في كل المجالات وفتن ومظالم رهيبة وإفلاس خطير في القيم والأخلاق ما هو إلا نتاج للحرب الشيطانية العدوانية التي حمل رايتها الطاغوت والاستكبار بمختلف تشكيلاته وأذرعه، وفي ومقدمتها اللوبي اليهودي وأمريكا وإسرائيل وحلفائهم.

    فلقد سعى الطاغوت إلى إبعاد المجتمع البشري عن المبادئ والتعليمات الإلهية بهدف إخراجه من النور إلى الظلمات، ليتمكن من السيطرة التامة على الناس واستعبادهم واستغلالهم فحارب حاكمية المنهج الإلهي والشريعة الإلهية التي بها تستقيم الحياة ويقوم القسط ويتحقق العدل، وأقنع المجتمعات الإسلامية بإزاحتها من نظام حياتها وإدارة شؤونها واستبدلها بنظمه الفاشلة الفاسدة وأفكاره الظلامية الطاغوتية، فكانت النتيجة ضياع العدل واختلال ميزان القسط وكثرة المظالم وتفاقم المشاكل وغياب الاستقرار وحارب أيضاً التعاليم التربوية والأخلاقية التي تسمو بالإنسان وتزّكيه وترتقي بأخلاقه وسعى لإقناع الشعوب لاستبدالها بالرذائل والمفاسد والتخلي عن الفضائل.

    وسعى لمحاربة الروح الإيمانية والمبادئ الإلهية والصلة الروحية بالله تعالى، واستبدالها بالإلحاد والكفر والشرك والنفاق وتأليه المادة، وإتباع الشهوات والاندفاع وراءها بكل انفلات ولم يكتف بالوصول إلى مستوى الانحطاط عن الإنسانية إلى مرتبة الحيوانات، بل سعى إلى ما هو أسوأ بترويجه لجريمة الفاحشة الدنيئة بشكل غير مسبوق وضربه للبنية الاجتماعية في مكوّنها الأساس وهو الأسرة.

    ثم المحاربة الصريحة للقرآن الكريم والإساءة إلى الله تعالى وإلى أنبيائه عليهم السلام، وهو بكل ذلك يسعى للاتجاه بالمجتمع البشري نحو الهاوية، ولذلك يتحّتم على المسلمين التحرك الجاّد من منطلق مسؤوليتهم المقدسة الكبرى للتصدي للطاغوت ولشره وطغيانه وظلمه وظلماته وفساده وإجرامه لإنقاذ أنفسهم وشعوبهم وللإسهام في إنقاذ المجتمع البشري، وأن يستلهموا من حركة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن دروس الهجرة النبوية ما فيه الهداية الكافية، وما يحظون من خلاله بنصر الله ومعونته.

    فبقدر ما وصل إليه الطاغوت من الإجرام والفساد الفظيع والمنكر القبيح بقدر ما هيأ نفسه للسقوط والانهيار إذا تحركت أمة الإسلام بإسلامها العظيم، الدين الحق ومبادئه وقيّمه فهو الموعود بالظهور والانتصار كما قال تعالى ” هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ” الصف 9.

    إن شعبنا اليمني المسلم، يمن الإيمان والحكمة، يمن الأنصار بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وعلى آله والسير في درب الآباء والأجداد من الأوس والخزرج والفاتحين، لهو بعون الله تعالى وتوفيقه مصمّم على مواصلة مسيرته المباركة في الحفاظ على هويته الإيمانية وفي سعيه للتحرر التام من كل أشكال التبعية للطاغوت والاستكبار ولمواجهة المعتدين المجرمين الغزاة من تحالف الإثم والبغي والإجرام والعدوان وفي الحفاظ على تماسك جبهته الداخلية والحفاظ على الاستقرار الداخلي والسعي المستمر لبناء قدراته الدفاعية وإصلاح مؤسساته الرسمية والعناية بالتكافل الاجتماعي والسعي الدؤوب للنهضة الحضارية كأولوية يواصل العمل من أجلها مستعيناً بالله تعالى ومتوكلاً عليه وكفى الله ولياً وكفى الله نصيراً.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

     

    الهجرة النبوية.. تأسيس دولة وهداية للبشرية

    الهجرة النبوية.. تأسيس دولة وهداية للبشرية !

    أن الهجرة لم تكن مجرد ترك مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بل لقد كان الهدف الكبير منها هو البحث عن منطلق لنشر الدعوة الإسلامية حيث أصبحت المدينة المنورة قاعدة لنشر الإسلام في الجزيرة العربية وخارجها.

    لقد غيرت الهجرة النبوية وجه التاريخ ووضعت حدا فاصلا بين حياة الذل والاستسلام وحياة القوة والمنعة فالهجرة حياة وقوة وانطلاقة كبرى نحو العزة والكرامة وبنجاحها فشلت مؤامرة قريش فأذلهم الله وخيب آمالهم.

    طلائع الهجرة

    بعد أن تمت بيعة العقبة الكبرى في موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة الموافق يونيو سنة 622م نجح الإسلام في تأسيس وطن له وسط صحراء تموج بالكفر والجهالة وأذن للمسلمين بالهجرة إلى هذا الوطن.

    لم يكن معنى الهجرة إلا إهدار المصالح والتضحية بالأموال والنجاة بالشخص فحسب مع الإشعار بأنه مستباح منهوب قد يهلك في أوائل الطريق أو نهايتها وبأنه يسير نحو مستقبل مبهم لا يدري ما يتمخض عنه من قلاقل وأحزان. وبدأ المسلمون يهاجرون وهم يعرفون كل ذلك وأخذ المشركون يحولون بينهم وبين خروجهم لما كانوا يحسون من الخطر.

    الكيان الوثني

    ولما رأى المشركون أن المسلمين المستضعفين في مكة المكرمة قد تجهزوا وخرجوا نحو يثرب أخذ القلق يساورهم بشكل لم يسبق له مثيل فقد تجسد أمامهم الخطر الحقيقي العظيم الذي يهدد كيانهم الوثني والاقتصادي فقد كانوا يعلمون ما في دين الإسلام من قوة التأثير وما في الذين اق آمنوا به من العزيمة والاستقامة والفداء في سبيله.

    ثم ما في قبائل الأوس والخزرج في يثرب من قوة ومنعة وما في عقلاء هاتين القبيلتين من عواطف السلم والصلاح والتداعي إلى نبذ الأحقاد فيما بينهما بعد أن ذاقوا مرارة الحروب طيلة عقود سنوات ماضية.

    كما كانوا يعرفون ما ليثرب من الموقع الاستراتيجي بالنسبة إلى الطرق التجارية التي تمر بساحل البحر الأحمر (القلزم) من اليمن إلى الشام.

    وقد كان أهل مكة يتاجرون إلى الشام بقدر ربع مليون دينار ذهب سنويا سوى ما كان لأهل الطائف وغيرها. ومعروف أن مدار هذه التجارة كان على استقرار الأمن في تلك الطريق. فلا يخفى ما كان لقريش من الخطر البالغ في تمركز الدعوة الإسلامية في يثرب ومجابهة أهلها ضدهم.

    لقد خاف المشركون من تأثير الدعوة على مستقبلهم وتغيير أسس حياتهم واوضاعهم التي درجوا عليها فوقفوا حجر عثرة في سبيل انتشارها.

    اخطر اجتماع

    شعر المشركون بتفاقم الخطر الذي كان يهدد كيانهم فصاروا يبحثون عن أنجع الوسائل لدفع هذا الخطر الذي مبعثه الوحيد حامل لواء دعوة الإسلام .وفي يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 14 من النبوة الموافق 12 سبتمبر سنة 622م.

    بعد قرابة شهرين ونصف من بيعة العقبة الكبرى عقد بمكة بدار الندوة في أوائل النهار أخطر اجتماع له في تاريخه وتوافد إلى هذا الاجتماع جميع سادات القبائل القرشية ليتدارسوا خطة حاسمة تكفل القضاء سريعا على حامل لواء الدعوة الإسلامية وتقطع تيار نورها عن الوجود نهائيا.

    وبعد مداولات ومناقشات وآراء عديدة تم اتخاذ القرار الغاشم بهذا الاجتماع بقتل حامل الدعوة الإسلامية نزل إليه جبريل عليه السلام بوحى ربه تبارك وتعالى فأخبره بمؤامرة قريش وأن الله قد أذن له في الخروج والهجرة .

    الخيبة والفشل

    مع غاية استعداد قريش لتنفيذ خطتهم حيث قضى أكابر مجرمي قريش نهارهم في الإعداد لتنفيذ الخطة المرسومة التي أبرمها اجتماعهم دار الندوة صباحا واختير لذلك أحد عشر رئيسا من هؤلاء الأكابر لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في الساعة الحرجة حيث بقى المحاصرون ينتظرون ليلا حلول ساعة الصفر وقبيل حلولها تجلت لهم الخيبة والفشل فقد جاءهم رجل ممن لم يكن معهم فقال لهم: ما تنتظرون ؟ قالوا محمدا. قال: خبتم وخسرتم قد والله مر بكم وذر على رؤوسكم التراب وانطلق لحاجته , قالوا ما أبصرناه وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم في تحسر وندم.

    ولما كانت قريشا ستجد في الطلب وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار لأول وهله هو طريق يثرب الرئيسي المتجهة من مكة المكرمة شمالا فقد سلك الطريق الذي يضاده تماما وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمن سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال حتى بلغ جبل ثور وهو جبل شامخ وفي قمة الحبل غار عرف في التاريخ بغار ثور.

    تأسيس دولة

    فحينما علمت قريش بفشل خطتهم جن جنونها وقرروا في جلسة طارئة مستعجلة استخدام جميع الوسائل التي تمكنهم من تفادى فشلهم السابق فوضعت قريش جميع الطرق النافذة من مكة في جميع الاتجاهات تحت المراقبة الشديدة بفرسان اختارتهم لتلك المهمة كما قررت إعطاء مكافأة ضخمة كل ذلك لمنع اقامة وارساء مداميك دولة الإسلام في المدينة المنورة والقضاء على ذلك النور والذي كان بانتظار حمل مشاعله إلى بقاع الأرض لهداية البشرية أجمع.

    فقد زحف أهلها ( الاوس والخزرج ) وخرجوا لاستقبال سيد المرسلين وحامل لواء الإسلام حين قدوم إليهم. فكان يوما مشهودا لم تشهد يثرب مثله في تاريخها. وقد رأي اليهود صدق بشارة حبقوق النبي: ( إن الله جاء من التيمان, والقدوس من جبال فاران ).

    نشر الإسلام

    لما كانت الهجرة أمرا مهما لإعلاء شأن الدين ولحصول الحرية الكاملة لعبادة الله وطاعته, ولأنها لا تحدث إلا عن حرب ومضايقة من أعداء الله لأنبيائه ورسله وأوليائه لذلك كانت هجرة سيد المرسلين من البلد الأمين إلى المدينة النبوية.

    فالهجرة النبوية لم تكن فرارا من العدو أو خوفا من الموت أو حرصا على الحياة كما يفعل الجبناء وإنما كانت سياسة وكياسة وحرصا على نشر دين الله واختيارا للحقل الصالح والبيئة الطيبة والجماعة المؤمنة حيث تيسر كل ذلك في المدينة المنورة.

    لقد غيرت الهجرة النبوية وجه التاريخ ووضعت حدا فاصلا بين حياة الذل والاستسلام وحياة القوة والمنعة فالهجرة حياة وقوة وانطلاقة كبرى نحو العزة والكرامة وبنجاحها فشلت مؤامرة قريش فأذلهم الله وخيب آمالهم.

    قال تعالى: ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الأنفال: 30.

    علي الشراعي