المشهد اليمني الأول/

 

قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية: إن الحكام السلطويين في العالم باتوا أكثر عدداً وأشد قوة خلال عام 2018، مشيرة إلى أن الدول الغربية مهّدت الطريق أمامهم، وضربت أمثلة كثيرة من بينها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي يشعر الآن باطمئنان بعد نسيان الإعلام الأمريكي -الذي يسهل تشتيت انتباهه- اغتيال الأمير للصحافي جمال خاشقجي، تدريجياً، بالإضافة إلى «الكونجرس» الذي سيتغافل عن الجريمة المروعة تماماً، كما تجاهل مجازر اليمن.

 

أضافت المجلة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثلها مثل إدارة بارك أوباما تنظر إلى طغاة الشرق الأوسط باعتبارهم ركناً أساسياً لتحقيق مصالحها في المنطقة، في وقت عملت فيه كلتا الإدارتين على خفض تفاعل وانخراط الولايات المتحدة هناك قدر المستطاع، وآخرها سحب القوات الأمريكية من سوريا.

 

وانتقدت المجلة تغطية وسائل الإعلام الغربية وعدم تسليطها الضوء على انتهاكات الحكام العرب، مثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يُستقبل استقبالاً حاراً في واشنطن، بينما لا تتناول الصحف والقنوات التلفزيونية ما يفعله داخل مصر منذ صعوده للسلطة.

 

وتابعت المجلة أن الاستبداد تفشّى في عام 2018 عندما قررت واشنطن انتهاج ما يُسمى سياسة واقعية لخفض تفاعلها عالمياً، ومن ثَم سعت إلى البحث عن حكام مستبدين لتنفيذ أجندها؛ لافتة إلى السياسة التي اتبعتها إدارة ريتشارد نيكسون لخفض الموارد العسكرية الأمريكية خارج أمريكا في سبعينيات القرن الماضي، والتي أدت إلى وضع شؤون الخليج العربي في يد نظام شاه إيران والنظام السعودي، وهي سياسية تسببت في نهاية المطاف باندلاع ثورة إيران وانتشار الفكر الوهابي في المنطقة.

 

وأكدت المجلة أن الاستبداد يعود بقوة إلى المنطقة؛ لأن الكثيرين في الغرب يفكرون بعقلية القرن التاسع عشر الإمبريالية العنصرية، فهم يرون الشعوب العربية غير مؤهلة للديمقراطية، وأنهم لا يمكنهم اختيار حكام لا يروقون لساسة أمريكا.

 

لذلك تقول المجلة إن أمريكا تفضّل أن يحكم هؤلاء الشعوب حكام مستبدون يفرضون النظام، ثم تأتي الديمقراطية لاحقاً، كما يرى مفكرون غربيون كبار.

 

ولفتت المجلة أن امتلاك المستبدين العرب الأموال ساعد أيضاً على انتشار الحكم السلطوي في الشرق الأوسط، فبما أن الشعوب المقهورة لا تستطيع استجواب حكامها، فإن أمثال ابن سلمان والسيسي وغيرهما ينفقون ببذخ على شركات اللوبي الأمريكية لتحسين سمعتهم والدفاع عن مصالحهم.