المشهد اليمني الأول/

 

أشار مقال نشره موقع «توم ديسباتش» الأمريكي إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تحتفظ، رسمياً، بـ4775 موقعاً عسكرياً منتشراً في أرجاء الولايات الخمسين، والأقاليم الثمانية التابعة للولايات المتحدة و45 دولة أجنبية، لافتاً إلى أن ما مجموعه 514 من هذه البؤر الاستيطانية يقع في الخارج، وفقاً لمحفظة «البنتاغون» العقارية الخارجية، وتشمل هذه المحفظة قواعد في جزيرة دييغو مارسيا وسط المحيط الهندي، وفي جيبوتي في القرن الإفريقي، وكذلك في بيرو والبرتغال، والمملكة المتحدة وغيرها.

 

وأوضح المقال أن أحدث نسخة لقائمة «البنتاغون» للقواعد العسكرية، الصادرة في بداية 2018 والمعروفة باسم «تقرير هيكل القواعد»، لم تأتِ على ذكر قاعدة «التنف» في سورية مطلقاً، أو أي قاعدة أخرى في سورية، أو العراق، أو أفغانستان، أو النيجر، أو الكاميرون، أو الصومال.

 

وذكر الموقع نقلاً عن ديفيد فاين، مؤلف كتاب «أمة عسكرية: كيف تلحق القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج الضرر بالولايات المتحدة والعالم»، أنه يمكن أن تكون هناك مئات من القواعد المماثلة في جميع أنحاء العالم، والتي لم يرد ذكرها بالسجلات الرسمية، الأمر الذي يعكس افتقار النظام للشفافية، ويقدر فاين وجود 800 قاعدة عسكرية أمريكية غير معلنة خارج الولايات الـ50 والعاصمة واشنطن، التي تطوق العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

 

ورأى المقال أنه لا بُدّ من وجود سبب ما لعدم إعلان «البنتاغون» عن وجود تلك القواعد، ألا وهو أن القواعد غير الموثقة محصنة من رقابة الرأي العام، وحتى من رقابة الكونغرس في كثير من الأحيان، حيث يشرح فاين أن القواعد هي تجسيد مادي لسياستي الولايات المتحدة الخارجية والعسكرية، لذا فإن القواعد خارج السجلات تعني أن الجيش والسلطة التنفيذية هما من يقرر سياسات كتلك من دون نقاش عام، وكثيراً ما ينفقان مئات الملايين أو مليارات الدولارات، وربما يجرون الولايات المتحدة إلى حروب وصراعات لا يعلم أغلبية الأمريكيين عنها شيئاً.

 

وأكد المقال أن الولايات المتحدة وحدها تملك ما يصل إلى 95% من القواعد العسكرية الأجنبية المنتشرة في العالم، حتى إن وزارة الدفاع الأمريكية تتبجح بأن مواقعها العسكرية تشمل 164 دولة، نحو 84% تقريباً من دول العالم، في حين لا تملك دول مثل فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة إلا نحو عشرة إلى عشرين موقعاً عسكرياً خارجياً لكل منها، بينما لا تملك الصين إلا قاعدة عسكرية خارجية واحدة، وذلك وفقاً لتحالف «إغلاق وترتيب أوضاع القواعد الخارجية».

 

وأوضح المقال أن التكلفة السنوية لنشر الأفراد العسكريين الأمريكيين في الخارج، إضافة إلى الحفاظ على هذه القواعد الأجنبية وتشغيلها تقدر بنحو 150 مليار دولار سنوياً، وفقاً للتحالف آنف الذكر، بينما تبلغ تكلفة إنشاء هذه البؤر الاستيطانية وحدها حوالي ثلث التكلفة الإجمالية الخاصة بها.