المشهد اليمني الأول/

 

تجري عملية التلميع الإماراتية لحافظ معياد الذي عينه هادي رئيسا للجنة الاقتصادية، وتم تقديمه في صورة منقذ للاقتصاد المتردي، وبشيء من المكر الذي عرف به تلقف الرجل هذا القرار باعتباره البوابة التي سيعبر من خلالها لتحقيق طموحاته المؤجلة منذ فترة حكم صالح.

 

من هو حافظ معياد وماهي تلك الطموحات؟ سؤال حري بالإجابة عليه كي تتضح لنا الصورة ويظهر السر وراء الحبور الذي استقبل به معياد قرار تعيينه على رأس اللجنة الاقتصادية وسر النشاط الذي أبداه منذ أول يوم لمزاولته عمله عقب القرار.

لمن لا يعرف حافظ، فهو الرجل الذي عُرف في نظام صالح، بوصوليته ومحاولاته المتكررة للوصول إلى مناصب أعلى عبر حياكة الدسائس لمن يشغلون تلك المناصب، أما من يعرفون “حافظ معياد” فسيؤكدون حجم الطموح لدى هذا الشخص الذي يتوق لمنصب “وزير” أكثر من العافية نفسها، ولا يتورع عن سلوك الطريق الذي قد يوصله إلى هدفه مهما يكن.

كما عرف عن معياد المشهود له بالذكاء، وحسن استفادته من المال الذي بين يديه، عمله ضمن منظومة أشبه ما تكون بـ “لوبي” حتى داخل المؤتمر نفسه، هو ما كان يهيئ له الفرص ويمكنه من حشد التأييد أمام مراكز القرار، ويمهد الطريق أمامه للوصول إلى غاياته.

 

بدأت بوادر طموحات معياد تطل برأسها، عبر المذكرة التي قدمها زاعما كشفها لفساد مالي اتهم به محافظ البنك زمام، ورغم أن المذكرة لم تقدم أي أدلة مادية، وإنما مجرد أرقام لا أحد يستطيع الجزم بمدى صحتها أو على الأقل دقتها، إلا أن الأصداء بدأت تنطلق من الإمارات، من خلال توقعات بتغيير وزير المالية الفضلي ومحافظ البنك محمد منصور زمام، وهو ما قد يفهم منه تهيئة الإمارات معياد لشغل أحد المنصبين، وبهذا يتحقق له ما أخفق في تحقيقه أثناء حكم صالح.

عُرف أيضا عن حافظ فاخر أنه أجهد نفسه وبذل المحاولات تلو المحاولات للفوز بمنصب وزير المالية أو وزير الشباب والرياضة، إلا أن تلك المحاولات كانت تصطدم كل مرة بشخصيات تربطها علاقات أسرية علاوة على ثقلها في نظام صالح، ما يجعل الرجل يحول طموحه باتجاه وزارة أخرى.

 

في محاولاته للفوز بمنصب وزير المالية، كان العائق الذي رأى معياد أن من المستحيل تجاوزه، هو شغل علوي السلامي لهذا المنصب وثقة الرئيس الأسبق صالح به، فرغم كل ما قيل ونُقل لصالح عن فساد السلامي إلا أنه ظل بنظره عقلية مالية لا يشق لها غبار، بالإضافة إلى كونه صندوقا أسود للكثير من الجوانب القاتمة لفترة حكم صالح، وهو ما يفسر السر وراء شغل السلامي ذات المنصب فترة طويلة.

 

عندما تحول طموح حافظ معياد عن الوصول لوزارة المالية، نحو وزارة الشباب والرياضة بعد أن حاول الاستفادة من هوايته بكرة القدم، قام بتشكيل لوبي له كعادته، وبذل جهودا ما كان لها أن تفشل لولا اصطدامها في اتحاد كرة القدم بوجود “محمد عبد اللاه القاضي” الذي ينتمي للقبيلة نفسها وهي سنحان، بالإضافة إلى ما يقال بأن له قرابة بالرئيس الأسبق صالح رغم كرهه الشديد له ومجاهرة القاضي بذلك في أماكن ومواقف كثيرة، وهنا قدم حافظ معياد “الشيخ حسين الأحمر لينافس القاضي، ليتفرغ هو لمنصب وزير الشباب والرياضة، إلا أن الخيبة كانت في انتظاره عندما صدر قرار تعيين “عبد الرحمن الأكوع لوزارة الشباب والرياضة” والجميع يعلم بالثقل الذي كان يتمتع به الأكوع بالإضافة إلى علاقة القرابة “المصاهرة” بينه وبين الرئيس الأسبق صالح.

 

رغم الخيبتين المتواليتين لحافظ معياد، لكنه لم يتوقف فبدأ بتوسيع طموحه، كما أنه لم يترك السلامي ولا القاضي ولا الأكوع، في حالهم بل ظل يعمل في الخفاء ضدهم مستغلاً علاقته بالصحافيين لتسريب الوثائق ضدهم، حتى بدأت ملامح نجاحه في زعزعتهم جميعاً، وكان قد شق طريقه في عالم المال عبر العمل في كاك بنك ثم “المؤسسة الاقتصادية اليمنية” التي تعد من أكبر القطاعات الاقتصادية في البلاد، مع توسيع شبكات اللوبي التي يحترفها داخل حزب المؤتمر الشعبي الحاكم آنذاك حتى أصبحت كلمته تمر على الجميع بدون استثناء.

 

حدثت بعد ذلك المتغيرات كثورة التغيير وما تلاها لتشكل الفاصل بينه وبين ما يطمح إليه، حيث كان قد وضع انظاره على رئاسة الحكومة، ولم يعد مقتصراً على منصب وزير.

 

عاودت الطموحات حافظ معياد من خلال قرار تعيينه رئيساً للجنة الاقتصادية، وستستمر ذات التنقلات التي يجيدها، عبر الرضى الإماراتي عليه، وعودة الأمل لقيادات المؤتمر وسنحان جنوباً هذه المرة، ليقوم بالظهور كمنقذ للاقتصاد ثم يوجه ضربته للمالية والبنك المركزي الذي سربه هذه المرة عبر موقع عدن الغد، بذات الآلية التي كان يفعلها ضد من وقفوا في وجه طموحاته سابقاً.

ليس من المستغرب عودة حافظ فاخر معياد وزيراً للمالية أو محافظاً للبنك، ولن تتوقف طموحاته، وسيستمر في البحث عن مناصب أعلى، ولن يغادر عملاً إلا وقد وضع له لوبي يعمل تحت إمرته حتى وقد انتقل كما كان الحال في كاك بنك أو مصلحة الجمارك التي كان رئيسا لها كذلك في فترة سابقة.

 

وها هي الأخبار ترد من البيان الإماراتية عن احتمال تغيير “محافظ البنك ووزير المالية المعينين من هادي” وورد في الخبر عن عدم الافصاح عن اسم الوزير الجديد الذي ربما يحمل اسم حافظ معياد” أو من سيقترحه ليعمل تحت إمرته ورهن اشارته.

 

رئيس حكومة هادي يرفض الاعتذار لمعياد ويشكك في وثائقه:

 

موقع العربي للأنباء من جهته كشف أن هادي هاجم رئيس حكومته معين عبد الملك ووصفه بـ” الغبي” و “الحيوان” حسب الموقع، بعد رفض الأخير طلب هادي بالاعتذار لرئيس اللجنة الاقتصادية حافظ معياد.

ووفقا للموقع فإن هادي أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة طلب منه الاعتذار لمعياد على خلفية الشتائم التي كالها له إثر خلافات واتهامات متبادلة بينه وبين معياد ورئيس البنك المركزي.

 

رد رئيس الحكومة كان الرفض لتوجيه هادي معتبرا أن ذلك أمر شخصي وليس ضمن التوجيهات والأوامر في اطار العمل الرسمي، وهو ما أثار حفيظة هادي ودفعه لشتم رئيس الحكومة وانهاء المكالمة الهاتفية.

الموقع ذكر أن هادي عاود الاتصال مجددا برئيس حكومته ، موجها إياه بالتواصل مع رئيس اللجنة الاقتصادية وايجاد طريقة لحل الخلافات، إلا أن رئيس الحكومة أصر على موقفه وأنه يشكك بوثائقه التي قال انها تكشف قضايا فساد للحكومة.

ونقل الموقع العربي للأنباء عن مصدر مسئول في الحكومة أن الرئيس برر إصراره على تقديم رئيس حكومته الاعتذار لرئيس اللجنة الاقتصادية كون الأخير يستطيع توريط الجميع بقضايا فساد وعليه توافق دولي بمعالجة الملف الاقتصادي.

 

(تقرير – عبدالرحمن العابد)