المشهد اليمني الأول/
أشار مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» إلى أن الحرب الهجينة التي تشنّها الولايات المتحدة على فنزويلا وصلت إلى ذروتها في أعقاب الاستفزاز المنسق الذي صنعته الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة «ليما» للاعتراف برئيس البرلمان، متزعم الأقلية الرجعية خوان غوايدو «رئيساً مؤقتاً».
وقد عرض الموقع ملخصاً مبسطاً لما فعلته الولايات المتحدة لدفع جمهورية فنزويلا البوليفارية إلى حافة الهاوية، استهله بتأكيد أن جميع الحروب الهجينة تهدف إلى تحقيق شيء ذي أهمية استراتيجية، وفي الحالة الفنزويلية أرادت الولايات المتحدة أن تحقق هدفها الجيوسياسي المتمثل في السيطرة الكاملـة على منطقة الكاريبي، وأجندتها الإيديولوجية المتمثلة في «الإطاحة» بحكومة فنزويلا الاشتراكية، وأجندتها الاقتصادية المنطوية على التحكم بحزام أورينوكو النفطي شرق فنزويلا، أكبر احتياطي نفطي على مستوى العالم.
ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة عمدت إلى تعطيل النمو الاقتصادي لفنزويلا عبر فرض عقوبات اقتصادية، واستخدام أشكال أخرى من التطويع، مشيراً إلى أن الاقتصاد الفنزويلي تأثر على نحو مضاعف، فقد تزامنت هذه الإجراءات التخريبية مع الانهيار العالمي في أسعار النفط، الأمر الذي جعل من الصعب على الدولة مواصلة نموذجها الاشتراكي في إعادة توزيع الثروات.
وقال المقال: وقد استغلت واشنطن «متاعب» الحكومة الفنزويلية الناجمة عن مواجهة الحرب الهجينة، التي تقودها الولايات المتحدة ضدها، عبر شن حرب معلومات وغيرها من عمليات التأثير النفسي الأخرى في سبيل تعزيز الفوضى والاضطرابات، وفي الواقع لا توجد حكومة قادرة على إدارة أي وضع معاكس يعترض طريقها بشكل مثالي، وفنزويلا ليست استثناء بالتأكيد.
وتابع المقال: وبعد أن زرعت خلايا «الثورة الملونة» داخل البلاد وخارجها بشكل سري، أصدرت الولايات المتحدة أوامرها إلى المخرّبين للخروج إلى الشوارع من وقت لآخر رداً على أحداث معينة، كتلك التي وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بـ«انتخابات متنازع عليها»، وكل ذلك من أجل افتعال الفوضى التي تغذيها الحرب الهجينة عبر تأليب الشعب ضد حكومته.
ويبدو، وفقاً للمقال، أن الخطوة التالية المتوقعة هي أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بمحاولة «تبرير» تدخلهم الإضافي في الشؤون الداخلية لفنزويلا تحت ذريعة أن وكيلهم، غوايدو، يحتاج لـ«مساعدة إضافية»، والتي من المحتمل أن تكون سرّيّة، ومن الممكن، في أسوأ سيناريو، أن تأخذ أيضاً أبعاداً تقليدية.