الرئيسية زوايا وآراء أزمة فنزويلا واليمن وفلسطين لن تجدد حياة الكيانات الطارئة وتلغي أزمتها الوجودية

أزمة فنزويلا واليمن وفلسطين لن تجدد حياة الكيانات الطارئة وتلغي أزمتها الوجودية

المشهد اليمني الأول/

 

عشرة أشخاص في العالم يمتلكون نصف ثروة العالم، وعشرات الملايين الملايين من البشر المسحوقين ممنوعين من زراعة القمح بمعاهدات رسمية، ممنوعين من بيع ثرواتهم أو إستخراجها، ممنوعين من ممارسة التجارة والصناعة وبيع منتجاتهم وحتى شراء منتجات غيرهم، فجوة إخترقت العالم بأسره وأصبحت أمريكا ولية نعمة البشر من دون الله ومن يتجرأ على إغضابها “كافر حتى لو كان مؤمناً، إنقلابياً حتى إن كان شرعياً، ديكتاتوراً حتى لو كان ديمقراطياً وأتى عبر صناديق الإقتراع”، والدين حق حصري لإسرائيل بالتلمود وأمريكا بالبروستانت والسعودية بالوهابية، والديمقراطية والشرعية كذلك، إقتنعت أم لم تقتنع فالسلاح والقوة والحرق والتدمير المصير هذا الواقع الذي كان بالأمس القريب أصبح اليوم في أسوأ حالاته بالرغم من كل ماحصل ويحصل وسيحصل، هذه الكيانات المتطفلة تدرك أن دورة حياتها لاتستمر دون إفتعال الأزمات على إمتداد جغرافيا العالم، وهناك في فنزويلا يفتعل الشيطان الأكبر أزمة سياسية بعد الأزمة الإقتصادية ثم تفجير الوضع عسكريا وتمزيق النسيج الإجتماعي والثقافي وتدمير الشعوب بالشعوب نفسها وتحويل فنزويلا لدولة فاشلة ثم تغيير النظام الثوري البوليفاري المعادي للإستعمار والصهيونية والإمبريالية الرأسمالية المتوحشة وصناعة نظام بديل تابع لأمريكا والسيطرة على النفط، وفنزويلا تصدر النفط وتحتوي على أكبر مخزون نفطي إحتياطي في العالم ومع ذلك تعاني من أزمة إقتصادية خانقة، فـ 60% من النفط يصدر إلى أمريكا وإيرادات النفط مجمدة في أمريكا وبلجيكا وغيرها وبنوك بريطانيا وأمريكا تمنع تحويل الإيرادات إلى فنزويلا، فالنظام المصرفي العالمي بالدولار وتتحكم به أمريكا التي تفرض العقوبات الإقتصادية على فنزويلا وعلى من شائت ولية نعمة الضعفاء من دون الله، وهو مايعرف بالحصار النقدي الإقتصادي الأمر الذي خلق أزمة إقتصادية، فالدولة لاتمتلك النقود لشراء المواد الإستهلاكية والأدوية، وتعثر القطاعات الصناعية والإنتاجية، إضافة إلى إنخفاض أسعار النفط وتحكم أغنياء الداخل بالتجارة الداخلية وتفشي الفساد في السنوات الأخيرة على عكس سنوات الرئيس الراحل تشافيز الذي أمم الشركات وحقق المليارات وكان الرخاء الإقتصادي فكان نصير المظلومين وديكتاتور الفقراء كما أحب شعبه تسميته، الأمر الذي أزعج أمريكا الرأسمالية وأغنياء الإستغلال والطغيان والإحتكار في بلده، إضافة إلى مواقف تشافيز على الساحة الدولية المناهضة لسياسة أمريكا الإمبريالية، وأمريكا أوباما ثم ترامب تنفذ حصار نقدي على إيرادات النفط والفقر يزداد والجوع كذلك وثلاثة مليون فنزويلي للنزوح في الدول المجاورة والبؤس والحرمان يتوسع لخلق سخط شعبي مفتعل على الثورة البوليفارية الإشتراكية وإسقاطها من الداخل بالمعارضة الموالية لأمريكا والرأس المال المحلي التابع للشركات الرأسمالية والطابور الخامس، وغالبية الشعب الفنزويلي يجدد العهد للرئيس مادورو في إنتخابات 2018 في ظل مقاطعة المعارضة وبأوامر من السفير الأمريكي، والرئيس الشرعي يؤدي اليمين الدستورية وزعيم المعارضة يعلن نفسه رئيسا بالوكالة وأمريكا تعترف بالوكيل وتهدد بالتدخل العسكري لإستعادة ديمقراطية الوكيل (هادي فنزويلا) والأزمة تنقل إلى مجلس الأمن فالوضع يهدد الأمن والسلم العالمي طبقا للمادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة حسب زعم أمريكا وحلفائها للحصول على تفويض من الأمم المتحدة بالتدخل العسكري لمصلحة شرعية الوكيل الذي قد يهرب إلى كولومبيا ليصبح رهينة أمريكا ويشرعن التدخل العسكري الخارجي على بلاده إنطلاقاً من كولومبيا والبيرو اللتان ستلعبان نفس دور السعودية والإمارات في اليمن، وبقية السيناريو معروف تكرار أزمة اليمن وسوريا وليبيا.

 

ولامجال للمقارنة بين أزمة فنزويلا واليمن، فالجيش الفنزويلي موحد العقيدة فالعدو أمريكا التي تنفذ إنقلاب على الدولة والمؤسسات والشرعية والثورة، ولايوجد هنا علي محسن الفنزويلي ولا هاشم الكاراكاسي ولاطارق اللاتيني ولاجواس وغيرهم الذين خانوا القسم العسكري وخانوا دستور الجمهورية اليمنية وتحالفوا مع أعداء الله الظالمين بالقرآن الكريم والوطنية والقومية والفطرة الإنسانية، وجيران السوء لفنزويلا لايشبهون جيران السوء لليمن، فالأعراب أشد كفراً ونفاقاً.

 

وفنزويلا منطقة مغلقة على دواعش التكفير الوهابي والإخواني السلفي الأذرع المتوحشة في سفك الدم وإغتيال الأوطان وبإسم الدين تماماً مثل التلمود والبروستانت الذي يشكل 2% في فنزويلا بينما 96% من الشعب الفنزويلي ينتمون للمذهب المسيحي الكاثوليكي الذي ينتمي إليه الرئيس مادورو والزعيم الراحل تشافيز الذي وصف نفسه بأنه “شخص مسيحي مؤمن وقال بأن السيد المسيح يسوع عليه السلام جاء بقيم العدل والمساواة والسلام بينما أمريكا الشيطانية تهدد السلم والسلام في العالم”، والرئيس مادورو قال في خطابه الأخير بأنه “شخص مسيحي مؤمن بالرب ولديه ثقة بأن الرب سينصره”، وتلك صفة مميزة لليسار الإشتراكي الماركسي في أمريكا اللاتينية وفيتنام، على عكس اليسار العربي الذي أخلى الساحة تماماً لقوى تدعي أنها تمثل الإسلام فكانت الكارثة على اليسار والأوطان والإسلام والقيم والمبادئ والأخلاق وعرب الجاهلية أكثر أخلاقاً وإنسانية من إسلام بن سعود وخلافة الإخوان في الحرب والسلم والهدنة.

 

وفنزويلا الثورة البوليفارية لها حلفاء في كل العالم على عكس سوريا فحلفائها أقل عدداً بينما اليمن لاشيء يُذكر، وإسرائيل تعترف بالوكيل والسعودية تتعهد بتعويض النقص من صادرات النفط الفنزويلي المحاصر أمريكياً، وهكذا أي نظام معادي لقوى الشر العالمي يتم حصاره ثم إسقاطه ونهب خيراته بعد تحريف الأديان وتزييف الوعي والثقافة وتزوير التاريخ من قبل إسرائيل وأمريكا وبني سعود الذين يعيشون في قلق دائم ومستمر بخطر زوالهم، فهم كيانات طارئة على الجغرافيا والدين والتاريخ إنهم حلف الباطل الذي يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر فالباطل يقول أنه يعمل على إستعادة الشرعية والديمقراطية وحقوق الإنسان..الخ، وهل هناك شرعية وديمقراطية في إسرائيل وأمريكا والسعودية، فالحجاز أصبحت السعودية نسبة إلى “سعود بن ماكرن” وبشرعية الوهابية، وفلسطين أصبحت إسرائيل نسبة إلى بني إسرائيل وبشرعية التلمود الصهيوني، والعالم الجديد أصبح أمريكا نسبة إلى الملاح البرتغالي “أمريكو فسبوتشي”، والسعودية أصبحت ديمقراطية المنشار، وإسرائيل تصف نفسها بأنها يهودية وعبرية في ديار العرب والمسلمين، وديمقراطية أمريكا مغلقة على حزبين فقط وتحرم الأحزاب اليسارية لأنها تناقض مبادئ الرأسمالية والإمبريالية ففي زمن المحقق الأمريكي “مكارثي” قامت أمريكا المكارثية “1946م-1956م” بزج المثقفين ورجال السياسة والعلماء في السجون الأمريكية بتهمة الإشتراكية والشيوعية ومنهم العالم الشهير “ألبرت أنيشتاين”.

 

وقبل ذلك الرحالة الإسباني كولومبوس إكتشف العالم الجديد 1492م وأطلق عليه وطن الهنود الحمر وبريطانيا بالغزو والإحتلال تحت إسم “نيو إنجلاند” والعرق الأوروبي الأبيض بالإستيطان وبشرعية البروستانت لهداية 200 مليون هندي أحمر كافر يتم محو شعب الهنود الحمر وإغتيال وطنهم بمسمى أمريكا 1507م، والعرق الأبيض يعلن الثورة والتحرير والإستقلال عن التاج البريطاني الملكي في عام 1776م بقيادة جورج واشنطن و13 ولاية توقع وثيقة الإستقلال بإسم “الولايات المتحدة الأمريكية” وبعد خمسون عاماً من الإستقلال وفي عهد الرئيس الخامس “جيمس مونرو” قال فلاسفة الحكم لقد تجاوزنا الليبرالية والمبتغى الإمبريالية التوسعية حسب مبدأ “مونرو”، وكان غزو وضم ولاية فلوريدا الإسبانية، وفي عام 1836م حصلت تكساس على الإستقلال من بريطانيا وأعلنت قيام جمهورية تكساس وأمريكا تعترف بها، ولاحقاً تضمها بالقوة العسكرية في عام 1848م ثم إجتزاء ولاية “نيو مكسيكو” من المكسيك وضمها للإتحاد حتى أصبحت الولايات الأمريكية تضم 50 ولاية، والشمال الأمريكي بالثروة والأغنياء والجنوب الأمريكي بالفقر والعبيد والرقيق، وكانت ولاية كارولينا الجنوبية أول ولاية تعلن الإستقلال عن الإتحاد ثم 11 ولاية جنوبية وكانت الحرب الأهلية الأمريكية، وبعد الحرب أصدر الرئيس الأمريكي “أبراهام لينكولن” قانون تحرير العبيد في ديسمبر 1865م، وكل رؤساء أمريكا من الشمال الغني بإستثناء “جيمي كارتر” من الجنوب، وأمريكا تنتقل للإمبريالية التوسعية في العالم، والقواعد العسكرية الأمريكية تطوق العالم وهناك 800 قاعدة عسكرية تنتشر في 164 دولة من أصل 200 دولة في العالم حسب مقال نشر مؤخراً في موقع “توم ديسباتش” الأمريكي نقلاً عن “ديفيد فاين” مؤلف كتاب “أُمة عسكرية”، والأمة العسكرية تعمل لصالح شركات النفط ومصانع الأسلحة العملاقة التي تسيطر على القرار السياسي والعسكري الأمريكي وهو مايعرف بمفهوم الدولة العميقة في أمريكا، التي تحولت إلى أمريكا المخابرات والعمليات السرية حيث تم تأسيس وكالات المخابرات الأمريكية السبع في عهد الرئيس الأمريكي “هاري ترومان” عام 1945م الذي شرعن إستعمال القنبلة الذرية في اليابان وشرعن صنع القنبلة الهيدروجينية وأسس حلف الناتو، والمخابرات الأمريكية قامت بعملية “خليج الخنازير” لغزو كوبا دون معرفة الرئيس الأمريكي “كنيدي” وعندما علم الرئيس الأمريكي كنيدي أقسم على تحطيم المخابرات الأمريكية إلى ألف قطعة ونثرها في الهواء فكان إغتياله في نوفمبر 1963م، وقامت امريكا بإسقاط الرئيس التشيلي “سلفادور الليندي” المنتخب من الشعب عام 1973م بإنقلاب عسكري أدى إلى مصرع الرئيس المنتخب وتدمير مقر البرلمان الشيلي ومقتل الآلاف من المواطنين الشيليين والأوروبيين وحتى الأمريكيين في “إستاد الموت” وتنصيب الديكتاتور السفاح “بينوشيت” حاكماً عسكرياً لتشيلي، والأمثلة على الانقلابات العسكرية التي دبرتها المخابرات الأمريكية في كل قارات العالم لاتعدّ ولاتحصى والقائمة تطول وتطول ولاتنتهي بفنزويلا وإيران.

 

والباطل يقول أنه يمثل الإسلام والأديان، الإسلام في خطر، والإسلام هو التكفير الوهابي الإخواني السلفي، المجتمع كافر والدولة كافرة والوطنية صنم والقومية وثن، والإسلام التكفيري يعلن الجهاد في ديار الإسلام والمسلمين ويقتل العرب والمسلمين ولايعلن الجهاد في فلسطين المحتلة ضد اليهود الصهاينة المحتلين للقدس الشريف والمسجد الأقصى، واليوم الإسلام الوهابي يتحالف مع المحتل الصهيوني ويستعد لإعلان الجهاد الوهابي ضد محور المقاومة وإيران الجمهورية الإسلامية.

 

ويقولون بأن التلمود والصهيونية هي شريعة موسى عليه السلام وشريعة موسى لاتحلل قتل شعب بأكمله من أجل سلالة بني إسرائيل اليهود، بل هي فتاوي حاخامات التلمود الصهيونية، حيث قال الحاخام عوفاديا للجيش الصهيوني “أقتل العرب على كيف كيفك”.

 

ويقولون بأن البروستانت النصراني الإنجليزي تمثل شريعة عيسى عليه السلام وشريعة عيسى لاتحلل قتل رهبان الكنائس الكاثوليكية التي تحرم تعدد الزوجات من أجل أن ينعم الملك الإنجليزي “هنري الثامن” بالزوجة الثانية بالمذهب البروستانتي النصراني الجديد الذي حلل قتل 200 مليون إنسان من الهنود الحمر من أجل الجنس الأبيض الأوروبي.

 

والوهابية والتلمود والبروستانت لايمثلون شرائع السماء الثلاث بل يمثلون مصالح الملوك الفاسدين والإستعمار والصهيونية والإمبريالية إسرائيل وأمريكا والسعودية.

 

وبعد مقتل الخاشقجي ظن البعض بأن ساعة ذبح البقرة العجوز حانت ولتنتعش آمال وأحلام محور تركيا وقطر والإخوان لتقسيم ميراث البقرة الشمطاء. وفجأة حدث مالم يكن على البال والخاطر والحسبان فالآمال والأحلام تحولت لسراب بظهور وفد من الكنيسة الإنجيلية البروستانتية الأمريكية المتحالفة مع الصهيونية في الرياض ثم التوافق والإتفاق مع إبن الملك ولي العهد بأن العدو هو إيران الجمهورية الإسلامية، وسريعا الإعلام الصهيوني يصف إبن الملك بالزعيم العربي الذي تنتظره الصهيونية ليقود عملية التطبيع بين إسرائيل والعرب، وحسب تعبير نتنياهو بين إسرائيل والدول العربية السنية الوهابية.

 

وقنصل فرنسا في حلب وبعد ظهور الوهابية من نجد وصفها بأنها “بروستانت الشرق” الذي إتفق اليوم مع بروستانت الغرب والصهيونية تبارك سريعا والضحية الوطن العربي والإسلامي، وليتراجع خبر مقتل الخاشقجي من المرتبة الأولى إلى المرتبة العاشرة ثم النسيان، والمهمة إنتهت يامحور إخوان قطر وتركيا والدور ليس ببعيد على الأخ بشير السوداني بالتطبيع مقابل إيقاف المظاهرات المفتعلة بالأزمات الإقتصادية، وكل رؤساء أمريكا من المذهب البروستانتي بإستثناء الرئيس “جون كنيدي”.

 

والباطل يقول بأنه يحارب الإرهاب الإسلامي المتطرف والإسلام السياسي… ولا إرهاب في الإسلام بل تكفير وهابي الذي إزداد وانتشر وبمسميات متعددة بفعل محاربة أمريكا والسعودية للإرهاب، وبعد 17 سنة من محاربة الإرهاب في أفغانستان هاهي أمريكا تفاوض الإرهاب في الإمارات وقطر وتوقع مسودة إتفاق مع طالبان مقابل إنسحاب أمريكا وبشرط عدم السماح بتواجد داعش والقاعدة في أفغانستان، وطالبان هي من إخوات القاعدة وداعش ومن أبناء الوهابية وإخوان الظواهري، والهدف قد يكون خلق بيئة خصبة متجددة للتكفير في أفغانستان على حدود إيران الشرقية.

 

ويقاتلونكم من وراء جدر وقرى محصنة وتحالفات ومحاور عسكرية، فإسرائيل والسعودية وأمريكا هي الكيانات الثلاثة في العالم لاتشن حروب منفردة بل بالتحالفات وتشيد وتبني جدرا إسمنتية وإلكترونية لحمايتها من الشعب الفلسطيني واليمني والمكسيكي واللاتيني.

 

هاجس أمني مرعب لحلف الباطل الثلاثي الذي يعيش أزمة حقيقية وجودية ويفتعل الأزمات لقوى الخير والحق ظنا منه بأنه يجدد دورة حياته الطارئة والمتطفلة.

 

واليمن هو اليمن على مر الزمان والعصور والحجاز سيستعيد هويته وكذلك فلسطين ولانعرف ماذا كان إسم وطن الهنود الحمر.. شعوب اصيلة وأوطان عريقة مقابل كيانات طارئة ومتطفلة مدججة بالمال والإعلام والسلاح والشرعية الدولية والتحريف والتزوير والتزييف هو من صفاتها وسماتها وشغلها الشاغل وحتما الزوال من نصيبها.

 

اليوم الأمريكي يحمل عصاه ويرحل من سوريا وأفغانستان ولاحقا العراق والشرق الأوسط ويترك وراءه فراغ عسكري في المنطقة مشابها للفراغ الذي تركه الإستعمار البريطاني بعد هزيمة حرب قناة السويس 1956م، وحينها أمريكا ملأت الفراغ لحماية الكيان السعودي والإسرائيلي بضرب حركات التحرر والمقاومة والأنظمة الوطنية والثورية حسب مبدأ “إيزنهاور” بعد موافقة الملك السعودي “عبدالعزيز بن سعود” على فتح أراضي الحرمين الشرفين والموانئ والبحار للقواعد العسكرية الأمريكية في لقاء جمعه مع الرئيس الأمريكي “روزفلت” في البحيرات المرة لقناة السويس عام 1944م، والباطل في حالة رعب وذعر، والملك السعودي فيصل وفي رسالته للرئيس الأمريكي “جونسون” قال “مالم تدعم أمريكا إسرائيل في الحرب على مصر وسوريا لوقف المد الثوري العربي فإنه لن يكون هناك أي وجود للسعودية وأمريكا في المنطقة بحلول عام 1970م. وكان العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا حزيران 1967م، والمشروع القومي العربي الثوري يهتز ويترنح ويسقط في الكنيست الصهيوني بإعتراف مصر بإسرائيل مارس 1979م.

 

واليوم أمريكا تهزم في المنطقة والفراغ العسكري مجددا للواجهة والباطل في حالة رعب وخوف من المشروع الإسلامي الثوري التحرري، والصهيوني “كيسينجر” يقول بأن التطبيع والتحالف العسكري بين السعودية وإسرائيل هو من سيملئ الفراغ العسكري بالتحالف مع أعراب التطبيع ودول من أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وهو التحالف المتوقع إعلانه في وارسلو بولندا فبراير 2019م التحالف الإستراتيجي لمواجهة محور المقاومة وإيران التي ستُحاصر من الشرق بدواعش طالبان واخواتها ومن الغرب بتحالف إسرائيل والسعودية، وليتفرغ ترامب أمريكا للأنظمة الثورية في أمريكا اللاتينية كوبا وبوليفيا ونيكاراجوا وفنزويلا وفق مخطط أمريكي لإعادة تشكيل أمريكا اللاتينية وضعه “جون بولتون” كما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الصادرة 31 يناير 2019م، وفنزويلا تحتوي على أكبر مخزون نفطي في العالم، وترامب يهدد بالغزو العسكري، والثورة البوليفارية ثابتة ومستعدة للدفاع عن الثورة والدستور والوطن، وفنزويلا تحررت من الإستعمار الإسباني في عام 1918م بقيادة الزعيم “سيمون بوليفار” وحينها كانت فرق عسكرية أمريكية تقاتل إلى جانب الإستعمار الإسباني وحينها قال بوليفار بأن أمريكا الإمبريالية تريد لبلاده الفقر والبؤس والحرمان وانتصرت الثورة البوليفارية التي جددها الزعيم الراحل “هوجو تشافيز” نصير الفقراء والمظلومين والقضية الفلسطينية وقال تشافيز وهو على منصة الأمم المتحدة “من هنا مر ظل الشيطان” يقصد بذلك الرئيس “جورج بوش” الإبن، والإمام الخميني قال بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر، والشيطان يتأهب للإنقضاض على فنزويلا ثم نيكاراجوا، والتحالف الإستراتيجي للإنقضاض على إيران.

 

والأمم المتحدة تقول في تقريرها في منتدى دافوس الاقتصادي الاخير بأن هناك بوادر أزمة إقتصادية عالمية مشابهة للأزمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وليبدوا المشهد السياسي والاقتصادي وافتعال الازمات ماهو إلا مقدمة لحرب عالمية قادمة تكفل للكيانات الثلاثة بالتوسع واغتيال الأوطان..الخ، خاصة مع عجز الأمم المتحدة المشابة لعجز عصبة الأمم المتحدة عن حل النزاعات بين الدول قبل الحرب العالمية الثانية.

 

لكن أمريكا اليوم منقسمة على نفسها ولاتشبه ألمانيا هتلر ولا إيطاليا موسوليني، وإسرائيل مهتزة من الداخل ومحيط المقاومة ولاتشبه اليابان قبل الحرب العالمية الثانية، والسعودية في أسوأ حالاتها من تاريخ الصناعة الإنجليزية في الداخل والمحيط والإقليم والعالم والتطبيع مع إسرائيل ستكون له نتائج عكسية لايتوقعها الصهيوني والأمريكي إن شاء الله تعالى على الكيان السعودي ثم الصهيوني ثم الأمريكي الكيانات الطارئة على الدين والجغرافيا والتاريخ، وهناك من يقول بأن الحرب العالمية القادمة لن تكون بجيوش كلاسيكية مثل الحرب الأولى والثانية بل بالسلاح النووي الغادر من إسرائيل وأمريكا، وفرض الإستسلام على قوى الخير والحق والفطرة الإنسانية في العالم ثم سيادة الباطل سيادة تامة على الحق.

 

والسكرة طارت ولم تاتي الفكرة ولن تأتي، والنشوة ستذهب إلى أدراج عواصف الحزن والاكتئاب والهلوسة والجلطات الدماغية والقلبية.

 

فالسيد حسن نصر الله -حماه الله- قال على نتنياهو أن يحذر من استمرار العدوان على سوريا وجر المنطقة الى المواجهة الكبرى، وادخلوها بسلام آمنين، والسيد عبدالملك الحوثي -حماه الله ونصره- قال بأن هذا العام هو عام الطيران المسير، والأمين العام للأمن القومي الإيراني قال بأن الصواريخ الدقيقة أصبحت لدى المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة، والبوارج الإيرانية تتجه نحو شواطئ فنزويلا، ومادورو قال بأن فنزويلا ستكون فيتنام ثانية والعالم على كف الشيطان وقرن الشيطان والصهيونية مثلث الشر العالمي، وسقوط أحد أضلاع المثلث سينتهي إلى سقوط الضلعين الآخرين بالمنطق الرياضي والسياسي والعسكري، وربما نشهد سيناريو مختلف ومن داخل المثلث يطيح بالزوايا، وكانت ولاية جنوب كارولينا هي أول ولاية تعلن الإنفصال في عام 1861م عن أمريكا الفيدرالية ثم تبعتها 11 ولاية وكانت الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال الغني والجنوب الفقير، وهناك ثراء فاحش لشركات النفط وصناعة الأسلحة يقابله إفلاس لشركات الصناعات التقليدية فالمصانع أفلست والعمال للتسريح ولصالح المنتجات الصينية المنافسة، ومالم تحققه كارولينا الجنوبية قد تحققه كاليفورنيا ثم تفكك كيان أمريكا الإمبريالية والمخابرات والأزمات الإقتصادية القاتلة للشعوب وبزوالها تزول السعودية وإسرائيل والعكس صحيح حيث قال ترامب لولا السعودية لانتهت إسرائيل، والعرش السعودي الوهابي يهتز ويترنح على وقع مقتل خاشقجي والكنيسة الإنجيلية البروستانتية والصهيونية التلمودية تثبتان العرش السعودي بوصفة التطبيع والتحالف الإستراتيجي كما يزعمون.

 

وأضلاع المثلث تعيش أزمة حقيقية وجودية تنذر بالزوال بوجود محور المقاومة الصامد وجفاف ضروع البقرة الحلوب، ويراد تجديد دورة حياة الكيانات واستمرارها في الوجود بافتعال مختلف الازمات والسيطرة على ضروع النفط الفنزويلي واليمني الواعد إلى آخر السيناريو والسحر حتما سينقلب على الساحر، ولله عاقبة الأمور، الله أكبر الموت لامريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي

Exit mobile version