الرئيسية أخبار وتقارير المشهد العسكري ماذا يعني سقوط ورقة العدوان في حجور .. خفايا وأبعاد

ماذا يعني سقوط ورقة العدوان في حجور .. خفايا وأبعاد

المشهد اليمني الأول/

 

تطهرت حجور من مرتزقة كانوا قبل ذلك قطاع طرق ولصوص قالت عنها الأبواق القذرة انهم امل الجمهورية وحماتها، وأملها الوحيد في تنفيذ مخططها فهل يا ترى سقطت الجمهورية بسقوط قطاع طرق ولصوص كما زعمت تلك الأبواق؟ وهل ستنهي دول العدوان عدوانها بعد سقوط أملها الوحيد؟

 

الحقيقة أنه سيكون الأمر عميق للغاية لو درسنا واقع فتنتي خونة ديسمبر والمرتزقة في العبيسة وما آلتا اليه، فتنة حجور كانت املهم الاخير كما قالوا فتعالوا الى هنا لتقييم واقع العدوان ومرتزقته من هذه الزاوية،، خفاياها وأبعادها ودلالات الانتصار.

 

بالأمس القريب حظي المرتزقة في العبيسة باحتفال لم يسبق له مثيل من قبل ابواق العدوان حتى احتلوا كل الوسائل قنوات ومواقع الكترونية ومواقع التواصل حت صوروا فتنة حجور وكأنها الورقة والأمل الأخير لهم وربما وهذا المؤكد ان دول العدوان نفسها صدقت نفسها وصارت تحتفل وبشكل مبتذل حقا، فهل كانت كل تلك الضجة من أجل رفع معنويات مرتزقتهم هناك؟ ام كانت أملهم الاخير حقا؟، لو كان الامر كذلك لما صوروا المعركة وكأنها أمل تحالف العدوان الأخير.

 

الجهود الجبارة التي بذلوها لتحريك قطاع الطرق في منطقة جغرافية وعرة كانت كبيرة للغاية والإعداد بدأ منذ سنوات وليس وليد اللحظة، صحيح ان قطاع الطرق كانوا يستولون على منطقة لابأس بها يمارسون فيها عملياتهم الاجرامية بحق المواطنين، لكن دول العدوان وخاصة الامارات كانت قد دعمت وخططت خلال سنوات العدوان بما امكن المرتزقة من بناء التحصينات اللازمة وتم امدادهم بالسلاح والعتاد ليتحركوا في الوقت المناسب وبشكل يضمن نجاح هذا التحرك دون ادنى إحتمالات الفشل.

 

استراتيجية قوات الأمن خلال فترة المواجهة قامت على خيار السلم خاصة بعد أن اطبقت عليهم لاعطاء فرصة للسلم والصلح.. ظنوا انفسهم أهل قضية وبما يجعلهن في موقع قوة، لكن القوة التي املوا فيها هي العتاد الضخم الذي كان بحوزتهم والذي كان كافي لاحراق نصف الشمال تقريبا.. الدولة لم تكن في وارد المواجهة ولم تلقي بالا لكل تلك الضجة الاعلامية مفضلة خيار السلم بين اليمنيين كماهو دأب القيادة وارادت اعطاء هؤلاء المرتزقة الفرصة لحرمان دول العدوان من التغرير بهم والدفع بهم في محارق محتومة النتائج، وعرضت عليهم كل الخيارات بمافيها بقاء الاسلحة معهم مقابل عدم التقطع وعدم القتال بصف طرفي المواجهة “العدوان والجيش واللجان الشعبية” وخيارات اخرى.

 

رفضوا كل ذلك وركبوا رؤوسهم وغرهم في ذلك اضافة الى ما تقدم تلك الوعود التي اطلقها المرتزق فهد دهشوش وقوى العدوان ومرتزقتها والاموال الضخمة التي صرفت لهم فزغللت اعينهم، اطلقوا دعوات التصالح فيما بين مكونات المرتزقة بما يخدم إثارة الفتنة في حجور لتتحول الى نموذج عدني تسوده شريعة الغاب.

 

أمام هذا الواقع تصور المرتزقة أن الفشل من سابع المستحيلات، كانت من ثمرات الصبر والتأني والرهان على الحل السلمي كتكتيك اعطاء الفرصة الكاملة لقياس مدى تحرك أدوات اخرى في أي منطقة هنا او هناك من أجل السيطرة عليها بسهولة.

 

ومن ثمرات الرهان على الحل السلمي أنها أغرت قوى العدوان مما جعلها تحتفل حد الجنون وتصور المعركة هناك وكأنها الامل الاخير والوحيد، حسنا هاهم الشرفاء من ابناء حجور وبعد اللقاء الموسع لقبائل اليمن يتمكنون من تطهير منطقتهم بسهولة ويسر وخلال المدة الزمنية المعلنة بل اقل منها، الا يدل ذلك على ان كل شيء محسوب بعناية هنا، لكن ماذا عن قوى العدوان بعد تناثر املها الوحيد؟ هل سيستمر عدوانها أم ستجر اذيال الهزيمة.

 

الحقيقة انها تريد ذلك لكن هنا في اليمن يوجد مرتزقة يحملون اعلى معايير الانحطاط والعمالة وادنى معايير الكرامة في سباقهم على الارتزاق لدرجة أنه كلما أوشكت دول العدوان على اليأس والإحباط بعثوا فيها الأمل من جديد. قلتها على هذا الحائط من البداية، دول العدوان تريدكم ورقة ضغط لمفاوضاتها بشأن اتفاق السويد لا أقل ولا اكثر ولو احرمتموها لكانت الآن قد وقعت ونفذت التزاماتها لانها ستكون مجبرة، في فتنة الديسمبريين الخونة كانت الظروف تشبه ظروف اليوم فالمعارك أصبحت في العمق السعودي والخطر بات محاصرا دول العدوان والضغوط كانت موجهة نحو دول العدوان لايقاف عدوانها والتوقيع على اتفاقية سلام دائم وظهرت حينها دعوات سلام كثيرة.

 

فجأة وجدنا انفسنا أمام خونة من نوع قذر ورخيص وحقير وبطريقة غبية ظنوا انهم سيستطيعون مصادرة تضحيات شعب ناضل وجاهد وصبر وقدم اغلى التضحيات التي لم يشهدها التاريخ اليمني من قبل، الاستفزاز بحد ذاته حينها كان كفيل بجرهم الى مصارعهم، لكن لا عظة لدى من اصبحت روحه بيد سيده فعفاش نفسه تحرك دون رغبة منه وانما اجبره أسياده ضاغطين عليه بعدة ملفات.. تحرك،، وان كان الوضع غير مناسب وانت سياسي وزعيم وترى غير ذلك فنحن نعرف ذلك لكن عليك ان تتحرك.

 

ومن الطبيعي ان لا يجد الغزاة والمعتدون غير قطاع الطرق والفاسدين من اراذل من عرفتهم اليمن لأن اليمن مليئة بالشرفاء وكانت قد ثارت على هؤلاء ومن بقي منهم انما تحرك خوفا على مصالحه رافعين شعار الجمهورية ومن احضان الممالك والامارات.. هل سقطت الجمهورية بسقوط قطاع طرق استمروا في ممارسة جرائمهم لثلاثين عاما حتى طال رجال الله ام تعزز حضور دولة الجمهورية اليمنية في مواجهة كل ادوات اضخم عدوان عرفته البشرية بالتاريخ المعاصر.

 

العالم يراقب ويتلقى كل ذلك الضخ الاعلامي الذي شهدته الساحة في فتنتي عفاش وحجور وحينما وصل هذا الضخ الى ذروته تم إنهاء هاتين الفتنتين بسهولة وبوقت قياسي، مقاتلي الجبهات في الجيش واللجان الشعبية وقوات الامن قد اكتسبوا مهارات عالية في القتال والتخطيط والتنفيذ ودول العدوان ومرتزقتها لازالت تنظر اليهم كمليشيا ضعيفة نتيجة الضخ الاعلامي الذي دائما ما ينتهي بهم الى تصديق أنفسهم.

 

هنا يد خفية لا يراها الا الراسخون في الكرامة والحرية والشجاعة والثقافة القرآنية، ولولا بعض الاخطاء نتيجة الجهل وقصر النظر وايضا لولا الارتزاق الذي تناسل نتيجة استغلال الأخطاء لكانت رجال الله اليوم في قصر سلمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالله مفضل الوزير

Exit mobile version