المشهد اليمني الأول/

 

علاقة وطيدة تربط بين التنظيمات الإجرامية مع دول التحالف وكأنها علاقة زواج كاثوليكي لا طلاق فيه وليست العلاقة وليدة اللحظة أو من قبل سنوات وإنما أرتباط وثيق منذ الغزوات الجهادية الأمريكية في أفغانستان وتلتها العراق وسوريا ثم ليبيا لتكون يدها العابثة في تدمير المجتمعات والشماعة لمحاربة الشعوب.

 

 

في اليمن تندرج علاقة التنظيمات الإجرامية مع دول العدوان وعلى راسهما السعودية والإمارات كونها يد استخباراتية تديرها المخابرات الأمريكية وقبيل اندلاع الحرب الكونية على اليمن لعبت التنظيمات الاجرامية دورا محورياً في عمليات الاغتيال وتفجير الطائرات العسكرية اليمنية والاختطافات للمدنيين والعسكريين في شتى محافظات الجمهورية.

 

 

دول العدوان كانت تنتظر اللحظة المناسبة للتدخل العسكري في اليمن للقضاء على ثورة 21 سبتمبر التي ازالت كل الذرائع الخارجية واهمها ذريعة محاربة ما يسمى تنظيم القاعدة او داعش الإجرامي ان اليقظة التي ابداها الشعب اليمني وانتباهه لمخططات الأعداء اثار حفيظة أمريكا وعملائها في المنطقة .

 

 

يأتي السؤال كيف كانت عملية الارباك التي ستقوم بها دول العدوان قبيل تنفيذ العدوان الهمجي على اليمن فكانت التفجيرات الاجرامية في 21 مارس 2015 في مسجدي بدر  والحشحوش بداية لشن العدوان ولارباك الجيش والشعب بهول الفاجعة التي وقعت في اقدس الأماكن فكانت التنظيمات الاجرامية من اوكل اليها تنفيذ المهمة القذرة في قتل المصليين.

 

 

شنت قوات العدوان الأمريكي غاراتها على اليمن فبادرت الأحزاب التكفيرية ومنها حزب الإصلاح الى مباركة العدوان وتلاها التنظيمات الاجرامية الذي أعلن زعيمها قاسم الريمي في خطاب متلفز ان مرتزقته يقاتلون في سبع جبهات متعددة.

 

 

ومع مرور الوقت والعدوان وتزايد عمليات القتل والسحل في عدة محافظات محتلة منها محافظة تعز اثبت للجميع من خلال لقطات الفيديو التي ينشرها تنظيم القاعدة انه مشارك وبقوة في قتل اليمنيين وتوالت العمليات التي تنفذ بحق الاسرى في لحج وابين وعدن من قبل التنظيم الاجرامي.

 

 

مسرحيات انتصارات دول العدوان على ما يسمى تنظيم القاعدة الاجرامي في المحافظات المحتلة وتمكنها من استعادة بعض المدن تم نسفها من قبل تحقيق صحفي لوكالة اسوشيتد برس الامريكية نشر العام الفائت.

 

 

التحقيق الصحفي كشف قيام دول العدوان وعلى راسها السعودية والامارات بعقد صفقات سرية مع التنظيم الاجرامي القاعدة في محافظات جنوبية محتلة, ودفعت دول العدوان أموالا طائلة للتنظيم مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق  من اجل ان يتم ترويجها في وسائل الاعلام على انها انتصارات ضد التنظيم.

 

 

المئات من التنظيم الاجرامي انضموا الى القوات التي تنشئها دولة الاحتلال الاماراتي والسعودي في المحافظات الجنوبية المحتلة، ولتم دفعهم بعد ذلك الى جبهات القتال وخصوصا في الساحل الغربي.

 

 

الوكالة الامريكية لفتت الى ان هذه الاتفاقات تمت بعلم أميركي والذي بدورهم قاموا بتأمين انسحاب بعض العناصر الاجرامية للتنظيم مع عتادهم الذي نهبوه من بعض المدن وإيقاف العمليات الوهمية التي تزعم انها ضد التنظيم من قبل الطائرات بدون طيار حتى تمت المفاوضات والانسحابات ومن المدن التي تم الانسحاب مدينة المكلا في حضرموت ، وكذا من سبع مناطق في محافظة أبين ومدينة الصعيد بمحافظة شبوة.

 

 

وأشارت الوكالة الى أن فصائل المرتزقة المسلحة المدعومة من دول العدوان جندت مسلحي تنظيم القاعدة الاجرامي حيث تم الاتفاق في احدى الصفقات على انضمام 250 من اجرامي القاعدة لما يسمى قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الاحتلال الإماراتي في محافظة أبين المحتلة.

 

 

وقد كشف خمسة مسؤولين أمنيين وحكوميين يمنيين تابعين لحكومة المرتزقة وأربعة وسطاء قبليين بمحافظة أبين للوكالة اسوشيتد برس أن اتفاقا أبرم في أوائل عام 2016 قضى بإدماج عشرة آلاف مسلح قبلي – منهم 250 من تنظيم القاعدة الاجرامي  في ما تسمى قوات الحزام الأمني الإماراتية  في أبين.

 

 

وفي فبراير 2016 ، أعلنت قوات الاحتلال الاماراتي انها سيطرت على منطقة الصعيد بمحافظة شبوة ونشرت ذلك على وسائل الاعلام مدعية انه تم تطهيرها من تنظيم القاعدة تحت مسمى عملية السيف الحاسم ، الامر الذي تبين انها احدى الصفقات المبرمة بأنسحاب التنظيم وذلك  وفقا لما قاله أحد الوسطاء القبليين، الذي كان مشاركا في صفقة انسحاب مقاتلي التنظيم الذي قال انه تم انسحابهم على متن شاحنات وبأسلحتهم من منطقة الصعيد دون التعرض لأي مضايقات بحسب ما ذكره مدير أمن شبوة المرتزق عوض الدهبول ووسيط ومسؤولون حكوميون تابعين للفار هادي للوكالة.

 

 

وكما صرح الوسيط ومسؤوليْن اثنين فإنه بموجب الاتفاق انه ما تسمى قوات النخبة الشبوانية التابعة للأمارات يتواجد بها مقابل كل الف مقاتل 70 من تنظيم القاعدة .

 

 

وتمت صفقة أخرى في 2016 بين دولة الاحتلال والتنظيم وذلك بخروجه من المكلا مقابل 100 مليون دولار .

 

 

حيث تم الانسحاب من المدينة الذي ظل الاتنظيم يسيطر عليها منذ ابريل 2015 وبمسرحية تم فبركتها من وسائل اعلام العدوان ان قوات الاحتلال الاماراتي طردت القاعدة وسيطرت على المدينة في ليلة واحدة.

 

 

وفي تصريحات لخالد باطرفي القيادي في تنظيم القاعدة  لوكالة اسوشيتد قال إنه بالنسبة للذين على الخطوط الأمامية فهم بالتأكيد على علم بمشاركتنا فنحن إما نقاتل مع إخواننا في اليمن أو ندعمهم بالسلاح”.

 

 

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن هذه الاتفاقات وهذه الأموال المدفوعة ساعدت التنظيم الاجرامي على الاستمرار في القتال وقالت أطراف رئيسية في الاتفاقات السرية المبرمة إن أميركا على علم بهذه الصفقات.

 

 

عمليات تجنيد كبيرة تتم من قبل الفار هادي و دول العدوان لمسلحي التنظيم الاجرامي ومقابل ذلك تدفع ملايين الدولارات لقيادات من التنظيم عن طريق وسطاء قبليين.

 

 

وذكر تحقيق الوكالة أن مجموعات المرتزقة المسلحة التي تتبع دول العدوان على اليمن جندت العديد من مقاتلي القاعدة ليصبحوا في صفوفها بالنظر إلى القدرات التي يمتلكونها في ساحة الحرب مشيرا الى حصول قيادي مرتزق ينتمي الى التنظيم على 12 مليون دولار من الفار عبد ربه منصور هادي مقابل المحاربة معه برغم وجوده على لائحة الإرهاب الامريكية.

 

 

جبهات محافظة تعز فيها حضور كبير وقوي لمرتزقة تنظيم القاعدة الاجرامي وما حدث من جرائم قتل وسحل وتعذيب في قري صبر والصراري ليست ببعيدة والتي ارتكبها مرتزقة التنظيم بحق المدنيين.

 

 

وكشف للوكالة المرتزق عبد الستار الشميري المستشار السابق لمحافظ تعز عن تجنيد مقاتلي القاعدة قائلا إنه علم بوجود مسلحين من القاعدة منذ البداية وقال لمسؤولين عسكريين بضرورة عدم تجنيد هؤلاء فكان ردهم أنهم “سيتحالفون مع الشيطان لمواجهة الحوثيين”.

 

 

وأورد تحقيق الوكالة نقلا عن عادل العزي اليد اليمني لأبي العباس  قوله إن المليشيا تحصل على تمويل الإمارات رغم أن أبا العباس مدرج ضمن القائمة الأمريكية لمحاربة الإرهاب.

 

 

وحيال هذا الشأن أفاد مايكل هورتون، أحد الباحثين في مؤسسة جيمس تاون، وهي مجموعة أمريكية مختصة في تعقب الإرهاب، أن “عناصر الجيش الأمريكي تدرك بوضوح أن الكثير مما تفعله الولايات المتحدة في اليمن يساعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهناك قلق كبير بشأن ذلك”.

 

 

وصرح هورتون أن معظم أحداث الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإماراتي والميليشيات التابعة لها على تنظيم القاعدة تعد “مهزلة” وقد قال إن “تحديد انتماءات الأشخاص، والقول إن أحدهم ينتمي إلى تنظيم القاعدة أو لا، يعتبر ضربا من ضروب الخيال. ويرجع ذلك بالأساس إلى العدد الكبير للتحالفات والصفقات التي تم عقدها”.

 

 

في إطار هذا اعترف احد قيادي  في تنظيم القاعدة أن عدد أعضاءها، الذي قدره المسؤولون الأمريكيون بين 6000 و8000 عنصرا آخذ في الارتفاع  مضيفا ان عمليات انتشار المقاتلين في جبهات القتال الأمامية ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية توفر أرضية خصبة لتجنيد أعضاء جدد وقال إن “معنى ذلك أنه عندما ترسل 20 مقاتلا، يمكنك العودة صحبة 100 مقاتل”.

 

 

وفي السياق كشفت شبكة سي ان ان الامريكي في فبراير من العام الجاري في تقرير صحفي ان دولة الاحتلال الاماراتي سربت أسلحة أمريكية إلى تنظيم القاعدة في اليمن. واشارت الشبكة الى حصولها على معلومات تفيد بقيام كل من دولتي العدوان “السعودية والإمارات” بتزويد مقاتلين مرتبطين بالقاعدة بأسلحة أمريكية مؤكدة  أن الرياض وأبو ظبي استخدمتا الأسلحة الأمريكية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية.

 

 

بدورها أشارت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير صحفي العام الفائت  إلى أن دولتا العدوان – السعودية والإمارات – وفي انتهاك واضح للاتفاقيات التجارية – تسببتا في وصول بعض الأسلحة المتطورة التي تم شراؤها من الشركات الأوروبية والأميركية مثل العربات المدرعة ومنصات الصواريخ والعبوات الناسفة والبنادق المتطورة إلى ميليشيات محلية في إشارة الى تنظيم القاعدة.

 

 

مما سبق نجد ان الشعب اليمني وقف في وجه أعتى قوة عسكرية في العالم  والتي استعانت بكل أصناف المرتزقة ومن شتى اصقاع الأرض ابتداء بشركات البلاك ووتر الى داين غروب الأمريكية والمرتزقة من أفريقيا والسودان وانتهاء بشماعة تنظيم القاعدة التي يدعى بانهم يقاتلوه والذي يشارك معهم في عمليات القتل للشعب اليمني ليفضح زيف أدعائتهم .

 

 

تقرير : وائل شاري