المشهد اليمني الأول/

هاجم وزير الخارجية البحريني زعيم التيار الصدري في العراق السيد مقتدى الصدر، عقب تعليق الصدر على منشور مسيء للقيادة الايرانية نشرته السفارة الامريكية في العراق على موقع فيسبوك، كما إستدعت البحرين السفير العراقي إحتجاجا على بيان الصدر، فيما طالبت العراق البحرين بتقديم الإعتذار على الإساءة البحرينية للصدر والعراق.

وكان السيد مقتدى الصدر قد قال في وثيقة صدرت اليوم أنه “قلق فيما يخص الصراع (الإيراني) مع الاتحاد الثنائي (ترامب ونتنياهو)، الذي أخذ على عاتقه تركيع الشعوب وتجويعها بأبشع الطرق وأذلها محتجا بحجج الارهاب وماشاكلها”، موضحا انه “لست هنا لاختار ما بين دعم (الجارة) ايران أو دعم الاتحاد الثنائي فدعم الاخير ممنوع ومحرم في ديننا وعقيدتنا وشرعنا”.

كما طالب الصدر “بتشكيل أفواج عراقية وطنية من الجيش والشرطة حصرا وبإشراف مباشر من رئيس الوزراء لحماية الحدود بصورة دقيقة من أي تدخل من أي جهة كانت وغلق السفارة الأمريكية في العراق في حال زج العراق بهذا الصراع، لكبح لجام الاستكبار والاستعمار العالمي، وإلا ستكون السفارة الأمريكية في مرمى المقاومة مرة أخرى”.

وشدد الصدر في بيانه “في حال استمرار الاتحاد الثنائي بين أمريكا والكيان الصهيوني بالإضرار بالعراق، فعلى الحكومة العراقية التعامل بالمثل قدر الإمكان ، وأن تدافع عن نفسها ضد الاحتلال الأمريكي الصهيوني في الأراضي العراقية وغيرها حفاظا على العراق”.

وقدم الصدر 10 مقترحات منها انسحاب الفصائل العراقية المسلحة المنتمية للحشد الشعبي وغيرها من سوريا، وإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد في حال زج العراق في هذا الصراع، وإيقاف الحرب في البحرين واليمن وسوريا، كما اقترح “تنحي حكام” تلك البلدان الثلاثة

ورد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة على مقترح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بتنحي حكام اليمن والبحرين وسوريا فورا، وتم استدعاء السفير العراقي احتجاجا على بيان الصدر.

وقال آل خليفة في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مساء السبت: “مقتدى يبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي.. وبدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجه كلامه للبحرين”.

وتابع: “أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين”.

كما وجه الوزير البحريني في تغريدة ثانية انتقادا لاذعا لمقتدى الصدر مستشهدا ببيت شعر لـ”أبو اليمن الكندي” كان نصه “كم من كلاب بالنفوس وإنها… لتظن من صور الجسوم رجالا ” ومذيلا تغريدته بوسم #مقتدى”.

كما دعا زعيم التيار الصدري أتباعه إلى إهداء السفارة البحرينية وردة لإيصالها للشعب البحريني، ردا على تغريدتي وزير الخارجية البحريني التي اعتبرت “مسيئة” بحق الصدر.

وكتب حساب صالح محمد العراقي المقرب من الصدر “يقول قائدي: شكرا لكل من آزرنا، وأدعوا كل من يريد التظاهر أمام السفارة أو القنصلية البحرينية أن يسلمهم (وردة) على أن يعطوها هدية للشعب البحريني”.

وأضاف “هذه الوردة هدية مني لهم وأنتم أيها المتظاهرون تمثلونني بذلك.. فشكرا لكم صالح محمد العراقي”.

وردت الخارجية العراقية بقوة على التطاول البذيء لحكام البحرين وطالبت دولة البحرين باعتذار رسميّ عن إساءة وزير خارجيتها للعراق.

وقالت خارجية العراق أن “العراق لن يقبل أي تدخل في شؤونه وأي إساءة له أو لرموزه الوطنية والدينية مهما تعددت”.. مضيفة بأن “على الجميع معرفة حدودهم والالتزام بالحقائق واللياقات الدبلوماسية فعراق اليوم يتعافى ويقوى”.

وتوالت الردود العراقية الغاضبة على التطاول البحريني يرصد المشهد اليمني الأول بعضاً منها، حيث قالت عضو مجلس النواب العراقي “هدى سجاد” أن “ما صدر من وزير خارجية البحرين من تجاوز بحق مقتدى الصدر نرفضه بكل لغات الرفض، ودليل واضح على عنجهية هؤلاء الطامحين لاستمرار الصراعات في المنطقة”.

وكانت القيادية في حراك الجيل الجديد “سروة عبد الواحد” قد ردت في وقت سابق على الاساءة البحرينية للعراق قائلةً: “عندما تكون دولتك تابعة للسعودية وغير قادرة على اتخاذ قراراتك الداخلية، من الحماقة أن تتطاول على أحد الرموز الوطنية في العراق”، مضيفةً: “من كان بيته من زجاج لا يرمي بالحجر على بيوت الآخرين”.

وكان الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني قد رد على وزير الخارجية البحريني واصفا إياه بـ “الأخرق والفارغ”.